أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل تتراجع امریكا عن قرارها بتزوید الاتحاد الدیموقراطی السلاح بتنازلات اردوغان















المزيد.....

هل تتراجع امریكا عن قرارها بتزوید الاتحاد الدیموقراطی السلاح بتنازلات اردوغان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5522 - 2017 / 5 / 16 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان اردوغان اليوم الثلاثاء يريد ان ينجح في اقناع ترامب على التراجع في تزويد ( په يه ده ) بالاسلحه‌ الثقيلة بكل السبل و باي ثمن كان قبل اي هدف اخر، مهما اعدوا غير ذلك من الاهداف التي عدوها، و لكن القرار الامريكي اخذ وضعه النهائي و استبقته الادارة الامريكية في حسم موقفها من هذه المسالة قبل لقاء اردوغان – ترامب، و وقعها ترامب بشكله النهائي و بصيغته المعلنة . و هذا ما يؤكد ان قرار التراجع الذي يمكن ان يصر عليه اردوغان لاخر ما يتمكن يبدو مستحيلا وفق ما هو المعروف عنه من الية اتخاذ القرارات الامريكية و كيفية اقرارها و مرورها عبر سلسلة من المحطات المختلفة الى ان تتخذ شكلها النهائي و عبر مؤسسات لا يمكن ان يدخل في عرقلة قراراتهم الامور الشخصية او الضغوطات بعيدا عن المصالح التي تعتبر هي العامل الاول و الوحيد دون اي منازع . و هذا القرار الاخير من القرارات المهمة الاستراتيجية التي لا يمكن ان ياخذ وضعه النهائي الا بدراسة معمقة كما هو المعروف عن امريكاو سياساته و قراراتها سابقا .
هذه من ناحية ممرات اتخااذ القرار و آليته و الاسباب الموجبة, و من ثم ما يمكن ان يقع و ما وراءه من النظر الى افرزاته او تاثيراته المحتملة على مجموعة من ما يمس القرار و جوانبه المتعددة، كما هو الحال من تحليل موقف الاصدقاء و المتحالفين مع امريكا و كيفية تعاملهم مع ما يُقر و موقف كل له علاقة به، و هنا يمكن ان نؤكد على ان امريكا لم تقر القرار الا بعد دراسة معمقة لاحتمالات موقف تركيا اولا و ما لديها من الحساسية ازاء الاتحاد الديموقراطي من جهة و ما يمكن ان تفكر بروسيا بعد هذه الخطوة الامريكية الاستراتيجية ثانيا، و التي بانت موقف روسيا اليوم من تصريح بوتين من انه من الضروري التعامل مع التشكيلات الكوردية السورية دون تزويدها بالسلاح، و يعتبر تعليقا واضحا و يمكن ان يعتبر معتدلا شيئا ما بعد التقارب التركي الروسي على قرار امريكا بهذا الشان. اما من الناحية الاخرى و هي الاهم في بناء الارضية و تعجين المادة التي يتم بواسطتها ما يتمخض عنها من القرارات، هو النظرة الامريكية الاستراتيجية الى المنطقة و موقف الدول الكبرى منها, و ما يهمها هو بقاء ايدي امريكا متسلطة في نهاية ما يبرز في نهاية تفاعل المعادلات المحتسبة لتلك القرارات الاستراتجية من مثيل تزويد الاسلحة للجهات و التشكيلات من غير الدول الذي يعتبر من الاسبقيات التي لم نر من مثله علنا من قبل الا قليلا .
و نحن نعلم ان القرارات ليست شخصية او يمكن ان تتغير بشكل جذري او ترد من قبل الفرد مهما كان موقعه في السلطة الامريكية، و ربما يمكن توقع الاتفاق على ما يلمس القرار دون التاثير على الجوهر وفق تعمل عليه المأسسة الامريكية التي لها اليد العليا في الاقتراح و دفع القرارات عبر الممرات و ما يدفعها في النهاية هو المصلحة الامريكية قبل اي شيء اخر .
و عليه لم يبق امام اردوغان ان يضغط بما يمكن ان يؤثر على المصالح الامريكية فقط، و هو يعلم بانه الطريق الوحيد لنجاح مهامه، و عندما نفتش عن موضوع او زاوية معينة يمكن لاردوغان ان يفعل ما بوده، لم نجد في احسن الاحوال الا ان يقنع ترامب التريث قليلا و ليس نهائيا، و هذا كاكبر احتمال ممكن، و هذا ايضا يمكن ان يكون بعيدا لمثل هذا القرار في ظل الظروف الانية للمنطقة، نظرا لما تتطلب المعركة ضد داعش انهاء الامر و الاخذ بمبادرة اعادة ترتيب المنطقة كما ينبري ترامب التاكيد عليه و ياخذ الامر بجدية و حماس اكبر من ما سبقه اوباما في التعامل مع هذه المنطقة طوال اعوام حكمه لامريكا، و كما كان وفق ما يؤمن به الحزب الديموقراطي الامريكي و سياساته اللينة . و حتما ولاسباب استراتيجية تبحثها بشكل علمي دقيق مراكز القرار الكبيرة المهمة التي لا يمكن لامريكا ان تتخذ ما تريد دون ان يكون لهؤلاء الراي الاستشاري او المخابراتي الحاسم . اما الاهم فيما يمكن ان نتخذه عاملا في امكانية اقتناع ترامب من عدمه، هو ما يدخل القرار في شانه التغيير في موازين القوى مع الدول المهتمة بهذه المنطقة و ما موجود من الصراعات الخفية وفق ما يهمهم سياسيا اقتصاديا في المدى البعيد . اننا نرى ما يجري من الاجتماعات الكبيرة لدول و تجمعات و ما تجري من دراسات و بحوث حول الطرق التي يتم فيها التعامل مع مايفيد كل طرف في السياسات العالمية الحديثة، من من مثيل اعادة بناء طريق الحرير و تجمع الاسيا الوسطى اضافة الى تكتلات متشعبة كثيرة في اركان العالم, و ما يدفع الى تعددية الاقطاب التي يفرضه الصراع العالمي و الوضع الجديد، فانه امر في غاية من التعقيد و يمكن ان يحسب لهذه القرارات من مثيل تزويد الاتحاد الديموقراطي بالسلا من زاوية تلكة الصراعات العاملةي و الماطق الحساسة و مراكز القوى التي تركز في تلك المناطق دون غيرها, وهذا يكون ضمن ما تفرضه الاستراتيجية الامريكية في هذا الشان ايضا .
اما ما لدى اردوغان للضغط على ترامب او امريكا لتراجعها، يس الا لاقدر اليسير من ما بقى من اهمية بلاده لحد الان في المنطقة، فانه ربما يمكنه ان يوعد بتعاون من اجل محاربة الارهاب و ليس له مصداقية في ذلك ايضا، نظرا لمواقفه المتناقضة سابقا في هذا الامر ايضا، اضافة الى المصالح الامريكية في بيان موقفه من روسيا و لعبه على الحبل الروسي و ترجحه بين هذا و ذاك و تغيير لونه كالحرباء من اجل تمرير ما يهمه فقط، على الرغم من تضليله في هذا ايضا، و هذا ما تعرفه امريكا قبل غيرها من خلال دراسة اردوغان شخصيا و ما فعله بسياساته الداخلية و الخارجية السابقة و ما اقدم عليه في جوانب عديدة لم يكن تركيا على هذا المنوال منذ تاسيس دولتها العلمانية بعد انهيار الامبراطورية العثمانية .
اي ما هو الواضح و الارجح لدى الجميع هو؛ عدم امكان اردوغان من اقناع ترامب على مراجعة او اعادة النظر في قرار التسليح، و عليه، و ربما من اجل ان لا يدفع امره الى مكان المعاكس لما تريد امريكا من ان تبقى فيه، ربما اقول ربما و في احسن حال ان يوعدوه بضمان امن دولته في كل الظروف في حال تزود الاتحاد الديموقراطي بالسلاح و منعهم من استخدامه بعد تحرير الرقة في احسن الاحتمالات ورودا لدى اردوغان . و الايام القاادمة تدلنا على ان المعادلات السياسية العسكرية في المنطقة تتغير بعدما انكبت ادارة ترامب بشكل جدي في امور تفصيلية كثيرة في المنطقة، و ما رافقت تحركات ادارته الغوص في امور تهم حتى المستقبل البعيد للمنطقة، و نلمس هذه الايام الاعتكاف السياسي العسكري على اتخاذ خطوات لاعادة التنظيم و ترتيب حتى البيت الداخلي لدول عديدة و في مقدمتها العراق و من ثم لاحقا سوريا، و التعامل مع دول على عكس ما كان اوباما سائرا عليه تماما .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بامكان الیسار ان یؤدی دوره الحقیق ...
- تلجأ تركیا حتی لاستخدام رفات سلیمان شاه كس ...
- كوردستان التي نريد ان نراها هكذا
- اردوغان و حالة القلق الدائم
- لا نتعجب من موقف الاخوان اینما كانوا
- نضوج الواقع الكوردستاني يفرض الكلام عن الاستقلال و لكن.... !
- كيف يُدعم بناء الاطار العام للقوى اليسارية
- عوامل اختيارهذا الوقت من قبل تركيا لقصف سنجار
- سيصل ارهاب السعودية عن طريق بناء مئات المساجد الى بنغلادش
- هل يتحقق التعايش الانساني في العراق ؟
- الفرصة مؤاتية ان كانت نوايا اردوغان صادقة
- هل الشرعية الثورية تبرر بقاء النخبة الكوردستانية في السلطة ؟
- هل من الضروري تفعيل البرلمان الكوردستاني قبل الاستفتاء ؟
- يتصرف و لا يعلم بانه ينكأ جرحا طريا
- راي حول مابعد نعم تركيا في الاستفتاء
- ضياع الشعب الكوردي بين التطبيل و التضليل
- في ذكرى عمليات الانفال السيئة الصيت .... لماذا لا تعتذر الدو ...
- فقدان الشعب العراقي لقائد تاريخي منذ تاسيس دولته
- الثقافة الكوردية المتميزة من مقومات بناء الكيان الخاص به
- من هو المراقب الرئيسي و المساعد في القضية الكوردية ؟


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل تتراجع امریكا عن قرارها بتزوید الاتحاد الدیموقراطی السلاح بتنازلات اردوغان