أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - استراتيجيات الغرب وجاذبية الشرق الأوسط















المزيد.....

استراتيجيات الغرب وجاذبية الشرق الأوسط


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منطقة الشرق الأوسط هي أكثر المناطق في العالم تضرراً من جراء الهيمنة الغربية، منذ مجيء نابليون إلى مصر وإلى الأن. فمنذ ذلك الوقت بقيت هذه المنطقة هشّة سياسياً واقتصادياً. ولم تنعم بالراحة والاستقرار السياسي والاجتماعي لكونها موضع العمليات السياسية للاستثمارات السياسية لصناع القرار الدولي.
فهي موضع التفاعلات السياسية العالمية من موقع المصالح العميقة للدول الفاعلة في العالم، تمتص كل الأحداث، والأزمات الدولية العاصفة، وكل ما يدور حولها وحول غيرها من مناطق كثيرة في العالم. فإذا حدثت أزمة اقتصادية في الفلبين أو نيكارغوا أو الهونولولو أو الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الشرق الأوسط هو الرافعة التي تعيد هذه الدول إلى موقعها الطبيعي، وتدفع المنطقة الكلفة السياسية والاقتصادية. أو إذا دخل النظام الرأسمالي في دورته الاقتصادية، في مرحلة الانكماش، التي هي مجموعة أزمات، أي مرحلة من الزمن تبدأ مع بداية أزمة، وتنتهي مع بداية أزمة أخرى نتيجة الاختلالات الاقتصادية للنظام برمته، وهي ظاهرة ملازمة للنظام وله علاقة بقانون السوق. مع الأسف فإن منطقة الشرق الأوسط تتحول إلى رافعة لتنفيذ الأجندة السياسية والاقتصادية ومنطقة الامتصاص والاختلالات الاقتصادية لكونها منطقة رخوة سياسياً وهشة اقتصادياً للدول الكبيرة فندفع الفاتورة من مستقبلنا وحياتنا ووجودنا. فهذه المنطقة كانت وما زالت تعمل على امتصاص الأزمات الخانقة للنظام، وإعادة إنتاج ظروف إيجابية للأخرين. أي إننا منفضة أو مكنسة لقش فضلات الآخرين برعاية حكومات المنطقة وخضوعهم للشروط التي تفرض علينا من قبل دول صنع القرار السياسي والاقتصادي.
إن سياسة الدول الكبيرة تعمل على تدوير أزمات النظام الرأسمالي في المناطق الرخوة، مثل بلادنا، خاصة في مرحلة الجمود الاقتصادي، وتعطل حركة القوى المنتجة نتيجة تبدد كميات كبيرة من الانتاج بسبب انكماش السوق، وتلف كميات كبيرة من السلع وانخفاض الأسعار فتتدخل دول صنع القرار في القرارت المصيرية للبلدان الهشة قبل وصول الاقتصاد العالمي إلى الإنحدار ثم الهاوية.
أي أصبحنا مشفى للنظام الرأسمالي، ومنطقة الإسعافات الأولية والتالية، لمرض النظام، فيتم تفريغ كل أوساخه في بلادنا، كالحروب والتوترات السياسية والاجتماعية والاضطرابات السياسية الدولية، فتدفع الدول العظمى إلى تحميلنا الثقل السياسي والاقتصادي للنظام عبر التدخل المباشر في شؤوننا.
في السابق بُعيد الحرب العالمية الأولى كان يتم ذلك عبر السيطرة المباشرة تحت اسم انتداب أو الوصاية، ليتحول إلى شكل من الهيمنة السياسية بعيد الحرب العالمية الثانية، عبر إنتاج حكومات على مقاس مصالحهم. وعندما انهار الاتحاد السوفييتي والمنظومة التي كانت تدور في فلكه تحولت هذه المنطقة إلى التدخل المباشر عسكرياً فيها منذ العام 1991 وإلى الأن. وربما بعد أحداث 11أيلول العام 2001 المفتعلة دخلنا في مرحلة الشراسة الرأسمالية، القائمة على البقاء عسكرياً، وصنع أدوات من لدنه في مخابره ومعسكراته كالتنظيمات المسلحة مثل داعش والقاعدة، وتحول الدول الصغيرة كحكومة العراق وسورية وافغانستان إلى مجرد خدم للمشاريع الكبيرة لمراكز النظام، مما جعلنا نعيش حالة فجائعية ومستعصية وأقرب إلى الخراب.
فالمنطقة تعيش منذ قرنين من الزمن، كموقع وجغرافية سياسية حالة صعبة قاسية نتيجة المؤثرات الخارجية ووقعها عليها من بلدان المراكز في النظام من هيمنة وسيطرة، فكل صدمة نتلقاها أو توتر يحدث هنا أو هناك أو هزة قوية أو ضعيفة يترك أثره على واقعها الاجتماعي ويتركنا في مهب الريح، ويجعل الإنسان العادي في حالة ضياع لكون ما يحدث في بلده سياسياً يدفع ضريبته غالياً من حياته ومستقبله ومصيره، لهذا نرى أغلب سكان الشرق الأوسط يحاولون الهرب من هذا الواقع القاسي الذي لم يعد يشعر فيه بالأمان على حياته وبيته وأسرته. تراه يغامر، يركب البحر في عز الشتاء لينجو بنفسه من تقلبات الواقع وتدخل الدول الصغيرة والكبيرة في مصيره ومصير وطنه ووجوده.
التطورات الحالية متسارعة على مختلف الصعد، وآثارها واضحة تماماً على بلداننا ومجتمعاتنا على الصعيد النفسي والاجتماعي والوجودي، ولا مفر من مواجهة التحديات والتغيرات الهائلة نتيجة انتقال النظام الرأسمالي إلى العولمة، وهي مرحلة خطيرة من انعدم الاهتمام بالجانب الاجتماعي والإنساني، وانتقال السلطة التنفيذية في البلدان المركزية من سلطة تنفيذية في بلدانها إلى حماية مصالح الاحتكارات العالمية الفوق وطنية وخدمة أجندتهم.
وأشد ما يخيف أن تتحول الدولة في العالم المتمدن إلى فاشية معولمة، تجرد سيفها من غمده وتعلن الحرب على مجتمعها، وتتحول هذه المجتمعات إلى وقود حرب أو حطب أو تتحول الدولة إلى إداري حرب، مكان للتوفيق بين الأطراف المتصارعة، كما يحدث في سوريا والعراق وافغانستان، وهناك إشارات كثيرة غير نظيفة نراها في أكثر من مكان، يد خفية تخطط بشكل ذكي جداً وبتنسيق عالي.
أي أن الحرب ستشتعل في أوروبا وآسيا وأفريقيا، وستحول الدولة الأمريكية نفسها دولة فوق دول العالم، دولة المخابرات الأولى لتسيطر على الجميع، وتجبر الجميع على تنفيذ أجندتها، بما فيها الحكومات الأوروبية.
إن ما يحدث في سوريا خطير جداً، أبعد من موضوع صراع داخلي أو إقليمي، وهناك إشارات كثيرة تدل على ذلك، أن ينقل مجتمع كامل بالملايين إلى مجتمع أخر، وتتحول حكومة سورية إلى إداري حرب بإشراف دول عظمى وتخطيط منهم وتنفيذ أيضاً. ويشاركهم دول إقليمية، كأنهم جوقة موسيقية يعملون على نوتة واحدة.
نقول لا مفر من مواجهة التحديات والتغييرات الهائلة، فكل فعل له رد فعل، فلكل نشاط إنساني له معادلين، أحدهما في مواجهة الأخر. ولا مكان للهروب مهما طال الزمن. وكما نتأثر بما يحدث سيترك هذا الأمر أثره على المجتمعات في العالم سواء أمريكية أو أوروبية أو الصين، وما يحدث من أزمة في مكان سينتقل تلقائياً إلى مناطق أخرى.
وليس أمامنا كمجتمع وناس إلا مواجهة مشكلاتنا المعقدة والمتراكمة عبر المعرفة والجرأة في المصارحة ومراجعة حاضرنا وماضينا حتى يمكننا أن نعالج علاقتنا بالحرية والضرورة من موقع الفاعل للانتقال إلى عالم أقل قسوة.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبز الحافي
- النظام الأمريكي بعد الحرب الباردة
- هل الظلم وحده يصنع ثورة..؟!
- ما تخلفه الحروب الدامية على المرأة
- التنظيم في رواية قبلة يهوذا
- الصين في رواية
- الثورة والنهج الأمريكي الجديد
- قراءة ثانية في رواية ألف شمس مشرقة
- الثورة حدث فاصل في التاريخ
- رقص رقص رقص
- المظلومية والمجتمع الرعوي
- عوالم تركية لقيطة استانبول
- العولمة وإدارة الفوضى..!
- ألف شمس مشرقة
- آلموت فلاديمير بارتول
- الديمقراطية السياسية
- رواية قبلة يهوذا
- محنة اليسار
- قراءة في رواية سيرة الانتهاك
- الاغتراب في رواية


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - استراتيجيات الغرب وجاذبية الشرق الأوسط