أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العدو الآيديولوجي والصديق المخابراتي














المزيد.....

العدو الآيديولوجي والصديق المخابراتي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5525 - 2017 / 5 / 19 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العدو الآيديولوجي والصديق المخابراتي
جعفر المظفر
إن مقولة عدو عدوي صديقي لا تحول العدو إلى صديق تاريخي إستراتيجي وإنما تحوله إلى صديق تكتيكي, بمعنى آخر فهي تحوله من عدو آني إلى عدو مؤجل, ومن عدو أيديولوجي إلى صديق مخابراتي.
هذه المعادلات هي التي ترسم بدورها خارطة التحالفات مع داعش. وإذ نرى "الكل يتهم الكل" بتحالفه مع داعش فإن الضبابية الذي تؤسس لها هذه التهم المتناقضة والمرتبكة بإمكانها أن تنجلي حينما نلجأ لترتيب القوى وفق معادلة عدو عدوي صديقي, ومعادلة العدو الآني والعدو المؤجل, ومعادلة العدو الأيديولوجي والصديق المخابراتي.
غير أن من المهم ونحن في مواجهة هذه الحبكة المعقدة أن نرتب القوى المستفيدة بشكل رئيسي قبل تلك التي دخلت على الخط بعدها. في البداية تأسست القاعدة لتجميع الراغبين من الإسلاميين بالقتال ضد الحكم (الشيوعي الكافر) في أفغانستان والتي اراد الغرب لها أن تكون إحدى المعارك الأساسية في حروب النيابة بينه وبين الدولة السوفيتية والشيوعية العالمية. أما إبن لادن وجماعته فلم يكونوا بحاجة إلى نباهة فكرية تمنحهم قدرة الدفاع عن أنفسهم حال إتهامهم بالتعاون مع الغرب, وستكون وثيقة صلح الحديبية جاهزة لتفسير حالات الإنضغاط الظرفي والتحالفات المتعنتة مع قوى لا يمكن أبدا وضعها في خانة الصديق, فالقاعدة بعد ذلك, وبذلك, هي نتاج للتعاون الوثيق ما بين النوايا الأمريكية ومجموعة الحلفاء من جهة وما بين الفقه الإسلامي الذي يشرعن الجهاد وفق قاعدة دينية تقوم على محاربة الإلحاد والتضامن مع المسلمين لتحرير أراضيهم, وكأنما أفغانستان هي أقرب من فلسطين إلى مؤسسي القاعدة, أو حتى كأن السعودية نفسها لم تكن في الأساس محمية أمريكية.
من ناحيتهم فإن الأمريكان من أولئك الذين دعموا القاعدة والمتهمين أيضا بتأسيسها ليسوا بحاجة إلى كثير من الدهاء لكي يردوا على خصومهم أو يقنعوا أصدقائهم أن للضرورة أحكام. لقد كان ذلك ما إعترفت به السيدة كلينتون في معرض توضيح الموقف من الحركات الإرهابية في إحدى جلسات الإستماع في الكونغرس, أما (جماعتنا) فقد تعاملوا مع تلك الشهادة على الطريقة الأرخميدسية يوم أعلنت جميع منابرهم, وتحت عنوان (من فمك أدينك) أن القاعدة هي صناعة أمريكية من غير ان يذكروا كالعادة نوع ومصادر المواد الأولية التي إستعملتها أمريكا لإنجاز هذا التصنيع..
لقد عالج الكثير من المفكرين والسياسيين العرب هذا المشهد بطريقة لا تخلو من إرتباك حقيقي فلقد كادت أن تنتهي كل الجهود الرامية لمحاربة داعش او غيرها من المنظمات الإرهابية إلى الإقرار أن المتهم الرئيسي, وربما الوحيد الذي يقف وراء هذه الظاهرة هو الإسلام نفسه, وقد رافق هذه الحملة إعلام مكثف لخلق حالة نفسية وثقافية خطيرة تحذر من ما أسموه بنظرية المؤامرة, وكان الهدف الأكيد من هذه الحملة ليس التذكير بالخلل الذاتي الذي تعاني منه بلداننا ومجتمعاتنا ومن ثم الإهتمام بمعالجته وإنما صرف النظر عن دور القوى الأجنبية, وهي المتهم الرئيسي في تصنيع الظاهرة وتسويقها.
في منطقتنا صارت الحقائق تدخل في بعضها بحيث صار الكل يتهم الكل بالتعاون مع داعش وحتى بتأسيسها. في دورة حكمه الأولى كاد (المالكي) ان يتقدم بشكوى ضد دمشق متهما إياها بالمسؤولية الرئيسة عن إرسال عشرات من الإرهابيين الذين حولوا شوارع العراق إلى مناطق للقتل والدمار. بعد ذلك صار المالكي نفسه متهما بأنه الذي كان وراء تصعيد الوجود الداعشي في المناطق الغربية مبتدئا حملته تلك بإطلاق او تهريب مئات من الداعشيين من سجن أبو غريب في مشهد ما زال مثيرا للشكوك. وبوجود التحالف السوري الإيراني في مسألة التصدي للإحتلال الامريكي للعراق ومنع إنتشار تأثيره ضد البلدين فإنه لم يكن صعبا إتهام إيران بأنها تقف وراء القاعدة وداعش خاصة وأن أراضيها ومصالحها ظلت بعيدة عن الإستهداف, كما أن إسرائيل هي متهمة رئيسية لأنها المستفيد الأول من التشتت والإنشغال العربي الداخلي ولأن أراضيها لم تصبح ابدا في مرمى مدفعية الداعشيين. اما السعوديون فإن فكرهم الوهابي التكفيري والكثرة من شيوخ دينهم كانوا ومازال زالوا يحتلون موقعا متقدما في تشغيل داينمو الإرهاب في المنطقة. وسيظل أردوغان غير قادر البتة عن نفي التهمة التي تؤكد على إنشغال مخابراته بإستقبال المئات من الإرهابيين من مختلف بقاع العالم ثم إدخالهم عبر الحدود إلى سوريا من أجل محاربة الأكراد والنظام السوري في ذات اللحظة.
إن داعش هي نتاج طبيعي للمعادلات السياسية التي تقول ان عدو عدوي هو صديقي وتلك التي تميز بين الصديق التكتيكي والصديق الإستراتيجي, والصديق الآني والعدو المؤجل, وهي بهذا ظاهرة سياسية أكثر منها دينية, وظاهرة مخابراتية أكثر منها أيديولوجية, أما الحديث عن علاقتها بالفقه والخطاب الديني الإسلامي فهو ضروري على شرط أن لا ياتي لأغراض التضبيب على المٌصَنِّع والمٌسِّوق الرئيسي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلث برمودا الإسلامي.. القومي في مجابهة الديني
- الإسلام السياسي .. فصل الخطاب
- عني وعن أمريكا وعن سوق حمادة
- الحجاب والتحضر وقمع الغرائز والدولة (العليمانية)
- والسارق والسارقة
- سألتني
- الإسلام التركي والإيراني والعربي .. مقارنات سياسية
- هوامش على مشروع دولة كوردستان
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- قصف مطار الشعيرات .. ما أشبه الليلة الترامبية بالبارحة الكلن ...
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- كركوك .. قدس الأقداس
- أكعد أعوج وإحجي عدل
- جارتي الأمريكية الأنجلوساكسونية الجميلة الشقراء
- طرزان والسياسة
- المشكلة في الدين أم في طريقة قراءته
- لملم خطاك
- متى تظهر
- عالم فريدمان المسطح
- التمسك بالهويات الثانوية .. هزيمة من الهزيمة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العدو الآيديولوجي والصديق المخابراتي