أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي - ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الخامسة















المزيد.....

ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الخامسة


نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمن الخيانة العظمى
و
تفكك الاتحاد السوفيتي
الحلقة الخامسة

د. نجم الدليمي







المبحث الخامس: أختراق قيادة الحزب الحاكم
المطلب الاول: غورباتشوف وعلاقته بالمخابرات الغربية
في بداية عام 1983، قام ميخائيل غورباتشوف بزيارة الى كندا ، وحصل على موافقة رئيس جهاز أمن الدولة[ كي . جي. بي] الجنرال يوري أندروبوف بالسفر الى كندا، وفي البداية كانت اقامته في مقر السفارة السوفياتية في كندا، اي مع السفير السوفيتي الكسندر ياكوفلييف، وبنفس الوقت عمل ياكوفلييف لقاء لغارباتشوف مع رئيس وزراء كندا، وكان موضوع اللقاء هو تعزيز التعاون والأتصالات السياسية بين البلدين ، وتمت لقاءات عديدة بين غورباتشوف وياكوفلييف.
يشير بريجينسكي الى ان غورباتشوف قد امتلك اتصال (أرتباط) مع ممثلي جهاز المخابرات الغربية[ ولايستبعد مع (C.I.A)] وكان هذا الأرتباط قديم، إذ تم هذا الاتصال مع غورباتشوف في اول زيارة له للبلدان الغربية عندما كان مسؤول مقاطعة ستافروبل ومن خلال لقاؤه مع ممثلي المخابرات الغربية ، وبشكل نهائي تم تجنيده واستمالته(استدراجه) الى جانب البلدان الغربية وهذا تم من خلال زيارته الى كندا والتي بدأت من 17/5- 24/5/1983.
يؤكد مدير جهاز وكالة المخابرات المركزية الأميركية (C.I.A) السابق روبرت غيتس في كتابه بعنوان(من الظل) إذ اشار الى (( إن (C.I.A) وبأهتمام كبير قد استقبلت ظهور غورباتشوف في بداية عام 1983 على انه المرشح للرئاسة من قبل اندروبوف))، وكما يؤكد غيتس(( نحن نعرف الكثير عن غورباتشوف)).
أن ماتم ذكره اعلاه يؤكد حقيقة وهي ان زيارة غورباتشوف الى كندا، ومن خلال اللقاء برئيس وزراء كندا وعبر السفير السوفيتي في وقتها ياكوفلييف تمت الصلة والأرتباط وتجنيد غورباتشوف] من قبل المخابرات الغربية ، وبعد ذلك تم ترشيح غورباتشوف الى رئاسة الحزب والدولة في اذار عام 1985.
وفي زيارة غورباتشوف في عام 1984 واستقباله من قبل رئيسه وزراء بريطانيا اذ قالت (( هذا الرجل هو الذي يمكن ان نعمل ونتعاون معه))؟!.
ان الصحفيين من مؤسسة (The Golb and mail) أشاروا عند وصول غورباتشوف الى كندا تم الاتفاق على عقد لقاء صحفي مع غورباتشوف وكان من المقرر ان يكون اللقاء الصحفي في مقر السفارة السوفياتية في كندا، والغريب في الأمر لم يظهر غورباتشوف في المؤتمر الصحفي كما تم الاتفاق عليه، بل ظهر السفير السوفيتي ياكوفلييف وأخبر الصحفيين((بأن ميخائيل غورباتشوف متعب ونائم، وكنا سوية وطول الليل في نقاش وحديث طويل، وأذا كان لديكم أي سؤال يمكن أن توجهوه ليّ ، لأن مايفكر به غورباتشوف هو نفس تفكيري)).
لقد قام ياكوفلييف بشرح وأجابه كاملة ومفصلة تستحق الأعتبار والأهتمام ووضع النقاط على الحروف- كما يقال- وهذا الموقف في المؤتمر الصحفي ، كان يستند الى موقعه الدبلوماسي كسفير اولاً، وهذه الدرجة الدبلوماسية هي مساوية لمركز حزبي بدرجة سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ثانياً، وأجاباته كانت واضحة وصريحة للصحفيين ، لايمكن لأي شخص ان يقوم بها الا من خلال تسلمه موقعاً هاماً في الحزب والسلطة ثالثاً، وهو اي ياكوفلييف كان يمتلك المعلومات الدقيقة ومؤهل للأجابة والمناقشة في المحادثات واللقاءات الصحفية.
يؤكد س. شوشكيفيج رئيس البرلمان البيلاروسي واحد الموقعين على معاهدة الخيانة والذل في مينسك " بيلوشوفسكيا بوشا" أن (( غورباتشوف كان يصغي ويسمع إلى مايقوله الكسندر ياكوفلييف...)) ، وان خطوات غورباتشوف وفريقه الفاسد كانت موضع اهتمام وأرتياح وهي كانت لصالح الغرب الأميريالي بالدرجة الاولى.

تاتشر وغورباتشوف
بعد رجوع غورباتشوف من زيارته الى كندا عام 1983، اسندت اليه مسؤولية متابعة القطاع الزراعي في الأتحاد السوفيتي[ علماً انه قد أكمل دراسته في مجال القانون في جامعة موسكو- مسائي]، وفجأة تم تقديمه وترشيحه الى عضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي، وفي بداية عام 1985 توفى السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي جيرنينكو، وخلال هذه الحادثة أتصلت رئيسة وزراء بريطانيا تاتشر تلفونياً مع غروميكو ، الشخص المؤثر والقوي في عضوية المكتب السياسي للحزب ، وزير خارجية الأتحاد السوفيتي ولفترة طويلة، واطلق الأعلام الغربي بشكل عام والأميركي بشكل خاص على اندريه غروميكو ((بالسيد- No)) لأنه كان في الغالب معارض لكل ماتتقدم به أميركا وفق صلاحياته. إستمالة، (استعطاف) غروميكو وقدمت له نصيحة[ عجيب وغريب الأمر...] بأن الاتحاد السوفيتي لم يعد له شئناً على الساحة الدولية، ولم يعد دولة عظمى بقيادة حزبية هرمة ومريضة وينبغي ان يتم النظر في مسألة الترشيح لقيادة الحزب والدولة من الشباب الموجودين في قيادة الحزب اليوم ولهم مستقبل ويتمتع بكامل المؤهلات والمواصفات ، ومن نمط هؤلاء المرشحين الذين يتحلون بهذه المواصفات هو ميخائيل غورباتشوف هذا ماقالته وأكدته – الأمرأة الحديدية تاتشر الى غروميكو. وأستخدم غروميكو نفوذه ودوره الكبيرين في الحزب والسلطة السوفياتية بتقديم وترشيح غورباتشوف لرئاسة الحزب وهو الذي أكد على ترشيح غورباتشوف لأنتخابه السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي وبالتالي يمكن القول ان خطة الان دالاس – هتلر – ترومان قد نفذ منها أكثر من 50% اما البقية فهي مسألة تكنيكية / سياسية لآغير من أجل التنفيذ فقط.
ان الخائن لايمكن ان يحدد على اساس أخلاقي/ معنوي وبشكل واضح وصريح ، ولكن القاعدة المعروفة ينبغي ان يتم تحديد سلوك وعمل الشخص لمن ولمصلحة من يعمل هذا أولاً، ويجب معرفة أعماله وافعاله ومأثره ان وجدت- طبعا- وهذا ينطبق على الخائن غورباتشوف حيث كان سلوكه وتصريحاته تحمل ازدواجية المعنى او حتى اكثر والتي خدع الحزب والشعب السوفيتي والسلطة ، وقام بلقاءات مباشرة مع المواطنين السوفيت لاتعد ولاتحصى ، ولم يتم ذلك الا نادراً فهو كان ثرثار بارع وعلى هذا الاساس حظي بالتأييد الشعبي في بداية حكمه ، ولكن بالنتيجة تبين إن غورباتشوف يقول شيء ويفكر بشيء اخر وينفذ شيء أخر، وبالتالي يمكن القول ان ماقام به غورباتشوف عن قصد ومخطط له مسبقاً ماهو الا عملية إنتقام من الشعب السوفيتي ومن مأثره العظمى، وخاصة خلال فترة حكمه(1985-1991)، وبالنتيجة يمكن القول إن غورباتشوف كان شخص حقير وتافه ومراوغ وحرباء لايستحق الاحترام وشخص مرتشي ولايعتد به.
وليس من باب الصدفة ان يقول نيكولاي ريجكوف ، رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي ورفيق غورباتشوف وعضواً في المكتب السياسي للحزب الحاكم سابقاً ان غورباتشوف (( رجل الصدفة)) جاء للسلطة..؟!. وكما وصفه صديقه ((الحميم)) لوكيانوف رئيس مجلس السوفيت الأعلى بالحرباء؟!.

المطلب الثاني: الكسندر ياكوفلييف وعلاقته بوكالة المخابرات المركزية الأميريكة(C.I.A)
في عام 1973، كتب ياكوفلييف مقالة بعنوان(( معاداة التاريخ)) وكان ، جوهر المقالة الرئيس هو أثارة النعرات القومية والشوفينية... وكان موقف المكتب السياسي للحزب سلبياً من المقالة وتمت((معاقبة)) كاتب المقالة وبنفس الوقت تم تعينه سفيراً للأتحاد السوفيتي في كندا وعمل كسفير اكثر من عشر سنوات متواصلة في كندا؟!. وخلال فترة عمله كسفير في كندا قد وثق وأقام علاقة مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية ، وكان جهاز امن الدولة السوفياتي[ كي . جي. بي] قد رصد هذه العلاقة واللقاءات حتى وصل الأمر الى تصوير هذه اللقاءات التي تمت بين ياكوفلييف وممثل (C.I.A) وبشكل منتظم، فأن جهاز أمن الدولة السوفيتي في كندا قد اوصلوا كامل المعلومات الموثقة والموضوعية عن ياكوفلييف الى موسكو، اي الى المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي ورئيس جهاز أمن الدولة السوفيتي ، وكان تحليل وموقف المسؤولين في موسكو- قيادة الحزب الشيوعي في المكتب السياسي قد ظهر رأيين وهما: الرأي الاول: يدعي ويعتقد اصحاب هذا الرأي ان ياكوفلييف كان يعمل بأزدواجية العمل الدبلوماسي مع ممثل وكالة المخابرات المركزية الأميريكة لصالح دولته – اي لصالح الاتحاد السوفيتي؟!. اما الرأي الثاني، كان يعتقد من المستحيل بمستوى سفير للأتحاد السوفيتي ان يكون عميلاً الى (C.I.A) .؟!
ان الرأيين كانت خاطئة وقاتلة وغير مسؤولة و.... و.... ؟! بدليل لاحظ رئيس جهاز أمن الدولة السوفيتية [ كي . جي. بي] ف. جيبركوف، بان، السفير ياكوفلييف ينفق أموالاً على نفسه وعلى عائلته أكثر من المرتب الذي يتقاضاه؟.
تشير المعلومات المنشورة في الصحف الروسية الرصينة والملتزمة ، إذ تؤكد في عام 1953 سافر ياكوفلييف بأيفاد الى جامعة كولومبيا وخلال فترة الايفاد أرتبط ياكوفلييف بعلاقة مع جهاز وكالة المخابرات المركزية الاميركية (C.I.A) وكان معه القس عضواً في مجلس الدوما (البرلمان الروسي) بعد تفكك الأتحاد السوفيتي، ولم يتم الرد على الصحافة من قبل المتهمين.
يؤكد ياكوفلييف ، ان الأكثرية من المواطنين السوفيت قد خدعوا وتم الأفتراء والكذب عليهم في شعارات واهية وبراقة ، فمثلاً قسماً من اعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي ناضلوا وكافحوا ضد تقويض دولتهم العظمى، اما القلة من كادر واعضاء الحزب طالبوا بمحاكمة قادة الحزب الشيوعي .
ان تشكيل محكمة لمحاكمة قادة الحزب الشيوعي التي طرحها ياكوفلييف على بوريس يلتسين والأخير وافق على المقترح وبدعم من قبل واشنطن ولندن وبون وباريس وتل أبيب، ويؤكد ياكوفلييف بعد تفكيك الأتحاد السوفيتي عام 1991 على ان النظرية ((الماركسية- اللينينية ليست علماً ، بل ماهي الا أدب أجتماعي..))؟ّ أما في اطروحته لنيل مرشح علوم وبعدها اطروحة الدكتورسكي[ اطروحة مابعد الدكتوراه]، فكان يؤكد ويبرهن في اطروحاته ((العلمية)) على ان الماركسية – اللينينية، هي نظرية علمية ، وانها تشكل مذهب علمي وهي تمثل علم مناهج الأبحاث العلمية . هذا هو النفاق والسلوك الانتهازي المبتذل والحقير .
تشير المعلومات الاخرى، إنه في واقع الحال ان علاقة (ارتباط) ياكوفلييف مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية (C.I.A) وبأعترافه قد تمت في ربيع عام 1992[ نعتقد انه كاذب..] عندما تم استدعاء ياكوفلييف لحضور المحكمة بهدف محاكمة الحزب الشيوعي السوفيتي على اعتباره كان قائداً في الحزب وشاهد على الحزب ، قامت المحكمة بتوجيه سؤال الى ياكوفلييف(( كيف تعلق على ماتم نشره في الصحافة الروسية بأنك قد تعاونت مع (C.I.A)؟ّ.
إلتزم ياكوفلييف الصمت .. وأجاب على السؤال ي. بريلين العامل في جهاز الاستخبارات السوفياتية الخارجية ان (( الكسندر ياكوفلييف قد غض من بصره[ اي أوطئ رأسه الى الأسفل] ولم يعطي جواباً على الأتهام الموجه إليه، فهو قد أرتكب جريمة جنائية)).
نعتقد ، إن صمت وسكوت ياكوفلييف يبرهن ليس فقط على أرتكابه جريمة بحق الشعب السوفيتي والحزب، بل يؤكد ويبرهن على صحة الأتهام الموجه اليه بعلاقته مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية (C.I.A).
يؤكد الجنرال فلاديمير كرجكوف ، رئيس جهاز أمن الدولة السابق[ كي . جي . بي] عضو لجنة الدولة لحالة الطوارئ عام 1991 في كتابة[ليجنيا ديلا] – دوسيه إن (( محاولة التخريب ونزع المجد أخذت تعلوا على العدالة والشعور بالحق الطبيعي والأمانة إتجاه الوطن والشعب السوفيتي ، وهذا لم يكن إبتكاراً، بل قد شكل مظهراً رئيسياً للتخريب والخيانة للأتحاد السوفيتي)).
إن ماعمله ويعمله غورباتشوف وفريقه الخائن ، والأعتراف بما قام به من مأسي وكوارث وخاصة بعد عام 2000 وهو يتحدث عن ذلك واصفاً بأنه كان عملاً غير شريفاً وغير اميناً ، فعلى سبيل المثال ، وفي كانون الثاني عام 2001 اشار ياكوفلييف الى إنه ((في بداية البيريسترويكا كان يجب علينا أن نقوم وبشكل دائم بالكذب والخديعة والنفاق مع الحزب والشعب، لأنه لايوجد أمامنا اي خيار او طريق اخر...)). هذه هي الحقيقة الموضوعية، فأن غورباتشوف وياكوفلييف وشفيرنادزه ويلتسين.. قد خانوا شعبهم وفكرهم وحزبهم وكذبوا ونافقوا علىى الشعب السوفيتي ، فهؤلاء وغيرهم ((هم طابور خامس)) بأمتياز، وهذا ما أعلنه وأكده ياكوفلييف مؤخراً في مقالته التي نشرت بعنوان ((الكتاب الأسود للشيوعية)) ، وفي هذه المقالة الصفراء والمدفوعة الثمن قد عكس موقفه وجوهره الفاسد، وكان اكثر وضوحاً واكثر إنفتاحاً في إظهار موقفه المعادي للشعب السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي إذ قال (( ان النظام السوفيتي هو نظام توتاليتاري[فاشي] وتم تقويضه من خلال شعارات العلنية وعبر الضبط والألتزام الحزبي الذي يتصف به النظام التوتاليتاري والتستر تحت غطاء وحجة تجديد الأشتراكية)).
لقد تبين ان الخونة قد عملوا حثيثاً ونشطوا في الحزب وخدعوا الحزب والشعب وبفعل تظافر العوامل الداخلية والخارجية تسنموا المناصب الهامة في الحزب والسلطة من أجل تحقيق اهدافهم الدنيئة والخيانية والتي صبت لصالح الغرب الأمبريالية بزعامة الأمبريالي الأميركية وأخيرا إستطاعوا من تقويض الأشتراكية ومنجزاتها الكبيرة والعظيمة والأنسانية وفي الميادين السياسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية والعسكرية والعمل على تفكيك الحزب الشيوعي السوفيتي وانهاء دوره كحزب يقود المجتمع والدولة السوفياتية.
ان جرائم ياكوفلييف، شيفرنادزه ، يلتسين لن تختلف من حيث المبدأ عما قام به الخائن غورباتشوف ، بدليل في بداية عام 2009 وفي مقابلة معه اجرته " يفرونيوز" إذ قال " ان خطتي قد نفذت ، عكس الذي كان يعتقد بصعوبة تنفيذها، إذ بدأنا بالاصلاح الديمقراطي وان البيريسترويكا قد نجحت وانتصرت".
وفي شهر اكتوبر من عام 2009 وفي مقابلة مع مدير راديو (الحرية) [ التابع مباشرة الى وكالة المخابرات المركزية الأميركية] ل. تيلين ومن خلال السؤال الذي وجه الى غورباتشوف أنكم كنتم وراء تقويض دولتكم، الأتحاد السوفيتي ، كيف تعلقون على ذلك، أجاب غورباتشوف واعترف(( ان هذه القضية قد حسمت والتقويض قد تم ...)).
إن اختراق قيادة الحزب الشيوعي الحاكم وقيادة الدولة من قبل المخابرات الغربية- الأميركية (C.I.A) وخاصة مع غورباتشوف ، ياكوفلييف ، شيفرنادزه، يلتسين وغيرهم من قيادة الحزب والدولة قد شكل أحد أهم الأسباب الرئيسية لعملية تفكيك دولة الأتحاد السوفيتي، فهؤلاء الخونة ومع فريقهم الفاسد قد نفذوا ما ارادته وخططت له القوى السوداء، قوى ما وراء البحار والمتمثلة بالأمبريالية الأميريكية وحلفائها الأشرار ، بالبدء عملياً في تفكيك الدولة السوفياتية عبر مشروع الحكومة العالمية ، مشروع مايسمى بالبيريسترويكا الصفراء.
لقد أدركت وشعرت القوى الظلامية بأن العامل الحاسم والهام بالنسبة لهم هو العمل الجاد من أجل خلق مقدمات مادية وملموسة للمواطنين السوفيت من اجل ان يفقدوا الثقة والأيمان بالأيديولوجية الشيوعية والنظام السوفيتي القائم والنجاحات الكبرى للبناء الأشتراكي التي قادها الحزب الشيوعي السوفيتي، فمثلاً وتحت شعارات كاذبة وبراقة وهي " العلنية والديمقراطية وحقوق الانسان) والتجديد والتطوير.."؟! فالمواطن السوفيتي كان يكن كل الاحترام لقادة مؤسسي الدولة السوفياتية(لينين ، ستالين..) وكل شيء متوفر من السلع والخدمات في المخازن الحكومية وبأسعار رخيصة جداً، والأمن والاستقرار متوفر والعمل مضمون ومجانية التعليم والعلاج والسكن مضمونة دستورياً وغير ذلك." وفجأة" بدأ الهجوم على مؤسسي الدولة السوفياتية عبر الصحافة والأجتماعات واللقاءات في الشوارع وبشكل علني[ كاتب هذه الدراسة كان شاهداً حياً وحاضراً على المناقشات الصفراء..]،" وفجأة" أختفت السلع الغذائية والدوائية من المخازن الحكومية ومنها[الخبز، الحليب، اللحم، الملح، اعواد الكبريت الزبدة والفواكه والخضروات ناهيك عن الأدوية] ، وان وجدت بالصدفة فاسعارها خيالية جداً وبدأ الطابور ولعدة ساعات من اجل الحصول على الخبز واللبن والزبدة.. وقامت المافيا وقوى اقتصاد الظل من" الأصلاحيين والليبراليين المتوحشين" بالمضاربة بالسلع والخدمات الضرورية، رافق ذلك غياب الأمن والأستقرار في الشارع السوفيتي، وثم تأجيج النزاعات القومية وخاصة في جمهوريات أسيا الوسطى وجمهوريات البلطيق وغير ذلك من المشاكل الاخرى.
إن كل هذه المشاكل المصطنعة بشكل بارع وغيرها قد تمت في ظل حكم الحزب الشيوعي السوفيتي والدولة السوفياتية ، اي تحت حكم وقيادة الخائن ميخائيل غورباتشوف وفريقه الفاسد والخائن. إن هذه السياسة العداونية واللاوطنية إتجاه الشعب السوفيتي وتحت قيادة غورباتشوف وفريقه المارق والتي تم التخطيط لها ونفذها غورباتشوف وزمرته القذرة قد أضعفت ايمان اعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي بنظامهم الأشتراكي العادل وبالقيادة الحاكمة للحزب والدولة، ناهيك عن دور الجماهير السوفيتية الغير منتمية حزبياً. وبسبب ذلك وغيره ازداد السخط والتهكم والتذمر من قبل الغالبية العظمى من اعضاء الحزب وجماهير الشعب السوفيتي ، وفي ظل ضعف الوعي الأشتراكي الطبقي لدى الطبقة العاملة وحلفائها ولدى غالبية اعضاء وكوادر الحزب الحاكم، لأن ماحدث خلال الفترة(1985-1991) يفوق التصور والخيال، اي اللامعقول أصبح هو السائد والمعقول اصبح مرفوض وغير مقبول، والا ما ذا يفسر الصمت المطبق من قبل غالبية قيادة وكوادر واعضاء الحزب ازاء ماقام به غورباتشوف وعصابته المجرمة؟!، وهذا هو الهدف الرئيسي الذي خططت له وكالة المخابرات المركزية الاميركية وحلفائها في الغرب الأمبريالي ، مخطط هدام ينفذه قادة حزب ودولة عظمى وبالمجان، هذا هو الحدث غير المألوف ، وبالتالي سهل كل ذلك وغيره على تنفيذ وتمرير المخطط الأجرامي المرسوم من قبل واشنطن ولندن وباريس وبون وتل أبيب بهدف تفكيك الدولة السوفياتية العظمى – الاتحاد السوفيتي ، هذا هو جزءاً هاماً من الحقيقة ، فالمستقبل القريب سيكشف لنا كل الحقيقة.



#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الرابعة
- ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة السادسة
- ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الثالثة
- ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الثانية
- ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي
- وحدة الشيوعيين العراقيين ضرورة موضوعية لمرحلة مابعد الانتخاب ...
- وحدة الشيوعيين العراقيين ضرورة موضوعية لمرحلة مابعد الانتخاب ...
- خطر النهج الأصلاحي – النيوليبرالي الدليل والبرهان – روسيا إن ...
- قراءة أولية في المصطلحات والمفاهيم بين الوهم والواقع مثالا ( ...
- روسيا والخيارات الصعبة
- كشف الحقائق وأبعاد المضامين السرية لسيناريوهات المؤامرة الكب ...
- قراءة في ماهية الديمقراطية (المقومات.. التحديات.. الأفاق الم ...
- دور الرقابة الشعبية على الاداء الحكومي في الميدان السياسي ال ...
- وحدة الشيوعيين العراقيين ضرورة موضوعية لمرحلة مابعد الانتخاب ...
- العراق امام مفترق طرق - ديمقرطية ام الدكتاتورية
- قراءة أولية في قانون الخدمة الجامعية: التناقضات.... والأهداف
- دعوة ملحة لوحدة الشيوعيين العراقيين في المرحلة الراهنة ضرورة ...
- ملاحظات اولية على قانون الخدمة الجامعية رقم 32 لسنة 2012 وتع ...
- دور سياسة المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية على اقتصاديات ...
- دور سياسة المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية على اقتصاديات ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي - ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي الحلقة الخامسة