أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بكر أحمد - النبي الأبيض وحماس














المزيد.....

النبي الأبيض وحماس


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


تبدأ الحكاية حين قرر شارون أن يتجول في ساحة الأقصى الشريف ، مستفزا بذلك مشاعر الملايين من البشر في أنحاء العالم ، وفي نفس الوقت ضاربا عرض بكل الاتفاقيات المبرمة بين طرفي النزاع .

بعدها يصرح بوش في زمان ما بأن شارون هو رجل السلام الأول ، ثم وفي مشهد درامي نرى عجوز مقعد قد تناثرت أشلاءه وأختلط لحمه مع عجلات كرسيه ، وبرغم ذهول العام من بشاعة هذه الجريمة ، إلا أنه يمر مرور العابرين لا أقل ولا أكثر .
وتتوالى الاغتيالات ويسيل مجرى من الدم الفلسطيني لا ينتهي إلا بموت أو مقتل الزعيم ياسر عرفات وبناء الجدار العنصري ، وفي خضم كل تلك الأحداث نلحظ الصمت الكئيب من العالم " المتمدن جدا " أو من العالم العربي الذي بلغ من الانحطاط مرحلة القرف والغثيان .
ليس هذا وحسب ، فالصورة لم يظهر منها سوى زاوية واحدة فقط ولا تكتمل إلا بالمرور على العراق وانكشاف فضائح أبو غريب وسجن معسكر غوانتانمو الذي أراد أن يضفي شيء من الإثارة حوله وذلك بجعل القرآن أداة ابتزاز عبر تدنيسه والتبول والدهس عليه ووصولا أخيرا إلى السجون السرية وعمليات الاختطاف الغير قانونية التي تحدث في أوروبا .
ثم تحاول جهة ما أن تنهي المشهد بالشكل اللائق لتخرج صحيفة في الدنمارك برسومات ساخرة على النبي محمد وتعيدها مرة أخرى من باب الإصرار على حرية الرأي الذي يبيح لها أهانة أمة كاملة فقط لأن الدنمركيون اعتقدوا على غفلة من الزمن بأنهم قد احتلوا جزء من الوطن العربي ، والدليل أن لهم هناك جنودا في العراق .

الأمر في غاية السهولة ، وليست صعبة أبدا ، فالعرب ضعفاء يقودهم ملوك نفطيون تكرشوا بذخا ونسيوا معيشتهم في السابق ، ورؤساء عسكر فجعتهم الحياة الثرية والسلطة وقفزوا فوق شعاراتهم وتقدميتهم وصاروا بين ليلة وضحاها ملكيين يبدلوا مناهجهم كما يبدلوا عشيقاتهم في الليالي الشتوية ، وأتفق الجميع بأن تكون القبلة واشنطن بشرط واحد وهو أن يبقوا على هذا الكرسي ، وقد كان لهم ما أرادوا .

لذا أليس من الغباء أن نسأل لماذا فاز الأخوان المسلمون في الانتخابات المصرية ، وكيف استطاعت حماس أن توقظ العالم فجأة وتجعله يزبد ويرغي ويحذر !




ألم نفهم بعد أن أمريكا هي الدولة الوحيدة المارقة عن القانون البشري والتي تكذب علانية وسرا ، وإلا كيف نستوعب أنهم يريدون نشر الديمقراطية بينما يحذر بوش من جماعة حماس _ وهي التي خاضت انتخابات نزيهة وحرة _ ويهدد بقطع المعونات المالية عن الشعب الفلسطيني لأن حماس هي جماعة إرهابية ، وبما أن حماس كذلك ، فهذا يعني أن مقاومة المحتل هو عمل إرهابي ، وكان علينا أولا أن نقنعهم فعلا بأن اليهود في إسرائيل هم من أحتل فلسطين وليس العكس ، وهذا ما عجز العرب عنه !

كان الأجدر بالرئيس بوش النبي الأبيض أن يحترم قرار الشعب الفلسطيني ويقف إجلالا أمام ديمقراطية ذاك الشعب ، الذي وبرغم ذل الاحتلال وقسوته وافتقاره للأمن وللفوضى السائدة أستطاع أن يظهر للعالم كم هو متمدن وحضاري كما أظهر لهم أن كل ما حدث في السابق من مفاوضات واتفاقيات وانسحابات صورية لا يقنعهم ولا يمنحهم اقل النتائج المرضية و المترتبة عن مسيرة طويلة من النضال والتضحيات .
هذه الانتخابات قالت بأن الشعب الفلسطيني هو الوحيد من له الحق بتقرير مصيره ، وأنه حين يظهر شارون يجب أن توجد حماس مثلما حين يظهر بوش في العراق يخرج ابومصعب الزرقاوي ، فتطرفهم لن يؤتي أكله بتركيع هذه الأمة ، ونفاقهم ودعهم للأنظمة الديكتاتورية أو احتلالهم للأراضي العربية ما هو إلا دلالة على أن المركزية الغربية والمخيال لدى الرجل الأبيض لم تتغير كثيرا منذ قرون الاستعمار وربما قبلها .

لكن الغريب أن ظهور حماس لم يرسل سوى رسالة واحدة وهي أن هذه المنظمة هي منظمة إرهابية ويجب مقاطعتها برغم اكتسابها شرعية لا جدال حولها ، بينما فاتهم بأن إي اتفاقيات تحدث وتوقع عليها حماس هي من ستبقى وهي من ستنفذ لأن هذه المنظمة هي من تعبر عما يريده الشارع الفلسطيني بعد أن فقد الثقة في فتح والسلطة .

هنالك من يرفض ظهور الجماعات الدينية في عالم السياسة ، وأنا منهم ، إلا أنه وفي هذه المرحلة بالذات وفي فلسطين خصوصا _ بعد أن تراجعت القوى التقدمية في نضالها العسكري _ لن تحرك المياه الراكدة سوى حماس والجهاد ، وهي من ستعيد ترتيب أوراق المنطقة من جديد ليس في فلسطين وحسب بل في لبنان وسوريا وإيران .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط وصحة الرئيس
- بنص الدستور ، الحكم باقي في ذرية .. !!
- الإسلام لم يأتي بالحل
- نساء عدن ... وحكم الشمال
- نحن العرب ... لماذا لا يخيفنا الدستور العراقي
- بوش ...هل رايت كم هو الله غاضبا منك
- قاموس وبستر ... عنوان أمريكا العنصري
- الوعاء الثقافي لصيرورة الحكم في اليمن
- الخيواني .. ورغم ذلك أنت فوقهم
- ولليمني حق كالإنسان ، ترنيمة بائسة بين جها ز الأمن السياسي و ...
- المرأة العربية لن تتحرر ابدا
- فعلها الناصريون وفشل غيرهم
- الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ
- حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات ...
- حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بكر أحمد - النبي الأبيض وحماس