أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأحزاب السياسية وموقفها من العلمانية (قبل ثورة1919) 1- حزب مصطفى كامل















المزيد.....

الأحزاب السياسية وموقفها من العلمانية (قبل ثورة1919) 1- حزب مصطفى كامل


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5518 - 2017 / 5 / 12 - 18:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأحزاب السياسية وموقفها من العلمانية (قبل ثورة1919)
1- حزب مصطفى كامل (الحزب الوطنى)
طلعت رضوان
عنوان المقال هوأحد فصول كتاب (التجربة الليبرالية والعلمانية) تأليف صابرنايل- والصادرعن هيئة قصورالثقافة- عام2010. وقد رأيتُ- نظرًا لأهميته- أنْ أعرض أهم ما فيه.
لفت نظرى (ظاهرة السذاجة) أو(الرومانسية الحالمة والخادعة) لدى بعض المسيحيين الذين ينضمون لأحزاب سياسية، ترفع شعارات دينية إسلامية، كما حدث فى مصربعد انتفاضة شعبنا فى شهرطوبة/ يناير2011، وهوما حدث قبل ثورة شعبنا فى شهربرمهات/ مارس1919.
ومن نماذج استغلال المسيحيين (بهدف الترويج لمقولة "الوحدة الوطنية الزائفة" ومقولة "التسامح" الأكثرزيفــًـا) سعى مصطفى كامل رئيس الحزب الوطنى إلى (أعيان- أى كبار- المسيحيين لضمهم إلى الحزب. وبالفعل انخدع بعضهم بهذه الشعارات المُـخادعة، وتقـدّموا بطلبات للعضوية. وكان من بين الذين انخدعوا المناضل الوطنى الكبير(ويصا واصف) الذى كان ضمن أعضاء اللجنة العليا للحزب. ولكن الخدعة لم تدم طويلا بعد الاطلاع على برنامج الحزب، ثـمّ تأكــّـدتْ مخاوف المسيحيين وشكوكهم، عندما سمعوا مصطفى كامل، وقرأوا كتاباته المتعاطفة مع الدولة العثمانية، وإصراره على عدم فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية، وضرورة دمجهما، وبالتالى تكون مصر(دولة دينية) والإصرارعلى (فكرة الجامعة الإسلامية) إزاء ذلك انسحب المسيحيون من حزب مصطفى كامل.
وانكشف ستارالزيف عندما كتب الشيخ عبدالعزيرجاويش (رئيس تحريرصحيفة اللواء) الصادرة عن حزب مصطفى كامل مقالاوصف فيه المسيحيين ((بالجبن وذكرهم بمصيرذوى الجلود الحمراء، وبشـّـرهم بمصرع ذوى البشرة السمراء، وتمنى أنْ يجعل من جلودهم نعالاومن شعر رؤوسهم حبالا. وحقــّـرصوتهم وجعله كطنين الذباب (بالضبط كما وصف جمال الدين الإيرانى الشهيربالأفغانى الشعب الهندى) وأضاف الشيخ جاويش أنه ((سيجعل مقام المسيحيين كمقام الكلاب، وحذرهم من هول العواقب وشرالعقاب)) فكانت المفاجأة أنّ هذا الكلام استفزأحد أعضاء حزب مصطفى كامل (يبدوأنه انخدع كما انخدع المسيحيون، واسمه حسن نصوح، أى أنه "مسلم") فكتب مقالاطويلا ختمه قائلا ((..ولا أظن أنّ الجرائد الساقطة التى تدعوإلى الفسق، تسمح لها آدابها بأشباهها والعياذ بالله)) وقال: إنّ أكبرالجنايات التى ارتكبها الحزب الوطنى (حزب مصطفى كامل) ضد الوطن وضد الأمة المصرية ((سب المسيحيين والتعريض بهم على لسان صفحات جريدة هى لسان حال الحزب)) (نشره فى جريدة "مصر" 17 أكتوبر1908)
وحيث أنّ رئاسة الحزب آلتْ إلى (محمد فريد) بعد وفاة مصطفى كامل، لذلك فإنّ الكاتب (ثابت الجرجاوى) كتب مقالاسأل فيه محمد فريد ((ألم يعلم حضرة الزعيم أنّ التوثيق بين العناصرهوأعظم شىء تخدم به الوطنية الحقة؟ وألم يعلم الزعيم أنّ من الحكمة فى السياسة الداخلية، عدم التنافس فى الصغائر، ومن باب أولى فى المعتقدات؟ وكيف لايعلم أنّ الدين ليس له دخل فى السياسة؟ وكيف يصمت الزعيم (على إهانة المسيحيين) ولم ينطق بكلمة واحدة فكأنه راضٍ عما حدث. وإلى متى سيكون هذا الصمت المزرى، المُـضربمصالح الوطن أيها الزعيم؟ (صحيفة "مصر" 22 أكتوبر1908) فكانت النتيجة أنْ استقال (ويصا واصف) من الحزب واتفق مع (أخوخ فانوس) على إنشاء (الحزب المصرى) الذى أكد برنامجه على الطابع العلمانى للمجتمع، وللدولة المصرية، من خلال فصل الدين عن الدولة (ص58من الكتاب)
فى خطاب إعلان الحزب يوم23 أكتوبر1907 فى الإسكندرية حاول مصطفى كامل أنْ يوحى باستقلال الحزب عن التبعية للخلافة العثمانية فقال ((إنّ الطاعنين رمونا بأننا نريد أنْ نـُـخرج الإنجليزمن مصرلنعطيها لتركيا كولاية تابعة، أى أننا نريد تغييرالحكام (فقط) وليس طلب استقلال مصر، أوطلب الحكم الذاتى)) ورغم هذا الكلام الإنشائى، فإنّ ممارسات الحزب الوطنى كانت خاضعة لتنفيذ مخططات الخلافة العثمانية، وقد كشف (والأدق) عرى مصطفى كمل نفسه عندما قال فى نفس الخطاب إنّ ((علوم الغرب وآدابه التى نــُـقلتْ إلى مصرمن مدة قرن من الزمان، هى التى زادتنا تمسكــًـا بالعبودية والمذلة..إلخ)) (صحيفة اللواء- 23 أكتوبر1907) وهكذا أسفرمصطفى كامل عن وجهه الأصولى الإسلامى بكل وضوح، حيث ردّد كلام عتاة الشيوخ، عن أنّ الغرب هوالسبب فى (تكريس عبوديتنا)
وفى عام1904 (قبل تأسيس الحزب وترويجه لفكرة الجامعة الإسلامية) كتب مقالاعبـّـرفيه عن فرحته لانتصاراليابان على روسيا. ومن يقرأ المقال سيكتشف أنّ سبب فرحته، ليس بسبب تحرراليابان وعدم خضوعها لروسيا، وإنما سبب فرحته، أنّ اليابان انتصرتْ على روسيا ((العدوة للخلافة العثمانية وللدولة التركية، ولطالما اعتدتْ على بلاد المسلمين)) وأضاف مستخدمًـا تعبيرات الأصوليين الإسلاميين ((وكانت روسيا أول يد حرّكها الصليب لتجزئة دول آل عثمان، وسلخ أهم بلاد منها. ولاشك أنّ ارتقاء الشعورالإسلامى إلى هذا الحد يفيد المسلمين ليدركوا أنهم متضامنون فى كل أمرمهما بعدتْ الديار)) (ص60)
وذكرصابرنايل أنّ مصطفى كامل عقد عدة تحالفات مع فرنسا والدولة العثمانية، بحجة (مواجهة الاستعمارالإنجليزى) ولذلك فإنّ مصطفى كامل اختارعبدالعزيزجاويش، بتوجهاته الإسلامية المعروفة، وجعله رئيس تحريرصحيفة اللواء المعبرة عن حزب مصطفى كامل، وكذلك صحيفة (العالم الإسلامى) فهاجم جاويش صحيفة (الوطن) وصحيفة (مصر) لمجرد أنّ أصحابهما من المسيحيين، وانكشف الأمرعندما شنّ جاويش هجومه على صحيفة (الجريدة) المعبرة عن (حزب الأمة) برئاسة أحد لطفى السيد (رائد القومية المصرية) ولايمكن اتهامه، لاهو ولا أعضاء حزبه بالتعصب لأى دين.
وفى مقال نشرته صحيفة (الهداية) إحدى صحف الحزب الوطنى (حزب مصطفى كامل) حول الشريعة الإسلامية والشورى، فى هذا المقال دفاع عن (نظام الخلافة الإسلامية) وذلك قبل أنْ تثارقضية الخلافة (ومن يكون الخليفة بعد قرارأتاتورك بإلغاء الخلافة) بإثنتى عشرعامًا.
وأشارصابرنايل إلى موقف مصطفى عندما هاجم قاسم أمين الذى دافع عن تحريرالمرأة، ولأنّ موقف مصطفى كمل تتطابق مع موقف (طلعت حرب) لذلك رحـّـبتْ صحيفة اللواء بمقالات طلعت حرب ليبدأ هجومه على قاسم أمين.
وللتأكيد على الطابع الإسلامى للحزب الوطنى (حزب مصطفى كامل) تمّ إنشاء الكثيرمن الجمعيات (الإسلامية) التى كوّنها أعضاء الحزب أمثال عبدالعزيزجاويش، بخلاف المواقف الأخرى مثل الهجوم على طه حسين، ومثل توجيه الأسئلة لرئيس مجلس الوزراء حول كتاب (فن القصص فى القرآن) وكيف سكتت الحكومة على مؤلف الكتاب، وكذلك الهجوم على محمد سيد الكيلانى مؤلف كتاب (الشريف الرضى) الذى انتقد فيه الخلافة الإسلامية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بين التعليم (الحالى) وثقفافة الأميين
- مصطفى درويش: إنسان نبيل ومثقف تنويرى نادر
- التفاعل الثقافى بين نقد تاريخ الإسلام وتهمة التراجع
- ثقافة الأميين المصريين (2)
- ثقافة الأميين المصريين (1)
- أليست الأمثال الشعبية من إبداع الشخصية القومية
- العلاقة بين الإنسان والطبيعة وفكرة (خالق الكون)
- كيف كان المثقفون فى العشرينيات يقاومون الغيبيات؟
- هل كان للعرب دورحقيقى فى العلوم الطبيعية؟
- هل إسرائيل دولة (مزعومة) كما قال تلاميذ عبدالناصر؟
- عمر عنايت ونبوءاته التى تحقّقتْ
- ما سرتناقض الإسلاميين بين سلوكهم وأفكارهم؟
- الشطط فى كتب تفسير القرآن
- وعى الليبراليين بأهمية التفاعل بين الشعوب
- النظام المصرى والهوس الدينى عند المسئولين
- الأصوليون الإسلاميون وازدواجية المعايير
- أنظمة الاستبداد وظهيرها الدينى
- هل كان العرب مثل الأطفال بدون خبرة ؟
- العروبة وخلط ما هودينى بما هوقومى
- هل صحيح أنّ تنظيم داعش بدأ يتهاوى ؟


المزيد.....




- فوضى في ائتلاف نتنياهو الحكومي بسبب اليهود الحريديم.. ما الق ...
- حضر فلوسك عشان صيامك يتقبل “قيمة زكاة الفطر كام في مصر؟” دار ...
- الفاتيكان: إلغاء مشاركة البابا فرنسيس في مراسم درب الصليب كا ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركا لجنود ‌‏العدو وآلياته العسكر ...
- مسيرة بالمسجد الأقصى دعما للمقاومة ونصرة لغزة
- مصر.. مجمع -البحوث الإسلامية- يشير إلى معاملات في أوقات الأز ...
- القدس.. طوائف مسيحية تحيي -الجمعة العظيمة- بحزن
- إسرائيل.. اليهود المتدينون يعارضون ضغوط إلحاقهم بالجيش
- إلغاء مشاركة البابا فرانسيس في موكب درب الصليب لأسباب تتعلق ...
- شاهد: مسيرة للمسيحيين في شوارع القدس إحياء ليوم الجمعة العظي ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأحزاب السياسية وموقفها من العلمانية (قبل ثورة1919) 1- حزب مصطفى كامل