أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....3















المزيد.....

هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


و إذا كان التهديد الذي يوجهه الحزبوأمازيغيين إلى المخالفين لرأيهم، و إلى العاملين على جعل المكونات الثقافية المختلفة تتمتع بنفس الحقوق، كما يفعل الحزبوسلاميين، الذين يوجهون التهديد لمخالفيهم، فإن ذلك لا يمكن أن يكون إلا تعبيرا عن العجز الفكري، و قصور في فهم طبيعة الحقوق الثقافية للهجات الأمازيغية، و هو عجز ينعكس على ممارستهم اليومية، و على حرصهم على تأسيس الحزب، أو الأحزاب الأمازيغية، بعدد اللهجات الشائعة، في المجتمع المغربي المستهدف بالتعبئة، من أجل تشكيل الطوائف الحزبية الأمازيغية التي لا يمكن أن توظف إلا في اتجاه تمزيق جسد الشعب المغربي، و ضرب وحدته التاريخية، عن طريق أدلجة الأمازيغية، و تسييسها، و تحزيبها، تماما كما الحزبوسلامي، الذي يؤدلج الدين الإسلامي، و يسيسه، و يحزبه، في أفق تمزيق جسد المجتمع المغربي على أسس دينية.

و القصور الفكري الذي يصيب الحزبوأمازيغيين، لابد أن يصاحبه قصور سياسي، و قصور في فهم طبيعة المجتمع المغربي، من حيث يعتقدون: أنهم يحققون مكاسب لهذا الشعب الأبي، الذي قدم و منذ القدم، تضحيات، لا حدود لها، من أجل أن يحافظ على وحدته الاجتماعية و الترابية.

فهل يمكن القول: بأن الأمازيغية تعاني من القمع الثقافي ؟

إن هناك قطاعات عريضة، من المجتمع المغربي، تتكلم الامازيغية، و تتعامل بها، و تتواصل فيما بينها بواسطتها، و ينشئون بواسطتها آدابا غنية بالمعاني السامية، و بالقيم النبيلة، و لم يثبت في حقهم أنهم أرغموا على التخلي على لهجاتهم. و إذا كان هناك قصور في العناية بتلك اللهجات، التي تتخذ غالبا طابع المحلية، فإنه ناتج عن سياسة الطبقة الحاكمة، التي لا تنتج سياسة حقوقية كونية، و شمولية، تجاه مختلف المكونات الثقافية، الأمازيغية، و غير الأمازيغية، التي تتناقض مع مصالحها الطبقية.

و لذلك فالحيف الذي يلحق اللهجات الأمازيغية ليس من صنع أو اختراع من يبدي رأيه في المسألة الأمازيغية. و لذلك فأي تهديد يوجهه الحزبوأمازيغيين إلى من يخالفهم الرأي، إنما هو ممارسة إرهابية، لا تقل خطورة عن إرهاب الدولة ضد معارضيها، و إرهاب الحزبوسلاميين، الذين يدعون وصايتهم على الدين.

6) و انطلاقا من تقديس الحزبوأمازيغيين للأمازيغية، أو للهجاتها على الأصح، فهل ترتفع اللهجات الأمازيغية إلى مستوى الأديان ؟

و إذا كان الأمر كذلك، فما هي طقوس ديانات اللهجات الامازيغية ؟

إننا عندما نطرح هذه الأسئلة، و غيرها، فلأننا نرى ممارسة، غير عادية، تجاه الأمازيغية، و من قبل الحزبوأمازيغيين بالخصوص، إلى درجة ادعاء الوصاية على اللهجات الأمازيغية التي يسمونها ب"اللغة الامازيغية"، لتبرير ما يذهبون إليه.

و الذي نعرفه عن الرموز الأمازيغية، التاريخية، أنها كانت أكثر حرصا على وحدة الشعب المغربي، و أن تلك الوحدة استمرت، بفضل تضحياتهم، التي اعتبرت جزءا لا يتجزأ من تضحيات الشعب المغربي، التي يجب الاعتراف بها، و الاعتزاز بما حققته من مكاسب لهذا الشعب الأبي.

و الذي نعرفه أيضا أن تلك الرموز الأمازيغية، شجعت الامازيغيين، على تعلم اللغة العربية، باعتبارها لغة القرءان الكريم من جهة، و لغة مكتملة النمو، و متحضرة، و مالكة لإمكانية النمو و التطور المستمرين من جهة أخرى، مما حول غالبية المغاربة إلى مستعربين، تماما كما حصل في العديد من البلدان التي صارت تعرف بالبلدان العربية اليوم.

و كنتيجة لذلك، فقد لعبت اللغة العربية، كلغة للقرءان الكريم، و كلغة متطورة، و متحضرة، دورا كبيرا في تحقيق وحدة الشعب المغربي بالخصوص، على مدى قرون بأكملها، و لم يسجل أحد على مدى التاريخ المغربي العريق في القدم أن المتكلمين باللغة العربية المستعربين من الوافدين، و من الامازيغيين المغاربة المستعربين بدورهم، قاموا بإجراء محرقة في حق المتكلمين باللهجات الأمازيغية، و أن الجميع كانوا يشكلون وحدة متماسكة ضد الاحتلال الأجنبي من جهة، و ضد الحكام الذين كانوا يمارسون القهر على الشعب المغربي الذي لا نستطيع أن نفرق فيه بين من هو أمازيغي، و من هو غير أمازيغي.

و مادام الأمر كذلك، فإن تقديس الأمازيغية، و رفع ذلك التقديس إلى مستوى التقديس الديني، ما هو إلا أمر مفتعل، يهدف إلى تحويل المجتمع المغربي إلى مجتمع طائفي، شاء من شاء، و كره من كره، حتى ولو رفض الحزبوأمازيغيين ذلك.

و على هؤلاء الذين يرفعون اللهجات الأمازيغية إلى درجة التقديس أن يوضحوا لنا:

ما هي طقوس الدين الأمازيغي ؟

و ما طبيعة كل طقس على حدة ؟

و هل هي طقوس يومية ؟

هل هي موسمية ؟

هل هي سنوية ؟

و ما هي الأماكن التي تؤدى فيها تلك الطقوس ؟

و ما هي شروط اعتناق ديانة اللهجات الأمازيغية؟

و ما هي أركان هذه الديانة ؟

و ما هي فرائضها ؟

و ما هي سننها ؟

و ما هي الرسالات السماوية للهجات الامازيغية ؟

و من هم رسل اللهجات الامازيغية ؟

و متى بعثوا ؟

و ما هي الكتب المنزلة عليهم باللهجات الأمازيغية ؟

و ما هي الأحاديث المروية عنهم ؟

و من هم رواتها ؟

و متى تم تدوين تلك الأحاديث ؟

و هل هي أحاديث صحيحة ؟ أم حسنة ؟ أم مقبولة ؟ أم ضعفية ؟

فتقديس الأمازيغية بلهجاتها المختلفة، هو أمر مفتعل من قبل الحزبوأمازيغيين، من أجل خلق مجال كهنوتي، حول الأمازيغية حتى يهاب الناس الكلام فيها، و من خلالها، الكلام في ممارسة الحزبوأمازيغيين، الذين يستمرون في القول المجسد لطقوس عبادة اللهجات الأمازيغية التي سوف تستنكر ذلك لو كانت قادرة على الكلام الأمازيغي الفصيح، أو على الكلام بالعربي الفصيح، لأن ما يقال عن تقديسها، لا يتناسب أبدا مع كونها مجرد كلام اصطلح البشر على استعماله لإحداث تواصل فيما بينهم، حول مختلف القضايا المطروحة، و هي لذلك مجرد مكون من المكونات الثقافية التي تتحول بتحول الواقع، و تساهم في إنتاج القيم المتناسبة مع كل مرحلة على حدة، و ألفاظها تولد، و تشب، و تشيخ، و تموت كما يحصل للإنسان.

و بناء على لذلك، فالأمازيغية ليست مقدسة، ولا يمكن أن تكون مقدسة، حتى تصير كباقي المكونات الثقافية الأخرى، تعتمد في إشاعة نمط معين من الثقافة. و نحن لا نقدسها، بقدر ما نعمل على تطويرها، و لا نهملها، بقدر ما نحافظ على حياتها، و لا نعمل على قتلها، بقدر ما نجددها حتى تعيش فينا، و بنا، و حتى تكون قادرة على استيعاب المستجدات الطارئة، في كل زمان، و في كل مكان، تماما كما في اللهجات الأخرى، و كباقي اللغات في حالة تحول اللهجات الأمازيغية إلى لغة قومية، و حين ستفرض، بقوميتها، دسترتها، رغما عن المسؤولين أنى كانوا، و بقوة الواقع، و حين ذاك ستصير اللغة الأمازيغية المتبلورة لغة وطنية، و ستفرض نفسها كلغة رسمية، وكلغة للتواصل، و كلغة للمعرفة و العلوم المختلفة، و كلغة للإدارة، و بعيدا عن التوظيف الإيديولوجي، و السياسي، و ستتجاوز آثارها الحدود المغربية إلى البلدان الأخرى، بل إن الدول الأجنبية ستعتمد تدريسها في مدارسها، كلغة ثانية، أو كلغة ثالثة، لتأخذ طريقها بذلك إلى العالمية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....2
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....1
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- باب الانتهازية.....9
- باب الانتهازية.....8
- باب الانتهازية.....7
- باب الانتهازية.....6
- باب الانتهازية.....5
- باب الانتهازية.....4


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....3