أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإرادة الإنسانية بين العقل ومستحكم الإشاءة الفوقية.














المزيد.....

الإرادة الإنسانية بين العقل ومستحكم الإشاءة الفوقية.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5534 - 2017 / 5 / 28 - 03:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المنطق العقلي بالتأكيد هو نتاج عملية عقلية منتظمة ومحكومة بمعادلات منتجة وليس بالضرورة أن تخضع لعامل خارجي مستحكم، والذين يستخدمون المنطق العقلي الجدلي يخضعون نتائجهم التفكيرية دوما لنظام البرهان والتحقق، مثله مثل أي معادلة لا نهائية ولا يمكن لها أن تكون مطلقة طالما الزمن يفتح أبوابه على متغيرات معرفية ويفتح أفاقا لكل ما هو جديد ومفيد في تطوير النظام المنطقي العلي أولا ويعيد النتائج دوما إلى دائرة الجدل المنطقي، عندما تصف نتيجة عقلية بأنها نهائية ومطلقة هذا بسب أما كون العقل وقف عند نقطة أستحالة في الموضوع أو أستحالة في إدراك ما بعد الموضوع، وفي كلا الحالتين نحكم على النتيجة بالتحجر ونقضي عليها بالثبات في عالم لا يؤمن أصلا بوجود ثابت مطلق.
من المسائل الفكرية والعقلية التي لم يمقطع النقاش الجدلي فيها ليومنا هذا هي مسألة الجبر والتخيير، فلكل رأي منادي بخيار منفرد بينهما له مذهبه وأدلته وحججه وبراهينه ويصر على النهائية والتوقف فيها على رأي حازم وجازم، ولكن المنطق العقلي المجرد يقول أن صاحب العقل المجادل بمنطقيته الطبيعية لا يمكن أن يكون مسيرا تماما تحت مبدأ الخيار الكلي المرتبط بالإشاءات الخارجية الفوقية والخارجية عنه وإلا فقد العقل ضرورته، كما أنه بالواقع العملي ليس مخيرا تماما في كل الأشياء وتحت فكرة أن الإنسان هو من يخلق حقائقه الخاصة بإرادته المنفردة، لأنه وببساطة يعيش في ظل نظام محكوم بالثوابت الواقعية التي لا تتزحزح وأحكام المتغيرات المستمرة على صعيد واقعي أيضا.
العقل كخالق ثانوي في وجوده العملي حين يمارس فعله المعرفي وضوابط النظام الحاكم الصارم والفاعل من حيث يعي العقل أو يستجيب لمصفوفات اللا وعي المستتر، فإنهما لا يلتقيان في نقظة واحدة ولا يتقطعان في نقطة واحدة على قضية أصلا هي جدلية ومحل تناقض، بل ومن المحتم أنهما يتبادلان الأدوار الخالقة للنتائج النهائية تقدما وتأخرا وحسب كل حالة لوحدها ولظروفها الذاتية والموضوعية، النتيجة التي ستكون مزيجا من تفاعلات يقبلها العقل ولا يستنكرها النظام الوجودي، فلا تخيير كامل لكل النتائج والفرضيات والوقائع ولا أجبار ملجئ ومقدر سلفا لأحد طالما أنه يملك عقلا فاعلا وقادرا على التحسس بالقبول أو الرفض أو التعديل، وهنا العقل يدرك حقيقة مهمة هي أن الواقع بما يملك من قدرة على إجباره على التقيد النسبي بالواقع هو سلطان على الموجود.
هذا المنطق العقلي هو عين منطق الفهم الديني للمسألة لو نظر لها من خلال فلسفة النص لا من خلال ما ورد في الروايات والأفكار الأعتباطية التي نقلها السلف وفقا لمحددات فهمية محصورة بزاوية نظر واحدة، هي أما وأما ولا خيار ثالث بينهما، الله من حيث هو خالق وصاحب إشاءة سابقة للعقل ووجوده أحكم الوجود بجملة قوانين ثابته، ليس الهدف من أخبار العقل أن يضحي بوجوده ونظامه الجدلي كي يتوافق مع مسألة الجبر المسبق، بل ليجعل منها أيات للعقل في التفكر والتدبر ثم ترتيب وخلق الخيار الفردي، فهو وضع نظام الوجود محكوما بالتطور والتقدم أولا ومنح العقل قدرة على البحث من بين قواعد النظام ذاته على المحددات والطرق التي تفتح للمتحولات أبواب التجديد.
مثال حي عندما يضع الإنسان أمام خيارين وكل خيار وضع له مقدمات ونتائج وأوضح قيمة كل خيار للعقل وتركه في حرا في الأختيار بينهما، هنا مارس ما لا يمكن لإنسان أن يبحث عن خيار ثالث أو يسلم جبرا بخيار محدد على أن الله أراده قهريا، بمعنى لو أنه وضع أمام العقل الإنساني طريق واحد ومنحه العقل وقال له أختار، بالؤكد هذا لا يعد عدلا ولا يمكن التسليم أصلا بوجود وفائدة العقل، العقل إنما وجد لتحديد أستجابة ما لهدف ما ووسيلة هذا الخيار هو المنطق العقلي الجدلي الذي يدرس بحريه أختياراته ومن ثم يعزز هذه الأستجابة بالعمل على أن يتحمل وحده مسئولية خياره، ربما يسئل سائل لماذا لم يمنحنا الرب مجموعة خيارات متعددة يمكن للعقل أن يكون أكثر حرية في التفتيش بينها بمستوى أعلى وأكثر جدية لمفهوم الحرية، الجواب بكل بساطة لأن الوجود أصلا محكوم بالقطبية الثنوية المستحكمة بنظامة، فلا منطقة ثالثة مثلا بين الحق والباطل ولا بين الصحيح والخطأ.
الفهم الديني لا يبعد أبدا ولا يجاوز العقل المنطقي وإن صاغ المحددات بكل وضوح تبعا لمفاهيم ومصطلحاته الفكرية الذاتية الدائرة بين الخير والشر والحق والباطل والإيمان والكفر، هذا لا يعني أن العقل البشري متطور وسابق للفكر الديني أو أنه أبتكر القضية أصلا وأعاد الدين طرحها، بل لأن الفكر الديني بتجرده هو فكر عقلاني وإن حرف البعض مساراته وخطوط سيرة لغايات أو أهدافما، ولكن يبقى الموضوع برمته العقلي الإنساني أو النصي الديني هو جزء من تكوينية المحمول الوجودي الأول، أي هو من ضمن شمولية الرؤية الكونية وقوانينها العاملة والتي يراها العقل بالمنطق ويراها الدين بالضرورات التكوينية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوفيات
- البعض ينشد للموت ..... بأغنية
- من حكايات ألف ليلة وليلة 2017
- زيارة ترامب للمنطقة.... شراء للكراسي وبيع أمريكي بالأجل
- مشروع قانون حرية الرأي والتعبير تقيد للمطلق وإطلاق للمقيد دس ...
- وهايكو مرة أخرى.....
- أني أدين الجميع.....
- الإصلاح الأجتماعي الحقيقي يبدأ من إصلاح المحرك الديني فيه.
- نظرات في البنية التنظيمة للأحزاب الإسلامية، العراق أنموذجا.
- النصوص الدينية وأثر الراهنية الزمنية على بسط الفكرة الدينية ...
- النصوص الدينية وأثر الراهنية الزمنية على بسط الفكرة الدينية ...
- شعراء ...... وشعراء
- هايكو .... من جديد
- خبز حرية دولة مدنية ح1
- سؤال أفتراضي..... أين أنت من الحقيقة؟
- العراق وسياسات دول الجوار الأقليمي
- ترانيم العشق
- قصائد من الهايكو
- في أنتظار القدر ....
- العقل الديني الجمعي ومشكلة التقديس المسبق والتسليمي


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإرادة الإنسانية بين العقل ومستحكم الإشاءة الفوقية.