أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - المرأةُ في عيني نيتشه














المزيد.....

المرأةُ في عيني نيتشه


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 14:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شاركتُ قبل يومين في مؤتمر بالغردقة عنوانه "المرأةُ قوةٌ هادفة"، أطلقته نوادي "روتاري مصر" مجتمعة. وتحدثتُ في محاضرتي بالمؤتمر عن قوة المرأة الكامنة داخلها، والتي عبرها، فقط، سيكون بوسعها أن تغدو كيانًا فاعلا في مجتمعها، وتنال حقوقها. وفي كلمتي عرّجتُ على نظرة بعض فلاسفة الغرب في المرأة، ومنهم نيتشه.
والحق أنه يخطئ من يظن أن النظرةَ المتدنية للمرأة منبعُها بعض رجال الدين المتشددين في اليهودية والمسيحية والإسلام. فالحقُّ أن تلك النظرة الظالمة متجذرةٌ في الوعي العالمي منذ نشأة المجتمعات البطريركية أو الذكورية أو الأبوية. وهي المجتمعات التي يحكمها الرجال، مثل معظم، إن لم يكن جميع، دول العالم اليوم. والبطريركية Patriarchy من الجذر اللغوي Pat وتعني الأب. والمقابل اللغوي لها هو كلمة Mat وتعني الأم. ويخبرنا التاريخُ عن جود مجتمعات قديمة أمومية أو مطريركية Matriarchy، كانت السيادةُ والقيادةُ فيها للنساء، وليس الرجال. تلك المجتمعاتُ كان يسودها السلام والخصوبة والقيم الإنسانية الرفيعة. لأن المرأة بطبيعتها ليس لديها ميول سلطوية ولا استعمارية. فلم تعرف تلك المجتمعاتُ الحروبَ الاستيطانية والاستعمارية التي أشعلها الرجالُ عبر التاريخ وأريقت فيها الدماء. ومازالت هناك بعض المجتمعات الأمومية في أفريقيا والصين وغيرها، حتى اليوم.
ليس، وحسب، المتشددون من رجال الدين مَن يناصبون المرأة العداء. فبين يدينا فيلسوفٌ اشتُهر بالإلحاد وله كتاب عنوانه: “موت الإله”، ظلم المرأة وحطَّ من قدرها. في كتابه "هكذا تكلم زارادشت"، وضع نيتشه جميع أفكاره الشاذة عن النساء على لسان "زارا" وهو الرمز الاعتباري في الكتاب، وكذلك سيدة عجوز، صادفها زارا وحاورها حول المرأة في فصل “العجوز والفتاة”. من أقواله في ذلك الكتاب: "عندما يكون للمرأة ميلٌ إلى العلم، فغالبًا ما يكون ذلك علامة على اختلال جنسها.” ويقول كذلك: "عندما يكون للمرأة فضائلُ ذكورية مثل العقل والعلم والإرادة، فلابد أن تهرب منها، وعندما لا يكون لها شيء من ذلك فهي التي تهرب من الرجل.” هذا رأي نيتشه، عدو المرأة التاريخي، في المرأة. فترى فلسفةُ نيتشه إن المرأة مجرد كائن فارغ، لا عمق له ولا حتى سطح، لأنها كائن أجوف، لا تتحقق سعادتها إلا في إخضاعها للرجل، ولو بالسوط والهراوة. لأن المرأة إذا امتلكت شيئًا من فضائل الرجل، كالعقل والعلم والعمق والإرادة، فعلى الرجل أن يهرب منها فورًا لأنها حينئذ غيرُ كاملة الأنوثة. وحين لا تمتلك العقل والعلم والعمق والإرادة، وذاك هو الشائع، فإنها التي تهرب من الرجل خوفًا منه ومن سوطه، من فرط شعورها بالدونية أمامه. في ذات الكتاب يقول نيتشه: “لم تبلغ المرأةُ بعد ما يؤهلها للوفاء كصديقة، فما هي إلا هِرّة، وقد تكون عصفورًا. وإذا هي ارتقت أصبحت بقرة.”
في حواره مع السيدة العجوز في الكتاب، يقول زارا: إن سيدة عجوز استوقفته وطلبت رأيه في النساء. فقال لها: "يجب ألا يتكلم الرجالُ عن النساء إلا للرجال." فقالت العجوز: لك أن تتكلم أمامي عن النساء لأنني بلغتُ من العمر أرذله، فلن تستقر أقوالُك في رأسي.” وبالطبع، قال زارار كلامًا كثيرًا سيئًا عن المرأة، علّ أسوأه: “إذا كان قلب الرجل مكمنًا للقسوة، فقلب المرأة مكمنٌ الشر." وبعد انتهاء الحوار بين عدو المرأة، والسيدة العجوز، سخرت المرأة قائلة: "من الغريب أن ينطق زارا بالحق عن النساء، وهو لا يعرفهن إلا قليلا”. وهذه ربما إشارةٌ إلى اضطراب علاقة نيتشه بالمرأة، كما نعرف جميعًا من سيرته الشخصية. ثم تختم العجوزُ كلامها بقولها: “إذا ما ذهبتَ إلى النساء فلا تنس السوط!”
ويرى بعض الفلاسفة، منهم "جاك دريدا"، أن نيتشه، وهو اللاعب الأكبر بالأقنعة والرموز، إنما في مجمل كلامه عن المرأة، لم يكن يقصد المرأة التي نعرفها كرفيق للرجل، إنما يقصد "الحياة"، ولكنه ألبسها قناعَ "المرأة" للتمويه واللعب الأدبي. وبفرض صحة تلك الفرضية، تبقى آراؤه الظالمة حول المرأة/ الحياة، محلّ استنكار من العقل والمنطق وقيم الجمال.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الأقباط وجنود داعش في مصر
- ليلة... بكى فيها الشيطان
- هؤلاء وأولئك ….. أكثرُ منّا إيمانًا!
- هؤلاء وأولئك … أكثرُ منّا إيمانًا!
- ماذا قالت الراهبةُ للشيخ
- مصر الجديدة كما يرجوها شبابُها
- محمد عبد الله نصر.... الإسلامُ بريءٌ من المُنفّرين
- حاضر عن المتهم
- كنيسةٌ سماوية لكل المصريين
- ألفُ خطيئة في حق العربية!
- طوبَى لصُنّاع السلام
- إبراءُ ذِمّة … وشهادة
- أحلَّ سفكَ دمي في الأشهرِ الحُرمِ!
- حوار مع كائن فضائي: صليبٌ وسيف
- لماذا قبَّلَ البابا أقدامَ المسلمين؟
- ماذا قالت مصرُ للمصريين أبناء الحياة؟
- مّن فجّر الكنيسة قبل أن أجدل السعف؟
- حاضر عن المتّهم
- رسالة مسيحي …. إلى وكلاء السماء
- مصر لم تجدل عيدان السعف!


المزيد.....




- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - المرأةُ في عيني نيتشه