أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا كردي - أزمَةُ أفهَام لا أزمَة حُكّام ..














المزيد.....

أزمَةُ أفهَام لا أزمَة حُكّام ..


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5537 - 2017 / 5 / 31 - 03:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أظنُّ أن غياب الوعي الفلسفي شبه التام وافتراق سبل الفهم لدى السوريين ، قد كشفا عن مستويات غير مسبوقة من العنف والعنف المُضاد في الحرب السورية ، وأظهرا بوضوحٍ تامٍ مقدار اليَباس الأخلاقي الاجتماعي ، والموات العقلي المعرفي اللذان كانتْ - ومازالتْ - تعاني منهما الروح الكلية لأبناء المجتمع السوري ..
وفي اعتقادي ، لا مجال إلى عودة إحياء الروح الكلية فيما بينهم ، سوى في بروز نخب فكرية واقتصادية وطنية تدعو إلى التمسك بأهداب العقل والحوار واعتبارهما هدفاً ضرورياً لازماً من أجل بقاء الوطن ونماء المجتمع ، واعتماد سبل التعليم المدني العلماني الحديث ، كوسيلة فضلى لا فكاك منها ، لتطوير تلك الأفهام المُتنازعة من أبناء هذا المجتمع المكلوم تاريخياً ..
شئنا أم أبينا ، فإن الصراع في سوريا يعود في أساسه الى صراع بين الأفهام ونزاع فكري إنفعالي قديم ، كان كامناً في الصدور الجاهلة ، وكان تراكماً دينياً واشكالياً يتغذى خفية على فُتات غول الفساد ، ويَكبر بلا وعي تحت سقف القهر والشعور بالغُبن و التهميش ، من قِبَلِ أكثر من فئة اجتماعية ..
ثمَّ حَدثَ أنْ اُستُخدمَ ذاك الوضع الاجتماعي المُريع والمعقد (الصراع والنزاع والقهر) من قبل قوى خارجية ذات مصالح سياسية نفعية ، تغلغلت أظافرها بمهارة في نسيج الأخطاء المُتراكمة للسلطات ، وأمسكت أجهزتها بتلابيب نقاط الضعف في المجتمع ، لتدفع بها بعدئذ - وضمن خطط معدة مسبقاً - إلى دوائر الصراع الإقليمي والعالمي ودواماته ، وتوظفها بنجاح في خدمة تحقيق أهدافها الخبيثة ..
وبالرغم كل هذا الضجيج لشعارات الحرية والاستقلال في القرار الذي تُروّجه هذه الأفهام السورية المُتصارعة ، لكنها تبقى - في اعتقادي – مُجرّد أدوات مُتهالكة مستعملة ، تتغذى على خطابات دينية ماضوية وعقائد تكفيرية مُغلقة ، و تتكوّن في غالبها من لَبناتٍ موغلة في القدم ومنظومات فكرية مقدسة آيلة للسقوط ..
و أرى أنها تُعبّر في حقيقتها عن أزمة ذهنية خانقة في تحليل للموضوع العياني المختلف عليه بين البشر ، والذي لن تنتهي آفاته المُستعصية – في ظني - حتى و لو تمّ التنسيق والاتفاق بين تلك الافهام المُتصارعة على هذه الأرض ..
إنّ القضاء على أيّة ازمة افتراق في الافهام بين السوريين لن تتمّ باللقاء أو الاتفاق والاختلاف على مواعيد المقابلات أو حُسْنِ إدارتها ، بل لا بدّ من توفر عدة أمور أهمّها :
1- توفّر الإرادة الحقيقية في رغبة الحل لدى الأطراف الفاعلة
2- المعرفة الحقّة لجانب الصواب لدى الطرف الآخر ..
3- السيرُ مجدداً بتلك الأفهام نحو الوحدة المنشودة عبر معرفة كل طرف حدوده ومقدرته .
4- وعي تلك الأطراف أن الروح الكلية للمجتمع السوري - في النهاية - هي من تضررت وهي المصابة بالأزمة ولها النصيب الأكبر من المعاناة والضرر ..
5- معرفة النخب المؤثرة مدى أهمية وضرورة إحياء ديمومة تلك الروح الكلية مرة أخرى في المجتمع ، لكونها الوحيدة التي يمكنها ان تعمل حقاً على التوحيد بين الفرقاء ونبذ افتراق الافهام فيما بينهم والاقتراب للحصول على الوحدة المفتقدة ..
6- توفر الوعي التام لدى جميع الأطراف المتصارعة ، ان الزمن لا حليف له على الاطلاق ..وهو في عالم السياسة مؤذٍ للغاية لغير الفاعلين بها ..
7- الوعي لدى أصحاب القرار ان لا مناص أمام السوريين لتجاوز هذه المحنة حقاً إلا في مواجهة أمرين :
اولاً : التفكر معاً بصدق في سؤال إشكالية الهوية
ثانياً : البحث في كيفية العلاقة مع الخارج ورسم حدودها
8- وجود فهم عميق لدى جميع الأطراف أن الإصرار على نصر مبين مُعجّل أو سحق تام ونهائي سريع لأحد الأطراف هو من أسخف ضروب الخيال وجهل شديد بالواقع السياسي المحلي والدولي والتاريخي ..
قصارى القول : إن حال تعاقب الأزمات ودورات العنف والاصطدام بين الافهام وعلو الصخب في افتراقها وائتلافها ، ما هو الا ضرورة تاريخية و زمانية ، واتجاه حتمي نحو غاية السير أبعد فأبعد إلى المطلق الكلي ، والذي لابد وأن يكون الطريق اليه معبداً بالمثال لدى كل طرف وفهم .. وكل ما عدا ذلك مجرد تبريرات لا قيمة لها ، يجوز لها أن تستخدم كصخب يُدهشُ ضيقي العقول وحسب . .
و كلّ ما سوف نراه من اتفاقات ( وهي قادمة لا محالة ) ، ما هي - في زعمي - إلا انسجام مؤقت ضمن الجزئيات وحسب ، فلا داعي للتفاؤل او ترك الفهم يقع في شَرَك السذاجة والقول الخاطئ تماماً ، ان الحل النهائي قد حَدَث ...
لأن الحلّ النهائي لنزاع الأفهام لمْ ولنْ يكون ، بينما حلّ الاستقرار المؤقت فسيحدث قريباً ، وأما حلّ النَّماء المنشود في سورية ككل فلن يكون – في رأي - قبل ثلاثة أجيال على الأقل ..
لذا قد يكون من الأجدر لنا أنْ نفهم جيداً ، بأن كل ما عشناه من أهوال الحرب على الدولة السورية ، وما شهدناه من عنف الجماعات الدينية الإسلامية ، ما هو إلا هنيهة من تجلّي الروح الكلية في التاريخ ..
وللحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الماضي ..
- ملاحظات على هامش كتاب - الدّين في حدود مُجرّد العقل - (3)
- ملاحظات على هامش كتاب - الدّين في حدود مُجرّد العقل- (2)
- ملاحظات على هامش كتاب - الدّين في حدود مُجرّد العقل (1)
- التَقَيّةُ الفلسفية عند كانط ..
- الإنسانية ودينُ المُسْتقبل
- المُشكلة أنّهم لا شيئ ..
- معارضة تحكي وعاقل يسمع
- هوامش هيغلية (1)
- إنطباعات هولندية (3)
- الداعشية فكر بالدرجة الأولى (2)
- الداعشية فكر في الدرجة الأولى
- ومن البيان لسحرا...
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (3)
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (2)
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة (1)
- أحاديث المقهى الثقافي.. (2)
- تهويمات حول الحرية..(1)
- وقفة صدق مع الذات السورية..
- العلمانية بداية الحل ..


المزيد.....




- منها لقطات لنساء غرينلاند تعرضن للتعقيم.. إليكم الصور الفائز ...
- أصيب بالجنون بعد شعوره بالخوف.. شاهد قط منزل يقفز بحركة مفاج ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت طائرة حربية و213 مسيرة و1145 ج ...
- بوليتيكو: واشنطن توسلت إسرائيل ألا ترد على الضربات الإيرانية ...
- بيونغ يانغ تختبر سلاحاً جديداً وخبراء يرجحون تصديره لموسكو
- بالفيديو.. إطلاق نار شرق ميانمار وفرار المئات إلى تايلاند هر ...
- مصر.. محاكمة المسؤول والعشيقة في قضية رشوة كبرى
- حفل موسيقي تركي في جمهورية لوغانسك
- قميص أشهر أندية مصر يثير تفاعلا كبيرا خلال الهجوم على حشود إ ...
- صحف عالمية: الرد الإسرائيلي على إيران مصمم بعناية وواشنطن مع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكريا كردي - أزمَةُ أفهَام لا أزمَة حُكّام ..