أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - سياسة دولية قيد التشكل: نموذج ترامب بالسعودية















المزيد.....

سياسة دولية قيد التشكل: نموذج ترامب بالسعودية


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 17:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لا أحد يشك اليوم، إلا فئة الأحياء/الأموات ،بأن السياسة الدولية تمر بمرحلة انتقالية ما زال يطغى عليها الغموض. لقد كانت السياسة الدولية إلى حدود احتلال العراق وقلب الحكم بليبيا تعتمد رافعة القوة وهو ما ترجمته دوما ديبلوماسيتها. إنه الوضع الذي أصبح يأخذ اليوم طابع الكلاسيكية أكثر فأكثر لصالح البديل الذي بدأ يتشكل بالتدريج والمتمثل في ما يمكن تسميته ب" السياسة الدولية الاجتماعية "؛ وغير خاف، كما هو موثق في التاريخ، ما يتميز به النظام السياسي الدولي القووي من استغلال سريع وبشع للموارد الطبيعية والبشرية على السواء.
هذا الوضع سرعت العولمة من تفاقم تناقضاته بسبب الجشع والاستغلال من جهة، ومن جهة أخرى ما وفرته العولمة تلك من حرية وثورة في مجال التواصل الاجتماعي وطنيا وعالميا وهو ما سرع من وتيرة التواصل حول الأوضاع الاستغلالية والتهميش التي تتعرض لها الفئات والطبقات الاجتماعية؛ ومن هنا أصبحنا أمام تنظيم الاحتجاجات تلو الاحتجاجات في العديد من مناطق العالم؛ فكان ذلك مؤشرا على فشل معنى السياسة الدولية القووية التي لم يعد في بمقدورها الاستمرار في إلغاء ونفي الجماهير التي تمكنت من فرض أجندة حراكاتها واحتجاجاتها؛ وهو ما يعني ضرورة تغيير السياسة الدولية القووية التي ملتها وسئمتها الجماهير لما أفرزته من فقر وتسليع وإذلال للجماهير، إلى بديل هو "السياسة الدولية الاجتماعية " التي توجد ، مع الأسف، قيد التشكل بالشكل الرأسمالي.
في ظل هذا الوضع السياسي الرأسمالي قيد التشكل، ما موقع حكام دول الإسلام والعرب؟ وكيف استقبلوا عريسهم السيد ترامب؟ من الثابت أولا أن حكام دول الإسلام والعرب ليسوا مسلمين ولا عرب، بقدر ما أنهم عصابة تحكم، بدعم وحماية من الولايات المتحدة الأمريكية، الشعوب المسلمة والعربية التي عانت وما زالت تعاني أشكال التدجين والقمع والاستغلال الذي بفعل تراكمه، انفجرت مطالبة بالاستجابة لمطالبها.إنه انفجار تجاوز تسلط سلطة حكام الدول المسلمة والدولية ليفرض طرح مطالبه والاستماع إلى صوته ؛لقد كان انفجارا مساهما في بداية تشكل " نظام سياسي دولي اجتماعي " انقضت عليه الرأسمالية كعادتها لتحتويه معتبرة إياه إنتاجها الذي هو في طور التكون والتشكل حاليا.
وقد استغلت الولايات المتحدة الأمريكية – وباقي الذئاب كل حسب قدراته – ظاهرة الانفجار هذه لتظهر في الساحة بمظهر سياسي غامض ومقصود أفزع حكام دول الإسلام والعرب، خاصة منهم حكام الدول النفطية الذين، حماية لملكياتهم واستبدادهم،ارتموا في أحضانها بشكل أكثر دراماتيكية مما كان عليه الوضع في السابق. وقد استغلت الولايات المتحدة الأمريكية انتفاضات الجماهير العربية وانتفاضات الجماهير الأمريكية، لتطلب رفع سقف تكلفة الحماية. إنها فرصة ترامب لابتزاز حكام الإسلام والعرب للرفع من منسوبه السياسي أمام المجتمع الأمريكي وكذا خصومه على المستوين الداخلي والخارجي.


هكذا فإن الوضع السياسي الجديد الذي هو في إطار التشكل، عمل ترامب حاليا، ومن ورائه فريق عمله، على استثماره قصد ضمان استمرار امتلاك السيادة بمستوى ما من المستويات مع منافسيه بالمسرح العالمي من داخل النظام السياسي الجديد قيد التشكل. إنها المصلحة التي جعلته ينقلب من نعث المسلمين بالإرهاب إلى رد الاعتبار لهم بما يستجيب لمطالب التشكل السياسي في طور التكون والتكوين ؛هذه " السياسة الدولية الاجتماعية " قيد التشكل بالصيغة الرأسمالية،أفرزت ضرورة استعباد حكام دول الإسلام والعرب أكثر فأكثر استجابة للحفاظ على التوازن المالي والسياسي وبالتالي التحكم في نظام " السياسة الدولية الاجتماعية " قيد التشكل. إن الحاجة الملحة للحماية جعلت حكام دول الإسلام والعرب ترحب بشروط الرئيس الأمريكي ترامب الذي استقبلوه كعريس بالسعودية أو قل أن الشروط تلك من حيث ضخامة التمويل المطلوب كفيلة بتمويل العديد من المشاريع الأمريكية وما يوفره ذلك من امتصاص لنسبة البطالة وبالتالي امتصاص غضب الجماهير الأمريكية.
انطلاقا من الوارد أعلاه، نرى أن العنصر الأساس في العمليتين (الاستثمار، مناصب الشغل) لم يبق تنفيذه رهين إطلاقية النخبة بقدر ما أصبح لميزان قوى الجماهير الاجتماعية حضورا أقوى. وفي نفس الاتجاه، وبمستوى أقل من نظيره الأمريكي لأسباب عدة، أصبح لميزان قوى الجماهير الاجتماعية الإسلامية والعربية بدورها حضورا وفق قدراتها؛ إنه الحضور الذي جعل حكام دولة الإسلام والعرب يتكلمون عن الدموقراطية ولو في مستواها الشكلي من جهة،، ومن الجهة الأخرى استفادة الجماهير الأمريكية من المليارات التي حصدها التي حصدها ترامب من الخزانات المالية لحكام دول الإسلام والعرب وهو ما رفع من شعبية الرئيس ترامب داخل مجتمعه.
وربطا لكل ذلك ب " السياسة الدولية الاجتماعية " قيد التشكل، لم يتم تحويل هذه الأموال الضخمة من بلاد الإسلام والعرب إلى بلاد الأمريكان بفعل التدخل العسكري وهو ما كانت تعتمده "السياسة الدولية القووية" (فلسطين والعراق وليبيا) التي أصبحت تنعت اليوم بالكلاسيكية، بل بفعل السياسة الجديدة قيد التشكل، " السياسة الدولية الاجتماعية "، حيث اعتبار النظام الرأسمالي أهمية الحراكات والانفجارات الجماهيرية؛ حراكات وانفجارات فرضت على ترامب – وغيره – تغيير موقفه من صيغة :" المسلمون إرهابيون " إلى صيغة كونهم : " مسلمون مسالمون ومعتدلون "؛ وقد تطلب حصول هذا التغيير مليارات الدولارات التي سبقتها احتجاجات ومظاهرات.
لقد كان الرئيس الأمريكي ترامب في السعودية فعلا هو رئيس الجوقة الذي افتتن وتمتع حكام الإسلام والعرب بكلماته وإيقاع ألحانه؛ أو قل أن " السياسة الدولية الاجتماعية " قيد التشكيل التي اختطفت جعلت من السيد ترامب عريسا وسط ضيوف يقال أنهم مسلمون وعرب وهم في ذلك ليسوا بمسلمين ولا بعرب.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تفتقر النخب إلى الثقافة
- الحكومات العربية التي شيطنت الجسد واحتقرت العقل
- محصلة تغييب الجسد في عالمنا العربي
- اختطاف جسد الفرد ثابت الدولة العربية المخطوفة
- اختطاف العقل صنيعة اختطاف الدولة
- اختطاف الدولة علة انتصار الأمركة
- اغتصاب الجسم والعقل قاعدة التسلط العربي
- سيطرة -عقل العولمة- قمع ل -عقل العالمية-
- في الانتخابات تكون اللغة خبيثة
- المتصدرين للإنتخابات ، مطلب السوق
- باللغة المحتلة تمت صياغة الواقع المحتل
- احتلال اللغة مؤشر الفساد والدمار والاقتتال
- - العقل الجمعي - مطلب الكينونة والتاريخ
- العقل كينونيا عدالة ونخبويا انحراف
- المكان العربي الرأسمالي مهندس عقل العامل والفلاح
- مطاع صفدي: في حاجة العرب إلى ثقافة التنوير
- العقل العربي وتحديات المنطقة
- - الثورة الثقافية- مطلب عربي
- خير الدين حسيب: قوة الثقافة الملتزمة تستدعي الكتلة التاريخية
- نديم البيطار : الثورة الثقافية أولا فالاجتماعية تاليا، فالاش ...


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - سياسة دولية قيد التشكل: نموذج ترامب بالسعودية