أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شوكت خزندار - بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة العاشرة















المزيد.....


بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة العاشرة


شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما أشبه اليوم بالبارحة .!
في هذا الظرف التأريخي الهام والحاسم ، بالنسبة لشعبنا العراقي عامة ولشعبنا الكردي خاصة . أقدم إلى القراء عرباً وأكراداً كتاب الدكتور مكرم الطالباني تحت عنوان ( حزب هيوا ) على شكل حلقات متسلسلة بصورة يومية قدر المستطاع . ان البحث القيم الذي قدمه مكرم الطالباني ودراسته التحليليه للحركة القومية الكردية ولتاريخها النضالي المرتبط بنضال شعبنا العراقي من اجل التحرر والانعتاق ومن أجل نيل شعبنا الكردي لحقوقه القومية ، يعطينا درساً بليغاً لتجارب حركتنا القومية الكردية المليئة بالمآسي والمعاناة والتراجعات والانكسارات ، والتي كان لليمين السياسي والعشائرية المتعصبة ، كان عاملاً حاسماً لضياع الحقوق القومية بمختلف منابعه داخل حركتنا القومية الكردية وامتداداته الاقطاعية المشروعة والتسبب بماسي شعبنا لعقود طويلة .

وبما ان هذا البحث يمتد بنظرته لعقود خلت ، فهو يستحضر ذهن ووعي القوميين والوطنيين من ابناء شعبنا بتجارب حركتنا القومية الكردية وعلاقتها التاريخية المغيبة حاليا بالحركة الوطنية العراقية عموما ، والدور الذي يقوم به ورثة القيادات العشائرية والاقطاعية في عراق ما بعد الاحتلال، باقامة كياناتهم الخاصة وقد نسوا بفعل نشوة ما يحققون انه لايمكن ان يستمر من يعضدهم الان ويستخدمهم لمصالحه ، بالاستمرار والوجود ، مع جملة المتغيرات الحاصلة والقادمة ، والتي سيدفع فيها شعبنا ثمنا باهظآ.
( شوكت )

**************************

الحلقة العاشرة
حقيقة الرسائل المتبادلة بين
السيدين رفيق حلمي وماجد مصطفى
حاول السيد ماجد مصطفى التسلل الى المجالات الجماهيرية التي كان لحزب هيوا نفوذ فيها . وقد رشح نفسه في انتخابات جمعية نادي الارتقاء الكردي دون ان يكون ضمن القائمتين المتنافستين ، قائمة حزب هيوا وقائمة المعتمد العام للجمعية السيد معروف جياووك ( 24 ) وكان على يقين بأن قائمة حزب هيوا هي التي تفوز ، فاذا انتخب ، قد يتسنى له ان يتصدر هذه القائمة بحكم سنه ومنصبه الوزاري وتأريخه السياسي. إلا ان الصراع بين القائمتين انتهى بالتوفيق بينهما كما سيأتي البحث عنه فيما بعد . فلم يتسن للسيد ماجد مصطفى من دخول النادي وفي حادثة أخرى أيقن انه لا مناص من التقرب من حزب هيوا، وتلك الحادثة كانت سفره الى الشمال ، حيث ألمح لمؤيديه للتحشد في محطة قطار بغداد لتوديعه ، وكان رئيس حزب هيوا السيد رفيق حلمي يسافر بنفس القطار ، فقام الحزب ـ بناءً على طلب رئيسه ـ بتحشيد أعضائه ومؤيديه لتوديع السيد رفيق حلمي فكان مظاهرة أمام الحكومة وأمام السيد ماجد مصطفى فتحشدت جماهير غفيرة في ذلك اليوم . وبعد هاتين الحادثتين ،فاتح السيد ماجد مصطفى رئيس الحزب فتبين انه مستعد لتمهيد الطريق له لضمه الى التشكيلة الوزارية في أول تعديل لها، ان هو مهد الطريق له للوصول الى منصب نائب رئيس الحزب . ويظهر من الرسالة الجوابية التي وجهها السيد رفيق حلمي اليه ، انه مستعد لتعاون معه ولكنه لا يثق بعوده ( 25 ) .
لقد أوصل هذه الرسالة الجوابية أبن شقيقة ماجد مصطفى وهو النقيب فؤاد عارف الى مؤلف هذا الكتاب ( مكرم الطالباني ) وكان طالباً في كلية الحقوق آنذاك . وقد بين السيد فؤاد عارف بانه أخذ هذه الرسالة من دون موافقة خاله السيد ماجد مصطفى ، فطلب عدم ذكر اسمه .
وتصدياً للمساومة الوشيكة التي كانت تجري حول مستقبل المسألة الكردية من وراء ظهر عشرات الألوف من أعضاء الحزب والجماهير الكردية . قدم ( المؤلف ) تلك الرسالة الى اللجنة المركزية لحزب هيوا طالباً منها القيام بالتحقيق من حقيقة تلك المساومة من وراء ظهر الشعب والحزب ، واتخاذ الاجراءات لا حباطها وحماية الحزب والقضية الكردية .
وبدلاً من ان تقوم اللجنة المركزية بأجراءات حزبية للتحقق من الموضوع أمام رئيس الحزب السيد رفيق حلمي بتشكيل هيئة تحقيقية من العناصر الموالية له ، وهم السادة فائق هوشيار وبرهان حامد الجاف وكاكه حه مه خانقاه ورشيد اسماعيل آغا باجلان ، مدعياً ان الرسالة المنسوبة اليه ما هي إلا " مؤامرة شيوعية " تهدف الى تشويه سمعة وتخريب الحزب . ولم يكن ( للمؤلف ) أية علاقة بالكتل الشيوعية آنذاك . وحاول رئيس الحزب الضغط على ( المؤلف ) للتخلي عن طلبه باجراء التحقيق في الموضوع ، وبسبب عدم الرضوخ للضغوط ، أصدرت الهيئة التحقيقية قراراً مستعجلاً يقضي بأبعاد ( المؤلف ) وعشرين آخرين من أعضاء الحزب الذين يحملون أفكاراً ماركسية من الحزب .
ان الماركسيين الذين فصلوا من الحزب ، كانوا مرتبطين ارتباطاً مزدوجاً بحزب هيوا وبالكتل الماركسية المنشقة عن الحزب الشيوعي العراقي ، وهي : " وحدة النضال = يه كيتي تيكوشين " ، التي انضمت فيما بعد الى الحزب الشيوعي العراقي . علماً ان أياً من هؤلاء لم يكن له علم بموضوع تلك الرسائل .
آراء المعنيين بحقيقة تلك الرسائل
على أثر نشر مقالات متسلسلة في المجلات الكردية الصادرة في بغداد ( 26 ) من قبل ( المؤلف ) ادت الى امتعاض عدد من المعنيين ، فاجرت مجلة ( رنكين ) مقابلة معهم حول حقيقة تلك الرسائل فكانت أجوبتهم كالآتي : ـ
قال السيد رشيد باجلان ، وهو قاضي متقاعد وأحد أعضاء اللجنة التحقيقية التي شكلها السيد رفيق حلمي :
" حينما أتذكر ان السيد مكرم قد سلم رسالة بتوقيع رئيس الحزب الى اللجنة المركزية ، يطلب فيها حل حزب هيوا ، يزعم ان حزب هيوا لا يتلائم مع المرحلة الحالية وان تكتلات مؤلفة من المثقفين والضباط قد تكونت ضد مسيرة الحزب ورئيسه ، فاجتمعت اللجنة المركزية برئاسة السيد يونس رؤوف ( دلدار ) وبعد التحقيق ، تبين ان التوقيع على الرسالة لم يكن توقيع رئيس الحزب السيد رفيق حلمي وللتأكد من حقيقة تلك القضية كلفت اللجنة لعرض الرسالة على رئيس الحزب وأعضائه من الضباط ، وقد حضر اللقاء الضباط مير حاج ومصطفى خوشناو وبكر حويزي وآخرون . وقد أمتعض السيد رفيق حلمي عندما علم بالرسالة المنسوبة اليه ، وقال " كيف ادعو الى حل حزب وأنا معه روحياً وقلبياً وأخذ يبكي . وبعد ذلك عقد اجتماع في دار ( علي حمدي ) تقرر فيه تشكيل محكمة برئاسة السيد فائق هوشيار وعضوية كاكه حه مه خانقاه ورشيد باجلان وبرهان حامد الجاف . وقد تبين لنا براءة السيد رفيق حلمي وعدم علمه بالرسالة وكانت من صنع مجموعة كانت تتحين الفرصة لتخريب حزب هيوا . واخيراً قررت المحكمة فصل عدد من الأعضاء الذين كانوا ضد رئيس الحزب وأهدافه ، وكان السيد مكرم الطالباني من بينهم . وحسبما أتذكر لم يرد أسم السيد ماجد مصطفى اثناء المحاكمة .
وقال السيد فائق هوشيار ( 27 )
لم تكن لتلك الرسالة علاقة برسالة السيد ماجد مصطفى . كانت المحكمة قد دققت رسالة نسبت الى رئيس الحزب المرحوم رفيق حلمي يريد فيها حل الحزب ، فتبين للمحكمة ان تلك الرسالة كانت مصطنعة ولم يوقعها المرحوم رفيق حلمي وكانت مزورة ولا علم له بها ، لذا قررت المحكمة ابعاد السيد مكرم الطالباني عن الحزب .
وقال السيد فؤاد عارف (28 )
" ان صداقتي مع د . مكرم الطالباني وان كانت قديمة إلا انه اثناء هذه الحادثة كان السيد مكرم لا يزال طالباً جامعياً وكنت أنا آمر لسرية الانضباط العسكري لمدينة بغداد وكنت عضواً في حزب هيوا . وكنت أتردد على الدار التي يجتمع فيها عدد من أصدقائي بينهم السيد فاضل الشيخ رؤوف الطالباني وكنت أشاهد هناك مكرم الطالباني ولكن لم نكن أصدقاء بعد بسبب تباين العمر بيننا . وانني لم أقم بأي عمل سياسي معه ولا يعقل ان يكون هو واسطة لأيصال رسالة مني الى حزب هيوا ، لانني كنت أتمكن من إيصال الرسائل الى حزب هيوا عن طريق أصدقائي من الضباط الذين كانوا أعضاء في حزب هيوا ومن أصدقائي الحميمين.
إنني لأول مرة أسمع عن هذه الرسالة فلم تكن أصلاً مثل هذه الرسالة ولم أرسل أية رسالة الى حزب هيوا عن طريق د . مكرم .
وحسب علمي ان رسالة بحثت في حزب هيوا في الاربعينات كانت قد أرسلها خالي ماجد مصطفى الى عدد من رجالات الكرد من المثقفين ورؤساء العشائر وكذلك الى رئيس حزب هيوا رفيق حلمي وذلك اثناء الحرب العالمية الثانية . وكان خالي ماجد يطلب فيها من هؤلاء بيان آرائهم حول مستقبل الاكراد ، ماذا سيكون مصير الأكراد بعد الحرب من قبل الحلفاء ، كمصير هؤلاء الذين يحاربون ضد دول المحور .
أجاب رئيس الحزب على رسالة ماجد مصطفى مبيناً فيها آرائه ، وأرسل صورة منها الى البلاط الملكي وصورة الى نوري السعيد . وبعد ذلك عقد لقاء في دار الشيخ محمد غريب في السليمانية اشترك فيه العديد من الضباط ومسؤولي حزب هيوا . وجرى في الاجتماع عتاب بين السيد ماجد مصطفى ورفيق حلمي حول ارسال صور من جوابه الى الجهات الرسمية . اشترك في النقاش عدد من الضباط وانتقدوا رئيس الحزب لعدم بحث الرسالة في قيادة الحزب ، فكان جوابه ، ان تلك الرسالة كانت رسالة خاصة وقد بينت فيها آراء الشعب الكردي فأجابه ماجد مصطفى قائلاً : كان من الأوفق ان تأخذ آراء الحزب وتقدمها كمذكرة الى الجهات المختصة ، ثم تعانق رئيس الحزب وماجد مصطفى.
ثم يقول السيد فؤاد عارف : " نقلت بعد ذلك الى جنوب العراق ، فانقطعت صلتي بحزب هيوا وقليلاً التقي مع أعضائه . ولم التقي بعد ذلك بالسيد مكرم الطالباني حتى ثورة الرابع عشر من تموز 1958، علمت آنذاك انه صاحب منزلة في الحزب الشيوعي .
وأريد أن أقول بهذه المناسبة ، يجب ان تكون الكتابة عن الاحداث التاريخية وسيرة الاشخاص والقادة بدقة كبيرة . وقد رأيت بأسف شديد ان د . مكرم لم يورد أسم ماجد مصطفى في كتاباته باحترام وتعظيم مع انه كان لماجد دور بارز في ثورات الشيخ محمود وكان شخصاً بارزاً في المجتمع .
كان السيد فائق هوشيار رئيساً للمحكمة التي شكلها رئيس الحزب السيد رفيق حلمي لفصل العناصر اليسارية من حملة الافكار الماركسية في حزب هيوا ، كما كان السيد رشيد باجلان أحد أعضائها . والملاحظ ان أعضاء المحكمة جميعهم من العناصر اليمينية المعروفة في الحزب وشكل المحكمة رئيس الحزب لا للوصول الى حقيقة تلك الرسالة ، بل كما عبر بصراحة للقضاء على المؤامرة الشيوعية " لتخريب الحزب .
ان السيدين فائق هوشيار ورشيد باجلان يتحدثان عن رسالة (29 ) لاعلاقة لها بموضوع البحث . ان الرسالة التي تلقاها (المؤلف ) من يد السيد فؤاد عارف تتعلق بموضوع المساومة بين السيد رفيق حلمي والسيد ماجد مصطفى على نيابة رئاسة الحزب والمنصب الوزاري ، في حين يتحدث عضوا المحكمة عن رسالة صادرة عن رئيس الحزب يدعو فيها الى حل الحزب لأنه لم يعد يعبر عن طموح الشعب الكردي في تلك المرحلة . ان المؤلف لم يقدم رسالة بهذا المعنى الى اللجنة المركزية ، فلا يخلو الأمر من حالتين ، أما ان القيادة اليمينية هي التي زورت تلك الرسالة بهدف اخفاء الرسالة الحقيقية المعبرة عن المساومة بين الرجلين ، أو ان السيد فائق هوشيار ورشيد باجلان التبس عليهما الموضوع . فهناك رسالة أخرى نسبت الى رئيس الحزب عام 1945 يدعو فيها الى حل الحزب لأنه لم يعد يعبر عن طموح الشعب الكردي في تلك المرحلة ، وهي الرسالة التي وقعها السيد رفيق حلمي بضغط من الضابطين في ( لجنة الحرية = ليزنه ي ئازادي ) التي سيأتي البحث عنها ، أعلن فيها استقالته من الحزب ودعى الى حله . وقد أنكر رئيس الحزب فيما بعد توقيعه على تلك الرسالة .
لقد مرّ على الرسالة التي تلقاها ( المؤلف ) من السيد فؤاد عارف أكثر من نصف قرن ، اعترف خلاله عشرات المرات وأمام عشرات الناس بحقيقة تلك الرسالة ، وتحت ضغوط من أقاربه ، أنكر السيد فؤاد عارف تسليم تلك الرسالة الى ( المؤلف ) وأشار الى رسالة لا علاقة لها أيضاً بموضوع الخلاف الذي حصل داخل الحزب ، والأمّر من ذلك أنكر السيد فؤاد عارف معرفته بالمؤلف آنذاك ومشاركته أياه في أي عمل سياسي . في حين ان المؤلف كان عضواً قيادياً في حزب هيوا وان فؤاد عارف كان عضواً فيه وشارك الاثنان في العديد من النشاطات السياسية في تلك الفترة إليكم احداها :
قدم الحزب مذكرات سياسية عن حق الاكراد في تقرير مصيرهم الى سفارات الدول الكبرى في بغداد وفيها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية. وقد طلبت السفارة إجراء لقاء مع هيئة حزبية للتعرف على حقيقة وأهداف حزب هيوا فأختار الحزب السادة النقيب فؤاد عارف وبرهان حامد الجاف وأنور جميل الجاف والمؤلف مكرم الطالباني للاجتماع بمستشار السفارة الأمريكية . ودار الحديث حول حزب هيوا ونفوذه بين الأكراد وهل للحزب علاقة مع الحركة الكردية في كردستان إيران وماهية أهداف الحزب ... الخ .
ويتحدث السيد فؤاد عارف عن صداقته مع السيد فاضل رؤوف الطالباني . في حين ان المذكور لم يكن في بغداد أصلاً ، وقد تخرج من كلية الحقوق في الثلاثينات فتعين مديراً للناحية ثم محامياً في كركوك . ولم يكن المرحوم فاضل رؤوف الطالباني عضواً في حزب هيوا ، كما لم يكن المرحوم فاضل فيض الله الطالباني الذي كان يسكن مع المؤلف في دار واحدة ببغداد ، عضواً في الحزب آنذاك ، ان الوحيد الذي كان له علاقة سياسية معه هو المؤلف مكرم الطالباني .
وعلى الرغم من ادعاء السيد فؤاد عارف آنذاك بأنه أخذ الرسالة من بين أوراق السيد ماجد مصطفى ، ان المؤلف يعتقد ان ماجد مصطفى هو الذي سلم رسالة السيد رفيق حلمي الى فؤاد عارف ليسلمه الى المؤلف بالذات . فان كانت الرسالة هي بتوقيع السيد رفيق حلمي ، وهذا هو المرجح ، استهدف ماجد مصطفى فضح حقيقة رئيس الحزب وتهافته على المنصب الوزاري ، وان كانت مزورة ، كما أدعى بها السيد رفيق حلمي وأعضاء المحكمة التي شكلها ، فان التزوير يتعلق بالسيد ماجد مصطفى وكان لنفس الغاية .
ان اعطاء الأهمية لتلك الرسالة يتعلق بمصير الحزب ، فقد بادرت القيادة اليمينية بفصل أنشط العناصر في الحزب ، وهم من حملة الأفكار اليسارية وقد كتب الدكتور عبدالعزيز الشمزيني حول هذا الموضوع يقول : " فقد شعر الاستعمار البريطاني بأن سمعة الحزب تزداد وان تأثيره يشتد وتأكد من ان نمو هذا الحزب وازدياد نفوذه بهذه الصورة سيؤدي حتماً الى غلبة الحركة الثورية الكردية والحاق اضرار جسيمة بالمصالح الاستعمارية ، لذلك وضع نصب عينيه القضاء على هذا الحزب مهما كلفه الأمر ، فبدأ بتخريب الحزب من الداخل وتفكيكه مشعلاً نار الخلاف بين جناحيه اليساري واليمين الى أن تمكن من القضاء على الجناح اليساري الذي كان يمثل الأغلبية الساحقة من الأعضاء الوطنيين والتقدميين من الضباط والجنود الشباب والمثقفين وكذلك الشيوعيين . وقد أعتمد في تحقيق غايته هذه على العناصر اليمينية في الحزب ... ( 30 )
وهل يجد الانكليز خيراً من السيد ماجد مصطفى وزير الدولة في حكومة نوري السعيد الموالية لهم للقيام بذلك .
ان اللجنة المركزية التي تسلمت الرسالة المنسوبة الى رئيس الحزب السيد رفيق حلمي ، بدلاً من ان تقوم بالتحقيق النزيه في موضوع تلك المساومة اعلنت ان ذلك مؤامرة شيوعية ! " ورضخت لضغوط رئيس الحزب بتشكيل محكمة من العناصر اليمينية المعروفة لتصدر قرارها بفصل العناصر اليسارية . وبذلك اسقطت تهمة المساومة عن السيدين رفيق حلمي وماجد مصطفى .
وقد كتبت جريدة الحزب الشيوعي العراقي ( القاعدة ) مقالاً عن تلك المساومة بقلم السكرتير العام للحزب الرفيق فهد تحت عنوان " الشعب الكردي بين الحانة والمانة " (31 ) أوضح فيه ان مسألة الحقوق القومية للشعب الكردي هي التي تتعرض للضياع في عملية السير وراء رئيس الحزب ووزير الدولة ماجد مصطفى ... وفي مقال آخر بعنوان ، " الشعب الكردي بحاجة الى حزب عمل لا حزب أمل " أشارت الجريدة الى تجميد آلاف الشباب عن النضال السياسي الحقيقي من أجل تحقيق الديمقراطية في العراق التي في طيها فقط يتمكن الشعب الكردي من الافصاح عن رأيه الحر في البقاء ضمن العراق أو الانفصال عنه .
لقد دب الخلاف وتوالت الانشقاقات في صفوف الحزب نتيجة لهذا العمل الانتقامي بحق الذين يحملون آيديولوجية تقدمية داخل الحزب ، أدت الى انقسام هيوا الى عدة كتل شبه مستقلة . وكان فصل العناصر اليسارية من الحزب شكلياً فقط . فقد احتفظ هؤلاء بصلاتهم بمنظمات حزب هيوا وعملوا معها لدفع الحركة الكردية الى الامام ، وبقي رئيس الحزب يحتفظ بمسؤلياته في قيادة الحزب بعد أن نزع عنه تلك الهالة من التعظيم والقدسية ( الرئيس المقدس العظيم )، فاضطر بعد هذه الهزة العنيفة الى استشارة الهيئات الحزبية المسؤولة وعدم اتخاذ قرارات فردية في المسائل الهامة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :
( 24 ) ينتمي السيد معروف جياووك الى عشيرة بالك الكردية القاطنة في أطراف راوندوز وقد تسلم السيد معروف جياووك مناصب قضائية وكذلك مناصب إدارية ( مدير عام انحصار التبغ ومتصرف لواء السليمانية ) كما انتخب نائباً في البرلمان. وهو من مؤسسي جمعية نادي الارتقاء الكردي ( كومه له ي سه ر كه وتني كوردان ) .
(25 ) أعترفت الدكتورة باكيزة رفيق حلمي أمام شخصين بحقيقة وجود رسالة السيد ماجد مصطفى الموجهة الى والدها المرحوم رفيق حلمي بين الوثائق الموجودة .
( 26 ) العدد 136 من مجلة ( روشنبيري نوي = المثقف الجديد ) الصادرة عن دار الثقافة والنشر الكردية ـ مقالة بعنوان صفحات من نضال حزب هيوا .
( 27 ) السيد فائق هوشيار ولد في السليمانية عام 1921 وبعد اكمال الدراسة الابتدائية والمتوسطة فيها انتقل الى بغداد لأكمال الدراسة الاعدادية وتخرج من كلية الحقوق ثم تسلم عدة مناصب قضائية وإدارية منها حاكم التحقيق ورئيس بلدية السليمانية ومدير عام الاستيلاء بوزارة الاصلاح الزراعي وعضو محكمة التمييز ومدير عام التسجيل العقاري .
( 28 ) تخرج السيد فؤاد عارف من دورة خاصة بالكلية العسكرية . عين مرافقاً للملك غازي عام 1936 ، ثم تدرج في الجيش الى أن وصل الى رتبة زعيم ( عميد ) وعين متصرفاً بعد ثورة 14 تموز 1958 ثم وزيراً للدولة وتسلم مناصب وزارية بعد مقتل عبدالكريم قاسم ، منها نائباً لرئيس الوزراء في وزارة الرئيس عبدالرحمن عارف ثم أحيل على التقاعد برتبة ( لواء ) .
( 29 ) العدد 88 من مجلة رنكين الصادرة عن دار النشر والثقافة الكردية 1996
( 30 ) د . عبدالعزيز الشمزيني ـ الحركة القومية التحررية الكردية ـ رسالة دكتوراه ـ 1986 .
( 31 ) جريدة القاعدة ـ لسان الحزب الشيوعي العراقي ـ العدد 2 لسنة 1945 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف
الدكتور مكرم الطالباني
يقع البحث في كتاب صغير الحجم ، عدد الصفحات 184 صفحة .
صادر عن ( مركز خاك للنشر والاعلام ) في السليمانية عام 2002 .



#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - ما أشبه ...
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-4
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني-3
- بحث عن حزب - هيوا - الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني
- جلال الطالباني يفكر بالرئاسة مجدداً
- ! هل للعصفور لبن شجب وإستنكار لقرار حكومة ( المشيخة الاقطاعي ...
- لتترتفع الأصوات الحرة من أجل انقاذ كمال سيد قادر !


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شوكت خزندار - بحث في حلقات متسلسلة الباحث الدكتور مكرم الطالباني - الحلقة العاشرة