أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - لصوص الزمن ..














المزيد.....

لصوص الزمن ..


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 5522 - 2017 / 5 / 16 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


لصوص الزمن ؟!
سيمون خوري :
لا أدري من قائل هذه العبارة الرائعة أو أين قراتها
" .. يالها من حماقة أن تخشى ضياع حياتك، دون أن تشعر بشئ اتجاه تبديد دقائقها وساعاتها .."
تخطيت قليلاً عتبة السبعين ، بيد أني أدركت متأخراً قيمة الزمن . ربما لأننا نحن جيل الأربعينيات والخمسينيات ، لم ندرك أن الوقت هو العمر كله .وهو اغلى ما نملك بصفة شخصية ، بإعتباره هو الحياة .
كنا صغاراً نلهث لكي نصبح كباراً ، لم تكن لدينا آلعاب إليكترونية ، ولا " أيرون مان " ولا " باربي " من الثياب القديمة التي فقدت الحياة ، صنعنا كرة لعب ، نتأرجح على أغصان شجر الزيتون والجوز . ونتعارك وسط المقابر، حيث تتحول الصلبان والشواهد الى دريئة .وأغلب الظن ان ذلك كان يسعد موتى الماضي . نلاحق القطط والصراصير الطيارة ، ونراهن بعضنا على " حبة راحة " الحلوة أو على بذر المشمش .ومن عود صغير صنعن البنات ، صغيرتهن . هذه " عائشة " وتلك " ماريا " وكانت ضحكاتنا تعزف موسيقى وأفكار ، يتعذر صياغتها في الفاظ . وكثير من الالفاظ الراهنة لاتحمل لنا الآن ، ذات المعنى كما كانت في الماضي . حتى الشتائم ، كانت تحمل في طياتها ابتسامة ومحبة على وزن " يبعتلو حمى " و" العين التي تضربو " .
وفي اليوم التالي ، على مقاعد الدراسة يتهاسم المعلمون بموعد التظاهرة ضد الإحتلال والإستعمار . ونحن الصغار في مقدمة الصفوف نهتف " يلعن رب الإستعمار" وليسقط " واحد من فوق " وبسبب الضجيج والصراخ لم نستطيع تمييز الكلمة .. لكن لاحقاً عرفنا أن المقصود هو " أرثر بلفور " وزير الخارجية البريطاني الذي منح المنظمة الصهيونية وعدا بأرض فلسطين مقابل إستثماراتهم في المملكة المتحدة نتيجة أزمتها الإقتصادية حينذاك .
مثل الجميع عشنا على الكلمات ، والخطب الرنانة الجوفاء التي لم تستطع فتح كوة صغيرة في جدار الغباء السياسي انذاك لكافة حكام المنطقة واحزابها . تلك الخطب المتكررة مثل صوت ألة التنبية في السيارات القديمة . مجرد " زعيق " .أعتقد أنه نتيجة تكرار تلك الخطابات السياسية والعقائدية . إصيبت جملتنا العصبية وكافة مراكز الإستشعار لدينا بالعطب . ادت الى إنعدام أو الى إضمحلال الإستقلال العقلي ، وتنامي عقلية التواكل على الغير. وسيطرة عقلية " هز الرأس " ربما عبارة " مواء " قريبة الى حد ما من الواقع القائم وما زالت تحتفظ براهنيتها .
تكسرت وتبددت احلام الحرية والتحرر ، وحافظت كافة الدكاكين السياسية على رفوفها ما لديها من خطب ومقولات جاهزة . وربما لأننا لم نستطيع تغيير افكارنا السياسية والعقائدية القديمة ... رواحت المنطقة في ذات المربع . وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير أفكارهم القديمة ، لا يستطيعون تغيير اي شئ . فما بالك بمجتمعات تحاول اللحاق بالماضي . وتقدم له حقوقاً ليست له . إنها أشبة بكلب ينبح على خياله في مرآة ثم يدور خلفها باحثا على ذيله . قلائل فقط من الأصدقاء الذين أدركوا أنه عندما تكون في صف الأغلبية ، فقد حان وقت التغيير . والتحرر من القطيع . من اؤلئك الذين يبحثون عن وسيلة لحشر الزمن في اربع وعشرين ساعة من الخطب الجوفاء . سنبقى نحمل راية اليسار الإنساني ، دون تعصب ولا مواقف مسبقة.
منذ ايام حضر احد احفادي لزيارتي لم يتجاوز عمره الخمس سنوات ، أهداني إبتسامته الجميلة . قال :
سألته المعلمة من أين أنت ؟
أجاب : فلسطيني يوناني ..
هكذا ستون عاماً ونحن فلسطيني سوري وجزائري وفلسطيني يمني وفلسطيني امريكي إنها الدياسبورا
والأن سوري ألماني وسوري أمريكي وسوري كندي وبلغاري ..الخ
وأيضاً عراقي نرويجي ودانماركي ...الخ
وكردي تركي و وعراقي وسوري والماني وبريطاني وسويدي..الخ
ويمني وصومالي ومصري وليبي وسوداني ... دياسبورا بالجملة .
مهاجرون .. مجرد ناس عاديين دون ملابس أنيقة ..ولا سلوك استعراضي . نحاول اللحاق بالزمن . من أجل مصلحة ومستقبل أبناءنا والبشرية معاً . لا نبحث عن الماضي ، بل نتعقب المستقبل . نتمنى أن يكون مستقبلا جميلاً .
أتدري من الذي إخترع لفظة " الغد " ؟! حسناً ...أكثر ما أخشاه على هذه الأجيال، هم لصوص الزمن . ما فوق العولمة القاتلة عندما يصبح الإنسان الحاضر أشبه بالإنسان الآلي . انها جرس الإنذار الأخير قبل إضمحلال الإنسان ، وتحولة الى مسخ كافكوي.
بالنسبة لي سارحل مطمئنأً لأني تداركت مؤخراً ما فاتني من زمن . إنها محبة الآخر ، وموسيقى " التيبت " وتأمل أمنا الطبيعة .
سيمون خوري أثينا 15 / 5 / 17



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلاً .. يا ضناي .
- هل انتهى الفرح من العالم
- إنه ..القطار ..؟
- الربيع ...ومواسم أخرى
- سفر التكوين السوري
- عام أخر من القلق / والخوف والمرض والغرق
- بعد عشرين عاماً ..؟
- انتصار لليونان ..ورسالة للإتحاد الاوربي .
- أثينا ..صداع أوربي مزمن ؟!
- أنكرني الصباح ..؟
- معطفي الأزرق .
- صقيع ..وصمت .
- على رصيف ميناء غريب
- مياو...مياو / مياو..ووو ووو
- مريم ...ستنتظر المسيح / عند باب المدرسة في غزة ..
- عندما يفقد / الموت قيمته ..؟!
- في رثاء / الشرق الأوسط القديم .
- الإتحاد الأوربي، الي أقصى اليمين.. درُ..؟
- - حزب - الورقة البيضاء.؟
- الانتخابات الأوربية القادمة / نهاية عصر الأحزاب الكلاسيكية


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - لصوص الزمن ..