حسام عبد الحسين جاسم التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 5529 - 2017 / 5 / 23 - 10:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الطفل الأناني ألان، ثم الشاب الانطوائي غداً، فتتحقق الشخصية المعقدة، التي يعاني منها بعض الرجال, يعرف الطفل الأناني بضعف الانتماء للجماعة والرفاق، وقلة تفاعله مع المحيطين به، والنقص بالقيم والأخلاق، والاهتمام الزائد بمشاعره الذاتية.
الطفل الأناني واضح بمشاركة الآخرين ألعابهم، بينما يرفض مشاركة ألعابه معهم، فإذا لم يشاركهم ظهرت عليه ملامح الغضب والكره، فيبدأ إما بمهاجمتهم أو بالانطواء على نفسه.
تنشأ أنانية الطفل من الأسرة؛ حيث شعور الطفل بالإهمال يدفعه إلى التوحد في أنانية الذات، ويضعف إدراكه في العطاء، والعناية الزائدة والحماية المشددة تجعله غير قادر على مواجهة الأمور بنفسه.
تتطور أنانية الطفل مع مرور الزمن، فتخلق عقد نفسية في مرحلة شبابه، فيكون الفشل تفكيره الأول في بداية كل أموره، والتوحد في نهاية كل مشواره، فتنتابه انفعالات تذهب به إلى التمرد، وتعصف فيه تصرفات تذهب به إلى الهلاك، كالرغبة في الانتحار، أو الهرب من المدرسة، أو اللجوء إلى العدوانية في التصرف.
التقيت بصديقي بعد عدة سنوات، فوجدته يعاني من عقد نفسية تسيطر على شخصيته، وخلل في التصرفات، واضطراب في التفكير، فوجدته متسلط على أبنائه، حاد مع زوجته، متخبط في قراراته، متكبر على أصدقائه، وإخوانه، ولا يقبل آراء الآخرين،
فسألت نفسي لما صديقي هكذا؟! فتذكرت سابقاً التعامل السلبي لأسرته معه، وإهماله بشكل مفرط، واستصغاره أمام اقرأنه وغيرها، فوجدت إن هذه الأسباب هي التي جعلت صديقي بهذا الحال.
لذا نعتقد أن الأسرة كما هي السبب في أنانية الطفل، فهي نفسها الحل في معالجته، فعليها تنمية روح المشاركة لطفلها بعدة طرق تجدها مناسبة؛ كالاتفاق معه على العقاب عندما يأتي بسلوك أناني، ومكافئته والثناء عليه عندما يكون مشاركا، أو القيام معه بتمثيل دور الأناني، ثم سؤاله عن السلوك البديل الذي سيقوم به، مع تعزيز الثقة في ذاته، وتعليمه احترام الآخرين، والتعاطف معهم، وتقدير ظروفهم، لكي نتخلص من العقد النفسية للرجل، وانطوائية الشاب، بهذه المعالجة لأنانية الطفل.
#حسام_عبد_الحسين_جاسم_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟