أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - مهام الشاعر














المزيد.....

مهام الشاعر


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


إن المهام الملقاة على عاتق الشاعر هي ذات المهام الملقاة على عاتق المثقف باعتبار الشعر أحد أوجه الثقافة. وتختلف تلك المهام تبعاً لاختلاف المجتمعات، ففي المجتمعات القبلية يمارس الشاعر دور الإعلامي وناطقها الرسمي في الحرب والسلم. ومهما بلغ بأس وقوة القبيلة فإنها تقف عارية أمام القبائل المنافسة لها عند خلوها من الشعراء الذين يجسدون القوة والعزم على القتال وإدخال الرهبة في صدور الأعداء من خلال خطابهم الشعري.
ومع التحولات التي طرأت على التشكيلة الاجتماعية، تراجع دور الشاعر قبلياً لكن دوره لم ينتهِ اجتماعياً. فبعد أن كان دوره الإعلامي يقتصر على القبيلة أصبح دوره الإعلامي يمثل المجتمع بالكامل خاصة أن المورث من أعراف وقيم المجتمع مازالت تشكل عاملاً محركاً لمنظومة المشاعر والأحاسيس لأغلب أفراد المجتمع ومازال الشعر يحتل مساحة غير قليلة في وجدان المجتمعات المحتكمة لعواطفها أكثر من تفكيرها في خوض صراعها الاجتماعي.
إن الشاعر المحترف الذي يقف لجانب مطالب شعبه، ليس هو القابض على لجام اللغة وآلياتها ومفرداتها المثيرة للعواطف والمشاعر حسب، بل الساعي لخدمة أهدافه وتطلعاته. وبخلافه فإن لشاعر السلطة دوراً متعارضاً مع تطلعات شعبه فتأتي قصائده محبطة للآمال ومناصرة للطغاة.
يعتقد ((هنري ميللر))"أن الشعر هو القادر على تغيير العالم، تغييراً جدياً من خلال إعلانه عن نفسه ووجوده في المجتمع، ويجب أن يكون صوته مدوياً يضاهي صوت هدير القنابل عبر استخدامه الكلمات التي تشعل العواطف في قلوب الناس وتجعل الدم يغلي في شراينهم".
يجسد الشاعر آراءه وعواطفه في مفردات لغوية لخلق قصيدة شعرية تعجز عشرات المقالات الصحافية عن التعبير عنها. لذا فعلها أشد وأعنف خاصة أن كانت القصيدة الشعرية تسبح في لغة عاطفية نافذة مباشرة إلى القلب لتأجيج العاطفة والمشاعر.
في حين أن المقالة الصحافية تخلو من الخطابة والعاطفة وتنحو أكثر نحو خاصة العقل، فهي بحاجة للتفكير الذي لايسعى إليه كل البشر أكثر من سعيهم إلى التلقي والسماع لإثارة عواطفهم تجاه فعل اجتماعي ما.
والقصيدة الشعرية المكتوبة لاتقل أهمية عن فعل إلقاءها لأنها تجسيد مكثف للآراء والأفكار القادرة على النفاذ بسهولة نحو النفس البشرية لتفعل فعلها المنشود. إن المفردات الشعرية المنتقاة بعناية من قاموس اللغة لإثارة عواطف ومشاعر البشر التي يجهد الشاعر لاقتباسها، هي في الحقيقية إعادة خلق جديدة لها من خلال ربطها بشبكة من الأواصر الحسية تتفاعل فيما بينها لخلق كائن حي وفعال يمارس دوره المرسوم في استنهاض القوى الحسية الكامنة في النفس البشرية.
ولايقتصر دور تلك الأواصر الحسية على مفردات اللغة والكلمات المؤلفة للقصيدة الشعرية، وأنما يمتد تأثيرها إلى مساحة بياضات الورقة الحاضنة لمكونات بناء القصيدة الشعرية.
يلخص ((فولي)) تلك الرؤية قائلاً:"على الشاعر أن لايكون فقط في مفرداته الشعرية، وأنما في مساحة بياضات الورقة الحاملة لقصيدته الشعرية".
يتجسد إدراك الشاعر لمهامه الأساس كمثقف وإنسان، في شعره الإنساني. وبخلافه فإنه يقف في الضفة الأخرى المناهضة لحقوق الإنسان، فهناك العديد من شعراء السلاطين الذين اقتصر شعرهم على المديح لجني المال ولم تسعفهم ملكتهم الشعرية العالية للحد من تقليل قدرهم وشأنهم الاجتماعي بعد زوال حكم السلاطين. وأصبحت قصائدهم في المديح نقمة عليهم وأداة إدانة ومبرر لنبذهم واحتقارهم اجتماعياً، نتيجة خروجهم على مهامهم المفترضة في الوقوف لجانب تطلعات شعبهم.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر ومكونات القصيدة الشعرية
- الخطاب النسوي بين الواقع والحقيقة
- تداعيات امرأة في الزواج والانجاب
- المرأة بين مورث الشتيمة والسباب
- المرأة بين النكات والأمثال الشعبية
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الغيرة بين النساء
- آراء ذكورية في حقوق المرأة
- آراء دونية في المرأة
- العلاقات العاطفية للمرأة بين المورث والوقع
- دور القيم والأعراف في التربية
- دور المربي في المجتمع
- التربية الاجتماعية-الهدف والغاية
- مفهوم التربية
- الشعور بالدونية عند المرأة
- الكاتبة المغمورة والناشر
- حقوق المرأة بين المورث والوعي
- صور التعبير عن المشاعر والأحاسيس
- الروح والحب
- الثقافة والجسد


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - مهام الشاعر