أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح الشمري - إله الإسلام والمكر وإله الكتاب المقدس والزنا













المزيد.....

إله الإسلام والمكر وإله الكتاب المقدس والزنا


ممدوح الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 28 - 22:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكتاب المقدس
سفر صموئيل الثاني

الأصحاح الحادي عشر
1 وكان عند تمام السنة ، في وقت خروج الملوك، أن داود أرسل يوآب وعبيده معه وجميع إسرائيل، فأخربوا بني عمون وحاصروا ربة. وأما داود فأقام في أورشليم
2 وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم. وكانت المرأة جميلة المنظر جدا
3 فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد: أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثي
4 فأرسل داود رسلا وأخذها، فدخلت إليه، فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها. ثم رجعت إلى بيتها
5 وحبلت المرأة، فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حبلى
6 فأرسل داود إلى يوآب يقول: أرسل إلي أوريا الحثي. فأرسل يوآب أوريا إلى داود
7 فأتى أوريا إليه، فسأل داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب
8 وقال داود لأوريا: انزل إلى بيتك واغسل رجليك. فخرج أوريا من بيت الملك، وخرجت وراءه حصة من عند الملك
9 ونام أوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده، ولم ينزل إلى بيته
10 فأخبروا داود قائلين : لم ينزل أوريا إلى بيته. فقال داود لأوريا: أما جئت من السفر ؟ فلماذا لم تنزل إلى بيتك
11 فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام، وسيدي يوآب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء، وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي ؟ وحياتك وحياة نفسك، لا أفعل هذا الأمر
12 فقال داود لأوريا: أقم هنا اليوم أيضا، وغدا أطلقك. فأقام أوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده
13 ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره. وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده ، وإلى بيته لم ينزل
14 وفي الصباح كتب داود مكتوبا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا
15 وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة، وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت
16 وكان في محاصرة يوآب المدينة أنه جعل أوريا في الموضع الذي علم أن رجال البأس فيه
17 فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب، فسقط بعض الشعب من عبيد داود، ومات أوريا الحثي أيضا
18 فأرسل يوآب وأخبر داود بجميع أمور الحرب
19 وأوصى الرسول قائلا : عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمور الحرب
20 فإن اشتعل غضب الملك ، وقال لك: لماذا دنوتم من المدينة للقتال ؟ أما علمتم أنهم يرمون من على السور
21 من قتل أبيمالك بن يربوشث ؟ ألم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات في تاباص ؟ لماذا دنوتم من السور ؟ فقل: قد مات عبدك أوريا الحثي أيضا
22 فذهب الرسول ودخل وأخبر داود بكل ما أرسله فيه يوآب
23 وقال الرسول لداود: قد تجبر علينا القوم وخرجوا إلينا إلى الحقل فكنا عليهم إلى مدخل الباب
24 فرمى الرماة عبيدك من على السور، فمات البعض من عبيد الملك، ومات عبدك أوريا الحثي أيضا
25 فقال داود للرسول: هكذا تقول ليوآب: لا يسؤ في عينيك هذا الأمر، لأن السيف يأكل هذا وذاك. شدد قتالك على المدينة وأخربها. وشدده
26 فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها، ندبت بعلها
27 ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته، وصارت له امرأة وولدت له ابنا. وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب

يقول القمص تادرس يعقوب شارحا هذا الإصحاح :

في وقت المساء عوض الصلاة من أجل المجاهدين قام عن سريره وتمشى على سطح البيت "فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا" [2]...
حياة التراخي خلقت فراغًا في القلب والحواس ليطلب الإنسان شبعًا لحواسه بجمال خارجي.

السقوط التدريجي:
"فأرسل داود وسأل عن المرأة، فقال واحد: أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثي. فأرسل داود رسلًا وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها" [3-4].
كان داود قويًا، لم يسقط قط منذ صباه في الزنا، ولا قتل أحدًا بظلم، ولا مال يمينًا أو يسارًا عن الشريعة اللهم إلا في لحظات ضعف بسيطة، كيف يسقط الآن وهو ملك قوي ونبي مختار وقاضٍ عادل للشعب؟!
لعل داود لم يكن يتوقع في نفسه أنه ينحدر يومًا إلى هذا السقوط الشنيع، لكن الخطية خاطئة جدًا ومخادعة للغاية، تعرف كيف تلقي شباكها وفخاخها لتصطاد الجبابرة تدريجيًا. بدأ داود بالتراخي في أورشليم وقت الجهاد، والنوم على سرير الكسل في بيته، ثم بالمشي على السطح عوض الصلاة من أجل رجاله والانسحاق أمام الله من أجل شعبه؛ مال داود ونظر من على السطح ليرى امرأة تستحم في بيتها؛ سأل عنها إذ ربما حسبها فتاة عذراء ليتزوجها، وعرف أنها امرأة أوريا الحثي الذي يحارب من أجل مملكته، بعث إليها رسلًا وأخيرًا سقط معها!!

لقد شلت الشهوة كل تفكير جاد، فقد نسى داود الآتي:
أ. أنه مسيح الرب ونبيّه الذي نال نعمًا إلهية عظيمة؛ فلا يليق به أن يحطم قدسية حياته الداخلية في الرب.
ب. أنه في حالة حرب، وكان يليق به أن ينزل المعركة: كعادته ليبذل ويعطي بفرح من أجل مجد الله و بنيان الجماعة، لا أن يطلب ما لإشباع شهوات جسده.
ج. يغتصب امرأة متزوجة كاسرًا الشريعة التي تطلب قتل الاثنين (لا 20: 10).
د. يخون بطلًا أمينًا يدافع عن مملكته، وهو رجل غريب الجنس متهود.

هذا السقوط سرَّه التهاون بالثعالب الصغيرة المفسدة للكروم (نش 2: 15)، فإن الخطايا الكبيرة - إن صح التعبير - بدايتها إهمال صغير، وبالتدريج ينحدر الإنسان إلى سلسلة من الخطايا.
لقد كان الوقت مساءً [11] حين قام داود عن سريره يتمشى على سطح بيته ويتطلع نحو امرأة تستحم. كان الوقت ملائمًا للسقوط، لأن "شمس البر" قد غرب عنه، وحلت الظلمة حوله فعاش كما في ليل.
مادام مسيحنا - شمس البر - مشرقًا فينا، فلن يحل بنا مساء، ولا تكتنفنا ظلمة، بل بالحري نصير أبناء نور محفوظين بنعمته من السقوط. يقول الرسول بولس: "وأما أنتم أيها الإخوة فلستم في ظلمة... جميعكم أبناء نور، وأبناء نهار، لسنا من ليل ولا ظلمة... وأما نحن الذين من نهار فلنصح لابسين درع الإيمان والمحبة وخوذة هي رجاء الخلاص" (2 تس 5: 4-8).
ارتباطنا بمسيحنا ينير أعماقنا فلا يزحف فكر خبيث إلينا ولا يتسلل لص إلى قلبنا.
لقد تسللت شهوة شريرة إلى أحاسيس داود في المساء، جاءت كضيف - على حد تعبير ناثان النبي (12: 4) يُريد أن يأكل ويشبع، فأرسل داود إلى بيت أوريا الحثي يأخذ زوجته الوحيدة بثشبع، يقدمها طعامًا له. طلبها داود لإشباع شهواته مع أن له زوجاته... افترستها شهوته كما افترسته هو أيضًا!
يقول الكتاب أنها "دخلت إليه" [11]، ربما شعرت المرأة بما في قلبه فأغرته وأثارت مشاعره، إذ حسبت ذلك فخرًا لها أن يطلبها ملك عظيم... ومع هذا فإن داود لا يتبرر ولا نُسب له عذر، لأنه هو الذي أرسل يطلبها. لقد استطاع وهو صبي أن يقتل جليات الجبار ويرعب الوثنيين ويرد للشعب كرامته، وها هو أمام شهوته ينكسر في مذلة بين يدي امرأة!

علاجه البشري:
بحسب الشريعة كانت بثشبع مستوجبة القتل (لا 20: 10)، لذلك أرسلت إلى الملك ليدبر أمر خلاصها من الموت. أرسل داود إلى رجلها يطلبه من الحرب لينزل إلى بيته، فيُحسب الحمل منه وتختفي آثار الجريمة، لكن أوريا لم يرض أن ينام في بيته مادام إخوته يجاهدون في الميدان.
لقد وبَّخ الله داود على لسان أوريا دون أن يدري، إذ قال له: "إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يوآب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء، وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب وأضطجع مع امرأتي؟! وحياتك وحياة نفسك لا أفعل هذا الأمر" [11]. لقد حسب أوريا أن إيمانه بالله وقدسية حياته بل وشهامته كرجل حرب بل وإنسانيته، هذه جميعها تمنعه عن أن يدخل بيته في ذلك الوقت ليأكل ويشرب بينما المعركة دائرة. حسب ذلك إهانة لله (المرموز له بالتابوت) وللشعب (إسرائيل) ولسبط الملك (يهوذا) كما لقائده (يوآب) وإخوته في الميدان (عبيد داود) إن استراح في بيته ومارس حتى ما هو شرعي بالنسبة له... إنه وقت للبذل والجهاد لا للتمتع بالحقوق الشخصية! كان هذا توبيخًا لداود فبسقوطه أهان الله وشعبه وسبطه ورجال الحرب كما أهان الصداقة وأساء إلى نفسه!
استخدم داود كل وسيلة لإخفاء جريمته، دعا الرجل حاسبًا أنه يجد في هذه الدعوة فرصة لممارسة العلاقات الجسدية مع زوجته الجميلة، وأصدر الأمر إليه أن يدخل بيته فرفض حبًا في الله وداود وشعبه وتكريمًا لإخوته في الحرب، وأخيرًا أسكره... وحتى بعد سكره لم ينزل إلى بيته [13].

تسليم أوريا للموت:
ضاق الأمر جدًا بداود الجبار فأحدرته الخطية ليسقط في سلسلة مُرَّة من الخطايا البشعة، إذ سلم بطله الأمين خطابًا يحمل رسالة خفية بقتله على يدي الأعداء دون ذنب.
كانت بالنسبة ليوآب فرصة ثمينة ليحقق طلب الملك فلا يعود الملك يذله على قتله لمنافسه أبنير (2 صم 3). شعر داود بنوع من المذله أمام يوآب، لهذا نجد يوآب يتجاسر ويتحدث مع داود بعد قتله أبشالوم كما بسلطان (2 صم 19: 5-8)، وقد حاول عزله من منصبه فلم يقدر فأوصى ابنه سليمان بقتله (1 مل 2: 5-6).
جاء قتل أوريا ظلمًا وأيضًا بعض رجال الحرب وذلك بسبب ارتكاب خطية زنا، هكذا تلتحم القساوة والعنف والظلم مع النجاسة. فالإنسان الساقط تحت ثقل النجاسة تجده عنيفًا وقاسيًا في أعماقه حتى وإن كان له مظهر الرقة والوداعة، والإنسان العنيف في أعماقه ينهار أمام شهوة الجسد في مذلة. العنف والزنا أخوان متلازمان، يسند أحدهما الآخر. كثيرون سقطوا في شهوات الجسد لا لسبب إلا عنفهم؛ فحينما يكون الإنسان عنيفًا مع والديه أو إخوته أو أقربائه أو زملائه يشرب من ثمرة عمله فيصير جسده عنيفًا معه يقاوم كل طهارة أو عفة، وكما يقول عوبديا النبي "كما فعلتَ يُفعل بك، عملك يرتد على رأسك" (عو 14).
نعود إلى داود لنجده قد اشتعل غضبًا بسبب محاولة يوآب اقتحام المدينة والاقتراب منها جدًا، متجاهلًا ما حدث مع أبيمالك بن يربوشت حين قتلته امرأة بإلقاء رحيَ عليه من السور (قض 9: 5-45). أخبروه بأن أوريا الحثي مات فسكن غضبه!
سمعت بثشبع عن موت رجلها فندبته سبعه أيام حسب العادة القديمة (تك 50: 10، 1 صم 31: 13). ثم ضمها داود النبي زوجة له، حاسبًا إن ستارًا قد اسدل على جريمته إلى الأبد، فاستراح ضميره إلى عام كامل.
"وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عين الرب" [27]. الله ليس عنده محاباه، فإن كان داود قد جاهد كثيرًا من أجل الله ولبنيان شعبه لكنه لا يتستر على جريمته هذه، ولا يقبل هذا الفعل الشرير... إنه ينتظر توبته، فإن استكان ضميره يرسل له من يوقظه ويوبخه.

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
صموئيل ثاني 11 - تفسير سفر صموئيل الثاني

آية (1):-
وكان عند تمام السنة في وقت خروج الملوك أن داود أرسل يواب وعبيده معه و جميع إسرائيل فاخربوا بني عمون وحاصروا ربة وأما داود فأقام في أورشليم.
عند تمام السنة: قيل في (14:10) أن يوآب رجع عن بنى عمون وأتى إلى أورشليم وفي الصيف التالي حارب داود الأراميين (10: 15-19) والحرب المذكورة هنا في هذه الآية كانت في الصيف الذي يليه أي بعد (14:10) بسنتين.
ملحوظة:- أخبار هذه الحرب مع بنى عمون توقفت هنا لتدخل قصة سقوط داود وأمّا بقية القصة فنجدها في (2صم12: 26-31).
في وقت خروج الملوك= أي في فصل الصيف الذي يخرج فيه الملوك للحرب فهذا هو الوقت المناسب. فأخربوا بنى عمون= أي البلد كلها فالتجأوا إلى ربة مدينتهم المحصنة فحاصرها يوآب. في الحرب الأولى أمام أبيشاى حينما ذهب يوآب ليحارب الأراميين التجأ بنى عمون داخل ربة المحصنة ولم يكن عدد رجال أبيشاى كافيًا لحصار ربة. والآن هم مستعدون وطبعًا هدف الحرب منعهم من أن يهاجموا إسرائيل ثانية فلا يمثلوا خطرًا على المملكة طالما نواياهم سيئة.

آية (2):-
و كان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جدًا.
داود قام عن سريره وتمشى= يقول المثل العامي "اليد البطالة نجسة" وهذا ما حدث الآن فالجيش يحارب وداود في قصره لا يحارب. وكان قبل ذلك يجاهد في صلواته ومزاميره ولكن لا جهاد في الحرب ولا جهاد في الصلاة فهو الآن يتمشى ويترك العنان لعينيه تتطلعان فيشتهى امرأة أخيه. فالخطوة الأولى في السقوط هي التهاون والاسترخاء. ولاحظ أن داود لم يسقط في هذه الخطية وهو شاب يرعى الغنم ويصلى أو وهو مطرودًا من أمام شاول أو وهو يحارب وهذه بركة التجارب والآلام. أمّا الآن وهو مستقر بلا جهاد ها هو يسقط. وهناك من قال أن بثشبع قصدت هذا أن تجذب أنظار الملك. هي رأت أنه فخر لها أن تكون زوجة الملك فهي تعلم أن سطوح الملك يكشفها. على أي الأحوال لو كان داود على حالته الطبيعية وفي صلواته وجهاده ما كان قد سقط إلاّ أنه الآن في حالة تراخي خلق فراغًا في القلب والحواس وهذا الإنسان يطلب أن يشبع حواسه بالجمال الخارجي.

آية (3):-
فأرسل داود وسال عن المرأة فقال واحد أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثي.
بثشبع بنت أليعام وهي بثشوع بنت عميئيل في (1أى5:3). بثشبع هي بثشوع مع اختلاف النطق وأليعام (شعب إلهي) وعميئيل (إله شعبي) بنفس المعنى ويكون والد بثشبع له اسمين بنفس المعنى.

آية (4):-
فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها.
مطهرة من طمثها: هو وقت مناسب للحمل. ولا نجد أنها اعترضت على داود بل هي دخلت عليه لعل داود لم يكن يتوقع في نفسه أن ينحدر يومًا إلى هذا السقوط الشنيع لكن الخطية خاطئة جدًا وكل قتلاها أقوياء وتعرف كيف تصطاد الجبابرة. ولكن بدايتها تراخي في الجهاد ثم نوم على سرير الكسل ثم مشى على السطوح عوضًا عن الصلاة لأجل نفسه ولأجل رجاله في الحرب وما يضاعف خطية داود أي خطية الزنا:-
1- سنه الكبيرة فسنه الآن 50 سنة. بالإضافة إلى خبراته الروحية ومزاميره.
2- هو متزوج من كثيرات.
3- هو أخذ من الله كثيرًا. وهو مسيح الرب ونبيه.
4- هو الملك الذي يحكم على الزناة بالقتل.
5- المرأة متزوجة.
6- زوجها في الحرب التي لم يذهب إليها داود،
7- بل هو أحد أبطال داود. وهو غريب الجنس ومتهود. أوريا= أور يا: نور يهوة وهو حثي من الحثيين.
لقد شلت الشهوة كل تفكير جاد فكان للشهوة أنياب أفتك من أنياب الأسد والدب ولها قوة أكبر من جليات ولننظر أسباب أخرى للسقوط:-
التهاون بالثعالب الصغيرة المفسدة للكروم. فهو ظن نفسه قويًا فلم يهرب من النظرة الأولى بل ترك العنان لشهوته. لذلك علينا أن نغلق أبواب حواسنا ونهرب من الشر ولا ندخل في حوار مع الحية بل نرفضها ونرفض وسائلها (فلا نسقط مثل حواء)
السبب الثاني هو عدم الشعور بالحضرة الإلهية. فيوسف كانت ظروفه أصعب كثيرًا من داود ولكنه كان شاعرًا بوجود الرب وهذا الشعور بالحضرة الإلهية يكون كنور يرشد صاحبه لذلك قيل هنا كان وقت المساء أية (2).
وقت الجهاد والحرب أو الصلاة تحول إلى تمشية على السطوح. فيكون السبب الثالث هو طلب الراحة عوضًا عن الجهاد. فداود اعتاد التنعم والترف ونسى الجهاد.

آية (5):-
وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود وقالت أنى حبلى
بحسب الشريعة فهي مستوجبة الموت فأرسلت للملك ليدبر لها وإلاّ تشهر به. كم تذل الخطية أحسن الناس وتفقدهم سمعتهم.

الآيات (6-13):-
فأرسل داود إلى يواب يقول أرسل إلى أوريا الحثي فأرسل يواب اوريا إلى داود. فأتى اوريا إليه فسال داود عن سلامة يواب وسلامة الشعب ونجاح الحرب. وقال داود لاوريا انزل إلى بيتك واغسل رجليك فخرج اوريا من بيت الملك وخرجت وراءه حصة من عند الملك. ونام اوريا على باب بيت الملك مع جميع عبيد سيده ولم ينزل إلى بيته. فاخبروا داود قائلين لم ينزل اوريا إلى بيته فقال داود لاوريا أما جئت من السفر فلماذا لم تنزل إلى بيتك. فقال اوريا لداود أن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يواب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء وأنا أتى إلى بيتي لأكل واشرب واضطجع مع امرأتي وحياتك وحياة نفسك لا افعل هذا الأمر. فقال داود لاوريا أقم هنا اليوم أيضًا وغدا أطلقك فأقام اوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده. ودعاه داود فأكل أمامه وشرب وأسكره وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده وإلى بيته لم ينزل.
أراد داود أن يخفى الجريمة بأن يطلب أوريا لينزل إلى بيته ويضطجع مع زوجته فينسب الحمل لأوريا وكم كانت عظيمة إجابة أوريا ونفسية أوريا بل كانت إجابته فيها توبيخ لداود الذي لم يذهب إلى الحرب واكتفى بالتنعم في قصره.
وأوريا حسب أن دخوله على امرأته هو إهانة لله المرموز لهُ بالتابوت وللشعب وللملك ولقائده وإخوته في الميدان. فوقت الحرب هو وقت بذل وليس وقت تمتع شخصي. وداد بعد رفض أوريا أسكرهُ ليذهب لبيته ومع هذا رَفَضَ. وفي (8) حصة= أي من طعام الملك.

الآيات (14-21):-
وفي الصباح كتب داود مكتوبا إلى يواب وأرسله بيد اوريا. وكتب في المكتوب يقول اجعلوا اوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت. وكان في محاصرة يواب المدينة أنه جعل اوريا في الموضع الذي علم أن رجال الباس فيه. فخرج رجال المدينة وحاربوا يواب فسقط بعض الشعب من عبيد داود ومات أوريا الحثي أيضا. فأرسل يواب واخبر داود بجميع أمور الحرب. وأوصى الرسول قائلًا عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمور الحرب. فان اشتعل غضب الملك وقال لك لماذا دنوتم من المدينة للقتال أما علمتم أنهم يرمون من على السور. من قتل ابيمالك بن يربوشث ألم ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات في تاباص لماذا دنوتم من السور فقل قد مات عبدك أوريا الحثي أيضا.
الخطايا تلد خطايا. فحينما ضاق الأمر بداود فكر في قتل أوريا بمكيدة. وهنا نجد أن داود استهان بالعدل والأمانة بل يسلم قائده الأمين ومعهُ نفوسًا بريئة أخرى للموت ليستر فضيحته. ولكن ليس خفي وإلاّ ويُعلن وما تقولونه في المضاجع ينادون به على السطوح. وربما لم يُدرك يوآب في البداية السر وراء طلب داود قتل أوريا الحثي ولكنه نفذ أمر الملك. ولكنه فهم فيما بعد حين وجد داود قد تزوج أرملته. بل أن يوآب نفذ الأمر ببراعة ليتصيد زلة على داود فلا يعود يزله لقتله أبنير. فكل خاطئ يتمنى أن يكون الكل خطاة مثله. فيوآب قطعًا قد اشترك مع داود في قتل أوريا لأنه فرح بهذا التخطيط من داود. ونجد قول يوآب في (21) فقل قد مات عبدك أوريا أيضًا= أنه يريد أن يصل لداود أن يوآب فهِمَ أن قتل أوريا هو لمصلحة الملك وسيعطيه السرور. بل أن يوآب غالبًا أراد نشر الفضيحة بأن أرسل هذا الخبر مع الرسل لإذلال داود. ولقد شعر داود فعلًا بنوع من الإذلال أمام يوآب فنجد داود لا يتجاسر أن يكلم يوآب وقد حاول عزله من منصبه فلم يقدر فترك الأمر لسليمان بل أوصاه بقتله (1مل2: 5،6). وكم تذل الخطية الإنسان. ولاحظ أن القتل أعقب الزنا فإن القساوة تلتحم مع النجاسة فالإنسان الساقط تحت ثقل النجاسة تجده عنيفًا وقاسيًا في أعماقه. والسؤال كيف لم يتحرك قلب داود لكل هذا، قلبه الذي سبق وضربه على قطع جزء من جبة شاول؟ الإجابة أن الخطية تقسى القلب وتعمى العينين. والعجيب أن ضمير داود ظل مستريحًا عامًا كاملًا.

آية (27):-
ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا و أما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب.
فقبح في عيني الرب= الله يحب داود ولكنه لا يتستر على جريمته فالله ليس عنده محاباة.



الكتاب المقدس - العهد القديم
سفر صموئيل الثاني

الأصحاح الثاني عشر
1 فأرسل الرب ناثان إلى داود. فجاء إليه وقال له: كان رجلان في مدينة واحدة، واحد منهما غني والآخر فقير
2 وكان للغني غنم وبقر كثيرة جدا
3 وأما الفقير فلم يكن له شيء إلا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها ورباها وكبرت معه ومع بنيه جميعا. تأكل من لقمته وتشرب من كأسه وتنام في حضنه، وكانت له كابنة
4 فجاء ضيف إلى الرجل الغني، فعفا أن يأخذ من غنمه ومن بقره ليهيئ للضيف الذي جاء إليه ، فأخذ نعجة الرجل الفقير وهيأ للرجل الذي جاء إليه
5 فحمي غضب داود على الرجل جدا، وقال لناثان: حي هو الرب، إنه يقتل الرجل الفاعل ذلك
6 ويرد النعجة أربعة أضعاف لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يشفق
7 فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل هكذا قال الرب إله إسرائيل: أنا مسحتك ملكا على إسرائيل وأنقذتك من يد شاول
8 وأعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك في حضنك، وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا. وإن كان ذلك قليلا، كنت أزيد لك كذا وكذا
9 لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه ؟ قد قتلت أوريا الحثي بالسيف، وأخذت امرأته لك امرأة، وإياه قتلت بسيف بني عمون
10 والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، لأنك احتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون لك امرأة
11 هكذا قال الرب: هأنذا أقيم عليك الشر من بيتك، وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك، فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس
12 لأنك أنت فعلت بالسر وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس .

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب
صموئيل ثاني 12 - تفسير سفر صموئيل الثاني

ناثان يوبخ داود:
أرسل الرب ناثان إلى داود ليوقظ ضميره، فروى له قصة الرجل الغني الذي أبى أن يذبح إحدى نعاجه لضيفه، مغتصبًا نعجة الفقير الوحيدة الصغيرة التي اقتناها لنفسه ورباها وكبرت معه مع بنيه جميعًا، أكلت من لقمته وشربت من كأسه، ونامت في حضنه وكانت له كابنة. حمى غضب داود على هذا الغني المغتصب أخاه الفقير وأصدر حكمه: "حيّ هو الرب أن يقتل الرجل الفاعل ذلك، ويرد النعجة أربعة أضعاف، لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يشفق" [6]. أجابه ناثان النبي: "أنت هو الرجل" [7].
الضيف الجائع هي شهوة داود التي ثارت فيه خلال تراخيه وتهاونه مع الخطية، فأراد أن يشبعها باغتصابه بثشبع الصغيرة الوحيدة المحبوبة جدًا لدى رجلها، هذه التي عاشت معه تشاركه حياته وأكله وشربه وسرير نومه، رافقته زمانًا بكل أحاسيسها ومشاعرها، والآن يغتصبها الغني جدًا داود الذي أقامه الله ملكًا والذي تهاون بالناموس بزواجه كثيرات. في كل يوم كان داود يتعظم جدًا لأن رب الجنود كان معه (15: 10). كان الله يود أن يقدم له أكثر فأكثر لكنه بخطيته أغلق على نفسه دون فيض النعم المجانية.
بحسب الشريعة لا يُقتل السارق إنما يرد أربعة أضعاف (خر 22: 1، لو 19: 8)، لكن ظروف السرقة كما وصفها ناثان (وتنطبق على داود) أغضبت داود جدًا فطلب قتل الرجل دون أن يدرك أنه يحكم على نفسه، خاصة وأنه لم يسرق نعجة وحيدة بل امرأة إنسان مخلص وأمين، اغتصبها في ظروف حرب وقتل رجلها... فماذا يستحق؟
يليق بنا أن نقف قليلًا أمام تصرف ناثان، فقد جاء تصرفًا حكيمًا، وصريحًا، حازمًا، ومملوءًا حبًا. لم يخف أن يتحدث بصراحة وبحزم مع ملك أخفى جريمته بقتل أوريا الحثي، وكان يمكن أن يتعرض ناثان لذات المصير، في جرأة لم يخشَ الملك ولا حاباه، وكما جاء في الدسقولية: [لا تحابي الوجوه عندما توبخ على خطايا، إنما اعمل مثل إيليا وميخا مع آخاب (1 مل 18: 21-22)، وعبد ملك الأثيوبي مع صدقيا (إر 38، 39)، وناثان مع داود (2 صم 12)، ويوحنا مع هيرودس (مت 14).
كان صريحًا وحازمًا وأيضًا مملوءًا حبًا... فتح أباب الرجاء أمام داود الملك.
جاء ناثان ليتحدث مع داود خفية دون أن يقف ليشهر به علانية، وإن كان الله قد سمح بنشر كل ما حدث لأجل خلاصنا. هكذا يليق بنا عند توبيخنا للغير أن نلتقي بهم خلال دائرة الحب والصداقة، لا التشهير العلني أمامهم أو في غيبتهم.

تأديب داود :
محبة الله لداود دفعته أن يرسل ناثان لإيقاظ ضميره ولتأديبه علانية، فمن الأفضل له أن يُفضح هنا في الزمان الحاضر فيتوب ويرجع إلى الله عن أن يغطي على جراحات النفس فيهلك الإنسان في خطيته أبديًا. لذلك قال ناثان لداود: "والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، لأنك احتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون لك امرأة. هكذا قال الرب. هأنذا أُقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. لأنك أنت فعلت بالسر وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس" [10-12].
يبدو أن هذا التأديب كان قاسيًا للغاية لكنه كان ضروريًا لخلاص نفسه وخلاص الآخرين:
أ. أوضح أن هذا التأديب هو الثمر الطبيعي للخطية، فما يجتنيه داود إنما القليل من ثمار فعله. لقد قتل سرًا فأفاض القتلُ قتالًا. وزنى خفية وأفاض ذلك فسادًا. أما كون التأديب يتحقق داخل بيت داود، فمن جهة مات ابنه الذي من بثشبع، واغتصب أمنون بن داود ثامار أخته (13: 1-22) فقتله أخوه أبشالوم (13: 23-38)، وقام أبشالوم على أبيه داود ليغتصب منه الملك واضطجع مع سراريه أمام جميع إسرائيل (16: 22) وطلب قتل والده (17: 2) فقُتل هو (18: 14-15)، وقتل أدونيا بأمر أخيه سليمان (1 مل 2: 25)...
هذه جميعها تمت داخل بيت داود لكن يؤكد الله أن ما تم إنما هو ثمر طبيعي داخلي للفساد الذي قبله داود بإرادته.
ب. خلال تأديبات داود التي حلت ببيته أوضح الكتاب المقدس خطورة دور الأسرة وقدسيتها. فما ارتكبه داود أثمر في حياة أولاده، وإن كانوا لا يعاقبون على خطئه، إنما يذوقون هنا مرارة ما ورثوه عن أبيهم. الآباء الفاسدون يقدمون لأبنائهم فسادًا، والمباركون يقدمون لهم البركة.
ج. كانت العقوبة قاسية بالنسبة لداود لأنه قائد، كان يليق به أن يكون مثالًا حيًا لشعبه، لذا صارت عقوبته مضاعفة. فالعقوبة ليست ثمنًا معادلًا للخطية، لكنها تأديب لإصلاح المخطئ ومن هم حوله، تختلف حسب ظروف كل إنسان. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليست العقوبة واحدة لكل الخطايا، بل توجد عقوبات كثيرة ومتنوعة حسب الأوقات والأشخاص ورتبهم وفهمهم وأمور أخرى.
د. لتأكيد أنه ليس عند الله محاباة، فإنه وإن كان قد أقامه نبيًا وملكًا وقاضيًا، وله تاريخ مجيد في حياة مقدسة لكنه متى أخطأ يستوجب التأديب. يقول القديس إيريناؤس: [الله غير محاب للوجوه، لذا يوقع عقوبة مناسبة على التصرفات التي لا تسره. وذلك كما في حالة داود الذي عانى الاضطهاد من شاول (1 صم 18) من أجل البر، وهرب من الملك شاول ولم يرد أن ينتقم من عدوه، وأنشد بمجيء المسيح، وعلَّم الأمم الحكمة، وفعل كل شيء بإرشاد الروح وسُرّ به الله. لكنه عندما دفعته شهوته ليأخذ بثشبع زوجة أوريا يقول الكتاب: "وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الرب" (11: 27). وأرسل إليه ناثان النبي يشير له إلى جريمته حتى يحكم على نفسه ويدين ذاته فينال رحمة ومغفرة من المسيح.


شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
صموئيل ثاني 12 - تفسير سفر صموئيل الثاني

الآيات (1-4):-
فأرسل الرب ناثان إلى داود فجاء إليه وقال له كان رجلان في مدينة واحدة واحد منهما غني والأخر فقير. وكان للغني غنم وبقر كثيرة جدًا. وأما الفقير فلم يكن له شيء إلا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها ورباها وكبرت معه ومع بنيه جميعا تأكل من لقمته وتشرب من كأسه وتنام في حضنه وكانت له كابنة. فجاء ضيف إلى الرجل الغني فعفا أن يأخذ من غنمه ومن بقره ليهيئ للضيف الذي جاء إليه فاخذ نعجة الرجل الفقير وهيا للرجل الذي جاء إليه.
لأن ضمير داود لم يتحرك أرسل لهُ الرب ناثان النبي والله لهُ وسائله المتعددة حتى يجعلنا نستيقظ ونقدم توبة مثل [العظات / موت أحد الأحباء / مرض / تجارب / فشل / آية من الكتاب] ومعنى المثل الذي ضربه ناثان. أن الضيف الجائع هو شهوة داود فالشهوة هي دخيلة على الإنسان وهي جاءت للإنسان في مساء هذا العالم. وأراد داود الغنى أن يشبع شهوته باغتصابه بثشبع الصغيرة الوحيدة المحبوبة جدًا لدى رجلها، هذه التي عاشت معه تشاركه حياته وأكله وشربه وسرير نومه ومشاعره. والآن يغتصبها داود الغنى جدًا الذي لهُ زوجات كثيرات. وبثشبع هذه إفترستها شهوة داود كما أفترسته هو أيضًا.

الآيات (5، 6):-
فحمي غضب داود على الرجل جدًا وقال لناثان حي هو الرب أنه يقتل الرجل الفاعل ذلك. ويرد النعجة أربعة أضعاف لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يشفق.
حمى غضب داود وأصدر حكمه وكأنه يصدر حكمًا على نفسه. لذلك علينا أن لا نتسرع ونصدر أحكامًا وندين الآخرين بل نترك الدينونة لله فالإنسان يميل أن يدين الآخرين ولا يدين نفسه بل هو لا يرى خطأ في نفسه. ويرد النعجة أربعة أضعاف= وهذا بالفعل حدث مع داود فهو قتل أوريا ومات لهُ 4 بنين 1- ابن بثشبع (ابن الخطية) 2- أمنون قتله إبشالوم 3- إبشالوم 4- أدونيا قتله الملك سليمان. وداود زنى بامرأة أوريا وقد زنا ابنه أمنون مع إبنته ثامار وزنى إبشالوم بسراريه أما حكم داود بالقتل= يقتل الرجل الفاعل= فهذا سامحه الله فيه لأنه اعترف وندم.

آية (7):-
فقال ناثان لداود أنت هو الرجل هكذا قال الرب إله إسرائيل أنا مسحتك ملكا على إسرائيل وأنقذتك من يد شاول.
شجاعة ناثان في مواجهة داود تشبه شجاعة إيليا في مواجهة أخاب وهكذا يوحنا المعمدان في وجه هيرودس. فقد واجه داود بصرامة وصراحة وحزم ولم يحابى الوجوه. ولاحظ ناثان كان يتحدث مع داود خفية ولم يشهر به أمام إنسان لكن الله سمح بنشر هذا في الكتاب المقدس لتعليمنا. ومن الأفضل أن نفضح هنا في هذا العالم عن أن نخسر الأبدية. أنا مسحتك.. وأنقذتك= لنذكر إحسانات الله علينا فلا نخطئ إليه.

الآيات (8-14):-
وأعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك في حضنك وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا وأن كان ذلك قليلا كنت أزيد لك كذا وكذا. لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه قد قتلت أوريا الحثي بالسيف وأخذت امرأته لك امرأة واياه قتلت بسيف بني عمون. والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد لأنك احتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون لك امرأة. هكذا قال الرب هانذا أقيم عليك الشر من بيتك واخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. لأنك أنت فعلت بالسر وأنا افعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس. فقال داود لناثان قد أخطأت إلى الرب فقال ناثان لداود الرب أيضًا قد نقل عنك خطيتك لا تموت. غير أنه من أجل انك قد جعلت بهذا الأمر أعداء الرب يشمتون فالابن المولود لك يموت.
كان تأديب داود قاسيًا جدًا لكن قطعًا كان مطلوبًا لأجل خلاص نفسه لا يفارق السيف بيتك= 3 من أولاده ماتوا بالسيف في أثناء حياته. وحتى نهاية كرسي داود أيام صدقيا لم يفارق السيف بيته فقد مات أولاد صدقيا بسيف نبوخذ نصر أمام عيني أبيهم. وكل هذه الآلام هي ثمار طبيعية للخطية. الأسرة المباركة والآباء المباركون يقدمون بركة لأولادهم والعكس صحيح فالأسرة الفاسدة تورث أولادها فسادًا ولعنة. وعظمة داود النبي في أنه لم يجد لنفسه أعذارًا كما كان يفعل شاول بل هو اعترف سريعًا بخطيته واحتمل تأديب الرب في صمت لذلك كان حسب قلب الله.

-----------------------------

لاحظنا من خلال الاصحاحين أن إله الكتاب المقدس عاقب داوود بسبب زناه بجعل الزنا في أهل بيته !!!

ثم يحاول البعض من أتباع الكتاب المقدس الطعن في إله الإسلام من باب مكره بمن أرادوا وفعلوا المكر !!!



#ممدوح_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خديجة بنت خويلد وبولس الرسول وكنيسة روما !
- انقضاء الدهر بين الأناجيل والتراث الأرثوذكسي
- القمر في الكتاب المقدس بين التقويم والعبادة ج1
- الضالو الأرواح والمتمردون !!
- هل يسوع إله لأبيه و إنسان لأمه ؟!
- إله الخمر وعذارى المعبد والطقوس الماجنة والخنزير
- زرع الكراهية بين الذيب وشماس سابق
- المرأة بين ابن كثير والقرطبي وبولس وبطرس
- البرزخ ! وعقيدة المطهر بين الكاثوليك والأرثوذكس
- اللغة القبيحة الفاحشة فى أحط معناها !!
- زِنى المَحارِم والكِتَابُ المُقدَّسُ
- البوق والجرس وسيدنا بلال والأذان وسامي !!
- الكتاب المقدس بين الزنى وتبادل الزوجات !
- نسب محمد ويسوع في ميزان الإسلاميين
- العرش الإلهي بين الإسلام والمسيحية- (1)
- العرش الإلهي بين الإسلام والمسيحية- (2)
- الرد على سؤال الكاتب سائس إبراهيم !


المزيد.....




- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ممدوح الشمري - إله الإسلام والمكر وإله الكتاب المقدس والزنا