أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - أياد الزهيري - رمضان صناعة أنسان














المزيد.....

رمضان صناعة أنسان


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5537 - 2017 / 5 / 31 - 01:42
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


رمضان صناعة أنسان
أن الله لا يفرض العبادات جزافآ , ولا قهرآ أو تعذيبآ للأنسان , وكما هو منصوص ومعقول أن الله في غنى من كل هذه الفروض ( أن الله غني عن العالمين) . السؤال اذا كان الله غنيآ من كل هذا , فما الهدف من هذه الفروض التي لا تخلو من مشقه وعناء . لا شك أن لهذا معنى ووظيفه , فالمعنى هو ربط المخلوق بالخلق , وأن يكون هناك حبل ممدود بين السماء وأهل الأرض ليكون حبل نجاة وخلاص لهم من شياطين الأرض , وشرور أنفسهم ,فالمحدود بأمس الحاجه الى المطلق , والحقير يحتاج العزيز . هذا جانب أما الجانب الأخر فهو البعد الوظيفي لهذه العبادات ومنها الصيام , فهي فرصة السماء لأصلاح نفوس صدأت وأرواح تعبت , وسلوكيات أنحرفت . أنها فرصه للعفو الألهي المشروط بالعزم على التغير نحو الأفضل, أي فرصه لأصلاح الذات , وأعادت التنظيم لها. وكما للجسد حمامه , للنفس كذلك حمامها , يغسلها من أدران الشرور , وما علق بها من خطايا وذنوب , أنها طريقه تربويه راقيه هو أن باب التسامح مفتوحه ما دام الأنسان يعزم عاى الصلاح , أنها طريقه لقتل اليأس في النفس الأنسانيه كما في الآيه الكريمه ( لا يائس من رحمة الله) لأن اليأس حاله خطره تقود الى الخراب والدمار كما أن هناك الكثير من التقارير التي توعز الى الكثير من حالات الأنتحار الى حالة اليأس والقنوط التي يعيشها هؤلاء الأفراد المنتحرين . أن رمضان عباره عن عياده روحيه ترفع أغلال الخطايا من نفس الأنسان لتعرج به الى حيث السمو والأرتقاء .كما أن رمضان كمعسكر أعادة تنظيم يجمع فيه الأنسان نفسه ويعيد تشكيلها الى ما يزينها , فيجدد ذاته في بناء مشاعر أيجابيه ترتقي به الى كل ما هو أنساني ونبيل , وهذا لا يتقتصر على الفرد فحسب بل له أنعكاسات أجتماعيه فيساهم بخلق بيئه أجتماعيه نظيفه .
من الواضح أن مجتمعنا فيه الكثير من العاهات الأجتماعيه , وهذه حقيقه لا يختلف عليها أثنين , وما التذمر الواسع بين أوساطه الا علامه واضحه لما أصاب مجتمعنا من تصدع يكاد أن يعصف به وتسلمه الى التاريخ ليكون من أعداد الغابرين.
كما للصناعه آلياتها وأدواتها , وما يتهيأ لها من مستلزمات لتعطي منتوجها المطلوب , كذلك هو رمضان , وهو مصنع الأنسان الذي يريده الله , حيث الأنسان يسير في سلم التكامل الأنساني فيهيئه كخليفة لله في أرضه , والأسلام كغيره من الفلسفات الأخرى فرسمت صوره للأنسان بمواصفات راقيه , كما عبر عنه الفيلسوف الألماني نيتشه بالأنسان العملاق أو الخارق , وكما رسمه قلم أفلاطون بجمهوريته المثاليه , والفرق ان الأسلام بما أنه وصفة الله لخلقه يكون أكثر واقعيه في صناعة أنسان يتميز بالتقوى والروح الأيجابيه , ورمضان واحد من هذه المصانع التي أشار الله اليها في كتابه الكريم ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات ومن الهدى والفرقان) , لكن بالطبع هذا لا يكفي أذا لم يكن هناك أستعداد نفسي وعزيمه للتغير والا سيكون الصائم حاله كحال الطالب الذي يدخل الصف ولا يتفاعل مع الدرس ولا يؤدي ماعليه من نشاط مدرسي فتكون نتيجته الرسوب , فيخسر الوقت والجهد , كذلك الصائم اذا لم ينوي التغير ستذهب كل معاناته من عطش وجوع وتحمل درجات الحراره العاليه أدراج الرياح , وسيكون صيامنا وقيامنا كالمثل القائل ( جعجعه بلا طحين) .
أن من ضمن أجندة رمضان هو خلق أراده قويه وحره للصائم , والأراده عنصر مهم في صناعة الأنسان , فالأنسان والمجتمع المسلوبي الأراده لا يمكن أن يكونوا أحرار , ولا يعيشوا بكرامه في وجودهم , كما أن رمضان يشحن في نفوس الصائمين مشاعر التضامن والتكافل الأجتماعي وهذا ما يساهم في زراعة الأمن الأجتماعي ويمنع حدوث ظاهرة الأقصاء والتهميش للأفراد ويجعله ضمن دائرة الشبكه الأجتماعيه مما يساهم بمنع ظهور المظاهر الشاذه على سلوكهم الفردي والأجتماعي , وهذا ما تعاني منه الكثير من الشعوب الغير مسلمه وما تتعرض له مجتمعاتهم من تفكك وأنفصام يتمظهر بحالات أنتحار أو أكتئاب يهدد سلامة المجتمع , ولكن للأسف تسير مجتمعاتنا الأسلاميه خاصه في السنوات الأخيره نحو ذات الأعراض التي تعاني منها المجتمعات الغربيه من التصحر الروحي والخواء النفسي , ولكن أذا كنا نتفهم ما يمر به الأخرين من غير المسلمين , فلا يمكننا تفهم ما نمر به من خراب نفسي وأجتماعي ورمضان الخير في ربوعنا ,الا كما قال الشيخ الوائلي ( المجد يحتقر الجبان لأنه شرب الصدى وعلى يديه المنبع).
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعراب وعقدة النقص
- أجتماع الشر
- التناشز السياسي في المجتمع العراقي
- مالكم والأقليم
- المثقف النخبوي
- دعوه لهندسه أجتماعيه
- أحتفظوا بطلقاتكم الأخيره
- من هم صناع الطائفيه
- تسويه سياسيه أم أنبطاحيه
- تاجر الشر
- دماء أم ماء
- دولة أولاد الملحه
- قطار العبادي يواصل مسيرته
- الأختلاف نعمه أم نقمه
- المهمشون مشروع فوضى
- الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)
- من يخدم من
- وعادت حليمه
- السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات
- الجسور الثقافه والأقتصاد


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - أياد الزهيري - رمضان صناعة أنسان