أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي - ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي















المزيد.....



ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي


نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثمن الخيانة العظمى
و
تفكك الاتحاد السوفيتي




د. نجم الدليمي


الحلقة الاولى






فهرست المواضيع

المقدمة

المبحث الأول : أحداث أب عام 1991 في الأتحاد السوفيتي
المطلب الأول : لجنة الدولة لحالة الطوارىء .
المطلب الثاني : لماذا معاهدة الأتحاد الأقتصادي للدول المستقلة؟

المبحث الثاني : إمبراطورية الشر ومشاريع الهدم والتخريب
المطلب الأول : الأمبريالية الأمريكية ومشروع خيوستينسكي .
المطلب الثاني : « رائدة الديمقراطية » ومشروع هارفارد .

المبحث الثالث : حدث غير مألوف
المطلب الأول : لماذا الأستفتاء ؟
المطلب الثاني : السوق الليبرالية ودور « الطابور الخامس » و « عملاء النفوذ » في الأتحاد السوفيتي .
المطلب الثالث : خطر ((الطابور الخامس)) و((عملاء النفوذ))على السلطة في روسيا.
المطلب الرابع :تساؤلات مشروعة تحتاج الى اجابة علنية .

المبحث الرابع : ثمن الخيانة الكبرى
المطلب الاول : دور عراب (( البيروسترويكا )) في اضعاف الحزب وظهور مقدمات الرأسمالية.
المطلب الثاني : خطة تأجيج النزاعات القومية في الاتحاد السوفيتي .

المبحث الخامس:اختراق قيادة الحزب الحاكم
المطلب الاول:غورباتشوف وعلاقته بالمخابرات الغربية
المطلب الثاني:الكسندر ياكوفلييف وعلاقته بالمخابرات المركزية الامريكية(C.I.A)
المطلب الثالث:بعض اهم نتائج التحول غير المالوف

الخلاصة

المراجع



مقدمة
من البديهيات الاساسية التي كان يتداولها المعلقون والصحفيون وكثير من الناس بمن فيهم البسطاء ، إن الأتحاد السوفيتي هو من المنعة والقوة والجبروت مما يجعل من المستحيل على القوى العالمية السوداء من أن تخضعه بواسطة الحرب والأساطيل والجيوش ، وكان الأتحاد السوفيتي يملك كل ما يلزم للمحافظة على إستقلاله وقوته الضاربة ، وهذا ما دفع أعداءه للتفكير بخطة لنسفه من الداخل بواسطة عناصر تحمل الجنسية « الروسية » و«البطاقة الحزبية » والمكانة المرموقة في السلطة ..... وأخيراً يكون لديهم الأستعداد لتنفيذ السيناريوهات والبرامج القادمة من وراء البحار.
نشرت جريدة روسيا السوفياتية بعددها التاسع [ 14332 ] في 20/8/2016 مقالة هامة للبروفيسور يو . ك . كفالجوك بعنوان لجنة الدولة للطوارىء بعد 25 عاماً . ونظراً لأهمية المقالة أرتئينا ترجمتها وإغناؤها بهدف إظهار جزء من الحقيقة لما فيه خدمة للقارىء الكريم .



المبحث الاول : - أحداث آب عام 1991 في الأتحاد السوفيتي
المطلب الأول : - لجنة الدولة لحالة الطواريء
في 19-22/8/2016 حلت الذكرى الخامسة والعشرون [ 1991- 2016 ] على تفكيك الأتحاد السوفيتي بسبب نهج ما يسمى بالبيريسترويكا سيئة الصيت في شكلها ومضمونها ، والتي مثلت أحلام وتطلعات قوى الثالوث العالمي وحلفائها في العالم . إن هذا المشروع الذي أعدته وخططت له وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( C.I.A ) وبالتنسيق والتعاون مع المخابرات الغربية وحلفائها في بعض بلدان آسيا وافريقيا ، وبالعمل والتنسيق مع المؤسسات الدولية المتمثلة بصندوق النقد والبنك الدوليين وغيرها من المنظمات الأخرى .
إن هذا النهج الكارثي واللاشرعي قد أوصل الدولة السوفيتية خلال الفترة 1985 – 1991 الى طريق مسدود وخطير ، وهذا لم يكن وليد الصدفة من قبل غورباتشوف وفريقة الفاسد ، بل كان مخطط له ، وعلى هذا الأساس تم طرح فكرة وضرورة تشكيل لجنة الدولة للطوارىء واعلان حالة الطوارىء في بعض الجمهوريات والأقاليم التي تعيش وضعاً غير طبيعياً ، وضعاً مناهضاً للسطلة السوفيتية والنظام الأشتراكي في الأتحاد السوفيتي سياسياً واقتصادياً وأيديولوجياً وبشكل علني ؟!.
في ابريل – أيار عام 1991 ، وافق غورباتشوف من حيث المبدأ على فكرة تشكيل لجنة الدولة للطوارىء ، وفي 19/8/1991 أصدر مرسوماً يقضي بتشكيل لجنة الدولة للطوارىء وبنفس الوقت تشير المعلومات بأن غورباتشوف قام بتحديد (ترشيح) أسماء اللجنة والتي تتكون من : غينادي ياناييف ، نائب رئيس دولة الأتحاد السوفيتي ، رئيساً للجنة وعضوية المارشال يازوف ، وزير الدفاع السوفيتي ، والجنرال كرجكوف ، رئيس جهاز أمن الدولة [ كي . جي . بي ] والجنرال بوگو وزير داخلية الأتحاد السوفيتي وغيرهم من قادة الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم .
يقوم الأعلام البرجوازي الروسي سنويا ومؤيده من القوى الليبرالية الروسية المتطرفة بأظهار (عرض) الكونفرس الذي يتم فيه إعلان لجنة الدولة للطوارىء ، إذ تم التركيز على ياناييف رئيس لجنة الدولة للطوارىء وهو يتحدث ويديه ترتعش ، هذه كانت حقيقة ، ولكن الأعلام الروسي لم يركز على دور غورباتشوف وسفره للقرم ، للتمتع بالأجازة السنوية في ظل تأزم وتعقد الوضع في البلاد في عام 1991 ، ولكن واقع الحال بدأت ظواهر الأرتداد والانحراف الحقيقي في عام 1987 ، وكما لم يركز الأعلام البرجوازي الروسي على مرسوم غورباتشوف الذي على أساسه تم تشكيل لجنة الطواىء ، وكما لم يركز الأعلام الحكومي على من إنحنى وأثنى رأسه عندما قدم بوريس يلتسين مرسومه الى غورباتشوف في 23/8/1991 ، والقاضي بحَل الحزب الشيوعي السوفيتي ومنع نشاطه السياسي في عموم البلاد وفي السلطة التنفيذية ومؤسساتها الأنتاجية والخدمية ... وبنفس الوقت تم منع نشاط الحزب الشيوعي الروسي ، وتمت مصادرة أملاك الحزب الشيوعي السوفيتي والحزب الشيوعي الروسي وهذا الاجراء كان مخالفاً للدستور السوفيتي المعمول به في وقتها ، وكما لم يتطرق الأعلام البرجوازي الروسي حول دور غورباتشوف للمعاهدة حول الأتحاد الأقتصادي للدول المستقلة .
إن الهدف الرئيس لاعضاء لجنة الدولة للطوارىء هو الحفاظ على وحده وكيان وسيادة دولة الأتحاد السوفيتي ، وكذلك من أجل إحباط وإفشال مشروع الحكومة العالمية الهادف الى تفكيك الأتحاد السوفيتي . ان الغالبية العظمى من الشعب السوفيتي – الروسي يعيشون في عالم الأوهام والأساطير الذي يصنعه ويُعده بذكاء بارع الأعلام البرجوازي الروسي ، لماذا معاهدة الأتحاد الأقتصادي للدول المستقلة؟ ولمصلحة من ؟ لم تكن معروفة ومفهومة لغاية اليوم . من اين جاءت هذه الفكرة ، ومن كتب هذه المعاهدة اللاقانونية . ولغاية اليوم لم يتم كشف الأبعاد والمضامين الحقيقية لاحداث عام 1991 .
إن إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي حلت بالشعب السوفيتي بشكل عام والشعب الروسي بشكل خاص بسبب نهج مايسمى بالبيريستروبكا والأصلاح الأقتصادي تفوق ما خسره الشعب السوفيتي في حربه الوطنية العظمى ، الحرب العادلة للفترة ( 1941-1945 ) . إن الكارثة التي حلت على الشعب السوفيتي في آب عام 1991 ، كانت ولا تزال وستبقى مثاراً للجدل والنقاش الحاد بين مؤيدي السلطة السوفيتية والأشتراكية ومعارضيها ، ومن هنا يتوجب على الأحزاب الشيوعية في رابطة الدول المستقلة [جمهوريات الأتحاد السوفيتي ] من أن يتم اجراء تقييم موضوعي وعلمي لهذا الزلزال المدوي والمأساوي الكبير بالتنسيق والتعاون مع الأحزاب الشيوعية العالمية واصدار تقييم واحد ويكون وافي في شكله ومضمونه وفيه الأجابة على جميع الأسئلة بهدف إستخلاص الدروس والعمل على وضع إستراتيجية علمية جادة وفاعلة للحركة الشيوعية من أجل اعادة دورها ومكانتها وعلى مختلف الأصعدة الداخلية والأقليمية والدولية ، من أجل بناء المجتمع الأشتراكي العادل وبالأستناد الى النظرية الماركسية – اللينينية . تشير إستطلاعات الرأي العام اليوم وبعد مضي 25 عاماً على الحدث بأن نسبة التأييد الشعبي لبوريس يلسين تبلغ نحو 17% ، اما أعضاء لجنة الدولة لحالة الطوارىء فقد بلغت نحو 83.


المطلب الثاني : لماذا معاهدة الأتحاد الأقتصادي للدول المستقلة ؟
يمكن طرح تساؤلات عديدة ومشروعة حول هذه المعاهدة وهي :- لماذا هذه المعاهدة الجديدة ؟ ماهو الهدف الرئيس منها ؟ ومن أعد هذه المعاهدة ؟ وما هو دور القوى الخارجية في هذه المعاهدة ؟ ولماذا وافقت قيادة الحزب الحاكم على هذه المعاهدة ؟
ان الجوهر الرئيس لهذه المعاهدة المخالفة للدستور الأشتراكي السوفيتي هو العمل على تفكيك دولة الأتحاد السوفيتي الى دول مستقلة والانتقال الى اقتصاد السوق [ المقصود الأنتقال من الأقتصاد المخطط القائم على الملكية العامة لوسائل الأنتاج الى اقتصاد السوق الراسمالي القائم على الملكية الخاصة لوسائل الأنتاج].
إن مشروع هارفارد الأمريكي وفي القسم الأقتصادي من المشروع وبعنوان « الأتحاد الأقتصادي للدول المستقلة » وفي صفحاته (16-26 ) يكشف برنامج الأنتقال الى السوق ، وفي صفحة (17) يؤكد على أهمية الاتحاد الأقتصادي للدول المستقلة [ اي جمهوريات الأتحاد السوفيتي ] .
إن من اهم المبادىء التي يقوم ويستند عليها الأتحاد الأقتصادي هي الآتي : -
• ان الأتحاد الأقتصادي الجديد يقوم في البدء على أساس تطوير وأزدهار دول الاعضاء والحفاظ على سيادة كل دولة عضوة في الأتحاد ، وان الانظمام الى الاتحاد يتم بشكل طوعي . هذه الخطوة الأولى لتفكيك الأتحاد السوفيتي من الناحية الأقتصادية .
• إن أساس الأقتصاد يقوم بالدرجة الاولى على رجال الأعمال اي [ اصحاب المشاريع الخاصة ] ولكل رجل أعمال ملكية خاصة به ( مصنع ، معمل ...) وان الدور الرئيس للدولة في الميدان الأقتصادي يكمن في رسم سياسات الاقتصاد الكلي وسياسة بناء السوق وتوفير الحماية الأجتماعية للمواطنين . اي بمعنى خلق إسلوب الأنتاج البضاعي الصغير كبداية أولى وقاعدة أقتصادية لتعزيز التوجه والبناء الرأسمالي في الأتحاد السوفيتي .
• إن جميع الدول المستقلة التي تدخل في الاتحاد الأقتصادي تؤسس فضاء اقتصادي واحد.
• إن شرط العضوية في الاتحاد الأقتصادي الجديد ينبغي على كل دولة من أن تلتزم وتتعهد بالتعهدات المحددة المنصوص عليها في الاتحاد الأقتصادي وان يتم تنفيذ التعهد بشكل كامل وتام وفق الاتفاقية الجديدة التي أكدت على تأسيس الاتحاد الأقتصادي . نقول لماذا لم يتم الاعلان الكامل للمعاهدة ومناقشتها من قبل الشعب السوفيتي وبشكل علني ؟
إن برنامج الانتقال الى السوق [ المقصود الانتقال الى إقتصاد السوق الرأسمالي] ، تم توضيح عملية الانتقال بشكل مفصل وكذلك حول كيفية تنفيذ شروط الاتحاد الأقتصادي الجديد ، وتبين الوثائق الرسمية للمعاهدة الجديدة حول مستقبل ومصير روسيا الاتحادية ، وهناك إستنتاج مفاده ان الأتحاد السوفيتي لم ينهار ولم يتفكك، بل تم تقسيمه وفق تطبيق برنامج الانتقال الى السوق ، كما روج لذلك الأعلام ، وان الانتقال للسوق يضمن الاستقلال والسيادة للدول .
ان هذا البرنامج الكارثي الذي تم اعداده من قبل الولايات المتحدة ومؤسساتها الدولية والمخابراتية وحلفائها في الاتحاد السوفيتي بهدف تفكيك الاتحاد السوفيتي الى دول مستقلة وذات سيادة وهذا ما يؤكده مشروع خيوستينسكي الاميركي.
إن اعلان ومناقشة الاتحاد الأقتصادي الجديد يعني بالملموس والواقع الفعلي تفكيك الاتحاد السوفيتي وان الانتقال للسوق ، يعني الانتقال الى اقتصاد السوق الرأسمالي ، ويعني هذا بناء الرأسمالية ويعني بالضرورة ظهور رجال الأعمال والملكية الخاصة لوسائل الانتاج وبالنتيجة يعني ذلك ابعاد دور الدولة الأقتصادي والأجتماعي من الاقتصاد والمجتمع وتقويض البناء الأشتراكي ، وهذا مخالف للدستور السوفيتي ، فكيف تمت مناقشة هذا المشروع الهدام والخطير في ظل ما يسمى بالبيريسترويكا؟ أين دور المخلصين من قادة وكوادر الحزب من هذا المشروع اللاقانوني ؟ أين دور الطبقة العاملة وحلفائها من هذه المعاهدة الخيانية ؟ اين دور جهاز امن الدولة ( كي . جي . بي ) واين دور السلطة التشريعية من هذا المشروع اللاوطني.

المبحث الثاني :- إمبراطورية الشر ومشاريع الهدم والتخريب
المطلب الأول :- الأمبريالية الاميركية ومشروع خيوستينسكي
تشير وثائق صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة الأمن والتعاون الأوربي وغيرها من المؤسسات الأقتصادية والمالية الدولية الى ان مشروع خيوستينسكي ماهو الا مشروع اميركي وبأمتياز وكان يحمل عنوان (( الاقتصاد السوفيتي.... الأستنتاجات والتوصيات )) وتضمن هذا المشروع 1200 صفحة .
يشير كاتب المشروع الكارثي والتقويضي وفي الصفحة (6) حول اللقاء الذي تم وعلى مستوى رفيع من التمثيل حول الأجتماع الذي عقد في تموز عام 1990 في مدينة خيوستين والذي ضم رؤساء الدول الرأسمالية الصناعية المتطور ( الدول السبعة) ، وممثلي الحكومات ، إذ توجهوا بطلب الى صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة الامن والتعاون الاوربي وغيرها من المنظمات المالية والأقتصادية الدولية ، بعقد أجتماع محدد وتشكيل لجنة أوربية تقوم بدراسة الوضع الأقتصادي والأجتماعي في الاتحاد السوفيتي وتقديم التوصيات والمقترحات من اجل العمل على انتقال الأقتصاد الأشتراكي السوفيتي الى اقتصاد السوق الرأسمالي وتقديم الدعم الكامل والمباشر من قبل الغرب الأمبريالي لهذه المؤسسات الدولية لتحقيق الانتقال عبر المساندة الفاعلة بهدف تطبيق سياسة الأصلاح الأقتصادي في الاتحاد السوفيتي .
والجدير بالذكر فأن المنظمات الدولية الأربعة وهي صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ، البنك الاوربي للتنمية والأعمار ، ومنظمة الأمن والتعاون الأوربي قد ساهمت في وضع برنامج الأنتقال ، وكان عدد المشاركين من هذه المنظمات الدولي اكثر من (1200) شخصاً متخصصاً واكثرهم وثيقي الصلة بالمخابرات الغربية وخاصة بوكالة المخابرات المركزية الأميركية (C.I.A) ، إذ قاموا هؤلاء ((الخبراء)) بعقد اللقاءات الكثيرة مع المواطنين السوفيت وممثلي مختلف المؤسسات الحكومية المركزية ومع العاملين في جمهوريات الأتحاد السوفيتي ومع الجمهوريات المحلية ...، يطرح تساؤل مشروع : من سمح لهؤلاء بالدخول للاتحاد السوفيتي ولماذا ؟ وهل كان غورباتشوف ياكوفلييف ، شيفرنادزه لم يعلموا ويعرفوا بذلك؟ ان هؤلاء الثلاثة الذين شكلوا النواة الرئيسية للطابور الخامس في الحزب والسلطة وغيرهم هم المسؤوليين عن دخول أكثر من (1200) ((خبيراً....)) .
لقد عقد ممثلي المنظمات الأربعة الدولية لقاءات رسمية مع كل من : وزارة الخارجية السوفيتية وزارة المالية ، البنك المركزي ، لجنة التخطيط المركزية ، لجنة الأحصاء المركزية ، اللجنة العليا للتعليم العالي السوفيتية ، بنك التجارة الخارجية ، اللجنة الحكومية المسؤولة عن توفير فرص العمل، اللجنة الحكومية المسؤولة عن تحديد السياسة السعرية وغيرها من المنظمات الحكومية والمواطنين السوفييت . يطرح سؤال مشروع : أين دور الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم من هذا الحدث الخطير ؟ اين دور جهاز أمن الدولة [ كي . جي . بي [ من هذا الأختراق والتخريب العلني والمنظم ؟ اين دور المخابرات والأستخبارات العسكرية من هذا المشروع الهدام والتخريبي والعلني ؟! .
إن هذا البحث المطول عن الاقتصاد الأشتراكي في الاتحاد السوفيتي تمت دراسته بشكل معمق ودقيق من قبل المنظمات الدولية الاربعة [ صندوق النقد الدولي، البنك الدولي ، منظمة الامن والتعاون الاوربي ، البنك الاوربي للاعمار والتنمية ] ، وكما شاركت ايضاً في دراسة هذا البحث لجنة متخصصة من دول الاتحاد الاوربي ، وكما تم عقد اللقاءات الرسمية وغير الرسمية في موسكو من قبل هذه المؤسسات الاربعة ، وكما تم عقد أجتماع في بروكسيل وباريس وواشنطن ، وفي هذا البحث الخطير والهدام تم التوصل الى الاستنتاجات والتوصيات مستندة ومقرونة بالواقع الموضوعي الملموس حول الاقتصاد الأشتراكي في الاتحاد السوفيتي من خلال اللقاءات المباشرة مع المؤسسات السوفيتية والمواطنين [ لقد تم نشر هذا البحث وبشكل مختصر في مجلة القضايا الأقتصادية ، العدد الثالث ، السنة 1991].
لقد كتب هذا البحث الخطير بلغة ضبابية وتحمل إزدواجية المعنى وكما كتب ايضاً بلغة الكتاب المقدس . ان هذا البحث تم إعداده من قبل خبراء المنظمات الاربعة الدولية وبدعم واسناد من قبل الدول الأمبريالية ( السبعة) ، بهدف تقويض وتخريب الاقتصاد الأشتراكي السوفيتي والعمل على تفكيك دولة العمال والفلاحين – الاتحاد السوفيتي ، وبالتالي تصفية الأشتراكية كنظام سياسي واقتصادي – أجتماعي وآيديولوجي ، وبالنتيجة التحول الى الاقتصاد الراسمالي عبر سيناريو مايسمى بسياسة الاصلاح الأقتصادي بهدف بناء الرأسمالية .
لقد سمح ميخائيل غورباتشوف لخبراء المؤسسات الدولية الاربعة [ لماذا؟ وماهو الهدف...] وخاصة خبراء الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوربي من اجراء البحث واللقاء مع المؤسسات الحكومية السوفيتية المركزية والمحلية ومع المواطنين السوفييت ، وتم الاتفاق مع الخبراء على تنفيذ التوصيات فيما يتعلق بالانتقال الى اقتصاد السوق [ اي اقتصاد السوق الرأسمالي] ، وتم النظر والاتفاق مع صندوق النقد الدولي والدول الرأسمالية الصناعية المتطورة [ الدول السبعة] على تقديم الدعم المادي من اجل تنفيذ هذا البرنامج ، المعادي للشعب والنظام السوفيتي .
يلاحظ ، هناك حقيقة موضوعية تم تثبيتها و« بذكاء » من قبل أميركا والدول الرأسمالية الاخرى في عدم تقديم المساعدات للاتحاد السوفيتي على اساس تنفيذ البرنامج الذي تم اعداده وتقديم المساعدات الى مؤسسات غير حكومية ؟ [ اي منظمات مايسمى بالمجتمع المدني ...] أما خبراء صندوق النقد والبنك الدوليين ، طرحوا التساؤل : لماذا يتم تقديم المساعدات ؟ نحن نقرر لمن نقدم المساعدات وماهو حجم تلك المساعدات من اجل تنفيذ هذا البرنامج ؟!.
ان الهدف الرئيس للأمبريالية الأميركية هو ليس تقديم الدعم والمساعدة للأتحاد السوفيتي ، فهو لايحتاج أصلاً الى الدعم ، ان الاتحاد السوفيتي دولة غنية في مواردها البشرية والمادية من حيث المبدأ ، إلا أن دور ونفوذ « الطابور الخامس » و« عملاء النفوذ » في الحزب الحاكم والسلطة أرادوا أرتهان دولتهم للغرب وللمؤسسات الدولية بشكل متعمد ومقصود . ان الهدف الرئيس للأمبريالية الاميركية وحلفائها هو العمل على تفكيك الأتحاد السوفيتي وتقليص عدد سكانه الى الحدود الدنيا ، بدليل طرحت تاتشر في وقتها اذ قالت ينبغي ان يكون عدد سكان روسيا (20-25) مليون نسمة وليس (150) مليون نسمة ، وطرحت أراء حول تقلص عدد سكان الاتحاد السوفيتي من (295) مليون نسمة الى مابين (70-80 مليون نسمة).
إن برنامج خيوستينسكي الأميركي ، هدفه الرئيس هو أبادة الشعب السوفيتي وبكل الطرق والأمكانيات المتاحة ، والعمل على تخريب الأقتصاد الأشتراكي السوفيتي وزرع الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأجتماعي وتاجيج المشاعر القومية داخل الاتحاد السوفيتي واشعال الحروب الأهلية وتحت غطاء وحجة ((المشاعر القومية)).
يلاحظ ان الأعلام البرجوازي في رابطة الدول المستقلة [ جمهوريات الاتحاد السوفيتي] وخاصة في روسيا الاتحادية ، قد أشاع الخرافات والأساطير حول « بيريسترويكة » غورباتشوف و« الاصلاح الأقتصادي» ليلتسين ، في حين ان هؤلاء « القادة » لم يفعلوا اي شيء سوى أنهم قامو بتنفيذ توجيهات الأمبريالية الاميركية ومؤسساتها الدولية ، فهم « عملاء النفوذ» و« طابور خامس» بأمتياز ، هذه هي أخطر إفرازات ونتائج مايسمى بالبيروسترويكا – الأصلاح الأقتصادي»؟!.
في تعليق للأكاديمي ، س. سيتوريان حول البحث الذي أعدته المنظمات الدولية الاربعة وفي الصفحة (3) والذي ذكر فيه (( لقد تم اعداد البحث وبموافقة قيادة الاتحاد السوفيتي [ المقصود غورباتشوف وفريقه الفاسد ] وعلى ثلاث مراحل : المرحلة الاولى – لقاء الخبراء والمستشارين الغربيين بعد لقاء قادة الدول الرأسمالية – السبعة في دبلن . المرحلة الثانية – لقاء قادة الدول الرأسمالية الصناعية المتطورة (السبعة) في خيوستون . المرحلة الثالثة – لقاء خبراء المؤسسات الدولية الاربعة .
ان هذه المراحل الثلاث من حيث المبدأ هي مراحل مكملة الواحدة للاخرى وهدفها واحد ، وهذا البحث الذي اعده خبراء متخصصين من الدول الرأسمالية والمؤسسات الدولية وحددوا، إن هذا البرنامج يمثل عملية الاصلاح الأقتصادي في الاتحاد السوفيتي وتحت غطاء ما يسمى بالبيروسترويكا [ 1985 – 19991] ، وتم تحديد فترة زمنية لهذا البرنامج وتم وضع التنبؤات والتقديرات للأقتصاد السوفيتي حتى عام 1991 . معروف ان الاتحاد السوفيتي تم إغتياله في عام 1991 ؟!.على اساس الاتفاق الذي تحدد في جنيف مع غورباتشوف في 19-21 /11/1985 ، واللقاء في ريكيافيك في 12/10/1986 ، إتخذت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي على ضوء هذه اللقاءات الخطيرة قرارت خطيرة في عام 1987 ومن اهمها القيام « بالأصلاح الأقتصادي» وتحرير الأقتصاد من كافة القيود ، وحسب توجيهات صندوق النقد الدولي ، وفي خطاب غورباتشوف في منظمة الامم المتحدة في 7/12/1988 ، أعلن غورباتشوف ، ان الاتحاد السوفيتي وفي عام 1991 سوف يسحب قواته العسكرية المتواجدة في جمهورية المانيا الشرقية ، وفي جمهورية هنغاريا وفي جمهورية جيكوسلوفاكيا . ان هذا القرار الخاطىء والغير مدروس بشكل جيد وفي كل ابعاده ، جاء بناءاً على طلب أميركا والمؤسسات الدولية ولعب غورباتشوف – شيفرنادزه – ياكوفلييف دوراً كبيراً في اللجنة المركزية للحزب من اجل تنفيذ رغبات الأمبريالية الاميركية ومؤسساتها الدولية وحلفائها ، وكان هذا القرار قد بعث الأرتياح والحسم لدى البيريسترويكين - والاصلاحيين السوفيت – الروس ، إذ بدأوا بتنفيذ مشروع اسيادهم التخريبي والعمل على تحرير الاقتصاد الوطني في الاتحاد السوفيتي بهدف التحول الى الرأسمالية .
في عام 1989 ، بدأت التحولات الجذرية في ميدان الاقتصاد الوطني السوفيتي لصالح التوجه الرأسمالي المفرط في وحشيته الأجرامية ، اي تطبيق مايسمى بالنهج الليبرالي المتوحش في الاتحاد السوفيتي ، وقد تم هذا العمل وهذه التحولات الأقتصادية – الأجتماعية تحت غطاء الطابع "الديمقراطي" ، وهذا وهم وكذب وخداع للمواطنين السوفيت – الروس، اذ تم تثبيت والزام غورباتشوف وفريقه وبالنص الانكليزي
« in the Soviet Transformation in to Democracy and Market Economy »
وهذا النص غير معروف لغاية اليوم .
مما يثير الاستغراب – حقاً – ان جميع الجامعات والمعاهد والمؤسسات البحثية العلمية السوفيتية ، لم تدرس وتناقش هذا البرنامج الخطير والكارثي ولم يتم طرحه على الشعب السوفيتي ، على السلطة السوفيتية ، على دولة العمال والفلاحين ، على النظام والدولة الأشتراكية ، هل الجميع كانوا في سبات أهل الكهف ؟ ام ماذا ؟ . غريباً حقاً وقد لا يصدق المتابع والقارىء بتلك الحقيقة الموضوعية ( الله غالب ) ؟!.
يؤكد الاكاديمي س. سيتوريان ، الذي ساهم وبشكل مباشر في هذه الاحداث المأساوية والكارثية وفي اعداد هذه الوثائق والتوصيات ، بأن هناك تأمر بالسماح الى خبراء أميركا ودول الأتحاد الأوربي بالدخول الى الاتحاد السوفيتي والقيام باللقاءات الرسمية مع الجهات السوفيتية ومع المواطنين السوفيت من اجل جمع المعلومات الموثقة وبشكل مباشر من اجل التوصل الى إستنتاجات وتوصيات علمية وموضوعية مقرونة بالواقع الحي والملموس من اجل التحول الى أقتصاد السوق الرأسمالي في الاتحاد السوفيتي ، وهذا تم مع السلطة التنفيذية في الاتحاد السوفيتي ، ونعتقد ان الاتفاق والسماح جاء من قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي ، من الخائن غورباتشوف وفريقه المرتد .

المطلب الثاني : « رائدة الديمقراطية » ومشروع هارفارد الأميركي
إن مشروع هارفارد ماهو الا امتداد طبيعي من حيث المبدأ والجوهر لمشروع خيوستينسكي فهما وجهان لعملة واحدة ، وهذا المشروع الأميركي هدفه الرئيس هو التحول نحو السوق ، اي التحول نحو أقتصاد السوق الرأسمالي ، ففي الصفحة رقم (1) ان فريق (مجموعة ) العمل تم تشكليها بالاتفاق مع غورباتشوف ويلتسين ، وفي الصفحة رقم (223) تشير الى وضع التصور حول برنامج التحول الى السوق ، اذ تم اعداده وتحضيره خلال الفترة من 2-31/8/1990 وتم تشكيل فريق العمل العلمي من العلماء السوفيت – الروس ، طبعاً من اجل تقويض الأقتصاد الأشتراكي والسلطة السوفيتية ، وكان فريق عمل التخريب والتقويض من العلماء السوفيت- الروس وغالبيتهم من العناصر غير الروسية وفريق العمل هم الآتي : الأكاديمي س.شتالين الأكاديمي ، ن. بتراكوف ، البروفيسور غورغي يافلينسكي ، س ، إليكساشينكا ، أ. فافيلوف ، ل . غريغوريف ، أم . زادورنوف ، ف . ماشي ، أ. ميخالوف ، ب . فيدروف ، ي . ياسين ،ان هؤلاء العلماء السوفيت_الروس يحملون لقب علمي من دكتوراه الى درجة البروفيسور إن منهم عمل مع غورباتشوف ، والقسم الآخر عمل في السلطة التنفيذية خلال فترة حكم يلتسين (1992 – 2000 ) كوزراء ، مستشارين....،
إن هذا الفريق قد إستخدم المعلومات الدقيقة التي أعدها كل من البروفيسور أ. غانبيغيان ، والبروفيسور سرغي غلازوف [ وزير الاقتصاد الروسي في فترة حكم يلتسين ، عضو مجلس الدوما ورئيس اللجنة الأقتصادية في البرلمان الروسي سابقاً وعمل مع الحزب الشيوعي الروسي في البرلمان الروسي ، مستشار أقتصادي للرئيس بوتين حالياً ....] ، يغورغايدار ، رئيس وزراء روسيا سابقاً ، أ. شوخين ، س. دوبينين ، ن . شميلوف ، اذ أن عدد اعضاء هذا الفريق ما يقارب من (50) عضواً ، عالماً سوفيتياً – روسياً ، وتشكل العناصر غير الروسية حصة الأسد في هذا الفريق الهدام والتخريبي . إن هذه الوثيقة الرسمية وهذا المشروع الهادف الى الأنتقال الى السوق [ اي الانتقال الى أقتصاد السوق الرأسمالي ] تم الأتفاق عليه مع قيادة الأتحاد السوفيتي وحكومات الدول الرأسمالية الصناعية المتطور(السبعة) ، وفي الحقيقة كان قرار تنفيذ مشروع هارفارد الأميركي بموافقة غورباتشوف وبوريس يلتسين سوية .
يلاحظ وفي نفس الوقت تم إعداد مشروع هارفارد الأميركي في اب – كانون الاول عام 1990 ، ولكن في الحقيقة والواقع تم اعداده في 2-31/8/1990 ، وتم تنفيذ المشروع بشكل طارىء ومستعجل حول الانتقال الى السوق ، وان التصور حول البرنامج في الفصل الاول صفحة (224) ، ومشروع القانون في الفصل الثاني صفحة (400) ، اي ان تنفيذ مشروع هارفارد الأميركي تم تنفيذ ه تحت اشراف المدير جيفري ساكس ، وأقر من قبل المستشارين الأقتصاديين لبوريس يلتسين [ لقد كان جيفري ساكي ، م . بيرن شتام وغيرهم من الأميركان مستشارين اقتصاديين للرئيس الروسي بوريس يلتسين ].
إن الهدف الرئيس لمشروع هارفارد الأميركي هو العمل على تفكيك دولة الأتحاد السوفيتي الى دول مستقلة ، دول ذات سيادة ، وأنتقال هذه الدول الى أقتصاد السوق الرأسمالي ، واقع الحال ظهرت رابطة الدول المستقلة [ جمهوريات الاتحاد السوفيتي ] وجميعها طبقت وتطبق اليوم سياسة أقتصاد السوق الرأسمالي ، وعلى هذا الأساس تم تنفيذ هذا المشروع الهدام بموافقة المرتد غورباتشوف ، وتم تشكيل حكومة يلتسين –غايدار . ان برنامج خيوستينسكي وهارفارد قد تم اعدادهما من قبل الأمبريالية الأميركية ومؤسستها المالية والأقتصادية الدولية الهدامة والمساعدة على خلق وانتشار الفقر والبطالة والجوع وأنتشار الجريمة المنظمة والفوضى وتعمق الفجوة الأقتصادية – الأجتماعية لصالح الحيتان والديناصورات والمافيا ، وتفشي الفساد المالي والأداري في البلدان الحليفة لها والتي تطبق وصفتها السوداء سواء كانت تحت شعار مايسمى بسياسة الأصلاح الأقتصادي او تحت شعار تطبيق النهج الليبرالي المتوحش في هذه البلدان ، وبالنتيجة وبسبب هذه السياسة اللاعقلانية ، فأن العالم ، وشعوبة تعيش وضعاً صعباً ومعقداً ينذر بكارثة عالمية لايحمد عقباها أن وقعت فالحريق او ما يسمى بالربيع العربي ، ماهو إلا دليل وبرهان على الخطر الذي يواجه شعوب العالم ، بشكل عام وشعوب المنطقة بشكل خاص وهو نتيجة حتمية لازمة النظام الرأسمالي العالمي وفي مرحلته المتقدمة الأمبريالية اي ازمة المركز وأنتقال او تصدير هذه الأزمة الى الأطراف اي الى البلدان النامية ومنها بلدان الشرق الأوسط وغيرها من البلدان.
في صفحة (28) من برنامج هارفارد الأميركي قد تم تثبيت (( يجب ان يتم ضمان العمل من اجل إستباق الزمن وخلق قاعدة قانونية ، وانجاز عمل كبير ومنظم وعلى كافة مستويات السلطة والادارة )) .
ان بوريس يلتسين قد نفذ برنامج هارفارد الأميركي ، برنامج الأنتقال الى السوق ، اي الأنتقال الى أقتصاد السوق الرأسمالي ، وهذا البرنامج الذي تم اعداده في 2-31/8/1990 ، وفي 3/9/1990 تم عرض البرنامج الأميركي على مجلس السوفيت الأعلى الروسي ( البرلمان الروسي ) ، وفي 11/9/1990 وافق مجلس السوفيت الاعلى الروسي ( البرلمان الروسي ) على البرنامج الأميركي – برنامج هارفارد وان البرلمان مباشرة قد وافق على البرنامج من دون مناقشة جاده وتحليل علمي لأخطر برنامج تم عرضه على البرلمان الروسي ، علماً ان بوريس يلتسين كان في وقتها رئيس البرلمان الروسي . فهل هذا معقول ؟، علماً ان الغالبية العظمى من اعضاء البرلمان الروسي هم من اعضاء الحزب الشيوعي في روسيا السوفيتية ؟!، فكيف يمكن ان يصدق ، بأن صاحب البيت الشرعي يقوم بهدم بيته على راسه ورأس عائلته ، غريب حقاً ؟!.
وفي 12/6/1990 وفي المؤتمر الأول لمجلس السوفيت الاعلى في روسيا ( البرلمان الروسي ) ، أقر إعلان الدولة [ روسيا الأتحادية ] ذات السيادة والمستقلة عن الاتحاد السوفيتي وهذا يُعد أهم فقرة ومطلب في برنامج هارفارد الأميركي من اجل الانتقال الى السوق ، أما بقية جمهوريات الاتحاد السوفيتي فقد أتخذت نفس خطوة جمهورية روسيا الأتحادية وأعلنت سيادتها واستقلالها من الأتحاد السوفيتي .
لقد قام غورباتشوف بعرض برنامج هارفارد الأميركي على مجلس السوفيت الاعلى ( البرلمان السوفيتي ) ، وفي 24/9/1990 أجل البرلمان السوفيتي النظر في برنامج هارفارد ، وفي 16/10/1990 ، أتخذ البرلمان السوفيتي ووافق على الحلول الوسطية (حل وسطي) حول برنامج هارفارد الأميركي وأستناداً الى برنامج أ. غانيبيغان والذي عبر عن جوهر مشروع هارفارد الأميركي والذي يؤكد على الانتقال الى السوق اي الانتقال الى أقتصاد السوق الرأسمالي ، بعبارة أخرى البرلمان السوفيتي أقر الانتقال الى الرأسمالية .
فهل هذا معقول ؟ أويمكن تصديقه سواء من قبل العقلاء او حتى مجانين علم السياسة والاقتصاد....؟!.
معرف ان الغالبية العظمى من اعضاء البرلمان السوفيتي هم قادة وكوادر واعضاء الحزب الشيوعي الحاكم يقرون ويصادقون على برنامج هارفارد الاميركي الهدام والذي ينص على ضرورة الانتقال الى أقتصاد السوق الرأسمالي – اي الى الرأسمالية ؟ ، أما بقية اعضاء البرلمان السوفيتي فهم مؤيدون للحزب والسلطة السوفيتية ، ولكن كما يقال [ الله غالب ] ، هذه هي الحقيقة الموضوعية والمرة وعلينا الاعتراف بها رغم قساوتها ومرارتها القاتلة والسامة ، وعلى هذا الأساس تمت عملية الأغتيال الكبرى للأتحاد السفوفيتي ، دولة العمال والفلاحين ، الدولة الاولى في التاريخ الحديث ومن خلال الانتشار الجماعي لفيروس الخيانة العظمى وبالتالي تم تفكيك الأتحاد السوفيتي الى دول مستقلة وذات سيادة حسب مشاريع الأمبريالية الأميركية التخريبية والهدامة ، ومع ذلك تنادي بالديمقراطية وحقوق الأنسان ....؟ .
إن تكوين الدول المستقلة وذات السيادة ، وأحتفال رابطة الدول المستقلة سنوياً بعيد الاستقلال نقول من أين فكت أرتباط (( العبودية )) وأصبحت دول مستقلة وذات سيادة؟ ، وتحتفل بعيد الاستقلال الوطني ، غريب حقاً ؟!، وأنتقال جميع هذه الدول المستقلة الى الرأسمالية الطفيلية ,المتعفنة ,المتوحشة ,الفاسدة .
إن تنفيذ برنامج هارفارد – خيوستينسكي – دول الاتحاد الاوربي قد تم على اساس الفساد المالي والأداري الذي قام به صندوق النقد والبنك الدوليين ووكالة المخابرات المركزية الأميركية ( C.I.A ) عبر ضخ مئات المليارات من الاوراق الخضراء الخاوية والتي ليس لها قوة أقتصادية حقيقية ، بدليل – وكما نعتقد ، ان القيمة الحقيقة للدولار الأميركي لن تتعدى 3 سنت ، أما 97 سنت الباقية فهي ورقة خضراء ليس لها اي قوة شرائية فاعلة وحقيقية وغير مغطاة ، وليس اعتباطاً في عام 1970 -1971 عملت الأدارة الأميركية على فك أرتباط الدولار بالذهب ، وعلى هذا الأساس يمكن القول اليوم ان 3% من قيمة الدولار الأميركي مغطاة بغطاء مادي ، أما 97% من الدولار غير مغطى ، فهو مجرد ورقة خضراء فرضت على دول وشعوب العالم بالقوة العسكرية بالدرجة الأولى بدليل يمكن ان ينهار الدولار الأميركي أو تضعف قوته الشرائية الحقيقية في حالة بيع الأنتاج النفطي العالمي بعملة غير الدولار. فقوة الدولار الأميركي متأتية بأرتباطه ببيع النفط ، أو في حالة تحويل الأحتياطات النقدية التي تملكها الدول وخاصة الغنية منها الى عمله أخرى ، اليورو ، اليوان مثلاً ، أو يتم التبادل التجاري بين دول الأطراف ، ودول بريكس ودول الأتحاد الاوربي بعملة نقدية غير الدولار الأميركي مما يؤسف اليه ، فقد نجحت الأمبريالية الأميركية ومؤسساتها المالية والأقتصادية والمخابراتية في شراء النخبة الفاسدة في الحزب (بعض القادة والكوادر ..... الحزبية ) وبعض المتنفذين في السلطة خلال فترة مايسمى بالبيريسترويكا ، إذ تشير المعلومات والمصادر الى أن « رائدة الديمقراطية » في العالم قد أنفقت 3 ترليون دولار على تنفيذ سيناريو « البيريسترويكا » من أجل تفكيك الاتحاد السوفيتي ، وهناك تقدير آخر يؤكد تم أنفاق (5) تريليون دولار على تفكيك الاتحاد السوفيتي عبر سيناريو البيريسترويكا سيئة الصيت .
ومما يؤسف له حقاً قد تحقق حلم هتلر – ترومان – دالاس في إغتيال الاتحاد السوفيتي وهكذا « نجحت » كل من واشنطن وبون ولندن وياريس وتل أبيب في تفكيك دولة الاتحاد السوفيتي ، وفي هذا الحدث غير المألوف ، إذ لعب العامل الخارجي الدور الفاعل والرئيس في إدارة وتوجيه وتمويل وتنظيم العامل الداخلي من أجل تفكيك الأتحاد السوفيتي .



#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الشيوعيين العراقيين ضرورة موضوعية لمرحلة مابعد الانتخاب ...
- وحدة الشيوعيين العراقيين ضرورة موضوعية لمرحلة مابعد الانتخاب ...
- خطر النهج الأصلاحي – النيوليبرالي الدليل والبرهان – روسيا إن ...
- قراءة أولية في المصطلحات والمفاهيم بين الوهم والواقع مثالا ( ...
- روسيا والخيارات الصعبة
- كشف الحقائق وأبعاد المضامين السرية لسيناريوهات المؤامرة الكب ...
- قراءة في ماهية الديمقراطية (المقومات.. التحديات.. الأفاق الم ...
- دور الرقابة الشعبية على الاداء الحكومي في الميدان السياسي ال ...
- وحدة الشيوعيين العراقيين ضرورة موضوعية لمرحلة مابعد الانتخاب ...
- العراق امام مفترق طرق - ديمقرطية ام الدكتاتورية
- قراءة أولية في قانون الخدمة الجامعية: التناقضات.... والأهداف
- دعوة ملحة لوحدة الشيوعيين العراقيين في المرحلة الراهنة ضرورة ...
- ملاحظات اولية على قانون الخدمة الجامعية رقم 32 لسنة 2012 وتع ...
- دور سياسة المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية على اقتصاديات ...
- دور سياسة المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية على اقتصاديات ...
- وجهة نظر: رؤية مستقبلية حول واقع وأفاق الديمقراطية في العراق
- وجهة نظر: رؤية مستقبلية حول واقع وأفاق الديمقراطية في العراق
- خطر المديونية الأمريكية وأثرها الاقتصادي- الاجتماعي على الاق ...
- رؤية مستقبلية حول واقع وأفاق العلاقات الاقتصادية العراقية مع ...
- الشيوعيون الروس والسلطة في روسيا


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي - ثمن الخيانة العظمى و تفكك الاتحاد السوفيتي