أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيدو رشو - حول الاوضاع الجارية في سنجار















المزيد.....

حول الاوضاع الجارية في سنجار


علي سيدو رشو

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلنا من قبل بأن ما يجري على أرض سنجار هو حلقة مهمة من مخطط دولي واقليمي يتم تنفيذه على شكل حلقات وذلك لأهمية جيواستراتيجية المنطقة للكرد والعرب بشقيه الشيعي والسني وكذلك تركيا وخاصة بعد انسحاب البيشمركة منها بدون قتال ودخول حزب العمال الكردستاني لملأ الفراغ الناجم عن ذلك الانسحاب (التكتيكي)، حسب البعض الكردي، إضافة إلى إيران لعلاقتها المباشرة مع الوضع القائم في سوريا.
أولاً: كرديا، هنالك اكثر من موقف يمكن للايزيديين ان يتيقنوا بعدم جدوى الاعتماد عليهم بعد أن أثبتوا بالتجربة بأنهم ليسوا محل ثقة وأنهم غير مخلصين مع المعطيات على الأرض؛ سواء من جانب التعامل مع محنة الإيزيديين في الجزء الشمالي من الجبل (المتحرر من قبل البيشمركة)، أو من جانب الواقع الميداني مع داعش في القسم الجنوبي من اقليم سنجار الذي حررته قوات الحشد الشعبي ببسالة. على هذا الأساس فإن الترابط الايزيدي-الكردي الذي كان موجودا بقوة لم يعد بتلك الرابطة القوية كالسابق، وبالتالي يمكن لكل من الايزيديين والحكومة العراقية استثمار هذه العلاقة الفاترة وخاصة الحكومة المركزية لكسب ود الايزيديين كونهم قوة بشرية مهمة على الارض واثبتت كفاءتها في التصدي للتنظيم الارهابي ومصدر ثقة قوي في المنطقة من الناحية الاستراتيجية على المدى البعيد. وعلى ما يبدو فإن آمال الكرد في إنشاء دولتهم وكذلك امال الاسلام السياسي في إبادة الايزيديين سيتحطمان على صخرة محنة الايزيديين لأن أفعالهم الخائبة فاقت كل التصورات.
ثانياً: فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني فإنه المستفيد الأكثر وقتياً من هذا السيناريو بتحسين سمعته الدولية من حيث تقوية علاقاته الاقليمية مع كل من ايران والحكومة العراقية واطراف دولية اخرى بما فيها الولايات المتحدة وكذلك تأمين امنها القومي في شمال سوريا وجنوب تركيا وشمال العراق. هذا التواجد الاستراتيجي لحزب العمال الكردستاني ونشاطه البارز في التصدي لمجموعات داعش الاجرامية ووقوفه خصما شرساً للحزب الديمقراطي الكردستاني وضع الاسس لرسم خارطة جديدة للمنطقة لا تتفق مع الكثير من التوجهات السياسية للإيزيديين أولاً ولبعض الدول الاقليمية وخاصة تركيا وقطر والسعودية وحلفاءهم من كرد العراق ثانياً.
مركزياً: نقول بما أن الحكومة العراقية هي حكومة منتخبة وهي لعموم العراق، لذا يقع على عاتقها حفظ الامن العام وبخاصة أمن الاقليات الذين هم ليسوا أطرافا في النزاعات القائمة سوى انهم ضحية كارثية لمستقبل اجيالهم. وعلى الجانب الاخر فإن الدولة سترجع هيبتها وسمعتها الدولية عندما تتعامل مع موضوع الاقليات بشكل تحافظ على امنهم وهو من الواجبات الاساسية لها وليس من حق جهة محلية او دولية الوقوف بوجهها لحماية مواطنيها من هذا الكابوس الاجرامي. وعلى الحكومة المركزية أن تعي قيمة وأهمية واستراتيجية مناطق الايزيديين، وكيف انهم ذاقوا المرارة على ايدي الحكام المحليين الذين تهادنوا مع داعش. ومن هنا وبعد أن تم تحرير القسم الجنوبي من سنجار واختلط الدم بالدم على ارض سنجار مع توفر عنصر الثقة فيما بين الحشد الشعبي والايزيديين فإن ذلك خلق ظروفاً يمكن التأسيس عليها وتطويرها لصالح الطرفين.
تركياً: اجد بأن على الباغي ستدور الدوائر وأن تركيا ستدفع الثمن غالياً بدعمها العلني لداعش والدليل ما نشر صحيفة واشنطن تايمز(1) بمقال من السيد أحمد يايلا رئيس شعبة مكافحة الارهاب في مديرية أمن شانلي أورفا في الفترة مابين عامي 2010-2013. حيث ورد في هذا التقرير بان تركيا دعمت بشكل اساسي مجموعات داعش من خلال شراء النفط وتمرير الاسلحة والتسهيلات اللوجستية ونقل 25 الف مقاتل من داعش من جميع انحاء العالم الى العراق وسوريا. إذن فإن ضربة تركيا الجوية على سنجار في 25/4/2017، التي تسببت في نزوح جماعي للايزيديين المشردين اصلا من ديارهم بسبب الخلافات الكردية-الكردية على ارض سنجار ماهي إلا نفخة في قربة فارغة من ناحية حزب العمال الكردستاني.
إذن ماهي الرؤية العامة للواقع هناك: سيفرض واقع سياسي جديد على سنجار والكرد هم الخاسر الأكبر.
لقد انتظر الايزيديون على مدار 3 سنوات دون أن تحرك الحكومة الكردية ساكنا، بل مستفيدين من وجودهم كأسرى في مخيمات محافظاتهم من النواحي الإقتصادية والإعلامية والسياسية، وعالميا من حيث السمعة والحصول على المعونات الدولية. ولو كان تحرير الجزء الجنوبي من سنجار على ايدي القوات الكردية (الايزيدية)، لكانت الفرحة لا توصف لأنهم أولى من غيرهم بتحريرها لإعادة الاعتبار اليهم بعد الانسحاب المنظم في 3/8/2014. وفي ذات الوقت فليس للحكومة المركزية أية منية على الايزيديين بإعادة هذه البلدات الى سيادة العراق لأن ذلك يعتبر من أسمى واجباتها في حماية أمن الوطن والمواطن، ولكن على الايزيديين أن يشكروا الحشد الشعبي على موقفهم. فالفرق بين موقف الحشد الشعبي في تحرير ارض سنجار والبيشمركة في ترك سنجار هو فرق لا يمكن للعاقل أن يقارنهما مع البعض.
1. فالبيشمركة انسحبت بقرار سياسي من أعلى قيادة كردية تاركة (أهلها من الايزيديين) ضحية جاهزة بيد عصابات مجرمة لا ترحم الحجر والبشر وكانت النتيجة كارثية على شعب اعزل ليس له حول ولا قوة. بينما جاء الحشد بهمة عالية لتحرير الارض من ايدي العصابات المجرمة وبالنتيجة فإن الايزيديون تفاعلوا معهم بشكل ايجابي كمنقذين لهم بعكس موقف البيشمركة المهزوم.
2. البيشمركة (حررت) الجزء الشمالي من اقليم سنجار ومدينة سنجار بدون مقاومة وفي غضون ساعات في 19/12/2014 ودون ان اية خسائر مادية او بشرية، مما يعني بأن الاتفاق هو نفسه ومع نفس الجهات عندما انسحبت بقرار سياسي من قيادة الاقليم وأدعت عائديتها للكرد. بينما الحشد الشعبي دخل المنطقة ومعه الاصرار على تحرير الأرض بشكل تام ودخل معارك طاحنة على مدى اسابيع وقدم ضحايا كثيرة في الارواح بعكس الموقف في الجزء الشمالي من جبل سنجار وسلّمت المناطق المحررة بايدي أصحابها الشرعيين.
3. بعد (تحرير) الجزء الشمالي من سنجار تداخلت وتعقدت الامور على أهل سنجار اضعاف المرات بسبب إعادة نفس الاسلوب السابق الى التطبيق على ارض سنجار، وكذلك تصعيد الموقف مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني (وبيشمركة روزافا)، ووصل الحد لتتدخل تركيا وضربهم بالطائرات والصواريخ. بينما الحشد الشعبي أعلن وبكل صراحة تسليم المناطق المحررة إلى أهل المنطقة لإدارتها دون ان تتدخل في تفاصيل ودقائق الامور، أو يدعوا بعائديتها كونها تحررت بالدم وانتقمت لأهلها وحرائرها من المجرمين الدواعش وخاصة في قرية كوجو المنكوبة وحماية المقابر الجماعية بعكس ما تم في الجزء الشمالي من إهمال متعمّد لتلك المقابر.
4. انطلق الحشد الشعبي من منطلق أن تحرير ارض سنجار هو حماية لأمن العراق القومي والوطني، بينما تسعى الحكومة الكردية بحماية امنها القومي فقط على حساب أهل المنطقة من الايزيديين لأهمية جيوسياسية المنطقة استراتيجيا وعسكريا واقتصادياً دون أية مراعاة لخصوصية أهلها ومعاناتهم، ولكنهم سيكونون الخاسرين الأكبر من كل ما سيحصل بسبب التعقيدات الجديدة لأنه دخل الآن طرف آخر في المعادلة بقوة وبمساندة ومباركة شعبية إيزيدية وقوة الدولة بعد أن أثبت الكرد عدم مصداقيتهم مع محنة الإيزيديين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*):http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?130314

علي سيدو رشو
المانيا في 29/5/2017



#علي_سيدو_رشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري على ارض سنجار؟
- لماذا يزدا الآن؟
- وجهة نظر شخصية حول المؤتمر المزمع انعقاده في 24/12//2016
- حول مقترحنا -تحديد الهوية الايزيدية-
- العاصفة السوداء
- اليزيديون أمويون سياسيا ومن تعدديات المنطقة
- الذكرى الثانية لمجزرة العصر بحق الايزيديين
- كلمة السيد عيدان برير
- خيمتنا مفتوحة
- محطات لابد من الوقوف عندها
- هل تم فعلاً تحرير شنكال؟
- الذكرى السنوية الاولى لجينوسايد سنجار
- الهجرة؛ هل هي داء للإيزيديين أم أنها دواءاً لهم؟
- الهجرة والتهجير وجهان لنفس العملة
- إلى الحكومة الالمانية الموقرة
- ما الحل بعد التوقيع على القدر بالأقدام (بالأرجل)؟
- السيد نهاد القاضي المحترم أمين عام هيئة الدفاع عن الديانات و ...
- عندما يطغي الغرور كسلوك!
- شتراسبورغ وييريفان؛ مالهما وما عليهما!!!
- مدلولات في كلمة السيد رئيس اقليم كردستان للإيزيديين


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيدو رشو - حول الاوضاع الجارية في سنجار