أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....2














المزيد.....

هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....2


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


4) فما هو البديل المفترض للتهديد ؟
إن جميع الديمقراطيين، و في جميع أنحاء العالم، يتفقون على أن الإرهاب، بكل أشكاله المادية، و المعنوية، لا يمكن أن يكون إلا وسيلة لتخلف المجتمعات البشرية، نظرا لانشغال الناس به عن العمل على تحقيق الأهداف المرسومة، المؤدية إلى التقدم و التطور.

و قد كان المفروض في الحزبوأمازيغيين، و الحزبوسلاميين أن يعملوا على مناقشة الأفكار، و مقارعتها بالحجج، و البراهين، من أجل تفنيدها، بدل التوجه بالتهديد إلى مبدعيها، من أجل إرهابهم، و فرض تراجعهم عنها، كما يحصل في مصر بين الفنانين، و المفكرين، الذين يتخلون عن أفكارهم، مقابل اعتناق أدلجة الدين الإسلامي، ليصروا قدوة لغيرهم على المستويين: العربي، و الإسلامي.

و نحن لسنا من طينة هؤلاء المتنكرين لأفكارهم، التي كانت في مرحلة تاريخية معينة، محط إعجاب المتتبعين، بل نرفع الشعار الذي رفعه الشهيد عمر بنجلون، في مرحلة تاريخية معينة، قبل استشهاده على يد مؤدلجي الدين الإسلامي : "الإرهاب لا يرهبنا، و القتل لا يفنينا، و قافلة التحرير تشق طريقها بإصرار".

و لذلك، فلا داعي إلى ممارسة الإرهاب المادي، و المعنوي، و في مقابل ذلك، يجب العمل على تناول الأفكار بالنقاش الهادف، و العمل على إقناع المتتبعين، بوجهات النظر الفكرية، حتى يتخذ ذلك النقاش أسلوبا حضاريا، و ديمقراطيا متقدما، من منطلق: أن الأفكار التي ينتجها الأشخاص، ليست مقدسة، و ليست فوق النقد، و النقض إن أمكن، و في أفق تجاوز الحزازات المفتعلة.

5) فهل يمكن أن نتعامل مع اللهجات الامازيغية على أنها مقدسة، كما يتعامل مؤدلجو الدين الإسلامي مع تأويلاتهم على أنها مقدسة ؟

إن ما نعلمه أن التقديس لا يكون إلا لله، و أن هذا التقديس لا يمكن أن ينسحب على غيره، لأن وجدانيته تقتضي ذلك، و أن الإنسان لا يستحق إلا احترامه كإنسان، و أن من احترامه تمتيعه بحقوقه المختلفة، و أن من هذه الحقوق تمتيعه بحقوقه الثقافية،، و أن من بين الحقوق الثقافية الحقوق اللغوية للناس جميعا، في إطار المجتمع الواحد، بما في ذلك حقوق الأقليات، و أن اللهجات الامازيغية: من بين لهجات الشعب المغربي، التي يجب الاهتمام بها، و تطويرها، و الاستفادة من إنتاجاتها الأدبية، التي هي ملك للمجتمع ككل.

ويجب أن يساهم ذلك الاهتمام في توطيد و تقوية وحدة الشعب المغربي، حتى لا يتحول ذلك الاهتمام إلى وسيلة من وسائل تحويل المجتمع المغربي إلى مجموعة من الطوائف الامازيغية، و غيرها من الطوائف الأخرى، التي يمكن أن تقوم على أساس ديني، أو عرقي، أو جهوي، و التي قد تتطور العلاقة فيما بينها إلى علاقة تناحر، قد لا يعرف له قرار.

و لذلك يمكن أن نجزم بأن العلاقة مع اللهجات الامازيغية، هي كالعلاقة مع جميع اللهجات، و اللغات، تولد، و تنمو، و تكتمل و تتراجع، و تضعف، وقد تستمر، و قد تموت، بارتباط مع حركة الإنسان الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية.

و ما نعمله، و ما نمارسه على أرض الواقع: أن الإنسان -حسب النصوص الدينية- ليس مقدسا. و إذا كان هناك تقديس للإنسان، فهو من اختراع الإنسان، ليس إلا. و تبعا لذلك، فتقديس الامازيغية، هو أيضا من اختراع الحزبوأمازيغيين، الذين يوهمهم أعداء الوطن، بضرورة تأسيس الحزب، أو الأحزاب الامازيغية التي تتلقى، أو قد تتلقى الدعم اللامحدود، من أولئك الأعداء، تحت أسماء متعددة، بهدف لعب دور في تفكيك وحدة الشعب المغربي، حتى لا يقوى على مواجهة التحديات، التي يفرضها هذا التطور المتسارع، على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية على المستوى العالمي، و خاصة في إطار ما صار يعرف بعولمة اقتصاد السوق.

و الانطلاق من تقديس اللهجات الأمازيغية، هو الذي يدفع الحزبوأمازيغيين، إلى تهديد كل من خالفهم الرأي، في التعامل مع اللهجات الأمازيغية، تماما، كما يفعل الحزبوسلاميين، الذين يهددون كل من يخالفهم الرأي، فيما يخص تأويلاتهم للنصوص الدينية، التي لم تعد تخفي الهدف منها، كما يوحي بذلك التطرف الديني، الذي يتحول إلى تطرف سياسي، يميني، لا يعترف بالرأي الآخر، و يعتبر أن من واجب المتطرفين: أن يعملوا على استئصاله من الواقع عن طريق التخلص، و إلى الأبد، من القائلين به، و بمختلف الوسائل، بما فيها التهديد بالقتل، أو بشيء آخر أبشع من القتل، حتى يتخلى عن رأيه، و يتراجع عن العمل على تحقيق هدفه، و يعتنق رأي الجهة الممارسة للتهديد، كما حصل مع العديد من المفكرين، و الأدباء، و الفنانين، الذين أعلنوا تراجعهم عن أفكارهم، و اعتناقهم الأفكار التي كانوا يقارعونها بالحجة و البرهان.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....1
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- ما هذا الذي يسميه البعض تراجعا لصالح التنظيمات -الإسلامية- ؟ ...
- باب الانتهازية.....9
- باب الانتهازية.....8
- باب الانتهازية.....7
- باب الانتهازية.....6
- باب الانتهازية.....5
- باب الانتهازية.....4
- باب الانتهازية.....3


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل ترتفع الامازيغية إلى درجة التقديس.....2