أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - جمال الرميلي وتغريبة المنافي قراءة في نصوص المجموعة















المزيد.....

جمال الرميلي وتغريبة المنافي قراءة في نصوص المجموعة


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 20:55
المحور: الادب والفن
    


على هامش مهرجان الإسكندرية الدولي للشعر العربي – القاهرة – مدينة الإسكندرية
جمال الرميلي وتغريبة المنافي
قراءة في نصوص المجموعة
جمال الرميلي شاعر جزائري يعمل بوعي شعري أصيل يكتب الشعر بطريقة تجريبية دون ان يتخل عن شكل القصيدة العربية وفقا لما وضعه الخليل ،بيد أن الملاحظ في نصوصه الشعرية انه يعمل على التجريب دون الإخلال بموسيقى الشعر بنوعيها الداخلي والخارجي ، التقيته على هامش مهرجان الإسكندرية الثاني في مدينة الإسكندرية فاستحضرت الشيخ عبد القادر وصولاته الشعرية ومفدى زكريا وقائمة طويلة من شعراء المقاومة فضلا عن شعراء آخرين حافظوا على هوية الشعر الجزائري و من المعروف أن الصراع الذي دار بين الشعب الجزائري والمستعمر الفرنسي طوال فترة الاحتلال الفرنسي كان محوره قضيتي الهوية والانتماء إذ تركزت جهود فرنسا على محاولة فصل الجزائر عن الأمة العربية .. كذلك فإن المقاومة الجزائرية في المقابل ركزت اهتمامها على إبراز الشخصية الوطنية وتحقيق الاستقلال، وهذا هو مفهوم الهوية .
ثم الارتباط بالوطن العربي وهذا هو الانتماء والشاعر الجزائري بوصفه جزء من الكل فإنه راح في قصائده يمثل وجدان الشعب المضطهد، فدار شعر هذه الفترة حول: لتعبير عن الغربة والحنين إلى الوطن والتعليق بالأبطال الثائرين والإصرار على العودة وتأكيد الولاء للتاريخ العربي الإسلامي، ووصف مآسي السجن والتعذيب والنقمة على الاستعمارلذلك نجد معجمهم الشعري حافلا بكلمات تعبر عن التمسك والتشبت بأرض هذا الوطن ومن أمثلتها غربة، حنين، ثورة، ثوار، رصاص، دم، موت، قرية، نخلة، ذكرى، أم، أخت، أب، حبيبة، أرض...
الرميلي امتداد لؤلئك الأفذاذ من شعراء المقاومة الجزائرية فشعره ثورة منذ الإهداء الذي حمل "إلى أوراس انتماءً وفخارا أبديا ، إلى شهدائه وفاءً لأسطورة لا تتكرر مرتين" كم أعطت تلك المدينة الوادعة من تضحيات لتبقى الجزائر عربية وتحافظ على ارثها العربي الإسلامي نعم تستحق أن يهدي الشعراء الوطنيون قصائدهم لأرواح شهدائها .
ولو توغلنا في نصوص المجموعة لوجدنا أن الخطاب الشعري قد اتسم بروح الثورة حتى مع قصائد وجدانية وهذا ما سنمر عليه من خلال تصفحنا لبعض النصوص الانتقائية الأمر الذي يؤكد حقيقة أن الشعر العربي في المغرب والمشرق بخير وان المحافظة على الموروث الأدبي يتحمله رجال ينهضون بهذه المسؤولية .
يقول جمال الرميلي في نص "توق " :
ماء السواقي في المنابع مرهق
والبحر تاق إلى مداه الزورق
والبوح هذا المشتهى في صبوتي
عبثا يحاول أن يجيء فانطق ،ص12
مما لاشك فيه ان القصيدة الكلاسيكية ووفق استطلاعات للرأي قد مثلت نسبة الثلثين الى الثلث بالنسبة للقصيدة الحديثة ( خارج قواعد الخليل) والسبب في ذلك يعود الى طبيعة المرحلة التي عاشتها الحركة الشعرية الجزائرية، وهي مرحلتين اولها الحركة الاصلاحية التي تبنت التشبث بالموروث والحفاظ عليه حتى لو كلف ذلك تقديم تضحيات معينة ،باعتبار ان الشعر التقليدي باعتباره الاتجاه الذي صيغ فيه الشعر العربي في أزهى عصوره أمر ينسجم وطبيعة الحركة الإصلاحية التي تستلهم الماضي وهي تبني حا ضرها بعيدا عن الاحتلال.
أما الأمر الآخر فهو مقاومة الهجمات الثقافية الغربية الساعية لطمس كل معلم عربي إسلامي في الجزائر وقد حرص الاستعمار على تذويب الشخصية الوطنية ودمجها، وفي مقابل ذلك تمسكت الحركة الوطنية باللغة والدين كعلامات فارقة، ولما كان الشعر مرتبطا باللغة فقد كان من الطبيعي أن يكون على المستوى الفني شكلا من الأشكال التي توسلت بها المقاومة لإيقاف مد الحضارة الغربية، ومن البديهي أن يساعد ذلك على انتشار الشعر التقليدي بحكم كونه الاتجاه الذي صيغ فيه الشعر طوال العصور السابقة.
والرميلي جمال من حيث المنهج متمسك تماما في نصه الشعري على الحفاظ على هذه الضرورات التي تجعل من الشعر احدى ادوات المقاومة ضد الهجمات الموجهة الى عروبة وأصالة ونقاء الشعب الجزائري وهنا يقع وفق وجهة نظرنا شعر الرميلي تحت عنوان كبير هو " مقاومة هجمات مسخ الهوية العربية من الشعر " لذا حافظت قصيدته على البنية العربية للقصيدة مع التجديد في الأسلوب وتحديث للمفردة وتأطير جميل للصور الشعرية وتكثيفها فجاء شعره من القوة ما يعيدنا الى الحقبة الذهبية للشعر الجزائري المقاوم .
إن الشكوى في نص الرميلي واضحة من تردي في مختلف جوانب الحياة " ماء السواقي في المنابع مرهق " صورة كبيرة لا تتوقف عند تأويل واحد ترك الشاعر للمتلقي وضع التأويل المناسب مثلا " الطفل في رحم أمه متعب " هذا تأويل افتراضي ينسجم مع فحوى الصدر ولو انتقلنا للعجز من البيت لوجدنا ان تلاعبا في اللغة حقق عنصر الادهاش وانفتح على تأويل اخطر فـ ( البحر تاق الى مداه الزورق) كأن الحياة مخنوقة تماما والنفس تتطلع للحرية اذا افترضنا ان البحر فضاء اوسع بالنسبة للزورق .
وهكذا تتلاحق الصور الرمزية والمرمزة في النص وهي تدعو للتأمل والبحث عن تأويل مناسب وسارت العديد من النصوص على هذه الطريقة الرمزية التي تجعل القارئ يشكل متمما بل جزءً لا يتجزأ من النص .
ولو انتقلنا إلى نص آخر تحت عنوان " استشراف " لوجدنا ان نقدا للعصر واضح في ثناياه اذ يقول :
أتوق وكم للمشتهى من دوافع
وكم نشتهي قسرا نيوب المواجع
أتوق إلى لفظ يقول صبابتي
يمكنني من جدول لمدامعي
وأصبو إلى عهد جديد لجملتي
فهذا القصيد الكهل ما عاد قانعي ص41
هو ألتوق للتجديد ليس في أساليب الشعر كما هو ظاهر في ثنايا النص وحسب بل التجديد في مجالات الحياة ومواكبة التطور الحاصل في العالم ويمثل هذا النص من خلال مطالعته تبرما وشكوى من السائد ويحمل من جانب آخر الدعوة والتحريض على التجريب والتجديد وهذه صرخة بوجه الجمود على اختلاف أنواعه .
فيما أبدى الشاعر من جانب آخر قدم وتهالك العديد من الأساليب في هذه الحياة حتى الوقوف عند مشهدية الحزن والألم والانقطاع إلى الحزن . وعليّ أن أقول أن شعر الرميلي في مجموعته تغريبة يقدم مناخا نفسيا تختلف فيه العاطفة والتجربة، ومن الممكن الإضافة أن التنويع والانتقال من معنى لآخر في النصوص عبر عن خزين معرفي يمتلكه الشاعر وعجم مكتنز من المفردات الحيوية .
يقول الرميلي في قصيدة تغريبة المنافي :
هي الأوطان حين تصير منفى
هو الشغف المداري للمحال
هي الكلمات اذ تبدي جمالا
لنا فيخونها معنى الجمال
هاجس الوطن لم يغادر نصوص الرميلي حتى وهو يتحدث عن الذاتي إن أهم مقومات الحياة الإنسانية هي العزّة. وهي وراء كل حركة تكاملية في التاريخ. كما ذهب إلى ذلك أفلاطون، وسماها 0الثيموس). وتبنّى ذلك هيغل في تفسيره للتاريخ. وأقام عليها فوكوياما فكرته في نهاية التاريخ والإنسان الأخير وحين أطالع نصوص الرميلي كأنني تجاه عقلية بهذا المستوى إذ يبحث في معظم نصوصه عن تلك العزة التي نوه عنها أفلاطون وهذا ما ينتاب معظم شعراء العرب لما يعانون من عقوق السلطات للأوطان فضلا عن إنهاك المواطن ذاته .
أن تجربة الشاعر الجزائري جمال الرميلي في ما استعرضناه تؤكد ان الشعر العربي بقوالبه التراثية ولغته السليمة بخير وان عملية التجديد في الاساليب الشعرية لا تعني التخلي عن ثوابت الشعر لذا أن نص الرميلي جاء مكتنزا يسير المفردة إلا أن هناك رمزية عالية في بعض النصوص وهذا ديدن الشعراء للتهرب من مقصات الرقيب في عالمنا العربي .



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في (كُنتَ الوقت ) للشاعرة هيام الأسد (السودان)
- الدكتورة لطيفة النجار والمنزل النظيف تجريب علمي في عالم الطف ...
- قراءة في مجموعة - فوق اجنحة الهوى-
- واسيني الاعرج وحكاية العربي الاخير
- زهرة البرتقال اتساق الوجع ونزف الدلالة
- بائعة الاعشاب بين الواقع والمخيال
- الاغتراب في شعر حسين حسان الجنابي
- طفل البحر
- شرائع الوجاء
- محمد كاظم ومنى يقظان وعالم الطفولة
- عالم الواسطي وسرية البوح
- يوميات مريض
- عين على داغستان وقلب في بغداد
- رحلة مع شاعر
- الدين بين الشعبوية والنخبوية
- معلم النزاهه
- دريد الوسخ
- سكينه أم الكيمر
- بغدادية بلا زيف
- قراءة في كتابالهيرمينوطيقيا ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - جمال الرميلي وتغريبة المنافي قراءة في نصوص المجموعة