أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الصورة بين التشكيل و الشعر














المزيد.....

الصورة بين التشكيل و الشعر


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


التشكيل كرسم،يكتسب دلالته بإيحاءات،تعانق المعنى المتعدد،ليولد كما هو
الأمر تجاه ما هو جميل،شعورا بتجاوز المعنى
العام،المعتبر ماديا أو وظيفيا،فالكأس للشرب،غير أنه في الصورة
المرسومة،يحيل على المعنى،تنضاف لذلك،كيفية رسمه،و بصمة الفنان المعبر به
عما اختلج في داخله في تلك اللحظة،التي لا يمكن أن يعيشها مرة أخرى مهما
حاول و تحايل،و هنا سبق لبرجسون،أن عبر عن هذه الحالة،منبها،إلى أن
التشكيلي غالبا ما تقوده يده الراسمة لمخالفة الفكر التي كانت في ذهنه
قبل أن يبدأ عمليته الإبداعية،لكأن المعاني حسب برجسون،تقفز جديدة متمردة
عما تخيله،و هنا أسأل،هل اليد هي الفاعلة أم التخيل أم الذاكرة؟؟؟
لا شك أن الصورة تشكيليا،ليست إلا وليدة اللحظة،لكنها تستحضر باليد معاني
مخزنة في الذاكرة،أو مستبطنة،قد لا يدركها حتى الفنان التشكيلي نفسه،إلا
بعد مثابرة و شقاء وجودي،فماهي أوجه التداخل و ربما المفارقة تجاه الصورة
الشعرية؟

الصورة شعريا.
لا ترسم و إن بدت تجريديا حاضرة،لكن تجسيدها الفعلي،أي ما يجعل منها صورة
شعرية،لا يتحقق إلا باللغة الطبيعية،الجميلة و المعبرة،و هنا تكمن
جماليتها،فإن لم تكن مرئية و ملموسة كاللوحة،فهي لغة صوتية تحمل المعنى و
تجعله مدركا كصورة قبل أن تصير إيقاعا،قد يغني عن وضوح الصور،بما أسميه
جمالية الغموض،لكن رغم ذلك ،فالصورة،حاضرة و لو بشكل ناقص،و درجة حضورها
تتفاوت حسب التجارب الشعرية و قدرة الشعراء على الإيحاء بها،فما هي أوجه
الإختلاف و التداخل،بين الصورتين،الشعرية و التشكيلية؟؟؟؟
1_صورة التشكيلي
_____________
هي شكل لا يخلو من لون،يبدعه الفنان ليعبر عن الحالة،ليست حالته هو
بالضرورة،بل ربما قد تكون حالة مجتمع أو حتى حضارة بأكملها،زيفا أو حتى
حقيقة،لكنها تثير الناظر لغيرها،للمحتجب فيها،معاني و رموز،لذلك اعتبر
التشكيل في القرون الوسطى ممهدا للفكر بخفائه و احتجابه و تعبيره عن
أكثر الأفكار ثورية،و رفضا لمزاعم الكنيسة التي كانت عنيفة تجاه القول و
لم تدرك أن الصور ساهمت في تقويض سلطتها كما الفكر فلسفيا و أدبيا،و بذلك
فإن الصورة تشكيليا ناطقة بذكاءات وجدانية و حتى رمزية،معبرة و متجاوزة
لما يشاهد منها و متأثرة بقدرة الناظر على فك رموزها،و إدراك
أبعادها،فالصورة تشكيليا مغالطة و نافرة من الدلالات التي تقدم نفسها
للوهلة الأولى،تلك التي تثق في الحس،فلا يضيف إلا ما تدركه العين الحسية
من ألوان اتساقات و توازنات،هنا تختفي صورة التشكيل و أبعاده،أو هكذا
يراد له أن يبدو خاليا،من العمق الوجودي المتعب للخيال و الذاكرة،تلك
الأدوات التي يصقلها التشكيلي و يعمقها بريشته متداعيا أمامها لتعبره و
تعبر عنه و عن عالمه الجميل في جرأته.

2صورة الشاعر
____________
كما التشكيلي ،قد يصور محاكيا للواقع و الطبيعة،لكن هذه المرحلة تجوزت
تشكيلا و أعتقد حتى شعريا،فالصورة في الشعر يبدو أنها لم تعد تراهن على
الإيقاعات الوتية في اللغة،بل خلق الشاعر إيقاعات بديلة،يستوحيها من
اللغة نفسها،فالحروف حاملة لوقع المعنى كما أزعم دائما،و الصورة كلما
امتدت لتعدد الدلالات برمزيات الإيحاءات،كانت شاعريتها صوريا أكبر و اكثر
تأثيرا،رغم أنها شعريا خالية من اللون،مكتفية بملامح الفكرة،حضورا و
أحيانا حتى غيابا،فهي تقفز متخذة وسائط مؤثرة،بما فيها صوت الشاعر أو
إيقاعاته التي سبق للقارئ أن سمعها،تتأثر بحالة القارئ و المنصت لترتسم
بأشكال أخرى،كلما اتضحت،تم تجاهلها أو محاولة نسيانها لخوض مغامرة
التجاوز،التي لا تحدث للصورة التشكيلية،التي يزيدها ربما القدم عمقا و
امتدادا.
3الصور و المعاني
_______________
صورة الشعر تبرو باللغة،و صورة التشكيل تظهر بالرسم و اللون،و بذلك
فمهارة الشاعر لغته أولا،بينما مهارة التشكيلي يده،التي طبعا لا يمكنها
الإستقلال عن ذهنه،لكن مبادرتها و انفلاتها وارد،و هو إبداعي،بينما يد
الشاعر إن زلت،رمقها بقواعد القول أو إيقاعات القصيدة،و عليها أن تعود
معتذرة عن حمقها،لكن انفلاتات الشاعر قد تحدث في القول،فلا يراجعها إلا
أثناء إعادة الكتابة.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناس الغيوان_الأغنية كاحتجاج جمالي
- الصورة تشكيلا و شعرا
- الوحي و الحديث
- المغرب و الحكومة المؤجلة
- ما يشبه الثورة
- كل آت خطر
- نموت أحيانا
- عثرات2
- عشاقك يا وطني
- اغتصاب وطن
- لست باك و لا مبتسم
- بطولة في وجه الحصار
- الوحي و القرآن_10
- الوحي و القرآن9_
- الوحي و القرآن_8
- الوحي و القرآن_7_
- الوحي و القرآن_6
- الوحي و القرآن_5_
- الوحي و القرآن4_
- الوحي و القرآن3_


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الصورة بين التشكيل و الشعر