أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بريهان قمق - أزمة قطر..















المزيد.....

أزمة قطر..


بريهان قمق

الحوار المتمدن-العدد: 5543 - 2017 / 6 / 6 - 03:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ما يحدث اليوم على الساحة الخليجية ، كان متوقعا منذ تورط قطرالعلني بالدعم المادي واللوجستي في تأجيج نيران الربيع العربي في عدد من الدول العربية التي عاشت صراعاتٍ تنافسية مع كبريات شركات النفط والغاز العملاقة والعابرة للقارات مثل ليبيا وسوريا، وها هي تقع في ذات المأزق مع تعقيدات أكبرفي المنطقة ..
لم يكن مفاجئا ما يحدث اليوم في ظل الإعلان عن تطوير حقل الشمال المشترك بين قطر وإيران، لتدخل في سباقٍ محموم لاستغلال أكبر حقل للغاز في العالم.. فقطر التي تبلغ مساحتها قرابة كمشة 11ونصف ألف كيلومتر مربع ليس إلا ، ورغم ذلك تُعد أكبر مُصدّر للغاز الطبيعي المُسال في العالم ، ها هي تسقط في نفس إشكالية سوريا باختيارها إيران كحليفٍ إقتصادي إستراتيجي للغاز ، الذي بالطبع لم ولن يعجب الغرب..
رغم أن الفارق بين سوريا وقطر ان الأولى اختارت الشراكة وبالسماح لإيران بمد أنابيب الغاز كي يعبر أراضيها بقرار سياسي ذاتي ، بينما قطر أُرغِمت على الشراكة و ذلك بحكم أن الحقول تقع في المياه الإقليمية بينها وبين ايران فلا مناص من التعاون معها.
ولكن لماذا الآن كل هذا الضجيج فقطر متورطة بشراكة مع إيران ، كما اشرت بحقل الغاز في المياه الاقليمية بين الدولتين، إنما نجت طوال السنوات الماضية واستأثرت بشكلٍ شبه منفرد بإنتاج الغاز منذ عام 1991، وذلك لتعثر جهود طهران بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها ردحا من الزمن .
ولكن تغير الحال بعد رفع العقوبات الإقتصادية الغربية عنها وعادت لتنشط كشريك رسمي في حقول الغاز التي تعد حقا طبيعيا بين الدولتين بحكم القوانين الدولية ، وبذا بدا واضحا التداخل السياسي في هذه الشراكة..!
إضافة إلى أن شركة قطر غاز منذ بداية شهرايار/ مايو هذا العام بدأت بتسليم أولى شحنات الغاز الطبيعي المُسال إلى محطة استقبال الغاز "يويدونغ" التابعة للشركة الوطنية الصينية للنفط "سينوك". وتم تسليم الشحنة لتشغيل محطة استقبال الغاز المنشأة حديثا في الصين التي تُعد المنافس الأكبر إقتصاديا للمصالح الغربية.
بمعنى أن التصدير للتنين لن يعجب النسرالأمريكي ولن يمر مرور الكرام..
ترى ما الحل في هذا الأفق المكفهر والذي ينذر بمزيد من العواصف .!؟ أهو انقلاب على حاكم قطر وتغيير السلطة وإجراء تغييرات جذرية في اتفاقيات شراكة الغاز على الرغم من أن الولايات المتحدة لا نيّة لها لإلغاء اتفاقيات الغاز مع إيران بتصريحات كبار مسؤوليها ، أم بضم قطر الى السعودية وتغير الخرائط الجيوسياسية فعليا ، أم أنها حرب جديدة ستُفتح على الجبهة مع إيران لتقويض دعمها لسوريا..؟؟
المؤكد أنها ستكون حربا إعلامية مُستعرة و ليّ أذرع سياسية بالدرجة الأولى وتحطيم أنفة الحكومة القطرية بسلسة إجراءاتٍ بدأت بالحكي عن الأنساب والأعراض ، وها هي تنتقل إلى مستوى قطع العلاقات الدبلوماسية ووقف الطيران الذي قد يلحق ضررا بالغا بالرحلات الجوية القطرية.
كما سيتم تقليص الحد من التنقل برا من استيرادات قطر التي تعتمد على الأسواق الخليجية بخاصة السعودية والإمارات ، حيث أن معبر أبو سمرة الحدودي بين قطر والسعودية يشهد يوميا مرور ما بين 600 و800 شاحنة محملة بالبضائع المختلفة..
ولاشك أن ما يحدث الآن سيطال حلم قطر باستضافة كأس العالم 2022، وكذلك تبخر العديد من الفعاليات الدولية المهمة، في ظل إغلاق الحدود البرية الوحيدة لها، إضافة إلى القيود على الطيران مع العديد من الدول من بينها دبي ومصر. فمن المعروف أن الكثير من أعمال البناء والإنشاءات الجارية في قطر حالياً هي مشاريع تقوم بها شركات تتخذ من دبي مقرا رئيسيا لها، أو أنها شركات عالمية كبرى يتوزع العاملون فيها على مشاريع عملاقة بين دبي والدوحة..

وعودة لموضوع الغاز في تساؤل متطاير بعيدا عن نظرية المؤامرة، ترى كم تبلغ حصص أسهم شركات ترامب وصهره التي تريد ابتلاع حصة الغاز المُسال في أكبر حقل غاز في العالم بمياه الخليج.. ؟؟؟؟
وهل ثمة علاقة تسويقية بين غاز قطر وإيران وغاز اسرائيل ..؟؟
لماذا تم رفع العقوبات الإقتصادية أصلا عن ايران لطالما أنها الشيطان الأكبر للغرب كما يطرحون في اعلامهم السياسي مالم تكن حصان طراودة للشرق الأوسط ..؟؟
والسؤال الأهم ما هي الشركات التي حصلت على امتيازات الغاز في الجانب الإيراني اليوم وما هي الشركات العاملة في الحقل على الجانب القطري ..؟؟؟ ربما التعرف على هذه الشركات العملاقة ومن يديرها ويمتلك أعلى نسبة من أسهمها من الساسة الغربيين وواضعي الخطط الإستراتيجية يمكنه التعرف على كم وكيفية الصراع التنافسي فيما بينهم ، كما ويوضح أبعاد الصراع المُستجد على الساحة الشرق أوسطية بعامة والخليجية بخاصة ..
هذا جانب واحد من جوانب القضية المعقدة التي تطاير شررها منذ أن أثارت حرب التسريبات والقراصنة مشكلة كبيرة، إثر أقوال حاكم قطر ومعارضته الموقع العدائي الذي تتخذه دول الخليج والولايات المتّحدة ضد إيران بقوله "الدولة الكبيرة التي تساهم في استقرار المنطقة" بحسب رأيه ، وقال إنه لا يعتبر حماس، حزب الله، والإخوان المسلمين منظمات إرهابية بل حركات مقاومة.. !! ومن ثم أنكرت قطر أقوال حاكم قطر مدعية أن قراصنة الإنترنت قد اخترقوا موقع وكالة الأنباء القطرية وكتبوا هذه الإقتباسات...!
مشكلة التسريبات والقرصنة لن تتوقف عند هذا الحد فكل اتصالات عربية أيضا مع أي جهة غربية، من المؤكد أنه سيتم تسريبها للصحافة كما حدث آخرها مع معهد حماية الديمقراطية، وهو معهد أسسه شيلدون أدلسون وإيد برونفمان إضافة إلى يهود أغنياء آخرين ويحظى بتمويلهم. وهو معهد للمحافطين الجدد وأقيم بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول وهناك علاقات جيدة بين هذا المعهد وبين نتنياهو وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية..!!
يعني أن كل همسة وإيماءة عربية وخليجية قابلة للتسريب بحسب اتجاه أشرعة السفينة السياسية في المنطقة ..
ياله من مأزق ، فقد كبرت وتعقّدت الحكاية حقا في خرائط الجيوسياسية الشرق أوسطية والعلاقات العربية والخليجية ، وتلاعبات الغرب بالمنطقة ، وحقول غاز تتنازعه شركات عابرة للقارات عبر وكلاء لها هم واجهة الأحداث ليس إلا، بالإضافة لخداع الشعوب العربية بالحروب الطائفية وتأجيج نيران الكراهية والأحقاد والنعرات وإن كانت واضحة المعالم بين سنة وشيعة هاهي تاخذ منحى جديد داخل البيت السني أيضا ..
حكومة قطر التي تترنح اليوم لا أعتقد أنها ستجد تعاطفا شعبيا عربيا بحكم استعلائها وأدوارها في الربيع العربي، انما يبقى المُر في هذا الأمر استعادة قول مجنون العرب القذافي في مؤتمر القمة بدمشق حينما قال :" بكرة جاي الدورعليكم كلكم" ..
ويبدو أن الحكمة العربية قدرها أن تاتي من مجانينها حيث الإلتهام حقا لن يترك أحدا في ظل التشظي الجحيمي الحاصل في منطقتنا بحكم تغييب التعاون العربي والتعاضد، بل ما حدث طوال الوقت المشاركة الفعلية في المؤامرات على بعضهم البعض منذ نصف قرن ويزيد ، لا بل منذ قرون ودفعت الشعوب ثمنا باهظا لذلك ..فالمنطقة نقطة استقطاب وصراع لعدة أسباب بما في ذلك الميثولوجية بين عشيرتين تتصارعان لحكم العالم ..

وبحكم سقوط دور المثقفين في إنارة الدرب فمن المؤسف قوله إنه في كل الخلافات العربية نجد المثقفين ينزلقون في داخل الصراع العربي إلا من رحم ربي ..
وهذا ما نلحظه هذه الأيام من تورط بعض المبدعين المثقفين الخليجين بوحل السياسة في حرب مُستعرّة بين أهل الخليج ذاتهم ، وقد كان المثقف على الصعيد العالمي دوما منارة، حينما تتوه بوصلة السياسة وتنطفيء رؤية الشعوب ...
أستعير عبارة كتبها الصديق الشاعر السعودي الكبير علي الدميني : " فليقطع الحكام علاقاتهم الدبلوماسية و الأمنية و لكن لا ينبغي ان تدفع الشعوب تبعات هذه المقاطعات على الصعيد الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي .. لا ينبغي ان تجر الحكومات شعوبها إلى خصومات بالقوة مع الأطراف العربية الأخرى ..غدا يتصالح الحكام و تتحمل الشعوب حزازات جديدة بين شعوبنا ..هذا شيء مؤلم حقا"..
دوما أردد لم يعد للشعوب العربية سوى المثقف الحُر كي ينتصر بحكمته للحقيقة مبقيا شرارة أمل لهذه الشعوب المنهكة من الصراعات السياسية الدموية داخل بيتها، عبر قرون ممتدة أخرجتنا للأسف من العصر ..



#بريهان_قمق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا نخسر قوة المقاطعة المدنية في المجتمع المحلي
- لا تظلموا زوجة سقراط ..!!
- بَوْحٌ عِنْدَ شبّاك القلب........
- عندما يحين آوانه..
- شهوة أم قناديل الدم .....!!
- كلام في فعل الخير الرمضاني
- في النحل ثمة أسرار..!
- في العام الجديد: أمنيات صغيرة
- أيننا من ثلاثية : الحسيني، هتلر، ونتيناهو.؟؟
- دعونا نفهمهم .!
- التضامن ....
- بضائع على الرصيف العربي
- تقبيل البسطار
- بين الظلمة والنور
- ثمة أمل
- أغيثوا الدفق من العدم
- كرنفال استقلال كوسوفو
- حيفا تحاور الأديبة والشاعرة والإعلامية بريهان قمق
- أيُّها الجَاثِم
- بين الظلمة والنور يكمن الشعر


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بريهان قمق - أزمة قطر..