أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - اللغة «العصفورية»














المزيد.....

اللغة «العصفورية»


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 5519 - 2017 / 5 / 13 - 03:18
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما كنّا صغاراً وبسبب افتقار مناهجنا التعليمية في المرحلة الابتدائية للّغة الأجنبية، فقد شاعت في أوساطنا لغة جديدة من غير المعروف كيف تم اختراعها عُرِفت باسم (اللغة العصفورية) كنوع من التعويض عن النقص في تعلّم اللغات الأجنبية. أو ربما بسبب غياب الحريات والشفافية، فلجأ مخترعها إلى هذه اللغة ليعبّر عمّا يجول بخاطره من آراء. وأعتقد أنها سُمِّيَت بهذا الاسم نظراً لكثرة استخدام حرف «الزين» بكلمات هذه اللغة والتي شبّهها مخترعها بزقزقة العصفور فأطلق عليها هذا الاسم. وخلاصتها إدخال حرف «الزين» بعد كل حرف من أحرف الكلمة. وكمثال: عبارة (مين قلّك أنا مجنون) فتصبح: (مزبن قزلّزك أزانزا مزجنزون). وكم كنا نتباهى باستخدام هذه اللغة أمام الأطفال الآخرين الذين لم يتعلّموا هذه اللغة بعد. ولكن وبعد أن شاع استخدامها من قبل أكثرية الرفاق وباتت مثَلها مثل اللغة المحكية الأصلية، تلاشى عشقنا لهذه اللغة وخفّ استخدامها وبدأنا البحث عن لغة جديدة. وفي أحد الأيام جاءنا أحد الرفاق وهو يقفز مبتهجاً، وعرفنا منه أنه تعلّم من أحد أقاربه لغة جديدة وسهلة وعصيّة على فهم المتلقّي الذي لم يسمع بها من قبل. وخلاصتها: استبدال الحرف الأول من كل كلمة بحرف «الجيم» ووضع الحرف المستبدل بآخر الكلمة. مثال: (مين قلّك أنا مجنون) تصبح بعد الاستبدال: (جين بلْمي جلّك بلْقي جنا بلإي ججنون بلْمي). وإذا صدف أن يكون الحرف الأول من الكلمة (جيم) يتم استخدام حرف «الحاء» بأول الكلمة عوضاً عن الجيم ونلحق الحرف المستبدل بآخر الكلمة. مثال: كلمة (جنّي) تصبح (حنّي بجّي). (جردون) تصبح: (حردون بجّي).. وهكذا. وانتشرت هذه اللغة انتشار النار في الهشيم. ولم يقتصر استخدامها علينا نحن الأطفال، بل بات استخدامها شائعاً لدى الكبار ومن كلا الجنسين. فمثلاً وأنت تتمشّى بأزقّة الحيّ صار مألوفاً أن تسمع امرأة توبّخ ابنتها بالقول: (جالله بلْإي جاخْدِك بلْياء جنْتِ بلْإي وجخوكي بلْإي. جوّشتوني بطّي بجصْواتكن بلْإي) وترجمتها: الله ياخدك انت وأخوكي طوّشتوني بأصواتكن).
وفي إحدى الليالي كنت عائداً إلى البيت، وقبل وصولي سمعت جارنا يقول لزوجته من داخل غرفة النوم: «الجوم بلْيي جدّي بلْبي جام بنّي جعك بلْمي، جقى بلْبي جضّري بلْحي جالك بلْحي» = (اليوم بدّي نام معك، بقى حضّري حالك) فردّت عليه زوجته قائلةً: «جابللّه بلّي جا بلْمي جمّر بزّي جنيّك بلْبي، جإنّي بلّي جعبانة بتّي جتير بلّكي» = (لا بالله ما زمّر بْنيّك، لإنّي تعبانة كتير).
وبسبب حداثة سنّي وعجزي عن فهم ما يدور بين الزوجين في السرير ليلاً، تساءلتُ ببراءة:
يا الله، لماذا ترفض النوم مع زوجها حتى ولو كانت تعبانة!؟ أصلاً التعبان ينام فوراً من شدّة تعبه! وهل يعقل في حالة التعب هذه أن ينام كلٌّ منهما في غرفة لوحده؟! ولماذا؟! وما الفائدة من ذلك!؟
فعلاً شي بيحطّ العقل بالكفّ!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلاشات من هنا وهناك (2)
- فلاشات من هنا وهناك (1)
- الزنود السّمر
- حُبّ تحت المطر
- شهامة
- لينين والقذّافي
- ويلٌ لأمّةٍ لا تكرِّمُ مبدعيها..
- قصّتي مع والنبي موسى
- صديقي النبيل
- أنا وزوجتي والبامياء
- المُستشار
- صُبحيّة..
- المتأهِّبُ دوماً.. للحُبِّ
- كيف تعلّمنا الإنكليزية؟
- الثور العجوز
- أوّاه.. يا حماتي!
- بلسم الرّوح
- أعذب موسيقى!
- نهود في شارع هنانو
- السّماح يا «بوتشي»..!


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - اللغة «العصفورية»