أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد حمدان - كلمة في نظرية الممارسة السياسية لحركة التحرر الوكني للشعوب العربية















المزيد.....


كلمة في نظرية الممارسة السياسية لحركة التحرر الوكني للشعوب العربية


محمد حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 04:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كلمة في نظرية الممارسة السياسية لحركة التحرر الوطني للشعوب العربية


" الاولوية كانت ، في ممارسات الصراع الطبقي ، للممارسة السياسية ، بفعل تحرك هذا الصراع في شكله الانجذابي الذي تنصهر فيه جميع التناقضات الاجتماعية في مركز تفجرها السياسي ، فكان على الفكر الثوري ، بالتالي ، ان يستحيل في المعركة ممارسة سياسية هي حقل اختبار تاريخي رائع لجهاز مفاهيمه النظرية " حسن عبد الله حمدان . بهذا القول نستبق العلاقة تلك التي تربط الممارسة النظرية بالممارسة السياسية داخل حقل الفكر المناضل ، ة التي تأخذ فيه علاقة هذا الفكر ذاته بالممارسة السياسية شكل المخاطرة النظرية . فالممارسة السياسية هاته لا تقتحم الممكن الا بالاستناد الى اساس نظري تستوثق به رسم خط الاقتحام هو خط الضرورة التاريخية في مصادفة تحدد الممارسة السياسية كمخاطرة في استنادها الثوري نفسه الى النظرية . و لأن الضرورة التاريخية لا توجد الا في اشكال متميزة من المصادفات التاريخية ، كانت الممارسة النظرية ضرورية للممارسة السياسية في توتر مستمر يربطهما داخل علاقة تجد اساسها المادي - في حركة التحرر الوطني - في العلاقة القائمة بين ضرورتها و مصادفاتها . ومنه نبتدء بطرح السؤال العام : - ما طبيعة حركة التحرر الوطني ، وكيف ؟ وما هو الموقع النظري و التاريخي للقوى الفاعلة فيها ؟ . شهد تاريخنا العربي بدخوله عصر تميزه في عصر تكونن الامبريالية ، انولاد ممارسة الجماهير العربية العريضة كفاحها الوطني ضد النفوذ الاجنبي و ضد علاقة التبعية التي كان يضغط بها على اقتصادها في اتجاه تحديد و تائر تطوره . لقد كان بشكل رئيسي نضالا ضد الشركات الاجنبية وما تعينه من شروط الاستغلال المفرط لكل ثروة . فكان النضال الاقتصادي المطلبي يتخذ بهذا طابعا وطنيا مباشرا يروم قطع علاقة التبعية البنيوية بالامبريالية ، في اطار مشروع تحرري وطني يستدعي التحرر من الراسمالية التبعية و التي ليست الا الشكل التاريخي الذي به يتميز فيه تطور هذه الأسمالية في بلادنا . و ما ازمة هذا التطور بالذات الا ازمة الرأسمالية التبعية نفسها ، و ما يقتضيه منطق تحويل بنية علاقات انتاجها القائمة من ضرورة التحويل الثوري لهذا التجدد الدائم من هذه العلاقات الانتاجية . وبذلك صارت ازمة هذا التجدد من هذه العلاقات ازمة هذه القوى المسيطرة في حقل الصراعات الطبقية ، بهدف تأبيد العلاقات تلك ، فكانت بالتالي ازمة التحالف الطبقي المسيطر . انه المأزق الذي وقعت فيه الطبقة المسيطرة ابان توليها مسؤولية القيادة داخل حركة التحرر الوطني ، و ذلك بسيريها ضد منطق هذه الحركة ، و الذي انقلب عليها ففقدت هذه الطبقة اي مبرر لوجودها في موقع القيادة للحركة التحررية ، لكون الطابع التاريخي لهذه الحركة هو التحرر من الامبريالية و ما يفرضه من ضرورة الانعتاق من هذه البرجوازية الكولونيالية نفسها . " ان التحرر الوطني من الامبريالية هو هو التحرر من الرأسمالية التبعية بالذات ، اي من علاقات الانتاج الكولونيالية " - مهدي عامل - . بصيرورة حركة التحرر الوطني حركة معادية لسيطرة البرجوازية الكولونيالية ، تجذ لها طابعا جديدا هو طابع تشابك مهمات التحرر الوطني و مهمات التحرر الاجتماعي في مرحلة تاريخية جد محددة هي مرحلة خروج البرجوازية هذه من موقع القيادة من هذه الحركة . و بالنتقالها المرحلي هذا تكتسب الحركة طابعا تاريخيا محددا هو طابع حركة الصراع الطبقي الخاص ببنية اجتماعية محددة . "انه الانتقال الطوري الذي هو انتقالها من طور تكون فيه ، بشكل عام الطبقتان الرئيسيتان في هذا النمط من الانتاج في تناقض ثانوي ، اي في تحالف طبقي ضد الطبقة المسيطرة السابقة الى طور تصير فيه هاتان الطبقتان في تناقض رئيسي ، اي في صراع طبقي تناحري " - هذا الكلام لصاحبه مهدي عامل -. فحركة الصراع الطبقي كحركة تحرر وطني ، ومراحل هذه الحركة باعتبارها مراحل من هذا الطور تجد تحديدها في طور الأزمة من الرأسمالية التبعية في عالمنا العربي ، و الذي به تحافظ الحركة هذه على طابعها التاريخي الرئيسي كحركة تحرر من علاقات الانتاج الكولونيالية ، و ذلك بانتقالها نفسه من مرحلة الى اخرى . لقد شكل تجدد تلك العلاقات من نمط الانتاج الكولونيالي ، عاملا اساسيا في تحول فئة من البرجوازية الصغيرة - وصلت في ظروف تاريخية معينة الى مواقع السيطرة الطبقية - الى فئة من الرجوازية الكولونيالية المتجددة . فالحركة هذه من التجدد حركة تخالف ، بما معناه ان البرجوازية الكولونيالية المتجددة هي غيرها البرجوازية الكولونيالية السابقة او التقليدية في تجددها الدائم كبرجوازية كولونيالية . و هنا نقول مع مهدي عامل " ان ليس ثمة عودة الى الوراء في حركة التحرر ، بل ان ما يظهر بمظهر العودة الى الوراء هو في الواقع شكل اخر من التناقض المأزقي تنتقل اليه الحركة هذه " . في اطار من البقاء البنيوي تمر حركة التجدد هذه ، اعني حركة تخاف داخل حقل من الثبات لعلاقات الانتاج الكولونيالية القائمة . فبقاؤها البنيوي هذا شرط ضروري لتغيرها ، و تغيرها ، بالعكس هو ايضا شرط ضروري لبقائها هذا . لذا كان لزاما علينا الاستمرار في تحديد الطبقة المسيطرة في تلك العلاقات كبرجوازية كولونيالية و وجب في الوقت نفسه ، تحديد طابع التجدد فيها بالقول انها برجوازية كولونيالية متجددة . و انه لمن باب التهافت النظري اعتبارها طبقة جديدة ،لأن الجديد ليس الطبقة بل الشكل التاريخي الذي فيه تتجدد . يضفي طابع التشابك بين مهمات التحرر الوطني و مهمات التحرر الاجتماعي على حركة التحرر الوطني طابعا جديدا يتأكد من خلاله ان الحركة هذه ، في عملية تجدد تناقضها المأزقي ، هي في مرحلة جديدة ، اي مرحلة هذا التشابك بالذات - هذا دون ان ننفي هذا الطابع عليها في السابق . و هو ما سيشكل ارضية اخرى في مقال اخر سنفتتح به مئوية ثورة اكتوبر 1917 المظفرة وأ ثرها على واقع الشعوب العربية . وذلك في وقت لاحق - بل انه صار ممكن التحقق في هذه المرحلة . ان ما يؤشر على ان الشروط التاريخية التي تمر فيها هذه المرحلة هي ، بالضبط شروط خروجها من تناقضها المأزقي وما يسمح لنا برؤية هذا التناقض المأزقي هو الفشل الذريع ذاك للبرجوازية الكولونيالة في المرحلة الاولى ، و فشل البرجوازية الصغيرة في المرحلة الثانية من تحقيق مهمات التحرر الوطني ، من حيث هي بالفعل مهمات التحرر من الرأسمالية التبعية . يقول مهدي عامل : " ان لكل مشكلة نظرية كهذه المشكلة في تحديد بنية التناقض المأزقي في حركة التحرر الوطني ، طابعا ممارسيا هو طابعها المادي الذي سمح بطرحها كمشكلة . ويحدد ايضا امكان ايجاد الحل لها " اذن ، فبوصول حركة التحرر في عالمنا العربي الى مرحلة خروجها من ذلك التناقض الواقعة فيه ، اصبح النظر في مشكلة الأزمة - المأزق من باب حلها النظري ( كمشكلة نظرية ) ممكنا ، بطرحها في حقل الممارسة الطبقية . اذ ليس من المعقول نظريا و عمليا ان تقود البرجوازية بكل فئاتها حركة تاريخية من الصراع الطبقي هي حركة تحرر من علاقات الانتاج التي هي فيها الطبقة المسيطرة ، و بالتالي حركة تحرر من سيطرتها الطبقية بالذات . و لكن المأزق الذي وجدت فيه البرجوازية هذه هو انها كانت بالفعل في موقع القيادة من هذه الحركة التحررية ، فما كان لها الا ان تقودها بالضرورة الى المأزق الذي كانت هي فيه ، فانطلقت منه بهذه الحركة ، و وصلت بها اليه في حركة تجدد سيطرتها الطبقية التي تجد اساسها المادي في حركة تجدد علاقات الانتاج الرأسمالية التابعة ، في طور ازمتها المتجددة. لقد اقتضى منطق الضرورة الممارسية الذي وصلت اليه حركة التحرر ضرورة انتاج مفهومها النظري الذي هو ضرورة الممارسة النظرية في الممارسة السياسية للبروليتاريا ، و الذي هو نفسه الممارسة الحزبية . اذن نقول ان مشروع الانتقال بحركة التحرر الوطني الى مرحلتها البروليتارية لا يتحقق الا بحل التناقضات الفعلية المتميزة التي ولدت فيها في مرحلتيها السابقتين من سيطرة البرجوازية المتجددة . اذ نؤكد على ان ازمة القيادة في هذه الحركة اكثر من ازمة القيادة فيها ( اي الأزمة البنيوية ) . فعلى امتداد اكثر من نصف قرن - في السابق - طبعت هذه القيادة هذه الحركة بطابعها الطبقي الخاص ، و لنا فيما يظهر و يتترجم من تجدد التناقض المأزقي في هذه الحركة ، في امكانه نفسه ، خير دليل ، اي في شكل من اشكال هذا الطابع الطبقي الذي يلجم الحركة و يعيق سيرورتها ، و في هذا ادانة للطبقة المسيطرة يتحقق بكشف الحدود البنيوية لسيطرتها الطبقية . لم يكن في مقدور الطبقة العاملة ان تكون في موقع القيادة من الحركة التحررية في مرحلتها الاولى ، وذلك راجع بالاساس الى تلك المرحلة من تكونها ، و الذي ارتبط فيها مصيرها بمصير هذه الطبقة المسيطرة على البنية الاجتماعية الشاملة ، و بذلك عدم القدرة في التميز منها بالاستقلال عنها في الممارسة الصراعية للصراع الطبقي . اذ لم يكن بعد تناقضها معها قد بلغ مستوى التناقض التناحري ، و الذي لا يصير كذلك الا بشرط دخول حركة النهوض في ازمة تطرح على الطبقة الثورية النقيض ، اي الطبقة العاملة ، مهمة الخروج منها بتحرير البنية الاجتماعية من عائق تطورها التاريخي . بما ان لحركة التحرر الوطني وجها اول يحددها كحركة معادية للأمبريالية ، و وجها ثانيا يحددها كحركة معادية للرأسمالية ، كان الفصل اذن بين الوجهين ، بالضرورة ، خاصا بالبرجوازية الكولونيالية ، و التي خانت القضية القومية في سيرورة من الهزائم التاريخية التي منيت بها . ان هذا الفصل ليس من داخل حركة التحرر الوطني و لا هو من طبيعتها ، بل هو ناتج عن الممارسة السياسية و الايديولوجية للبرجوازية المسيطرة ، و التي جاء فشلها هذا بسبب التناقض ما بين الالية الداخلية لحركة التحرر الوطني و المنطق الطبقي لقيادتها البرجوازية الكولونيالية هذه ، فانعكس في الفصل بين الاجتماعي و الوطني ، فكان في حركة التاريخ خيانة وطنية هي خيانتها هاته . نعود لنؤكد مع حسين حمدان ان الوجه الاجتماعي من الحركة التحررية اساسي لوجود وجهها الوطني ، و ان التحرر من الامبريالية اذا لم يكن بالفعل تحرر من الراسمالية التبعية ، فهو ينقلب نقيضه . و لابد كذلك من التأكيد انه من موقع القيادة البرجوازية الكولونيالية في الحركة التحررية رفع شعار التحرر الوطني في وجهه الايديولوجي القومي ، لتبرير الهجوم على الحركة العمالية في جل الاقطار العربية ( مصر ، العراق ، السودان ... ) في محاولة للقضاء على اي استقلال طبقي لهذه العناصر الكادحة في تنظيم ثوري قادر في صيرورة الصراع الطبقي ان يكون على قيادة هذه الحركة من التحرر الوطني . كانت البرجوازية الكولونيالية سواء التقليدية منها ام المتجددة ، تحاول دوما القضاء على هذا الاستقلال الطبقي للطبقة العاملة ، في تكوين حزبها الشيوعي . فما كان للطبقة العاملة من موقع وعيها هذا الهجوم و من موقع الرد كذلك الا ان ترفع راية التحرر الاجتماعي في ممارستها الطبقية ضد هذه البرجوازية الرافعة راية التحرر الوطني في شكله الايديولوجي القومي كما اسلفنا الذكر . و هنا بالضبط يقع او وقع الفصل الذي ما كان من خلاله ان تؤكد الطبقة العاملة و احزابها الشيوعية استقلالها السياسي ، بقدر ما دل على تبعيتها الطبقية لهذه البرجوازية . وهذا مرده كذلك الى الشروط التاريخية الخاصة بمرحلة تكون الطبقة العاملة بما هي مرحلة تكون في طور ازمة الرأسمالية التبعية . ما يدفعها الى الوقوع في الوجه الاخر من نفس التربة الايديولوجية . و لأن هذه الشروط هي نفسها تلك الشروط التي نقول عنها انها تعيق حركة التفارق الطبقي في خضم تطور البنية الاجتماعية ، فتعيق بالتالي حركة استقلالها الطبقي في تميزها كطبقة مهيمنة نقيض .
ان التحرر الاجتماعي في حركة التحرر الوطني ، ليس بديلا عن هذا التحرر الوطني نفسه ، بل هو يمر بالضرورة به ، بمعنى انه يتحقق في شكل تحرر وطني . اذا تمكنت البرجوازية في المرحلة الاولى بدفع الطبقة العاملة الى الوقوع في شركها ، و هذا ناجم عن كون الاطار التبعي البنيوي للامبريالية و الذي تتطور فيه علاقات الانتاج الكولونيالية ، هو ما يقوم على تحديد التبعية الطبقية لكل من البرجوازية و الطبقة العاملة ، و يسد افق التطور الرأسمالي ، و يعيق تكون الطبقة العاملة ، و يسد ايضا افق تطورها الطبقي ، و في الاخير يضعها في علاقة متجددة من التبعية الطبقية للبرجوازية الكولونيالية ، تحول دون تميزها في حقل الصراع الطبقي . و التبعية الطبقية للطبقة العاملة تتحدد هنا- بحسب مهدي عامل - بالنسبة لهذه الفئات من البرجوازية الصغيرة بالذات ، اكثر منها الى البرجوازية الكولونيالة المسيطرة . و لربما خير دليل على ذلك هو انه من موقعها هذا ، و في محاولة لتأكيد استقلالها الطبقي عن البرجوازية الكولونيالية رفعت شعارات لا تتلأم و مهمات المرحلة من حركة التحرر الوطني . ان افق تحررها بالضرورة من هذا الاطار العام الذي يضعها في حالة استسباع طبقي هو افق حركة التحرر الوطني من هذه العلاقة من الانتاج . فكانت بالتالي المرحلة الجديدة في بداية العملية التاريخية لاستقلال نضال الطبقة العاملة عن الخط السياسي البرجوازي ، هي مرحلة انوجاد الممارسة السياسية لأحزابها الشيوعية في حركة التحرر الوطني ، و نقدها لممارستهاالسياسية في كل مرحلة تاريخية محددة . ومنه ما تقدم به من نقد الحزب الشيوعي اللبناني في مؤتمره الثاني للعام 1968 في نقده الانحراف " اليساري " الذي وقع فيه الحزب مرتين ( 1948/ 1960) . اذ ان الخط السياسي للحزب( الخط البروليتاري الثوري ) في المرحلة التاريخية لنضاله التي دخل فيها مؤتمره الثاني هي التي مكنته من اقامة الحد الطبقي الفاصل في تاريخه بين الخط الصحيح الذي انتهجه و بين الانحراف المؤقت الذي وقع فيه .( راجع تقريراللجنة المركزية الذي قدمه الامين العام الرفيق نيقولا الشاوي في المؤتمر الثاني للحزب تحت عنوان " خمسة و عشرون عاما من النضال " ). فمن اجل تحقيق المهمات الديمقراطية الوطنية ، كان وجوبا النضال ضد البرجوازية الكولونيالية ، وكشف خطها الطبقي النقيض . فالحزب استطاع ان يوجد في حقل الصراع الطبقي النقيض الثوري للخط البرجوازي في الحركة التحررية ، أي ان يحدد السير في هذه الحركة على كونه تناقضا طبقيا ممارسي بين الخط البروليتاري و الخط البرجوازي . بقيادة حزبها الشيوعي في اقامة التحالف الطبقي الضروري ، يتحقق استقلال الطبقة العاملة ، و يحددها كطبقة مهيمنة نقيض بمقدورها تحديد المهمات المرحلية التاريخية و بالتالي تحديد حلفائها الطبيعيين . و الاستقلال الطبقي هذا كالتبعية الطبقية ، يتحددان في حقل ممارسات الصراع الطبقي بطبيعة الخط السياسي الذي ينتهجه الحزب ، في اقامة تحالف طبقي واسع ، كانت تفرضه طبيعة المرحلة التاريخية ، بما هي مرحلة من مراحل التحرر الوطني ، وما تستلزمه كذلك في تأكيد الاستقلال الطبقي للطبقة العاملة في اطار تحالف الحركة الوطنية . ما هذا الاستقلال اذا الا نتيجة الممارسة السياسية للطبقة العاملة ، أي نتيجة الخط البروليتاري لحزبها الطليعي . فمفهوم الاستقلال الطبقي اذن مفهوم سياسي و ليس مفهوما اقتصاديا . يتحدد في حقل الصراع الطبقي و بالنسبة اليه . و ليس بالنسبة الى علاقات الانتاج ، الا بمقدار ما تتحدد حركة الصراع الطبقي بهذه البنية . و ما تكونها السياسي الا تكونها في تنظيمها الثوري ، اعني حزبها الشيوعي ، وكذلك بنهجه خط ممارستها الصراع الطبقي من موقع الخط الوطني الثوري . على الرغم من كل هذا يأتي مهدي عامل ليؤكد ان بعض الانحرافات في منطق الممارسة السياسية لبعض الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي . و خاصة في مرحلة عملها السري . اذ تسقط في الغالب في خط نقيضها الطبقي . خارجة عن خطها الوطني الثوري في تحديد الموقف من القضية الوطني . اذ يسجل هذا الانحراف في الغالب في تلك الفترات التي تشن فيها الانظمة العربية الرجعية هجومها على قوى التغيير الثوري . بالانحراف يتغير الطابع الطبقي الخاص بالخط السياسي ، و بالتالي ، يتغير الطابع البروليتاري الخاص بهذا الخط ( وبين الانحراف و الخطأ فارق طبقي لا يظهر في تحديده الا من موقع الممارسة السياسية للبروليتاريا ) ومنه يكون كل نقد ذاتي للممارسة الحزبية نقدا ماديا ، بوضعه الخطأ او الانحراف في شروطه المادية و التاريخية ، أي الشروط الموضوعية و الذاتية . لقد رأى المؤتمر الثاني في الموقف من القضية الوطنية الموقف المركزي في الممارسة السياسية للحزب ، و بهذا الموقف تم تحديد المواقف من القضايا الاخرى المرتبطة بحركة الصراع الطبقي . وبه تحدد طابعه البروليتاري في الممارسة السياسية . فكل غياب للموقف البروايتاري في موقف الحزب من القضية الوطنية هو موقف برجوازي صغير ، يكون مسؤولا عن وضعه في حالة تبعيته الطبقية . بنهجها هذا الخط البرجوازي وضعت الطبقة العاملة نفسها خارج منطق حركة التحرر الوطني ، و ذلك بانعزالها عن الجماهير التي استسلمت لعفويتها في معركتها الوطنية تحت قيادة أي فئة اجتماعية تتصدر القيادة البرجوازية الكولونيالية . وهذا ناتج عن الفصل ما بين الصراع الوطني و الصراع الطبقي في حركة التحرر ، كما تأكد سابقا . اذا يجب القول ان الموقف من الطبقي البروليتاري من القضية الوطنية هو وحده الموقف الوطني الذي يتفق و منطق الضرورة في سيرورة الحركة التحررية ، و ما انحراف الحزب عن موقفه الوطني الا بعامل انحرافه عن الموقف الطبقي البروليتاري . ان الطبقة العاملة لا تستطيع ان تمارس هيمنتها الا بمقدار ما تنجح في اقامة تحالفها الضروري الواسع . فالهيمنة الطبقية لا وجود لها الا في وجودها السياسي داخل اطار هذا التحالف الطبقي . و التحالف هذا يتحدد بالضرورة بالشكل الذي يتحرك فيه الصراع الطبقي في البنية الاجتماعية ، و باختلاف المرحلة التاريخية التي تمر بها هذه البنية الاجتماعية . فعلاقة التحالف بين الطبقة العاملة و حلفائها الطبيعيين تأخذ في معركة التحرر الوطني شكل الجبهة الوطنية . ان لمفهوم التحالف طابعا ماديا قائما على التحديد العلمي لطبيعة المرحلة التاريخية التي تمر بها البنية الاجتماعية . كما ينطلق كذلك من واقع الاختلاف الطبقي بين القوى الاجتماعية المتحالفة ، و في تحديد المرحلة التاريخية بكونها مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ، يأخذ التحالف الطبقي هذا شكل التحالف مع القوى الاجتماعية التي لها مصلحة طبقية في تحقيق مهام المرحلة . نخلص مع مهدي عامل الى ان الهيمنة الطبقية للطبقة العاملة لا تتحقق داخل التحالف الطبقي الثوري لا بوجود حزبها الشيوعي فيه . أي الأداة التي تمارس بها صراعها الطبقي في احتلالها موقع الهيمنة . و عليه امكن القول ان سياسة التحالف تنطلق بالضرورة من تحديد العدو الطبقي الرئيسي في المرحلة التاريخية المحددة ، و بتحديد الحلفاء الموضوعيين باختلاف كل مرحلة وما علاقات التفاوت في كل قطبي الصراع ، و بالعمل كذلك على استغلال كل التناقضات التي تعتمل في بنية التحالف الطبقي المسيطر . بهذا التحالف و في اطاره تستطيع الطبقة المهيمنة النقيض ان تطرح خطا وطنيا ثوريا هو في الاصل خطها البروليتاري الثوري ، أي نظرية ممارستها السياسية في حركة التحرر الوطني .
l



#محمد_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد حمدان - كلمة في نظرية الممارسة السياسية لحركة التحرر الوكني للشعوب العربية