أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - موضة -التضامن- عادة سياسية سيئة..














المزيد.....

موضة -التضامن- عادة سياسية سيئة..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التضامن قيمة إنسانية قبل أن تكون قيمة نضالية. وبالتضامن تستطيع الشعوب المضطهدة مناصرة بعضها البعض وفك العزلة والحصار عن بعضها البعض في مواجهة الرجعية والصهيونية والامبريالية. وعندما نتضامن مع هذه القضية العادلة أو تلك، فإننا نسجل الموقف المبدئي الداعم لها. وكما يتردد عن حق "النظام يعمم القمع، فلنعمم التضامن". إن التضامن اتحاد، والاتحاد قوة.. لنتضامن، نعم. لنؤدي ضريبة التضامن (كثيرا ما سالت الدماء بالشوارع وهوت هراوات أجهزة القمع على أجساد/رؤوس المتضامنين وكسرت عظامهم على قدم المساواة...).. لكن، ماذا بعد؟
إن للتضامن شروطه، وخاصة المبدئية. فلا نرضى/نقبل أن يتم إعماله كمطية لأغراض سياسية أخرى وتوظيفه بخلفيات غير سليمة قد تؤدي الى نتائج عكسية. فليس كل من يدعي التضامن يعتبر متضامنا بالفعل، خاصة إذا كان متورطا الى جانب النظام في تكريس واقع الاستغلال والاضطهاد (أي الأيادي غير النظيفة). فمنذ 20 فبراير، برزت بشكل ملفت موضة "التضامن". وتشكل "جيش" من قناصي/محترفي "التضامن" (أفراد وهيئات). فلا تجدهم في أي معركة غير مناسبات "التضامن". وتراهم يتهافتون على تشكيل اللجن ويتزاحمون على الصفوف الأمامية والتقاط الصور والفيديوهات.. ويصح فيهم القول تجار "التضامن" كما تجار "حقوق الإنسان" والمستثمرين في معاناة الكادحين... إنهم يقتلون روح وعمق القيم الأصيلة والرفيعة، ويختزلونها في البهرجة وشعارات الاستهلاك وامتصاص الغضب..
للذكرى، عندما كنت والرفيق نور الدين جوهاري نحترق في دهاليز المركز الجامعي الاستشفائي ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء، توصلنا (عبر طرقنا الخاصة ورغم الحصار) برسالة من مجموعة من المعتقلين السياسيين بالسجن المركزي بالقنيطرة (مجموعة 1977 أو مجموعة ابراهام السرفاتي) تقترح علينا توقيف الإضراب اللامحدود عن الطعام والالتحاق بهم. علما أنه بعد استشهاد المناضل عبد الحق شبادة واستمرار معركتنا حتى ذلك الحين لما يفوق خمس سنوات (معركة الشهيدين)، تم تنقيل كل من عبد الإله بنعبد السلام وعبد الفتاح بوقورو وحسن العلمي البوطي وعبد الغني القباج (الرباط) وكذلك الطاهر الدريدي (الدار البيضاء) الى السجن المركزي. فكان ردنا بالرفض.. كان ردا مختصرا ومعبرا: لقد خضنا معركة الشهيدين ليس من أجل الالتحاق بالقنيطرة، بل من أجل خلق "قنيطرات" أخرى، أي فرض تحسين أوضاع السجون، ومنها أوضاعنا كمعتقلين سياسيين بالسجن الذي سنقيم به..
واليوم أقول، بدل الاقتصار على "التضامن"، وفي كثير من الأحيان ممارسة "التضامن" بخلفيات سياسية تخدم أجندات بعيدة عن التضامن الحقيقي مع الجماهير الشعبية بالحسيمة والمنطقة عموما، لنخلق "حسيمات" أخرى.. وهو التضامن المطلوب حقا. ويصح القول حينذاك "كلنا الحسيمة".. وكم يثير الشفقة من يردد عن وعي أو بدونه "كلنا زيد أو عمرو". فكم من زيد "باعنا" في أول منعطف، وكم من عمرو "أكلنا" في واضحة النهار. وذلك مقابل الفتات أو مقابل مناصب الذل.. الى متى سنبقى "نباع" و"نؤكل" بهذه البشاعة؟ هل شاخت ذاكرتنا الى هذا الحد المهول؟
إن مناطقنا ليست في أحسن حال من منطقة الحسيمة. إننا نتهرب من مسؤوليتنا نحو واقعنا (واقع مناطقنا) المتردي اقتصاديا واجتماعيا والذي يعرف من أوجه الفساد (ربما) ما يتجاوز ما تعرفه الحسيمة، لنختبئ وراء "التضامن" مع واقع مناطق أخرى أو شعوب أخرى (منطق النعامة).. وكما قال أحد الحكماء أو ما معناه: "كفى من ذرف الدموع على فلسطين (كما يتم الآن مع الحسيمة)، فأكبر تضامن/دعم للقضية الفلسطينية هو إسقاط نظام رجعي عميل".
لقد قتل النظام الأحزاب السياسية وشل النقابات، ويعمل الآن على اختراق الميادين، وخاصة البؤر المشتعلة. فتراه يؤثث الفضاءات الفارغة ويصنع "زعماءه" على مهل. وكثيرا ما وفر لهم الحماية والدعم المالي والإعلامي (كافة أشكال الدعم) وانتزع/سرق لفائدتهم "المشروعية" في غفلة منا. فليس كل ما يلمع ذهبا، داخل السجن وخارجه.
إنه من العبث والتفاهة تكرار أخطاء، بل خطايا 20 فبراير، وخاصة فتح الباب أمام القوى السياسية الحربائية التي فقدت كل المشروعية النضالية وزكت كل مشاريع النظام، ومن بينها القوى الظلامية والقوى التي تدعي "الإصلاحية"، وما هي بإصلاحية. إنها قوى تدعي الديمقراطية، وما هي بديمقراطية. إنها قوى متواطئة "تنخرط" في معارك أبناء شعبنا (وقفات، مسيرات، إضرابات...) لتسوقها عبر الخفوت التدريجي وتلطيف الشعارات والرتابة (حد الميوعة) نحو حتفها.. ومما يزيد من قتامة الصورة "اهتمامها" (أحيانا المبالغ فيه) بحالات والتنكر وتجاهل حالات أخرى (العمال والمعتقلون السياسيون...)، باعتماد معايير فجة على رأسها معيار "الربح والخسارة". وبدورها تصنع "زعاماتها" للتشويش والتدجين وإعدام فرص إعلان الحقيقة. فكم صار صعبا الجهر بالحقيقة. فبمجرد الصدح بها تحاصرك تهم التطرف والعدمية والصبيانية والانعزالية والتعالي...، وتغلق في وجهك المنابر ووسائل الإعلام والمنصات.. تهم من اليمين ومن "اليسار" تعزز قاموس النظام (المؤامرة، الإخلال بالنظام العام، المس بأمن الدولة، زعزعة الاستقرار...)؛ عموما، تهم تحيل على قانون "كل ما من شأنه" المشؤوم.. ويتناسون شعارات "الديمقراطية" و"الحق في الاختلاف"... وتصبح العدو المزعج المطلوب للمقصلة، فكم يكرهون حقيقتهم. وللدقة، كم يكرهون من يعلن حقيقتهم، أو بمعنى آخر من يفضحهم..
إن أشكال التضامن الحالية (المعزولة)، في تعددها ورغم مشروعيتها، تعكس العجز عن الفعل وتطوير الفعل وعن خوض المعارك المطلوبة في الزمن والمكان المناسبين في ظل احتداد الصراع الطبقي ببلادنا.
مرة أخرى، لنتضامن، نعم.. لكن، ماذا بعد؟



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد البوعزيزي تونس.. محسن فكري المغرب (الحسيمة)؟؟
- تضحيات عمال مناجم عوام بالمغرب في مواجهة مؤامرة الصمت..
- لن يغرق الشهداء أبدا في بحر النسيان...
- فاتح ماي -يفضحنا-..
- الشهيد محمد كرينة: لو تعلم..!!
- لسناء محيدلي قدم وسط عائلتنا
- الاتحاد الاشتراكي: معانقة قتلة الشهداء..
- بنكيران والعثماني وجهان لعملة صدئة واحدة في يد النظام
- تناقضات صارخة مسكوت عنها في الواقع المغربي المأزوم..
- ما معنى مغرب بدون حكومة؟!!
- احتجاجات 31 أكتوبر وما بعدها إدانة لمهزلة 07 أكتوبر 2016
- في ذكرى الشهيد المغربي أمين تهاني
- من الصراع الطبقي الى الطحن الطبقي..
- زمن -الطحن- أتى أيها الشهيد محسن..
- المهدي بنبركة وغدر -الرفاق-..
- منيب وبراهمة: -المخزن- فشل..
- الشهيد رحال، هل أتاك حديث مهزلة 07 أكتوبر؟
- في ذكرى استشهاد غيفارا
- ظلم النقابات للمدرس، ظلم ذوي القربى..
- ذبح -الديمقراطية- في أوج عرسها..


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - موضة -التضامن- عادة سياسية سيئة..