أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - بدر الدين شنن - الرأسمالية ستزول .. والاشتراكية عائدة















المزيد.....

الرأسمالية ستزول .. والاشتراكية عائدة


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5528 - 2017 / 5 / 22 - 14:51
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


منذ انهيار انقسام العالم إلى معسكرين متناحرين ( اشتراكي ـ رأسمالي ) 1991 ، الذي أدى أضرار كارثية للشعوب ، ولكل الذين يعيشون من بيع قوة عملهم ، وإلى تفرد دول الرأسمالية الرئيسية وأولها أمريكا ، بالهيمنة على العالم . وانتقل القسم الأحمر الاشتراكي المقاوم ، حسب تفسير البعض للحدث ، إلى عالم القسم الرأسمالي العدواني المستغل . ودخل العالم كله في أجواء، هي الأسوأ من الانفصام ، الذي من معانيه ، الكيل بمكيالين ، الكذب . وانتهاك القوانين الدولي .. كما دخل .. في أجواء الانفصام الأخلاقي ، والآيد لوجي .. المتأتي عن طبيعة تناقضات النظام الرأسمالي الشرسة .. بين مصالح وعقلية ومفاهيم الرأسمالية .. وبين مصالح ومفاهيم القوى الاجتماعية الخاضعة للاستغلال .

وكلما عمقت الرأسمالية هيمنتها السلطوية ، والاقتصاد ، والفكرية ، وحاصرت الشعوب والأفراد ، وأذلتها ، كلما ازداد ت أجواء الانفصام السياسي ، وبالذات على مستوى الدول الكبرى .. التي هي المستفيد الأول ، في الحالة الناجمة عن ذلك .
وقد برهن الواقع على أن كل من يعتقد أنه سيكون في النظام الرأسمالي ، بعد زوال القطبية الثنائية .. انسجام ، وثقة، وتقاسم مصالح، واستقرار بين الدول ، واستقرار في تلبية الحاجات الإنسانية المتنامية ، بصورة فضل ، وتؤمن العدالة ، وتوازن قيمة قوة العمل والأسعار عامة .. هو واهم أو متواطئ .. أو أنه قد صدق ما قيل بغباء .. وخبث .. بأبدية الرأسمالية ونهاية التاريخ . أو أن الصراع المشروع في صراع الحضارات .. ولم يعد صراع الطبقات الاجتماعية .

إن الرأسمالية ليست نظاماً خيرياً ، يعمل للصالح العام بدون أرباح ، وليست جامعة علمية إنسانية مجانية ـ تخرج للمجتمع ذوي الأخلاق الحميدة . . وإنما هي نظام متوحش ، يسيطر فيه الأقوياء على الضعفاء ، إن على المستوى المحلي ، أو المستوى الدولي . وهذا ناتج عن التناقض الأساس فيه ، بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج . كما أنه ناتج عن أن الرأسمالية ، لم تهيمن على العالم كله بمستوى متماثل واحد من المقومات ، وبشكل واحد من الشروط والقوانين .

ونحن في موضوعنا ، مضطرين لتجاوز ما جرى من حوب وفتوحان ومذابح ، لنهب ثروات الشعوب لتحقيق التراكم الأول ، التي أدت إلى إبادة مئات الملاين من السكان الأصليين ، في القارة الأمريكية ، وأفريقيا وآسيا ، ودمرت مدن وعمران وحضارات عريقة ، كلفت الإنسانية الكثير من الأثمان المادية والروحية .
وسنكتفي ببعض أعمالها الشاذة المتوحشة ، في القرن الحالي . لقد لعبت المنظومة الرأسمالية ، وفي مقدمها أميركا ، دوراً بالغ التدمير ، في الإجهاز على الاتحاد السوفييتي ، وتفكيك المعسكر الاشتراكي ، وتفكيك الاتحاد اليوغسلافي ، وتدمير أفغانستان ، والصومال ، والسدوان . وأفغانستان , والعدوان المتواصل على العراق ، بذرائع كاذبة وقحة ، لتميره وتفكيكه .. وحصار إيران واستعداء جواره عليه . وقامت إسرائيل بالهجوم على لبنان 2006 .. ثم على غزة بعد سنوات قليلة أكثر من مرة .

وما أن مرت عشر سنوات ، من الجهود في إعادة بناء روسيا وبجوارها الهند والصين كذلك ، حتى ظهر العالم بمظهر جديد . وبدأت مجموعة دولية نامية بزعامة روسيا ، تهدد استقرا نظام " العولمة الأمريكي . وبدأت تتكون شروط وجود معسكرين رأسماليين متنافسين ، تحت سقف الردع النووي . وأعد المعسكر الأمريكي مخططات ، وقوى مدمرة جديدة ، لزعزعة المعسكر الروسي ، لوقف عملية التنافس التي تأكد أنها ستؤدي إلى القطبية الدولية التعددية ، وتعدد الأطراف الدولية سيؤدي إلى نقص حصص اقتسام الثروات الطبيعية ، والأسواق ، والنفوذ الجيو ـ سياسي .
وحدث أن ظهر في المشهد الكوني ، أكثر مظاهر التوحش والانفصام السياسي بشاعة في أجواء الرأسمالية . وهو مؤامرة " الربيع العربي " الأكثر سوءاً من " سايكس ـ بيكو " ، باسم الحرية والديمقراطية ، وبأدوات إ رها بية ممعنة في الرجعية والتخلف . وكانت عناوين ، ومسوغات ، وأدوات هذا الربيع هي الأكثر تعبيراً عن الانفصام الشامل في الرأسمالية الشاملة . وتعبيراً عن هذا الانفصام ، أنه رغم أن العالم كله بات خاضعاً لأسلوب إنتاجها ، ورغم أن " حلف وارسو " الذي كان مبرراً لوجود " حلف الناتو الغربي قد زال بزوال المعسكر الاشتراكي ، فإن المنظومة الرأسمالية لم تقم بحل " حلف الناتو " بل وشكلت حلفاً جديداً آخر ، باسم التحالف الأمريكي الدولي في مواجهة روسيا وسوريا .. وبقية الدول المصممة على عدم خضوعها لسيطرة قوى الإرهاب عليها " القاعدة ـ داعش ـ النصرة ـ وعشرات الجماعات الإرهابية الأخرى . ومن خلال ذلك يتحقق عدم الخضوع لسيطرة معسكر الرأسمالية الأمريكي . وشكلت أميركا مع حلفاؤها الخليجيين " الحلف العربي . ثم أعلن " حلف الناتو " انضمامه العلني لمنظومة التحالفات التي يشكل الانفصام مضمونها .

وتجري منذ أشهر ، مقابل أعظم المعارك التي يخوضها الجيش السوري، تجري أههم التفاعلات الدبلوماسية ، بحثاً عن حل سياسي ، حاملة أهدافاً غير مطابقة .. بل وانفصاماً تاماً عما يريده الشعب السوري . كما تجري استعدادات وحشود إرهابية وعسكرية في الأردن وتركيا . وتنفذ في الأردن مناورات عسكرية دولية داعمة لحرب الإهاب الدولي على سوريا ، آخرها ما سمي " الأسد المتأهب " وتجري قدماً ، الاستعدادات ، لإعلان قيام " الشرق الأوسط .. الترامبي .. الجديد " و حلف ناتو خليجي ، يضم عشرات الدول بقيادة أميركا .

وكمقدمات لهذه التوجهات ، تقوم إسرائيل والتحالف الأمريكي الدولي ، بالعدوان على المواقع العسكرية السورية . وللتعبير الأوقح في هذا الانفصام في أجواء المعسكر الرأسمالي الأمريكي ، تستغل متابعة " بوتين " و" لافروف " المفاوضات مع " ترامب المتقلب الأهواء ، ومع أردوغان الذي يوقع .. ويعد بشيء اليوم .. ويتراجع عنه غداً .. ويلعب على الحبلين الروسي والأمريكي في آن .

وعلى ذلك ، فإن أجواء النظام الرأسمالي لا تخيم عليها أجواء القيم الإنسانية الصادقة ، ولا الوعد الصادق . وإنما يخيم عليها معيار واحد هو الربح .. والجري وراء الربح . وكلما كانت نسبة الحصول عليه أكثر ، تعلو مستويات التوحش والوقاحة والانفصام السياسي ، في سياسية وأخلاق الدولة الرأسمالية .

إن العالم مازال منقسماً إلى معسكرين اجتماعيين متعارضين .
إن مسارنا الإنساني هو .. مسار تحرير الوطن من الإرهاب الدولي ومنظومته الإمبريالية والرجعية .. مسار إعادة بناء ما دمره مجرمو حرب الإرهاب وأسيادهم .. وهو مسار البناء الاجتماعي الاقتصادي العادل .. الذي يؤدي إلى نهوض سوريا القوية الحضارية الموحدة المزدهرة .. وقد تم بناء هذا الخيار والمسار على أن الرأسمالية كنظام .. ستزول .. إنه مسار مغاير ومضاد للمسار الرأسمالي الكوني الظالم ، الداعم للإرهاب وفوضى القتل والتدمير .
وخيارتنا ينبغي أن تتجه ، كقوى اجتماعية وسياسية .. لإعادة الاعتبار للقيم الوطنية والقومية والديمقراطية . وحشد الطاقات التقدمية والشعبية صاحبة المصلحة في مواجهة المظالم الرأسمالية ، لتوفير مقومات النهوض ، وبناء مجتمع وطني ديمقراطي قومي ، بأبعاد اجتماعية عادلة .. تكون محطتها الرئيسية الحاسمة هي عودة الاشتراكية .

آخر الأخبار الفاضحة لكذب المصداقية الأمريكية ، وتغلغل جرثومة الانفصام السياسي بمجمل سياستها ، أنه في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات " جنيف 6 " السورية ـ السورية ، برعاية الأمم المتحدة ، حول الحل السياسي للأزمة السورية ، تقوم قوات التحالف الأمريكي الدولي ،، بهجومين عسكريين شرق سوريا . أحدها دمر جسراً على نهر الفرات في الرقة ، والثاني ، الهجوم على موقع للجيش السوري ، على طريق التنف نحو تدمر . ويقوم " داعش " بارتكاب مجزرة وحشية في محيط بلدة سلمية ، أدت إلى استشهاد ( 52 ) وإصابة ( 100 ) من السكان في موقع الحدث .
-إن لقاء " ترامب " مع الملك السعودي سلمان .. هو ذروة الانفصام السياسي لدى الولايات المتحدة . وذلك لأن " ترامب " كان قد أعلن عن عزمه على سحق الإسلام السياسي .. والقضاء على الإرهاب في العالم . ورغم هذا الموقف المكرر المعلن .. يقوم " ترامب " بزيارة المملكة ، التي تشكل مركز وخلية الإرهاب الدولي الرئيسية ، والداعم الرئيسي للإهاب ، وخاصة " القاعدة ـ داعش ـ النصرة ـوتفرعاتها الإرهابية الأسوأمنها " ..مالياً ، معسكرياً ، وسياسياً ، وإعلامياً ..
ويقبض سلفاً قيم مشتريات سعودية .. وأولها مشتريات السلاح .. التي بلغت ( 400 ) مليار دولار .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجلك تشرق الشس
- أخي السوري اصنع نصرك
- موت عابر خلف قضبان الجحيم
- أول أيار عام سابع حرب
- كلنا فلسطين .. كل فلسطين
- مقدمات وتداعيات استفتاء أردوغان الانقلابي
- عيد الجلاء .. عيد المقاومة والتحرير
- عن غير يسار
- سوريا قادرة على دحر الإرهاب الأميركي
- الفرات حين يغضب إلى الرقة المحتلة
- لمواجهة الاعتداءات الامبريالية الجديدة
- يا أمي .. يا أم وجودي وعمري
- إنهاء الحرب بالوكالة ومتغيراتها
- مصباح يسرى إلى يسرى الإبراهيمي
- يوم تجديد نضال المرأة الاجتماعي والوطني
- هل يجلب هذا الرجل المختال السلام لسوريا ؟
- المعارضة في الزمن الأميركي الجديد
- آفاق معركة الشعوب مع - الترامبية - الأميركية
- الشعب السوري هو صانع الدستور
- أخي السوري ارفع رأسك - إلى الفوعة وكفريا


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - بدر الدين شنن - الرأسمالية ستزول .. والاشتراكية عائدة