أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - خارطة الصراعات في عراق ما بعد داعش














المزيد.....

خارطة الصراعات في عراق ما بعد داعش


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 5538 - 2017 / 6 / 1 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بات واضحاً اليوم أن هناك شيئاً سرياً يحاك في الظل لإخراج العراق من عنق الزجاجة ولكن بعد الانتهاء من دحر داعش عسكرياً فحسب، لأن فكر داعش وآيديولوجيتها مايزالان معششين في عقول وأنفس الكثيرين الذي لايبيحون بذلك بنوع من انفصام الشخصية الشيزوفرينيا لأنهم يتفقون مع أغلب ممارساتها المجتمعية والتربوية والأخلاقية والفقهية أيضاً. ستتبنى الولايات المتحدة الأمريكية ما يعرف بالإسلام المعتدل المتمثل بفكر الإخوان المسلمين والحزب الإسلامي العراقي وبعض التشكيلات الإسلاموية المتشددة والسلفية غير المسلحة المتواجدة على الساحة العراقية، لإدارة الإقليم السني المزمع تأسيسه في المنطقة الغربية والموصل المحررة من قبضة داعش، والبدء بعملية ضخمة لإعادة الإعمار بإشراف أمريكي مباشر ودعم وتمويل خليجي علني خاصة من جانب المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.، والسماح للأكراد بإجراء استفتاء تقرير المصير وتحقيق مطلب الاستقلال الناجز نظرياً وعلى الورق على الأقل لتثبيته كحق طبيعي وشرعي مع تأجيل إعلان الاستقلال والانفصال عن الكيان العراقي لاحقاً حينما تسمح الظروف الدولية والإقليمية بذلك. إلا أن المعضلة القائمة هي كيفية التصرف مع الوسط والجنوب أو الإقليم الشيعي ذو الأغلبية الشيعية والذي تديره حكومة شرعية منتخبة لكنها ضعيفة مسلوبة الإرادة في الوقت الحاضر وتتحكم به قوى أسلامية سياسية متعددة ومسلحة بتسميات مختلفة ، الحشد الشعبي والميليشيات المسلحة والمرجعية الدينية التي ترنو للعب دور جوهري سياسياً وممارسة السلطة الحقيقية علناً بعد الانتخابات التشريعية القادمة سنة 2018 وبعد الانتهاء من محاربة داعش الإرهابية. ولكن هناك عقبتين لابد من التعامل معهما بحذر شديد الأولى تتمثل بتنامي التيار المدني الديموقراطي العلماني الذي تتسع رقعته وقاعدته الشعبية يوماً بعد يوم وهو ما يشكل خطراً على الجهاز الحكومي الحاكم في العراق بآلته المالية والإعلامية الجبارة وقوته المسلحة، خاصة وإن القانون الانتخابي تم تفصيله لصالح هذه القوى المتحكمة بالعملية السياسية ولن يسمح للتيار المدني الديموقراطي بالفوز واستلام السلطة التشريعية حتى لو فاز بالانتخابات وخرج منتصراً بفعل اختيارات صناديق الاقتراع . أما العقبة الثانية فتتمثل بالتيار الصدري بشقيه المدني السياسي والمسلح الذي حمل أسماءاً وعناوين مختلفة – جيش المهدي ، لواء اليوم الموعود، سرايا السلام ، الخ – وهو قوة لايستهان بها في الشارع العراقي بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر نجل المرجع الديني الذي اغتاله صدام حسين في تسعينات القرن العشرين محمد محمد صادق الصدر، وهو اليوم ينتقد العلمية السياسية التي شارك فيها بوزراء ومدراء عامين ضمن نظام المحاصصة الطائفة التي صار يرفضها اليوم ، ويتعاون وينسق ويقترب أكثر فأكثر من التيار المدني الديموقراطي ليشكلا تحالفاً شعبياً جماهيرياً كبيراً محمياً بتشكيلة مسلحة هي سرايا السلام وعلى نحو خاص بقوة جديدة تم تشكيلها مؤخرا تحت تسمية قوات أو "لواء التدخل السريع الصدري"، وهذا الأخير يتوعد بمواجهة أية قوات مسلحة شيعية يمكنها أن تتدخل في صميم العملية السياسية وتمنع سلامة ونزاهة الانتخابات القادمة، والاستمرار بممارسة الضغوط عبر التظاهرات والحراك الجماهيري والاعتصمات اليومية المستمرة لتغيير مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات الغير عادلين والمتحيزين لصالح حيتان الفساد في قمة هرم السلطة، وفي نفس الوقت لم يخف الزعيم الشاب نيته في خطاب ألقاه في تموز 2016 وتوعد فيه مواجهة القوات الأمريكية التي قد تعود وتتدخل مباشرة في الشأن العراقي ، وهذا الأمر بات جلياً اليوم حيث تخطط إدارة ترامب لشق الصف الشيعي بين موالي للولايات المتحدة الأمريكية وموافق على وجودها رسمياً سواء بقوات أو بمستشارين ، وبين جزء يرفض هذا الدور الأمريكي ويعتبره عدواً غازياً يجب مقاومته. ولقد نظم التيار الصدري بهذا الصدد مسيرة مدهشة لقوات التدخل السريع الصدرية في سامراء ليرسل رسالة واضحة للطرف الشيعي الآخر ويعلن معارضتهلـ إعادة نوري المالكي رئيس الوزراء السابق لسدة الحكم والذي يتهمه بأنه باع ثلث العراق لتنظيم داعش الإرهابي وبذر المليارات من أموال الشعب العراقي وسرق ميزانيات الدولة طيلة تواجده في السلطة". يبدو أن هذه التطورات الأخيرة ستدفع القوى السياسية الشيعية المدنية والمسلحة التي تمسك بالسلطة في العراق للتأهب ومواجهة التطورات القادمة التي قد تتحول إلى حرب أهلية شيعية – شيعية تستنزف هذا المعسكر وتضعفه وبالتالي ترغمه على القبول بالأمر الواقع لاحقاً في ظل التسويات السياسية القادمة التي تعدها وتتحكم بها الولايات المتحدة الأمريكية في عراق ما بعد داعش.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونالد ترامب ومستقبل عراق ما بعد داعش
- هل ما يزال هناك من يراهن على ترامب بعد؟
- الكون المرئي ومحيطه رحلة خارج الزمكان أرقام وحقائق
- الإسلام بين خلافتين
- علم الميتافيزياء 2
- علم الميتافيزياء 1
- الإسلام السياسي : القاعدة وداعش وجهان لعملة واحدة 1
- الإسلام السياسي متعدد الأشكال وواجهاته هي الأزهروالإخوان وال ...
- بعض من ألغاز الكون الغامضة
- تكملة لموضوع الثقوب السوداء حقيقة فيزيائية أم وهم افتراضي - ...
- لعبة الأمم في الحرب الأهلية السورية
- الإنعطافة الخطيرة في بنية الإسلام
- الوجود المادي ومعضلة الزمن في الكون المرئي
- المتاهة العراقية ما قبل وما بعد الموصل
- فصل من المجلد الرابع عن الكون: الواقع الظاهر والواقع الخفي ف ...
- محاضرة عن الشيعة ومشكلات الدولة والسياسة والتشريع
- لغز مقتدى الصدر يربك العملية السياسية في العراق بشدة
- ثورة في فيزياء الجسيمات على النموذج المعياري
- جواد بشارة - كاتب وباحث اكاديمي - في حوار مفتوح مع القراء وا ...
- خواطر سينمائية من مرحلة الشباب والدراسة - 2 -


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - خارطة الصراعات في عراق ما بعد داعش