أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عديد نصار - في ضرورة استعادة ناصية الحوار














المزيد.....

في ضرورة استعادة ناصية الحوار


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 5537 - 2017 / 5 / 31 - 01:42
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


على مدى السنوات الثلاثة أو الأربعة الأولى من الانتفاضات والثورات الشعبية التي عمت البلاد العربية، شهدت وسائل الاعلام المختلفة وكذلك، وعلى الأخص، مواقع التواصل الاجتماعي نقاشات متواصلة وحوارات شبه دائمة سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية فرضتها حركة الشارع وتقدُّمُ الحالة الثورية على الأرض. وقد ساهم فيها وشارك في طرح مواضيع تلك النقاشات ووجهها غالبية المفكرين والمثقفين والكتاب العرب وعدد كبير من الأجانب في جهد متواصل لفهم وتفسير ما يجري واستشراف توجهاته ومآلاته، أو في التشكيك فيه وتشويه صورته.
لقد فرض هذا الزخم في التواصل والنقاش نفسه مدعوما بمجريات الواقع على الأرض، على مختلف وسائل الاعلام، فلم تخل ساعة على محطة فضائية من مقابلة مع هذا الكاتب أو حوار مع هذا المفكر في إطار سعي تلك الفضائيات الى صناعة رأي عام يسند توجهات من يقف وراءها من أنظمة وقوى سياسية.
غير أن الأمور بدأت بالتراجع والانحسار منذ سنتين على الأقل، فشبكات التواصل باتت تفتقر الى حلقات النقاش الجدية المفيدة واحتلت صفحاتها منشورات السخرية والإحباط، والتعليقات المهينة والشتائم... في حين أن المواضيع الأكثر تطرقا للقضايا الحيوية قلما تجد من يتفاعل معها وإن حصل فبطريقة سطحية لا تنشد المتابعة ولا الوعي ولا التأثير، في حين أن وسائل الاعلام والفضائيات تراجعت في تعاطيها مع المفكرين والكتاب والمثقفين الى درجة أن كل منها بات يعتمد كتابا معينين يتبعون توجهات محددة وكأنهم موظفون لديها مهمتهم الوحيدة تأويل الأحداث وتفسير المواقف منها بما يتناسب مع الأنظمة والقوى التي تقف وراء هذه الوسيلة الفضائية أو تلك حتى بتنا وكأننا أمام مسلسلة تلفزيونية لا تنتهي حلقاتٍ! أما المفكرون وأصحاب الرأي الحر فقد ابعدوا الى زاوية التجاهل.
لئن كانت الشعوب المنتفضة وموجاتها الثورية قد سحقت وتراجعت الى حدود قصوى تحت نيران الأنظمة والقوى المحلية والعالمية المضادة للثورة، لكن الأنظمة لم تتمكن بعد من إحكام قبضتها ولا زالت قضية إعادة تأهيلها بعيدة المنال، فإن الحاجة الى طرح المواضيع الملحة والكثيرة للنقاش باتت أكثر إلحاحا حيث المشهد بات أشد تعقيدا إضافة الى سوء الرؤية في ظل الغبار الذي تثيره التدخلات من كل جانب.
صحيح أن بلدانا كسوريا باتت شبه خالية من أبنائها المثقفين وقادة الرأي الحر إلا قلة لا يمكنها بمفردها فعل الكثير، وأن الغالبية الساحقة قد شتّتَ شملَهم النفي القسري أو الطوعي في مختلف بلدان العالم فبات البعد الجغرافي حائلا بينهم وبين التواصل المثمر، إضافة الى انشغالهم بأوضاعهم المزرية التي فرضها اللجوء، وهذا لا يقتصر على سوريا ولكن يشمل غالبية البلاد العربية بما فيها التي لم تشهد زعزعة استقرار كبرى حيث قادة الرأي يحاولون تجنب اتخاذ مواقف واضحة أو المساهمة في حوارات حرة قد تعرضهم لمصير مشؤوم.
غير أن تسارع الأحداث وتشابكها واستعادة وسائل الاعلام والفضائيات لأدوارها السابقة في الترويج لبضائع الأنظمة والقوى النافذة المسيطرة واشتداد سوء الرؤية يفرض على المثقفين والمفكرين مزيدا من الجهد والتضحية. إن غزارة المقالات في الصحف والمواقع الالكترونية وتدبيج النظريات في الكتب لا يكفي، بل لن يقدم الجرعات الطارئة للحالات المستعجلة ما دامت الأوضاع متسارعة التطور والتبدل، مثيرة للإرباك هنا وهناك، فالجرعات العاجلة المطلوبة يمكن ضخها عبر حوارات مفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكنها أن تلعب دور حَقْنِ العلاج مباشرة في الدورة الدموية في جسم المريض والتي بدورها تسرع بإيصالها الى جميع الأعضاء التي تستعجل الدواء.
من هنا، أدعو جميع المفكرين والمثقفين وكتاب الرأي والناقدين، والذين يتركز عدد كبير منهم في البلدان الأوروبية وفي تركيا وقد انشغلوا بأوضاع تلك البلدان وما أصابها من أعمال إرهابية تارة وبالانتخابات التي أجريت (فرنسا) أو ستجرى (بريطانيا) تارة أخرى، وكذلك المتواجدين في أمريكا اللاتينية والبرازيل وأيضا في آسيا وأستراليا الى المبادرة إلى تشكيل حلقات ومجموعات حوارية على مواقع التواصل الاجتماعية وطرح مواضيع النقاش في القضايا الخطيرة التي تحيق ببلادنا ومتابعة وترشيد الحوارات والاصغاء الى راي المعلقين والتفاعل معهم إيجابيا بهدف توضيح الرؤية وفهم الوقائع واستشراف القادم منها.
لا بديل عن الحوار لفهم الواقع واتخاذ الخيارات، وما دامت الوسائل متوفرة فكل تقصير في هذا المجال سيحسب على كل مفكر وكل صاحب رأي ورؤية.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانحدار الذي لا قاع له
- لا حل بمفاوضات قوى الهيمنة بل باستعادة خيارات الثورة
- الطبيعة الطبقية لنظام الولي الفقيه في إيران
- برعاية دولية كانت وتستمر.. مجزرة الكيماوي
- -كشاتبين- الشاطر حسن
- جحا والدجاجة وحكومة السبعة نجوم
- النخب العربية ومحاولة الانقلاب في تركيا
- الطبل في الرقة والرقص في مارع
- وماذا عن -علي والرئيس-؟
- جبهة النصرة، عدوة للثورة
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، اليسار السوري بين الأمس والي ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الأمين البوعزيزي حول الحال ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الدكتور فواز طرابلسي في حو ...
- السيطرة الرأسمالية: المقاومة والثورة
- الثورة وحدها ترعبهم!
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، حازم العظمة وهجاء الأيديولوج ...
- أربع سنوات، وتستمر الثورة
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: أربع سنوات من ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، مع فاروق مردم بيك: -اسئلة وم ...
- لبنان: حين يتوحد الآذاريان


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عديد نصار - في ضرورة استعادة ناصية الحوار