أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - أدب السيرة الذاتية العراقي














المزيد.....

أدب السيرة الذاتية العراقي


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 5523 - 2017 / 5 / 17 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


أدب السيرة الذاتية العراقي
سلام إبراهيم
أثارت الكاتبة العراقية الزميلة "لطفية الدليمي" موضوعاً حساساً في كلمة على صفحتها في الفيس بوك يتعلق بأدب السيرة الذاتية والاعترافات مؤشرة إلى أن ضيق الحرية في الوطن العربي والعراق كانت عاملاً في غياب هذا النمط من الكتابة الذي من المفترض حسب كلمتها أن يكون شجاعاً وكاشفاً، ومبدية خوفها بشكل عام من كتابة هذا النوع الأدبي، لخطورة ما سوف يتعرض له الكاتب، أو الكاتبة من تشويه وتسقيط اجتماعي وسياسي لتصل في نهاية كلمتها ما نصه:
(نحن مجتمعات جوانية ،منطوية على خراب تظنه أفضل ما في الكون ، مجتمعات ضد نزعة الكشف والاعتراف ، مجتمعات ترتضي بالدعارة المخفية وتحارب الحب النقي المكشوف.
عن أي مجتمع نتحدث ؟)
في الوقت الذي يحمل فيه هذا التشخيص موضوعاً جدياً وضرورياً يكشف عن:
أولاً: أمور تتعلق ببنية الكاتب الفكرية وفلسفته من ناحية والموقف من ناحية أخرى، فالزميلة تمثل جيلاً من الكاتب أعرضوا عن كتابة لا أدب السيرة فحسب، بل عن الإشكالات الجوهرية زمن الحكم الشمولي والدكتاتور صدام حسين الذي أشعل حروباً لم تنته بل استمرت حتى الآن، فكانت كتاباتهم غامضة ومبهمة ابتعدت زمن السلم عن المشاكل الجوهرية والحياة السرية للإنسان "كما فعل مثلا فؤاد التكرلي" وزمن الحرب عن محنته في تلك الظروف حيث هددت كينونته بين موت في الجبهات أو في ساحات الإعدام أو في الزنازين أو تخفي في غرف أو أنفاق تحت الأرض أو تشرد في دول الجوار، بل اتجهت إلى التاريخ والكتابة الغامضة حول التصوف أو شخوص حضارات العراق القديمة أسوة بجيلها كمحمد خضير وجليل القيسي ومحمود جنداري.وكان الأمر مفهوماً فالكتابة الصريحة زمن الدكتاتور تعني القتل في الوقت ذاك. لكن كاتبتنا تعيش منذ سنوات في الأردن وحرة بما تكتب، نتمنى بعد إعلان كلماتها قراءة نصوص لها، شجاعة حسب تعبيرها، فيها كشف وتجربة حقيقية وسيرة ذاتية (لا كما كتب سياسيو العراق ورجال أحزابه مذكراتهم المليئة بالكذب وقلب الحقائق أو إخفائها)، فلطفية الدليمي امرأة خبرت الحياة السياسية والاجتماعية لو كشفت عنها من زوايا صريحة، دون خوف من كلام مثقفي قيم مجتمع ينحط يوما بعد آخر، لأفادت كثيرا الأدب العراقي والأجيال القادمة مثلما أفادت "إيزابيل اللنيدي" مثلاً بكتاب سيرتها"حصيلة الأيام".
وثانياً: المسألة الثانية المهمة هي أن الأدب العراقي المكتوب في ظروف الحرية بالمنفى أغلبه أدب سيرة ذاتية واعترافات شديدة الصدق، صريحة ساهمت بكشف بنية المجتمع العراقي الشكلية الصارمة، وتحدثت عن مشكلات الجنس والقمع بكل وضوح وقدمتها بروايات فنية فيها إضافة للرواية العراقية والعربية، أذكر منها، الغلامة والتشهي لعالية ممدوح، أصغي إلى رمادي، والضلع للراحل حميد العقابي، وموطن الأسرار لشاكر الأنباري، يا كوكتي، وليل البلاد، دروب وغبار، لجنان جاسم حلاوي، وأروقة الذاكرة لهيفاء زنكنة، وروايات وأستلوجيا لصلاح صلاح، هذا على سبيل المثال وليس الحصر.
تميزت هذه النصوص بصدقها، وتعريتها للقيم والتقاليد الاجتماعية الصارمة وما تولده من حياة سرية وتشوه بسلوك ونفوس الجنسين، كما أنها صورت كفاح البشر الذين قاوموا تلك القيم وسلطة الدكتاتور، وصورت ظروف الحرب البشعة وأثارها المدمرة على الإنسان والمكان واللغة، وكشفت عن بنية المؤسسة العسكرية، والمؤسسة العائلية، والمؤسسة التربوية، وكذلك بنية الأحزاب العراقية حتى المعارضة وتكوينها المعادي لحرية الإنسان.
محتذية أثر مؤسسي الرواية الفنية العراقية غائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي، وأول رواية سيرة ذاتية عراقية مكتملة فنياً "القلعة الخامسة" لفاضل العزاوي.
________________________________
* حصيلة الأيام: إيزيبل اللنيدي ترجمة صالح علماني 2008 المدى.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيامة في ليل
- كتّب لراحلين خفت أموت دونها
- بمناسبة فوز البعثي -وارد بدر السالم- بجائزة الدولة العراقية ...
- رواية -إله الصدفة للدنماكية كريستين تورب، ترجمة دنى غالي
- الروائي العراقي الصديق -حسين الموزاني.. وداعا
- من تجارب القراءة -2- القراءة قد تغير المصائر
- في الكشف خلاص
- من تجارب القراءة -1- طفولة القراءة
- الموت بالماء
- إلى روائي شاب
- الصداقة مثل السحر
- ناهض حتر*
- أوصيك: لاتخرب أيها الإنسان مخيال طفولتك
- الموت -1-
- لستُ نهراً
- قتلة وشكوك
- سحر السينما
- نوافذ مغلقة
- الجنس في الرواية -5- المثقف العراقي والجنس
- أصناف النقاد زمن الخراب 1- الناقد الدراغ


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - أدب السيرة الذاتية العراقي