أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - حول رواية شظايا فيروز للروائي السيد نوزت شمدين














المزيد.....

حول رواية شظايا فيروز للروائي السيد نوزت شمدين


عدنان الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 5541 - 2017 / 6 / 4 - 16:36
المحور: الادب والفن
    


عدنان الظاهر حزيران 2017

شظايا فيروز
( رواية للكاتب السيد نوزت شمدين ) *
بعد سقوط الموصل بأيدي الدواعش في حزيران من عام 2014 .. قرأنا وسمعنا عمّا جرى للإيزيدين والإيزيديات، على وجه الخصوص، على أيدي البرابرة المتوحشين الدواعش ولكنَّ ما قرأتُ في رواية الأستاذ نوزت شمدين حول أوضاع الإيزيديين في مناطقهم المعروفة التي احتلها واستباحها الدواعش في كردستان العراق ومحافظة نينوى ولا سيّما مدينتي سنجار وتلعفر ثمَّ بعشيقة ولالش وباقي القرى والقصبات ... جاء توثيقاً تسجيليّاً دقيقاً وتصويراً روائياً بأنساق فنية عالية وبلغة يحسدها عليها غيرالقليل من السادة الذين يمارسون الكتابة باللغة العربية فالسيد شمدين رجل كردي حسبما جاء في نص بطاقته الشخصية التعريفية في آخر الرواية.
لفتت نظري، فضلاً عن الدقّة والبراعة التشخيصية والتصوير المباشر للأحداث التي عاصرها قبل وبعد اصطفافه مع الدواعش مساعداً للحاج بومة، مسؤول سجلّ الوفيات لدى داعش، لفتت نظري قدرته الذكية على السخرية خاصة في المواقف الدرامية الساخنة فيبكيك وأنت تضحك وقد يُضحكك وأنت تبكي.
ما الذي جعله يتعاون مع الغزاة القتلة الدواعش ؟
ذلك هو قلب وجوهر الرواية وعقدتها الإنسانية الراقية فلقد أحب السيد " مُراد " بطل الرواية الأول فتاة إيزيدية بسيطة فقيرة تبيع البصل الأبيض ( لماذا البصل الأبيص وليس سواه ؟ ) على قارعة طريق السيارات اسمها " فيروز ". إختفت فيروز فعرف أنها قد اُختطفت مع الكثيرات الكثيرات غيرها من الفتيات والأطفال والنساء الناضجات الإيزيديات من قِبَلِ شراذم الغُزاة فآلى على نفسه أنْ يتتبع آثار فيروز باذلاً الغالي والنفيس ومخاطراً بحياته للكشف عن مصير الفتاة التي أحبَّ ثم محاولة إنقاذها وإعادتها إليه أو إلى بعض أقاربها أو تسليمها للجيش العراقي. هكذا يكون حب الرجل الكريم النبيل وقديماً قيل : الجُودُ بالنفسِ أقصى غايةِ الجودِ فرخُصت حياة " مُراد ـ أبو ريشة " تحت ضغط قلبه ودواعي هواه لتلك الفتاة الإيزيدية البائسة علماً أنه نفسه عربي مسلم كما أفاد هو نفسهُ في تفاصيل هذه الرواية.
بعد محاولات ومغامرات، لا يخلو بعضها من بعض الطرائف، عثر على فيروز حيّةً ولكن كان قد تم اغتصابها من قبل بعض مسؤولي وقادة الدواعش مثل " أبو القعقاع ".
أنقل ما قالت فيروز نفسها حرفياً :
(( سلّمنا أبو دُجانة إلى رجل أجنبي ضخم يُدعى أبو القعقاع، في جبينه الأيسر أثر نُدبة عميقة وشعره الأشقر نازل حدَّ كتفيه. سمعته يسأل بعربية فُصحى :
التي بالصورة نفسها ؟
فردَّ عليه : وبنصف السعر مع أختها هدية منّي لك.
كان لأبي القعقاع زوجة وطفلة بمثل سن المرحومة نعام ، وسبية أخرى من مجموعات جنوب غرب جبل سنجار في الثلاثين من عمرها تُدعى فريال ... / الصفحة 238 )).
الطفلة نعام هي شقيقة فيروز الصغرى حزَّ رقبتها زجاج تناثر نتيجة انفجار كبير هزّ البناية التي كانتا مُحتجزتين فيها مع الشقيقة الأخرى كولي وسبيات وأسيرات أخريات.
هذا الروائي الفذ هو رجل قانون في الأساس لكنه مثل كثيرين توجه للكتابة والصحافة والأدب ويدير اليوم موقعاً بإسم " باش طابيا " وهو اسم كردي أو إيزيدي أو إيزيدي ـ كردي ... لا أدري فإني أجهل اللغة الكردية.
وصلتني هذه الرواية مع كتاب آخر بالبريد هدية لي من الأستاذ نوزت شمدين فشكراً جزيلاً له على صنيعه هذا وأعتذر منه أني أمر بظروف صحية حرجة لا تسمح لي بالتعمّق والإفاضة في الكتابة عن روايته هذه التي أتمنى لها النجاح كل النجاح وكل الإعتبار الذي تستحق.
هامش
نوزت شمدين " شظايا فيروز "
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت، لبنان
الطبعة الأولى 2017



#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحربُ الحربُ
- المتنبي ونيتشة - إلى السيدة المحترمة فاطمة ناعوت
- داعش ومَنْ أسسها
- غزّة
- خراتيت ثلاثة وقانون الدولة
- يا عراقيون ! ما زال صدام حسين يحكمكم !
- سياحات كنارية / شعر
- السارقة والمعتوه
- مع الأخ الأستاذ فلاح أمين الرهيمي
- مع غابرييل غارسيا ماركيز / روايته مائة عام من العزلة
- مرافئ الحب السبعة
- وقفة مع ( أئمة ) التفسير واللغة
- حول البيضة الكونية والإنفجار الكبير
- الأمين والنايتروجين وتلوّث البيئة
- سياحات عشوائية / قصيدة شعرية جديدة فيها رثاء للفنان لمحمود ص ...
- قصيدة شعر حديثة حول بغداد
- رسالة لبشار الأسد
- كنتُ في بغداد / الحلقة التاسعة
- ما لاقيتُ في دوائر بغداد الحكومية
- مع رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ / قراءة أخرى مخالفة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الظاهر - حول رواية شظايا فيروز للروائي السيد نوزت شمدين