أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفين يوسف - الفيدرالية حلم أم حقيقة















المزيد.....

الفيدرالية حلم أم حقيقة


أفين يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5522 - 2017 / 5 / 16 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفيدرالية حلم أم حقيقة
رغم كل ما واجهته روج آفا من هجمات ورغم كل ما خاضته من حروب وعلى كل الجبهات إلا أن إرادة وعزيمة الشعب الكردي لم تكسر، وبقي صامداً شامخاً وبنى نفسه ضمن مجتمع ديمقراطي تعددي ضارباً عرض الحائط كل محاولات المرتزقة والأنظمة الخارجية وتركيا وحتى النظام السوري.
بدأ كرد روج آفا في بداية الثورة السورية بحشد طاقاتهم لتوفير الأمان للشعب الكردي واللاجئين المقيمين فيها، وذلك بوضع خطط مستقبلية لها تحت إشراف حزب الاتحاد الديمقراطي الذي قام باحتضان الشباب الكرد الذين كانوا قد شكلوا مجموعات شبابية تقوم بحماية الشعب بعد الأحداث التي جرت بتاريخ 12 آذار 2004 في الملعب البلدي بمدينة قامشلو، وكان لابد من تدريبهم وتنظيمهم بشكل موسع لكي لا تعم الفوضى في مناطق روج آفا، فكانت قوات حماية الشعب وقوات حماية المرأة وليدة أعوام من الظلم والدكتاتورية المتمثلة بالنظام السوري وأعوانه.
لم تكن روج آفا بحاجة للحماية فقط من الهجمات الخارجية والداخلية ولكنها كانت بحاجة إلى إدارة سياسية ديمقراطية بناءة لتسيير أمور البلاد وإدارتها, بسبب الفراغ الإداري والمؤسساتي الناتج عن الفوضى العارمة التي خلفتها الحرب السورية، لذلك كان لابد من حل لهذه المسألة والوقوف عندها مطولاً, حيث قامت بعض الأحزاب برئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي بعقد عدة اجتماعات ووضع خطط تاريخية لحل الأزمة وكان إعلان الإدارة الذاتية عام 2014 م ثمرة تلك الاجتماعات والقرارات، رغم محاولة بعض الأحزاب المرتزقة إفشال تلك التجربة الفريدة والتاريخية ورغم عدم اعتراف الدول العظمى والشرق أوسطية بهذا الإعلان، إلا أن إرادة الشعب الكردي ورجاءه بوضع حل لتلك الأزمة والحصول على سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية, جعل من تلك التجربة تجربةً ناجحةً بامتياز.
أثبتت الإدارة الذاتية نجاحها وفاعليتها ودورها العظيم في إعادة بناء النظام السياسي والاجتماعي المتمثل بالمقاطعات الثلاث في روج آفا، ليس ذلك فحسب بل تمكنت الإدارة الذاتية من إدارة كل مناطق روج آفا بما فيها المناطق التي تحتوي المكونات الأخرى عرباً وسرياناً وذلك باتفاق مع رؤساء العشائر وكبار الوجهاء ورؤساء الأحزاب الأخرى.
ولا ننسى الانتصارات التي حققها أبطال قوات حماية الشعب و قوات حماية المرأة في جبهات القتال ضد مرتزقة جبهة النصرة و داعش، وكيف قامت بتحرير كوباني ومنبج وكل القرى المحيطة بهما، وما زالت قوات سوريا الديمقراطية تتقدم وتحرز الانتصارات في حملة غضب الفرات كل تلك الانتصارات هي بدعم من الإدارة الذاتية وسياستها القوية وبعد كل ما تحقق؛ علينا الوقوف قليلاً والنظر لكل تلك الإنجازات بعين الحياد و استرجاع الأحداث التي جرت وما زالت تجري وكل تلك الهجمات علينا خاصة، وكأن الحرب في سورية قد وجدت للتخلص من الكرد وكأن كل تلك المجريات و الأحداث كانت مخططة مسبقاً لإبادة الشعب الكردي ومنع إنشاء دولة كردستان الحرة في روج آفا.
بعد كل ما تحقق تحت إشراف الإدارة الذاتية في ظل كل الظروف والهجمات، وتحت كل تلك الضغوطات من الداخل والخارج لم تعد كلمة تجربة كافية، فكل تجربة ناجحة تعتبر إنجازاً يسجله التاريخ ويستذكره العالم لاحقاً جيلاً بعد جيل. ولأن النجاح دافع للتقدم فإن خطوة إعلان الفيدرالية هي خطوة مباركة، تلك الكلمة التي لطالما بدت صعبة المنال و كان لها وقع جميل على آذاننا وتخفق لها قلوبنا فهي الحلم الذي لطالما تمنينا تحقيقه.
لم تعد الفيدرالية حلماً حقيقةً، بل هي واقع نعيشه وليس بالضرورة أن يكون هناك اعتراف دولي بها لنثبت أننا دولة فيدرالية، وإنما إعلان الفيدرالية هو استكمال لما بدأناه من مشروع بناء دولة حرة ومستقلة في روج آفا, تحكم نفسها بنفسها بعيداً عن التدخلات الخارجية والداخلية، كما أنها مشروع يحفظ حقوق كافة المكونات الموجودة في روج آفا في دولة تشاركية وتعددية ديمقراطية حرة.
تقف بعض الدول كحجر عثرة في طريق مشروع الفيدرالية في روج آفا، وتعتبر تركيا من أولى الدول التي تحاول إفشال المشروع وكانت محاولاتها بالإجماع فاشلة ورغم قوتها وجبروتها لم تستطع قيد شعرة كسر إرادة الشعب الكردي في تحقيق أهدافه، وحاولت الدولة التركية عن طريق دعمها لمرتزقة داعش وفتح الطرق الحدودية لهم، تلك الطرق التي كان من المفترض أن تكون معابر آمنة للاجئين ولدخول المساعدات عبرها للمناطق المنكوبة؛ استخدمت تركيا كافة الأساليب القذرة للقضاء على الشعب الكردي وإرادته القوية فقامت بإدخال داعش إلى مناطق روج آفا عبر الحدود التركية ومن ثم دعمهم بالأسلحة الثقيلة والعتاد وطببت جرحاهم في مشافيها الحكومية وأرسلت لهم الأطعمة والمشروبات والأدوية، وحاولت تركيا اللعب بورقة أخرى وهي المكون التركماني في المناطق الشمالية الغربية في سوريا لذلك دخلت عبر الحدود السورية إلى جرابلس بذريعة أنها تقاتل داعش ولكنها حقيقة قامت بمهاجمة القرى الكردية وحرقتها وارتكبت الكثير من المجازر، كما قامت الدولة التركية مؤخراً باختراق الحدود السورية إلى داخل المناطق الكردية شمال سوريا وقصفها بالطيران والمدافع الثقيلة بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني، مرافقاً تلك الهجمات صمت دولي غريب, فهل من المعقول أن المجتمع الدولي لا يرى ما يحدث في شمال سوريا ولا يرى تلك المجازر، أم أن الاتفاقيات الدولية ما تحت الطاولة تلعب دوراً كبيراً في ظل الأزمة السورية. فهذه التصرفات والسلوكيات من قبل تركيا دون محاسبة دولية تعتبر بحد ذاتها تواطؤاً ضد الشعب الكردي.
تعتبر أمريكا حليفاً استراتيجياً لتركيا, كيف لا وقد بنت قاعدة عسكرية ضخمة في مطار أنجيرليك في تركيا, تلك القاعدة العسكرية تمكّن أمريكا من السيطرة على مناطق الشرق الأوسط وجغرافيتها وتجعل من الدول الشرق أوسطية أحجار شطرنج تتلاعب بها كيفما أرادت ومتى شاءت.
تدعي أمريكا أنها تدعم ثورة روج آفا وأنها لن تسمح للإرهاب بالتمدد في أراضيها وتقدم الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية بينما تغضّ الطرف عن الأساليب التي تتبعها الدولة التركية ودعمها للإرهاب, وتسمح لها اختراق حدود دولة مجاورة والقتل وحرق القرى والإبادة الجماعية, وهي تعلم تماماً أن الضحايا هم من الأطفال والنساء.
ومن جهة أخرى تلعب روسيا دوراً فاعلاً في الأزمة السورية فهي تدعم النظام بكل قوتها وجبروتها وتقصف الأحياء المدنية دون رحمة وتهجر الأهالي وتقتل المدنيين العزل.
ولا ننسى دور بعض الأحزاب الشبه كردية في محاولة إحباط مشروع الفيدرالية, لا أدري فقد اختلطت علي الأمور حيث نسمع منذ أكثر من خمسين سنة شعاراتهم الرنانة التي تدعو بناء دولة فيدرالية مستقلة تحكمها القوى الكردية بعيداً عن التبعية, فماذا بعد؟ ألسنا نطبق تلك الشعارات ونبني دولتنا الفيدرالية التي لطالما حلمنا بها؟ لماذا هذا التناقض الآن وقد حانت الفرصة الملائمة؟ أم أن تلك الأحزاب باتت لعبة في يد تركيا وأمريكا وأصبحت خادمها المطيع تنفذ أجنداتهم وتتناسى طموح الشعب الكردي في بناء دولة كردستان الحرة.
إن كل هذه القوى والدول تحاول جاهدة كسر عزيمة الشعب الكردي بشتى الوسائل والطرق, وفيما بينها تعقد الاتفاقات ضدّ الكرد محاولة إحباط مشروع الفيدرالية المقرر في روج آفا, بالرغم من أنهم يطبقون النظام الفيدرالي في دولهم ويعلمون أنها الحل الأمثل للأزمة السورية وكافة المكونات المتواجدة فيها, لماذا يحاولون إعاقة هذا المشروع رغم معرفتهم بنجاحه سلفاً. نحن الكرد نعلم جيداً ما يضمرون لنا من مكائد ونعلم أنهم يريدون النيل من إرادة الشعب الكردي وكسر عزيمته, لكنهم واهمون لأنهم لا يعلمون أن الفيدرالية أصبحت قاب قوسين وأدنى, وأن الشعب الكردي شعب ذو تاريخ عريق يحمل في جعبته أعظم الانتصارات ولن يثنينا عن تطبيق المشروع الفيدرالي أيٌ من مكائدهم.



#أفين_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفين يوسف - الفيدرالية حلم أم حقيقة