أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل أحمد - الانتخابات الفلسطينية دروس وعبر















المزيد.....

الانتخابات الفلسطينية دروس وعبر


إسماعيل أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحق لأحفاد القوم الجبارين أن يفتخروا برائعة من روائع الحلم العربي الذي لازلنا نحلم بتحقيقه منذ الاستقلال، فإذا بالحلم يغدو حقيقة، بفضل وعي هذا الشعب العظيم، وسلوكه الحضاري، وإحساسه بالمسؤولية الوطنية...
لم يخيب هذا الشعب رجاءنا فيه منذ جعل وحدته الوطنية خطا أحمرا لم يتجاوزه، ولم يسمح بالمساس بها في ظل سيل من الفتن والمؤامرات التي كانت تستهدف استقراره، وتعبث بقضيته!
لم تكن الانتخابات الفلسطينية الأخيرة عرسا ديمقراطيا فلسطينيا فحسب، وإنما كانت علما يعلو فوق هام العروبة وديار المسلمين والعالم أجمع...
لا لأن الذي انتصر ذلك الفصيل أو ذاك، بل لأن الجميع شهد عبر الفضائيات انتخابات شفافة وتعددية برغك كل العوائق والسدود التي وضعت في وجهها!
إننا نشهد بكل إعجاب لهذا الشعب المرابط البطل كرامة جديدة من كراماته الجليلة التي تطاولت بطول مسيرة الظلم الذي تعرض له منذ فجر الأزمة بدايات القرن المنصرم!
وإزاء هذا الأداء الرفيع لشعبنا المرابط، دعوني أقف بضع وقفات:

1- حين يتحدى شعبنا قيود أوسلو والجدار وحصار المدن والمخيمات، وعمليات الاغتيال الصهيوني الممنهج، وظروف الملاحقة والأسر، ونقاط التفتيش وعوائق سلطات الاحتلال، وقيوده على العملية السياسية برمتها، ليمارس نشاطه السياسي بكل كفاءة ومسؤولية، دون أن يؤخر الانتخابات يوما، ولا نتائجها ساعة من نهار، ألا يستحق منا التأمل في هذا أكثر من نظرة إعجاب وتصفيق؟ أوليس من حقنا بعدها أن نرثي لحالنا في دول ومجتمعات تزعم أنها حرة مستقلة، وتتباهى باستقرارها وولاء الشعب لها، ثم هي تحكم بقانون الطوارئ منذ ثلاثة وأربعين عاما بدعوى أنها على تماس مع العدو، وأنها في حالة حرب معه، مع أن جبهتها لم تسمع صوت رصاصة واحدة منذ حرب 1973! بالتأكيد أقصد النظام السوري وأشباهه من دول (الصمود المصدي) التي باعت شعوبها شعارات ثورية، وقيدت الحريات، وأعلنت الطوارئ، وحكمت بالأحكام العرفية، وعطلت الدساتير، وتلاعبت بالقوانين، وملأت الزنازين والمعتقلات، وأرهقت منصات الإعدام بمن أنهت حياتهم تحت شعارات المعركة ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة!!!
أليس أداء السلطة الفلسطينية بكل المعطيات الحرجة التي تتعاطى معها، وبكل الظروف الاستثنائية، وبكل المقاييس، هو ضربة قاضية لكل دعاوى تلك الأنظمة الشمولية التي تاجرت بالقضية حتى سلبت شعوبها ديمقراطيتها، فإذا بأبناء القضية أنفسهم لا يحول بينهم وبين أرفع أداء ديمقراطي ظروف أقسى من كل الظروف التي يتاجر بها أولئك الأدعياء في سلطة البعث، وسائر السلطات (الثورية) الأخرى!
2- حين تسمح السلطة لحركة المقاومة الإسلامية بالمشاركة في الانتخابات، ثم تستطيع هذه الحركة إقناع أغلبية الشارع الفلسطيني ببرنامجها، ثم نجد أن مستبدي حزب البعث لا يتنازلون عن وصايتهم على الدولة والمجتمع بعد نيف وأربعين سنة من انقلابهم، بل ويصرون على استثناء التيار الإسلامي من حقه الديمقراطي الإنساني بالمشاركة السياسية، بدعوى إقصائية لا تنطلق من صميم الشعب وخياراته الديمقراطية ألا وهي حظر الأحزاب على أساس ديني!! ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم وهم يرون مجتمعا جارا، وشعبا طالما زعموا أنهم يحملون آلامه وآماله، ينحاز إلى خيار دينه وهويته دون تطرف ولا تفريط! وهل سيغير من المعادلة شيئ إن كان الإعلام السوري يصر حتى الساعة على تسمية حماس بغير اسمها زاعما أنها حركة المقاومة (الوطنية!!)، وما ذاك أنني أزعم بأن حماس ليست بوطنية، ولكنه بيان لسخف سلوك إعلامنا البعثي الذي يدس رأسه بالتراب كالنعامة ليخفي عن ناظريه أن حماس حركة إسلامية، وأنها فصيل من جماعة الإخوان المسلمين التي يحاكم أبناء فرعها السوري بالإعدام بموجب القانون 49 لمجرد الانتماء!!!
3- حين سقط الحزب الحاكم في السلطة لدى أول امتحان بانتخابات تعددية، مع أنه حزب نال مشروعيته بثورة حقيقية، وقدم لقضيته ما لا يماري فيه إلا ظالم، ألا يعني هذا أن أحزابا أخرى ليس لها ذات المشروعية، ولا قدمت لقضيتها شيئا يذكر، هي معرضة لذات الزلزال في أي بادرة ديمقراطية، حتى ولو زعمت أن قواعدها تجاوزا المليوني منتسب!!!
4- الانتخابات أبرزت بما لا يدع مجالا للشك أن ثمة فصام نكد بين الحكومات والشعوب، فمع أن الحكومات العربية قد قررت بالإجماع رأيا مختلفا في قضية فلسطين، وطرحت مبادرة بيروت لما يسمى بالسلام، غير أن أصحاب القضية أنفسهم، ومعهم كل شعوب المنطقة، لا يزالون في منأى عن خيار الاستسلام والتطبيع مهما سوقت له الأنظمة وطرحته كخلاص أسطوري ورغد واعد!!
وبعد، فلا أخجل من التعبير عن عواطفي وولائي لحماس، وربما يدفعني هذا لأن أتمثلها كأمل قادم، ولا أدري إن كان حقي أن أنزل حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الطائفة المنصورة ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس، على إخواننا أبطال حماس وهم على الحق ظاهرينن، ولعدوهم مناوئين، لا يضرهم من خالفهم وخذلهم؟!
نجحت حماس وحق للمجتهدين مثلها أن ينجحوا، فكانت مثالا وطنيا يحتذى، لم يأخذها الغرور بما حققت من كسب على أن تستفرد بالقرار..
هم حماس الأول تصحيح البيت الفلسطيني...

إعادة صياغته على أسس أكثر عدالة وأكثر واقعية وأكثر تجسيدا لآمال ومتطلبات المجتمع الفلسطيني وأقدر على تحقيق حلم الدولة...

تلك الدولة التي لا يزال يحلم بها الجميع لولا أن بعضهم يقف عند الأشكال أكثر من الجوهر!!!

يقف عند تسمية المناصب والعلم والشعار والسجاد الأحمر قبل أن يؤسس لكيان قابل للحياة برغم كل هذه الأشكال الخادعة!!!

حماس تعمل لبناء حكومة وطنية تعددية مقاومة...

حكومة تعرف أن لها مهاما أكبر من مهام المجالس البلدية وعمد القرى والبوادي لدى الدولة الفعلية!!

ما أتوقع شخصيا أن تولي حماس في مرحلتها القادمة جل اهتمامها لخدمة المواطن الفلسطيني، مكرسة جهدا اعترف به الشارع الفلسطيني وكافأها عليه بثقته في مرشحيها للمجالس البلدية.

قرار حماس سيكون توافقيا مع جميع الفصائل الوطنية ولاشك، ولكن وفق فلسفة تدعم خيار سياسة المقاومة لا سياسة المنتجعات!!

ربما قدر شعبنا أن يتعرض في مثل هكذا سياسة لنكال أكبر من العدو حتى حين...

لكن ناتج هذا المخاض الصعب والصعب جدا سيكون ولادة طبيعية لدولة حقيقية لا لمسخ مستنسخ بعمليات غير طبيعية يقال عنه بأنه قادر على التطور إلى دولة بعصا المفاوضات الصهيونية الغليظة!!!

حماس والإخوان المسلمون عموما اتخذوا قرارا عالميا بأنهم شركاء لا بدلاء

ولكن حماس ستعلم الآخرين شراكة وتوافق جديديدين بفلسفة عمل جديدة...

إنها شراكة مع جميع الوطنيين الغيارى تكرس لثقافة الصبر والتقوى استمدادا من قوله سبحانه: (بلى إن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا)
مبارك للشعب الفلسطيني عرسه الديمقراطي...
مبارك للمقاومة الوطنية الفلسطينية هذا الحصاد الرائع...
مبارك لحماس هذا النصر المؤزر
ووردة وفاء على ضريح الإمام الشهيد أحمد ياسين أحد صناع الحلم الفلسطيني القادم إن شاء الله



#إسماعيل_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبب الافتراضي الذي يصلح تفسيرا لكل أزمة ويريحنا من جهد الت ...
- عولمة القيم
- بعبع الإخوان المسلمين لا زال يقض مضجع السلطات السورية بعد رب ...
- الخارطة السياسية السورية 9
- الخارطة السياسية السورية8
- الخارطة السياسية السورية 7
- الخارطة السياسية السورية 6
- الخارطة السياسية السورية 5
- الخارطة السياسية السورية 4
- الخارطة السياسية السورية3
- الخارطة السياسية السورية(2)
- (1)الخارطة السياسية السورية


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسماعيل أحمد - الانتخابات الفلسطينية دروس وعبر