أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مقلد - دماء على كرسي الخلافة 22















المزيد.....

دماء على كرسي الخلافة 22


علي مقلد

الحوار المتمدن-العدد: 5519 - 2017 / 5 / 13 - 20:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هرولة رجال الدين من معسكر إلى معسكر طمعا في القرب من السلطة ، واستغلال السلطة لرجال الدين ضد خصومها ، أمر ليس بجديد ، فالتاريخ الإسلامي حافل بمخازي رجال دين تورطوا في تأليب المسلمين بعضهم على بعض ، وتأليب المسلمين على غير المسلمين ، وهم يدعون زورا وبهتانا أنهم ينصرون الحق ، وما ينصرون سوى مصالحهم ورؤيتهم الضيقة ، ولعل واحدة من أشرس الثورات المسلحة في عصر الدولة الأموية ، هي "دير الجماجم " أو " ثورة القراء" تكشف لنا ، كيف تذبذب رجال الدين بين المتقاتلين على السلطة ، وفي كل مرحلة لهم شعارات وتأويلات .
كنا قد وقفنا في المقال السابق عن شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي ، وقسوته وجبروته ، ورأينا في مقالات سابقة كيف أخضع العراق لسلطته بالسيف والجبروت ، وما أن دانت له أرض الرافدين ،حتى طمع في دول الجوار ، فقرر غزوها وجبي خراجها ، فجهز جيشا كبيرا لغزو بلاد الترك وهي آنذاك خاضعة لملك يدعى "رتبيل" وذلك في سنة (81ﻫ) وكان السبب المباشر لإرسال هذا الجيش ، هو قتال ملك الترك والذي كان في حالة صلح مع الدولة الأموية، لكنه كان يؤدي الخراج أحيانا ويمتنع عن ذلك أحياناً أخرى ، لذلك رأى الحجاج الثقفي أن يؤدب "رتبيل" فأرسل له جيشا بقيادة"عبيد الله بن أبي بكرة" والي سجستان، وأمره الحجاج ألا يرجع حتى يستبيح بلاد "رتبيل" ويهدم قلاعه، ففعل عبيد الله ذلك وحقق انتصارات عديدة ، لكن جيش الترك استدرج جيش بن أبي بكرة إلى مناطق وعرة ، حتى قتل قائد الجيش وكثير من رجاله و ذلك سنة (79هـ).
هنا أراد الحجاج بن يوسف الثقفي أن يضرب عدة عصافير بحجر واحد ، فهو يواجه فتن وثورات داخلية ، وهناك شخص ذو قيمة وقامة كبيرة ، ويخشى أن يأخذ مكانه في السلطة، هو عبد الرحمن بن الأشعث الكندي سليل ملوك "كنده" صاحب المال والشجاعة والجرأة ، والذي كان الحجاج يخشاه وكان هو يستهزأ في مجلسه الخاص بالثقفي ويصفه بـ "ابن أبي رغال" وأبو رغال هو الدليل العربي لجيش أبرهة الحبشي لهدم الكعبة ، وتعود هذه القصة إلى اعتقاد العرب بأن جد "ثقيف" التي ينتمي لها الحجاج خائن قاد جيش أبرهة لهدم الكعبة ،وكان في مكة قبر يحمل نفس الاسم كان يرجمه زوار الكعبة في موسم الحج حتى ظهور الإسلام
نعود لسياق حديثنا ونلفت النظر إلى أن الحجاج أيضا كان يريد أن يثأر لجيشه المهزوم في بلاد الترك ، فقرر إعداد جيش كبير يجمع فيه كل مقاتلي وفرسان وشجعان العراق ، لتفريغ البلد من الرجال ذوي الهمة ، الذين يتصدرون الثورات عليه ويفتعلون القلاقل ، وأن يوكل قيادة هذا الجيش لابن الأشعث ، وبذلك يكون قد تخلص من ثلاث خصوم في دفعة واحدة ، خاصة أنه عند إرساله للجيش أصدر أوامره بمنع المقاتلين من العودة إلى ديارهم، وأمرهم بالبقاء في أرض الترك بحجة سدّ الثغور ومقاتلة "الترك"
في هذه الآونة كان "القراء" وهم حفظة القرآن ، يحمسون الناس على الانضمام لجيش بن الأشعث ، باعتباره جيشا يقاتل في سبيل إعلاء كلمة الدين ، وبالفعل تحرك جيش "الطواويس " كما سماه الحجاج ، بقيادة بن الأشعث إلى البلاد الترك ، وأمعن فيهم القتل والسبي ، حتى عرض "رتبيل" على ابن الأشعث الصلح وأن يعود إلى سابق عهده من دفع الخراج للدولة الأموية ، لكن بن الأشعث ومن موقع المنتصر ، رفض الأيادي الممدودة بالمصالحة ، وقرر أن يتوغل أكثر فأكثر ، لكن عنصر مهما في المعركة لم يكن في حسبان العرب ، وهو دخول فصل الشتاء ، وتكاثر الثلوج وشدة الصقيع في هذه المناطق ، فرأى بن الأشعث أن يوقف تقدمه ، وأن يبدأ في تأسيس إمارته على ما استطاع إخضاعه من تلك البلاد ووافقه في ذلك قادة الجند ، وكذلك "القراء" المتواجدين في الجيش لحث الجنود على القتال ، وأرسل بهذا الرأي للحجاج الثقفي ، يستشيره فيما قرر .
لكن الحجاج خشي أن يتسيد بن الأشعث أو يذيع صيته أكثر بعد انتصاراته ، فرأى أن يكسر شوكته ، بإصدار أوامر مخالفة لما استقرت عليه القيادة الميدانية للمعارك ، وأرسل لابن الأشعث خطابا يشتمه ويسبه ويصفه بالجبن ، ويأمره بمواصلة السير نحو بلاد رتبيل، وإن لم يفعل فهو معزول من قيادة الجيش ، هنا استشاط بن الأشعث غضبا فهو يرى نفسه في مكانة أكبر من أي أمير وأنه سليل الحسب والملك ، وكان دائما يقول عن نفسه " ما رأيت أميرا على منبر إلا وجدت نفسي أحق بالمنصب منه" لذلك ومن تلك الزاوية ، قرر أن يرد للحجاج الصفعة ، فأعلن الانشقاق ، وشحن الجند الذين كانوا بالأمس يقاتلون غير المسلمين ، للاستعداد لقتال مسلمين آخرين مجبرين أيضا على الاصطفاف في جيش بني أمية .
جمع بن الأشعث رؤوس أهل العراق وأمراء الجيوش وأخبرهم بما قرر ، ثم قام صاحبه عامر بن وائلة الكناني ودعا الناس لخلع الحجاج، ولم يذكر خلع عبد الملك بن مروان ومبايعة عبد الرحمن بن الأشعث أميرًا على العراق، فبايعوا عبد الرحمن على ذلك وقرروا السير لمحاربة الحجاج، فلما توسطوا الطريق ، رأى بن الأشعث في نفسه ما هو أبعد من الإمارة ، فأعلن نفسه خليفة للمسلمين ، وهنا يعود الصراع مجددا ، حول من الأحق بالخلافة هل عبد الملك بن مروان القرشي ، أم شخص غير قرشي هو عبد الرحمن بن الأشعث اليمني ، الغالبية بايعت بن الأشعث خليفة بغض النظر عن عرقه فهم قد ضاقوا بابن مروان ورجاله ، فيما رفض بعضهم بحجة أن الخلافة لا تجوز لغير قرشي.
لما عاد بن الأشعث إلى العراق انضم له الآلاف من العراقيين الذين ضجوا من سياسة الحجاج وجبروته وتسلطه عليه واستباحته للدماء وشكلوا ثورة مسلحة عارمة ، ساروا باتجاه مقر إمارة الحجاج ، فلما وصلت الأخبار إلى المهلب بن أبي صفرة أمير خراسان من قبل الأمويين وأحد أبرز قادتهم العسكريين ، كتب لابن الأشعث ينهاه عن الثورة المسلحة ، ويحذره من التسبب في إراقة دماء المسلمين، لكن بن الأشعث كان يرى أنه قاب قوسين أو أدنى من منصب "الخليفة" ، وهو مؤيد بالمال والسلاح ورجال الدين ، وهذه فرصة لا تعوض ، فرفض النصيحة ، وقرر مواصلة السير ، مما دعا المهلب إلى إرسال رسالة إلى الحجاج يحذره من المبادرة لقتال الثائرين ، ونصحه بأن أهل العراق لهم شدة في بدايتهم ثم خور في نهايتهم، ولكن الآخر رفض النصيحة فهو يريد رقبة المنشقين عليه ، وبالفعل استغاث الحجاج بعبد الملك بن مروان ، فأرسل له الأخير بالجنود والأموال.
هنا ، حشد كل فريق أنصاره حتى أن المؤرخين يذكرون أن جيش بن الأشعث وصل نحو ثلاثة وثلاثين ألف فارس ، ومائة وعشرين ألف راجل، وأعد الحجاج جيشًا يقارب هذا العدد، وكان ساعتها لابد أن تقرع طبول الحرب، ليسقط ضحايا جدد وتسيل دماء جديدة وتقطع رقاب أخرى في سبيل أن يجلس أحد الأشخاص على كرسي الخلافة.
اقتربت ساعة القتال ،وحدث أول صدام مسلح بين مقدمة جيوش بن الأشعث ومقدمة جيوش الحجاج، فانتصرت مقدمة بن الأشعث وفتكت بمقدمة الحجاج، وذلك في 10 ذي الحجة سنة 81 هـ، فلما وصلت الأخبار للحجاج تأسف؛ لأنه لم يعمل بنصيحة المهلب وقرر العودة بجنوده إلى البصرة، ليعيد ترتيب أوراقه، فأسرع ابن الأشعث بجيوشه الضخمة وراء الحجاج ، ففر الحجاج هاربًا من البصرة، ودخلها ابن الأشعث فخطب في الناس باعتباره الخليفة ، وحضهم على قتال الظالمين ودعاهم للسير لقتال الخليفة عبد الملك نفسه في الشام، فوافقه أهل العراق على ذلك بما في ذلك علماؤها وفقهاؤها.
لكن الحجاج لم يكن ليسكت عن ذلك ، فجمع جيوشه وأعاد تنظيمها وقرر الهجوم على جيوش ابن الأشعث في البصرة، وبالفعل في المحرم سنة 82هـ اصطدم الجيشان مرة أخرى في منطقة يقال لها الزاوية ، وفيها قتل الآلاف من الفريقين .. يقول المؤرخون أن مصدر قوة ابن الأشعث يرجع للتأييد المعنوي من الفقهاء والعلماء والقراء الذين بايعوه على الثورة ضد بني أمية وانضموا للقتال الفعلي وكانوا أشد الناس في القتال، وكان شعارهم يوم "الزاوية " "يا تارات الصلاة"؛ لأن الحجاج - برأيهم - كان يؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها، واستمر القتال طوال حتى حمل أمير الفرسان في جيش الحجاج ، سليمان بن الأبرد على ميسرة جيش بن الأشعث فكسرهم، وفر ابن الأشعث ودخل الكوفة، وظل قائد جيوشه عبد الرحمن بن عياش يقاتل لمدة خمسة أيام متصلة ثم دخل الكوفة ولحق بابن الأشعث ، وكان أهل الكوفة قد بايعوا عبد الرحمن بن الأشعث فقوي شأنه مرة أخرى ، وحاول الحجاج اختراق الحراسات إلى الكوفة لكنه لم يفلح، فعسكر بجيوشه في منطقة "دير قرة" ونزل ابن الأشعث وجيوشه في منطقة دير الجماجم وكان مع ابن الأشعث آنذاك قرابة المائتي ألف مقاتل وظل الجيشان في حالة تربص أمام بعضهما البعض فترة طويلة.
كل "خليفة" في تاريخ الإمبراطورية الإسلامية – إلا من رحم ربي- لا يهمه سوى ملكه وفي سبيل الحفاظ على الملك مستعد للتضحية بأقرب الناس إليه ، وهو ما كان من أمر عبد الملك بن مروان ، لما رأى أن ثورة ابن الأشعث تتفاقم ، ورجله القوي في العراق الحجاج الثقفي يتقهقر ، قرر أن يضحي بالثقفي من أجل إنقاذ عرشه ، فأرسل الخليفة المرعوب على ملكه ، أخاه محمدًا وولده عبد الله برسالة للثائرين يقول فيها: "إن كان يرضيكم خلع الحجاج عنكم خلعناه، وجعلنا مكانه محمد بن مروان، وأن يكون عبد الرحمن بن الأشعث أميرًا على أي بلد يحب"، لكن رغم قبول بن الأشعث بالعرض في البداية ، لكن سطوة الجماهير الثائرة جعلته يتراجع عن قبول العرض ، ومواصلة السير نحو حلمه في "منصب الخليفة" .. ساعتها لم يجد بن مروان بدا من ، تكليف الحجاج بإكمال مسيرة الدماء ، فهو أكثر القادة الأمويين شراسة وحبا للدماء ، كما أن له ثأرا لن ينساه عند بن الأشعث ، فقرر الحجاج لإنهاء تلك الثورة المسلحة ، انتهاج سياسة النفس الطويل ، وبدأ الطرفين في حرب أشبه ما تكون بحرب الاستنزاف ، لكن جيش بن الأشعث كان يستقوي كل يوم عن الذي قبله ، فقد كانت تأتيه المؤن من الأقاليم المؤيدة له من الطعام والعلف، في حين أن جيش الحجاج لا يأتيه مدد إلا من الشام ولبعد المسافة وخطورة الطرق قلت المؤن ،وكل يوم كان يزداد ضيقا في العيش حتى أن الجيش الأموي حرم من أكل اللحوم طلية عام كامل ... مرت سنة الجيشان على هذا الحال، مرابطان متربصان ... كل قائد يخطط لمذبحة لا تبقى ولا تذر ... فالجائزة الكبرى هي "منصب الخليفة".
في المقال القادم نكمل الحديث عن ثورة القراء ، وما حدث من مذابح مروعة من الفريقين.



#علي_مقلد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماء على كرسي الخلافة 21
- دماء على كرسي الخلافة 20
- دماء على كرسي الخلافة 19
- دماء على كرسي الخلافة 18
- دماء على كرسي الخلافة 17
- دماء على كرسي الخلافة 16
- دماء على كرسي الخلافة 15
- دماء على كرسي الخلافة 14
- دماء على كرسي الخلافة 13
- دماء على كرسي الخلافة -12-
- دماء على كرسي الخلافة -11-
- دماء على كرسي الخلافة -10-
- دماء على كرسي الخلافة 9
- دماء على كرسي الخلافة 8
- دماء على كرسي الخلافة 7
- دماء على كرسي الخلافة - 6-
- دماء على كرسي الخلافة -5-
- دماء على كرسي الخلافة 4
- دماء على كرسي الخلافة – 3
- دماء على كرسي الخلافة – 2


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مقلد - دماء على كرسي الخلافة 22