أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الرد السوري على خدام














المزيد.....

الرد السوري على خدام


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 - 09:33
المحور: كتابات ساخرة
    


حمّلت سوريا المنشق السوري السيد عبد الحليم خدام، وِزْر، وأعباء تباطؤ عملية الإصلاح، وتلكؤ كل المحاولات لإدخال تعديلات جوهرية، وتطوير على النظام القائم منذ أربعة عقود حتى الآن، واتهمته صراحة وعلنا بالوقوف، وبعناد، ضد تلك المحاولات متعللا بـ"الجزأرة" مرة، وباحتمال زوال النظام مرة أخرى فيما لو ترك الحبل على الغارب لدعاة الإصلاح، ولزهور ربيع دمشق أن تتبرعم وتنشر عطرها التغييري الفوّاح فوق الربوع السورية. وها هو السيد خدام الآن في قصر باريسي فخم، وخارج إطار اللعبة السياسية كلياً، وليس له أي تأثير على القرار السياسي السوري بعد أن تحول إلى الضفة المقابلة، لا بل لقد وضع نفسه في موقف العداء الكامل، والذي لا رجعة عنه، للنظام السوري، ولم يعد هناك من ذريعة أو حجة تفرمل عملية التغيير. فهل ستقلع عربة التطوير والتحديث من جديد؟

الآن ومع هذه الحالة، و"تصديقا" للرواية الرسمية السورية، فإن سوريا كنظام سياسي، قد نفضت يديها، وتحللت من أية قيود "خدامية" كانت تقف، في السابق، كعقبة كأداء في طريق طموحات النظام الإصلاحية "العريضة". ويبدو أن الهزة الخدامية العنيفة والشروخ العميقة التي تركتها، وبرغم تظاهر الكبرياء الجريح، قد فرضت على دمشق الآن، وأقوى من أي وقت مضى، التسريع في اتخاذ خطوات من شأنها أن تحد كثيراً من التأثيرات السلبية للادعاءات التي جاءت على لسان نائب الرئيس السابق، ولا سيما على صعيد الوضع الداخلي وأزماته الضاغطة. و من أولى بشائر الخير والتغيير تلك الأنباء التي راجت اليوم عن عزم السلطات السورية منح الجنسية لحوالي 300 ألف مواطن كردي سوري، وأن مرسوما خاصاً سيصدر بهذا الشأن خلال شهر تقريبا، وقد جاء ذلك عقب لقاء لبعض من ممثلي العشائر الكردية مع مسئولين سوريين على مستوى رفيع.

وإنه لمن السابق لأوانه التهليل لهذه الخطوة، نظراً لكونها محفوفة بمخاطر النكوص والانتكاس المعتادة، ولما انطوت عليه خطوات سابقة مماثلة من تسويف، ومماطلة، وحتى تمويت، وحالات الإحباط التي ولدتها في نفوس الجميع. ولكن يرجو المرء، ومن قلبه أن تكون هذه الخطوة جدية وصادقة مئة بالمائة هذه المرة، لكي تعيد الثقة، والأمل لأولئك السوريين المجردين من الجنسية، ولنا أصدقاء منهم، نعي جميعا، معاناتهم تماما، وعاشوا على الأرض السورية لفترات من الزمن، تؤهلهم الحصول أيضاً على الجنسية الأمريكية، والاسكندينافية، فيما لو قضوا ربع تلك المدة على أراضي تلك الدول، وهذا حق مضمون، وليس جود ومنة، تكفله كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية المتحضرة التي تفي بالتزاماتها القانونية والأخلاقية، وبغض النظر، دائما، عن حالات فردية استثنائية و، غير قانونية هنا وهنا، قد تكون موجودة ولا ينفي عاقل أو متبصر أن تكون هناك دائما.

وإن حصلت تلك الخطوة التي يباركها كل وطني محب ومخلص لسوريا، فيجب أن تكون واحدة من حزمة من الردود المعدة سلفاً، والمتوقع أن تبادر سوريا بأخذها، تفنيدا لمزاعم السيد خدام إن رغبت هي بذلك حقا، وتكذّب، فعلاً، لا قولاً، كل ما جاء به في مقابلته الشهيرة من على محطة العربية. وبرأي الكثيرين أن هذه الخطوة ستكون تحصيل حاصل ووفاء لالتزامات سابقة، وتبقى الاستحقاقات الأكبر، والأكثر أهمية من هذا كله، برغم أولويته وخصوصيته، ويهم السوريين عموما، ومن ضمنهم الأكراد، وهي ما تتعلق بالتطوير السياسي الشامل، ومكافحة آفة الفساد اللعين التي تنهش الجسد السوري وتجعله عاجزا قعيد، ومحاسبة كل المرتشين والسارقين والمسيئين، وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، وتحقيق انفراج ما عبر إعلان عفو عام، وإغلاق السجن الكبير، وطي هذا الملف الأسود نهائيا، الذي أضر بسمعة الوطن، وأضعفه كثيراً أكثر مما كان عامل قوة وتثبيت حسب رؤية، ومعالجة السادة الأمنيين. وأخيرا، وليس آخراً، تحسين المستوى المعيشي للمواطن السوري، الذي زعم السيد خدام بأنه يتناول طعامه من القمامة، التي يخلفها، على قلتهم، الأكابر والميسورين.

إن مثل هذه الإجراءات الصادقة، والمباركة، وغيرها، والتي ينتظرها الشعب السوري بفارغ الصبر والحنين، ستكون رداً عملياً, وواقعيا على مجمل ما جاء في مقابلة السيد خدام، لا كذاك الرد الخطابي بشكله التهريجي الكسيح المبرمج، الذي حصل في اجتماع مجلس الشعب المخصص لهذه الغاية. وهذه الخطوات العملية الجادة، والمتلاحقة تباعا هي الوحيدة القمينة حقيقة بكسب ود الشارع السوري بمواطنيه الصابرين المرهقين. ومن شأنها، أيضا، تخفيف الاحتقان الداخلي، وإعادة البسمة إلى ثغره الحزين إليه بعد عقود من العبوس، والألم، والدمع الغزير. وأما العمل بعكس ذلك فهو سير نحو المجهول ودخول في منطقة الخطر، وتأكيد عن عمد وإصرار هذه المرة، لما قاله السيد خدام، وستكون كل كلمة نطقها، عند ذاك، وبالنسبة للشارع السوري وعموم المتابعين، موضع تصديق تام، وعامل إحباط وخذلان جديد، وهذا بالضبط مالا يريده أحد، وأيا كان موقعه في المشهد السوري.

ويبقى السؤال الأهم ألم يكن من الأفضل، والأجدى، والأشرف أن تكون هذه المبادرات ذاتية، ومدفوعة برؤى وطنية استراتيجية، بدل حفلات التشنيع، وبدون خلفية الزوبعة الخدامية.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس: وداعاً للشعارات
- حماس والاحتلال العقائدي
- في تفسير أزعومة الثوابت
- إعلان مناقصة لتوريد معارضين
- لغز الدكتورعارف دليلة
- حكم النسوان
- نحو استراتيجية أمنية جديدة
- سيمفونية في البرلمان
- يوم المزبلة الوطني
- خدام في المنطقة الحمراء
- بأية فضيحة عدت يا عيد
- سامحكم الله أيها الرفاق
- مقالب خدّام
- نكتة الموسم الشامية
- حرب المزابل والنفايات السياسية
- المنشق السوري الكبير
- تعقيبا على تعقيب
- مرايا السوريين
- البرلمان العربي: سراب السراب
- شجرة الحرية


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الرد السوري على خدام