أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - بروج يسارية عاجّية ..














المزيد.....

بروج يسارية عاجّية ..


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5526 - 2017 / 5 / 20 - 04:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جلست مع أوّل خيوط الفجر على أحد أرصفة ساحة الطيران "المسطر" متحديا إرهاب الميليشيات والسلطة ومفخخات الإرهاب وسط عدد كبير من الأُجَراء الذي لا يملكون الا قوّتهم العضلية لبيعها في سوق العمل، من أجل توفير لقمة خبز لهم ولعوائلهم البائسة. كنت من القليلين الذين تقدّم بهم العمر بين جموع شابّة أنهكها الجوع والأنتظار لكسب لقمة خبز مغمّسة بكرامة لازالت باقية عند الكثير ممّن لم تدنس كرامتهم في العمل ضمن أحزاب السلطة وميليشياتها. ولأن العرض أكبر من الطلب في سوق العمل، فأنني رأيت نفسي والكثيرين ممّن لم تتعلّق ذرة تراب واحدة "بمساحيهم" لعدم إشتغالهم لأيّام نتحاور بأمور مختلفة ومنها بل وعلى رأسها هو الوضع السياسي بالبلد.

جلست وأنا أعدّل من وضع نظّاراتي بين مجموعة من الشباب متحدثّا إليهم عن ضرورة إنظمامهم الى نقابات عمّالية لضمان حقوقهم، وضرورة قراءتهم للأدب الماركسي ليتسلّحوا بفلسفة علمية كي يقّوضوا بها النظام السياسي المتهريء. كما وعلى القادمين منهم من الأرياف العودة إليها وتشكيلهم للسوفخوزات والكولخوزات، وضرورة دخول المكننة في الأنتاج والتوزيع. قلت وأنا أتبختر كالطاووس بينهم أن يحددوا موقفهم بدقّة من قوى اليسار وأن يجدوا لها تعريفات ماركسية ثورية حقيقية، لتمييزها عن الحركات الماوية والتروتسكية أو تلك المصنفة كيمين بالحركة الشيوعية. وقبل أن أنهي مداخلتي حول جوهر الفهم المادّي للتاريخ وضرورة دراسة ميتافيزياء الإقتصاد السياسي لبناء مجتمع شيوعي بالعراق، رأيت نفسي أركض بعيدا هربا من عصي يحملها هؤلاء الكادحين بعد أن ضاقوا ذرعا بفلسفتي الفارغة.

بالتأكيد أنّ ما جاء أعلاه ليس سوى ثرثرة، الا أنّي أراها اليوم ضرورية بعد أن تسلّح البعض لوأد بادرة حوار "يساري يساري"، من خلال بحثه عن تعريفات لليسار ومكانته في مسيرة نضال شعبنا. وكأن الصراع الفكري بين "اليساريين" والحزب الشيوعي العراقي هو ما يهم الجماهير، وليس بحثها عمّن يقودها الى الخلاص من أوضاعها المزرية والكارثية وهي ترى وطنها يتمزق وتنهب ثرواته. لا يا أيها السادة، ما هكذا تروى إبل شعبنا العطشى للحرية والخبز. أمن المعقول أن لا تتفق قوى اليسار وهي التي عليها أن تتقدم صفوف الجماهير على أصغر قاسم مشترك يجمعها وهذه الجماهير، أي وجودها في الشارع وقيادتها بشعارات آنية وملحّة، لتحوّل أي تقارب ولو كان هامشيا الى صراع فكري. هل ستشبع جماهير شعبنا من الصراع الفكري الذي يريد البعض تسويقه لغاية في نفس يعقوب؟ أين هي المعامل والمصانع والمزارع، دعونا من هذا لنسأل أين هي المدارس والمعاهد والجامعات وما هو مستواها؟ وما هي لغة الخطاب التي علينا إستعمالها للتواصل مع أبناء شعبنا حيث الفقر تجاوز الـ "30%" والبطالة تجاوزت الـ " 28%"!! هل نتحدث اليهم عن ضرورة تعريف اليسار ودوره في بناء الشيوعية بالعراق!! أم ضرورة التحدث إليهم بلغة أقرب الى فهمهم لدفع أكبر عدد ممكن منهم وهم متضررون بالفعل لخوض نضال مطلبي من أجل تحررهم وخلاصهم ممّا هم فيه.

هل إذا ما توصّلنا مثلما يريد "العاجّيون"، الى تعريف اليسار وضرورة عدم صهر وذوبان اليساريين والأشتراكيين في الحزب الشيوعي مثلما يروّج البعض. فأن الطريق ستكون سالكة لبناء مجتمع شيوعي أو إشتراكي في أسوأ الأحوال!!؟ أليس من ألأصوب التعامل مع الواقع السياسي الموجود اليوم والبحث من خلاله على حلول عملية بعيدا عن التنظير الفكري الذي لا تفهمه الجماهير ولا علاقة لها به، من خلال تشديد التظاهرات والإعتصامات والبحث عن طرق توسيعها للضغط على قوى السلطة المتحاصصة؟ أنّ التنسيق "ليس الذوبان مثل يتخيل البعض" بين القوى اليسارية والديموقراطية والمدنية "علمانية" على مستوى الشارع، أو الجلوس الى طاولة حوار من أجل تعزيز الحوار هذا لا يعني الإنخراط الفعلي بما يسمى بالعملية السياسية أو المشاركة بالأنتخابات التي يقف البعض على الضد منها. لكن إن إستطاعت هذه القوى من خلال ضغطها على السلطات بتوفير فضاء صحي للإنتخابات بالشروط التي يتفق عليها كل التيار المدني، فأنّ مشاركة القوى اليسارية والديموقراطية والمدنية بالإنتخابات سيكون له أثره على الخارطة السياسية.

دعونا أن نبلغ الديموقراطية أوّلا ولنفكر بعدها بالإشتراكية والشيوعية، أنّ الجدل الفكري الذي يريده البعض عمودا فقريا فولاذيا ليس سوى جدل بيزنطي لن ينتهي مطلقا. فلنترك بروجنا العاجّية أيتها السيدات والسادة، ولنلتفت الى الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية بالتغيير. وأني أؤكد لكم هنا من أنها لا تفهم ما تريدونه ولكنها تريد أن تفهمكم عمّا ما تريده هي..



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الأغلبية السياسية بين ماكرون والمالكي
- زوّار الفجر في البتاويين
- هل أزّف موعد لقاء يساري يساري واسع ..؟
- المالكي يوعز بالهجوم على الحزب الشيوعي العراقي
- التاسع من نيسان ... فشل مدوّي للبعث وورثته ومعارضيه
- واشنطن تطلق نكتة من العيار الثقيل
- مساء الخير حزب الكادحين
- مهمّة إصلاح وتأهيل التعليم فوق طاقتكم وحزبكم أيها العبادي
- الى الكورد الفيليين من أتباع وأنصار وجماهير الأحزاب الشيعية
- لماذا لا يفتي السيستاني ضد ترّهات رجال الدين!؟
- الإمام علي -ع- ليس بِلصِّ يا شيعة العراق
- لبنان تقدّم مساعدات إنسانية للعراق!!
- الإسلاميون وإغتيال العراق علنا
- قراءة في إفتتاحية طريق الشعب حول - مشروع قانون انتخاب مجالس ...
- متى يعلن الإسلاميون إفلاس العراق؟
- أستفتي السيد السيستاني حول إنتخاب الأحزاب الإسلامية...
- أنا أعرف -الملثّمين- في ساحة التحرير
- أيّ داعش كانت في الغدير أمس؟
- أمنيات لن تتحقق بالعراق في العام القادم
- 16.6 مليار دولار


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - بروج يسارية عاجّية ..