أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - البهلوان والسيدة العذراء














المزيد.....

البهلوان والسيدة العذراء


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 5542 - 2017 / 6 / 5 - 02:24
المحور: الادب والفن
    


البهلوان والسيدة العذراء
في ليله من ليالي الشتاء الباردة يلتقي البهلوان براهب فيساله الراهب من باب الشفقة عن احواله فيشتكي البهلوان حالته وصعوبة الحياة وقسوتها معاه. يشفق الراهب على البهلوان ويدعوه للذهاب معه الى الدير ليعيش بين الرهبان اذا كان يقدرعلى ذلك فيفرح البهلوان لأن الحياة بالدير تضمن له المأكل والمأوى فيقرر الذهاب مع الراهب ليسكن بالدير . عندما يصل البهلوان الى الدير ليرى كيف يمجد الرهبان السيدة العذراء حيث ان البعض يكتب اشعار جميلة والبعض الاخر يرسم صورا مؤثرة للفضائل بحق السيدة العذراء .فأخذ يلوم نفسة بأنه غبي وجاهل لا قدرة له على تمجيد السيدة العذراء كما يمجدها الرهبان إلا انه سمع قصة راهب كان لا يقوم بأي عمل سوى ترديد عبارة سلام على مريم سلام على مريم .يرددها طوال اليوم حيث كان الرهبان الاخرون يسخرون منه ويحتقرونة لجهله ولقلة معرفته وثقافته ،فلما مات اقبلوا عليه فوجدوا تخرج من فمة اربع وردات وكانت كل وردة ترمز لحرف من احد الكلمات التي كان يرددها الراهب .هكذا اصبح هذا الراهب بعد موته قديساً.بعد أن تعرض للسخرية والازدراء من قبل الرهبان .
فقرر البلهوان ان يقوم بعمل محدد يمجد السيدة العذراء فكان يذهب الى الدير فيبقى فترة طويلة كل يوم في غير الاوقات المحددة للرهبان .اثار هذا السلوك شك رئيس الدير فقرر ان يكتشف ماذا يفعل البهلوان وسبب بقاءة فترة طويلة داخل الدير لوحده .فاخذ معه اثنين من الرهبان ليراقبا الراهب ماذا يفعل امام تمثال السيد العذراء .
حين دخلا شاهدا البهلوان الذ ي تحول الى راهب يتشقلب امام صورة العذراء ويضع يدية ورجلية على الارض والكرة الى الاعلى .ثم يرسل سكاكينة المرهفه ويستقبلهن بخفة ورشاقة كما كان يصنع حين كان بهلوان .ولم لا يصنع ذلك وهو بذلك يخدم العذراء بهذه الطريقة كأخوانه الرهبان .لانها الطريقة الوحيدة التي يعرفها ليمجد السيدة العذراء.
لم يفهم رئيس الدير الغرض النبيل الذي يقوم به البهلوان بل ماج وصاح هو وزميلاه الرهبان بالبهلوان ولعناه اشد اللعن لأنه اهان ودنس هذا المكان المقدس .وظنا ان البهلوان بعد ان كان ساذجا اصبح مجنونا .فتقدما نحو البهلوان ليقذفاه خارج الكنيسة .حتى حدثت المفاجاة حيث رأوا الصورة المقدسة للعذراء مريم تتحرك وتمسح قطرات العرق التي كانت تتصبب من البلهوان بمنديلها الازرق فسجد رئيس الدير وزميلاه وتلا الجميع اية من الانجيل تقول (مباركون الذين تطهرت قلوبهم وخلت من الخبث لانهم سوف يرون الله )..من الروايات الجميلة ذات الدلالات العميقة التي ينقلها الكاتب الرائع رجاء نقاش مترجمة للكاتب الرائع أناتول فرانس الفرنسي النشأة والولادة.حين تعصف بنا فتن الطائفية والتكفير والقتل بأسم الله وتعلوا صياحات الله أكبر بعد كل عميلة قبح وقتل واغتصاب. بعد ان فقد الله أسمه وجماله لتصبح الطرق اليه لا تمر الا بخطوط وطرق محدده لا يسلكها الانسان إلا أن تمر بكاهن سرق الله أو رجل دين باع ضميره وانسانية ليبثوا كل القبح والظلم والفساد بدعوا الانتماء لله .الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق هذا ما يقوله أئمة الجمال وما تقر به فطرة الانسان .قصة البهلوان تعطي لنا درس يستحق ان يشاع لنتأمله طويلا بأن الله يتقبل من الانسان ما كان خالص له حتى وان خالف رأي الناس وتوجهاتهم لكل أنسان الحق بأن يختار طريقتة لتعبير عن قربه من الله. لان نظرة الله الى الانسان وعلاقته به تختلف عن علاقة الانسان بالانسان .لايحق لأحد ان يحدد الطريق الى الله لان ابواب الله مفتوحه لمن يقرعها بسره وعلانيته ،يكفي ان تكون صادق القلب والنية ليكون عملك خالصا لله . ان الاختلاف وجد ليكون غنى وليس خراب ودمار لتدمر الاوطان ويشرد الانسان بدعوا اعادة الانسان الله (هم الله عباده وليس عبادة) كما يقول الكاتب العراقي عبد الرزاق الجبران . الله يتقبل من الانسان قلبه وليس قالبه روحه وليس جسده . لذلك نبه نبي الخير بأن الاختلاف رحمة لأنه يحقق التنوع والجمال والسلم ليعم الخير كل الناس .فهم وتقبل التنوع والاختلاف واحترام الخصوصيات للأنسان في نظرة للحياة والوجود والسماء تخلق حالة من التوازن وبث روح التسامح في التعاطي مع الاخر أي كان ما يدعو او يؤمن به .
ومضة :
أكره اخلاق المنشار ، الذي لايحقق ذاته إلا وهو [يقص] الآخر !
غادة السمان

اياد حسن دايش



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحب القداسة
- فيلسوف العواء
- مطرقة زارا
- المسرح روح العصر
- ما الانسان


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - البهلوان والسيدة العذراء