أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تركي لحسن - - قعدة فيدنا و زيدنا - حين يُشعّ الفكر التنويري من أعماق الصحاري














المزيد.....

- قعدة فيدنا و زيدنا - حين يُشعّ الفكر التنويري من أعماق الصحاري


تركي لحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5522 - 2017 / 5 / 16 - 00:46
المحور: المجتمع المدني
    


في هذا الزمن الذي اصبح فيه المفكر و المثقف غريبين و مزعجين، غريبين في الوسط الغوغائي لدهماء الناس و عامتهم، و مزعجين للأنظمة السياسية التي أصبحت تتحصّن بأشباه المفكرين و المثقفين المزيفين...في هذا الزمن الذي لا زالت بعض المجتمعات، العربية منها على وجه الخصوص، تقبع في ظلمات ماضيها الثقافي و الاجتماعي رهينة تراث يأبى أن يعترف بتاريخيته. زمن النجوم التي لا تضيء و لا تتلألأ إلا في أعين الموتى الأحياء المسلوبة عقولهم، نجوم سطعت في سماء الأذواق السوقية و الأحاسيس الفجّة..
ومن عمق الصحراء الجزائرية، من رحم منطقة " الساورة " التي أنجبت خيرة الأدباء و المفكرين أمثال : محمد مول السهول الملقب بـ " ياسمينة خضرة، بيار الرابحي، مليكة مقدم و غيرهم، كما أنجبت فنانين كبار أمثال : عازف العود " علاّ "، حسنة البشارية، القعدة و فنانين تركوا بصماتهم في العالمين العربي و الغربي، من هذه الصحراء النائية عن عقول و أفكار الساسة و أولي الأمر، ظهرت " قعدة فيدنا و زيدنا " للوجود.
هي حلقة فكرية ثقافية رأت النور في الشهور القليلة الماضية، بولاية بشار الجزائرية و بمبادرة من مجموعة من المثقفين الغيورين على وطنهم ...قاسمهم المشترك هو الحرقة الوطنية، و الحسرة تقبض على قلوبهم لما وصلت إليه الجزائر من تقهقر فكري و ثقافي بسبب تغييب و تهميش النخبة المثقفة.
هذه الحلقة النابعة من صميم الأزمة الثقافية و الفكرية التي يعاني منها المجتمع الجزائري وهي ترمي، في مسعاها، إلى تجاوز الإشكاليات الخلافية التي تعصف بالمحاولات النهضوية، بدءا بجمعية العلماء المسلمين و مرورا بمالك بن نبي وصولا إلى محمد أركون.
هذا النادي الحر و المتحرر من القيود المؤسساتية و من التعليمات الوزارية، التي تسعى لأن تجعل من المفكر و المثقف ناطقا رسميا بأيديولوجياتها السطحية و راعيا لسلطتها الوهمية، قٌلت هذا النادي الذي يتعارض في هيكلته و توجهاته مع كل البروتوكولات الرسمية، كان بمثابة الآذان الصاغية و القلوب المتوقدة بشغف المعرفة، لهواجس المثقفين و لصيحاتهم الفكرية التي ما فتئت تحاول إيقاظ همم الشعب و فكّ السحر عنه و قض مضجعه من سباته الدوجماطيقي، الذي تسببت فيه عاداته المجتمعية التقليدية و تاريخه المحمل بالصراعات و الفتن التي يتيه فيها اللبيب و يضل فيها ذو العقل.
إذا كانت الصحاري القفار مهبطا للرسالات وبيئة أهلّت الأنبياء لتلقي الوحي الإلهي، فلماذا لا تكون منبعا للفكر الإستناري البعيد عن كل أشكال الزيف، و المتحرر من القيود السياسية و جميع الإيديولوجيات التي تسعى لأن تختزل الإنسان في قوالب تارة جهوية و تارة قبلية و تارة أخرى سياسية عقيمة مكبلة بالانتهازية و الوصولية.
أخيرا وجد المثقف " البشاري " ضالته بعيدا عن النفاق السياسي و الهرج الثقافي اللذان قيدانه و همشانه و ابعدانه من معادلة الحراك الاجتماعي و السياسي. تنفس المثقف " البشاري " الصعداء لأنه وجد نخبة تمتلك وعيا صادقا و حقيقيا، نخبة تبحث هي عنه لتسمع منه و تصغي إليه لا لشيء إلا للاستفادة و الاستزادة. هي من سمّت نفسها " قعدة فيدنا و زيدنا "، أي الجلسة و الحلقة الفكرية التي تلهف خلف العلم و المعرفة، و التزود بما جادت به عقول المثقفين.



#تركي_لحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة في الجزائر- سياسة أم كهنوت
- لعبة الدين و السياسة في الجزائر- دهاء النظام و سذاجة المثقف
- ثورة العقل
- الإرهاب - الديني - كما أراه
- السعادة الزوجية أو الحلم المفقود


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تركي لحسن - - قعدة فيدنا و زيدنا - حين يُشعّ الفكر التنويري من أعماق الصحاري