أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم نجيب - حول جريمة الأقصر















المزيد.....

حول جريمة الأقصر


سليم نجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 06:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا حماية للأقباط في وطن أجدادهم مصر
الهيئــة القبطيــة الكنــديــة
مونتريال في 26 يناير 2006

سمع العالم عن الغزوة الاسلامية البربرية الوحشية اللاانسانية ضد أقباط قرية العديسات ليلة عيد الغطاس يوم الثلاثاء 18/1/2006. فلقد أشعل فتيل الفتنة الطائفية قيادات في الحزب الوطني الحاكم عضو مجلس الشورى وبالتواطؤ مع القوات الأمنية بترتيب حرق كنيسة الأقباط القائمة منذ سنة 1968 وأمر سيادته باشعال النيران في منازل الأقباط ومتاجرهم مرددين هتافات اسلامية حيث حاولوا حرق الكنيسة للمرة الثانية منذ عام 1970.

وكل ذلك يتم تحت سمع وبصر وتشجيع اللواء محمد أنور مدير أمن الأقصر الذي قال للمواطنين الأقباط "أنا لم أحضر هنا لحمايتكم بل لمنعكم من أن تصلوا هنا". ما شاء الله!! رجل الأمن المسئول عن حفظ الأمن والأمان يحرض الغوغاء والهمج بحرق وضرب والاعتداء على الأقباط الآمنين المسالمين الذين حضروا للصلاة ليلة عيد الغطاس في كنيستهم حيث حصل رعاة الكنيسة على موافقة وتصريح لاقامة صلاة العيد وتعليق الصليب فوق الكنيسة. وسيادة اللواء محمد أنور بتعصبه وغطرسته طلب من الأقباط ازالة الصليب من فوق الكنيسة ومنع اقامة الشعائر الدينية لصلاة عيد الغطاس.

والأدهى من ذلك أن عضو مجلس الشعب السابق كان يقوم بنفسه باشعال النيران في المنازل وتكسير أبوابها لنهب محتوياتها من مجوهرات وحلي وما غلى وخف حمله ليسهل اقتسامه وسرقوا كل الغنائم وكذلك البهائم وقطعوا الكهرباء عن القرية وأسلاك التليفونات لمنع الاستغاثة وقطع المياه عن القرية واستمرت المصادمات بين الأقباط والمسلمين على مدى خمس ساعات احترقت خلالها البيوت وأتلفت الزراعات مما أدت تلك الأحداث الدامية الى استشهاد كمال شاكر مجلع والطفل جرجس شحاته واصابة 15 قبطيا. (الأهالي العدد 1263 – 25/1 – 1/2/2006).

ولا ننسى ولا يفوتنا أن نذكر هتافات الغوغاء التي كانت تتردد "الله أكبر، الله أكبر، الكنيسة اتحرقت والقسيس مات هات يا محمد الشربات.. الخ" الى آخر هذه الهتافات التعصبية التي تنم عن كراهية وبغضاء للغير.

هذا وللعلم فقد كان الأقباط يقيمون الصلوات في تلك الكنيسة بشكل منتظم منذ ثلاثة شهور تحت حراسة من قوات الأمن على اعتبار أن ذلك المكان هو كنيسة قائمة وأن القرار الجمهوري الأخير أتاح ذلك للأقباط. ولقد طلب الكاهن المسئول عن الكنيسة –من قوات الأمن- توفير الحماية وتأمين المكان عشية ليلة عيد الغطاس وهو ما لم تقم به قوات الأمن بل على العكس قامت بتحريض الغوغاء بحرق الكنيسة والاعتداء واشعال النار في المنازل والمتاجر المملوكة للأقباط بهدف اثارة الرعب في قلوب الآمنين المؤمنين. اعترف بذلك الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر "بأنه كان يوجد تقصير أمني واضح وبأن المعالجة للموضوع كانت دون المستوى". (الأهالي – ذات المصدر).

هذا سرد سريع للأحداث الدامية التي لن تكون الأخيرة فلقد تعود الأقباط أن يعتدى عليهم كل مدة قصرت أم طالت وبعد ذلك تتم (مجالس الصلح) الجبرية والقسرية بعد كل هذه الخسائر.. قبل وأحضان وتقبيل اللحى ولا تعويض وبعض الخطب العنترية اياها والسلام.

والآن لنا وقفة...

أين السيد/ وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي؟ أليس هو الرئيس المباشر لهؤلاء الضباط ولمدير أمن الأقصر اللواء محمد أنور؟؟ كيف لم يقم سيادته بالتحقيق مع هؤلاء الضباط الذي من صميم واجبهم حفظ الأمن والأمان لكل المواطنين مسلمين وأقباط.

أين السيد/ صفوت الشريف بصفته رئيسا لمجلس الشورى أن يحقق مع عضو مجلس الشورى المنتمي للحزب الحاكم ويحيله الى لجنة القيم في مجلس الشورى لأنه كنائب عن الشعب أخل في واجباته اذ حرض على الفتنة وتزعم مظاهرة ضد المواطنين الآمنين الذين تجمعوا للصلاة الى الله وما أهانوا أحدا وما اعتدوا على أحد.

أين سيادة الرئيس مبارك؟ لم نسمع له صوتا ولا تصريحا ولا مواساة وهو ذو القلب الرقيق الذي رقرقت عينيه أيام استشهاد الطفل الفلسطيني "الدرة" ويبدو أن سيادته لا يعتبر دماء الأقباط تستحق عنايته. ربما يلتمس له العذر أن سيادته كان مشغولا لرؤية مباراة كرة القدم مع الرئيس القذافي وخفق قلبه عند اصابة ضربة الجزاء غير الموفقة وعدم تسجيل هدف لأن الهدف قد سبق تحقيقه في الأقصر. وهذا أهم من دماء الأقباط الشهداء. أليس الرئيس مبارك هو الرئيس المباشر لوزير الداخلية الذي أخل بواجباته الوظيفية وهي توفير الأمن والأمان للمواطن بغض النظر عن معتقده واحترام القانون والدستور وكافة المواثيق الدولية لحقوق الانسان.

وأين أنتم يا صحفيي ومثقفي مصر؟؟ لماذا هذا التعتيم الاعلامي الفاضح الصارخ على الجرائم الدنيئة؟؟ هل هذا الصمت المطبق لاخفاء جريمة شنعاء يعاقب عليها القانون؟؟ لماذا علا صوتكم وقلمكم لمهاجمة حكومة الدانمرك لأن احدى الصحف تجرأت فرسمت رسم كاريكاتوري اعتبره المسلمون اهانة للدين الاسلامي مع أن صحفنا المصرية الموقرة أيضا تنشر الكثير والكثير مما يعد تهجما وتهكما كما كان يفعل الشعراوي لمدة عقدين من الزمان والكتب الصفراء التي يمكن شراءها بقروش قليلة ورغيف الخبز يصل ثمنه الى جنيهات وهذه الكتب بها الكثير من الاهانات على العقيدة المسيحية ولكن هذه هي سياسة المكيالين والأمانة تقتضي منا ذكر الكاتبة العظيمة القديرة الصحفية اقبال بركة التي نشرت مقالا قيما في جريدة الأهرام الصادرة يوم 25/1/2006 "الفتنة الطائفية لعن الله من تجاهلها". تحية اعزاز وتقدير لهذه الكاتبة الفاضلة.

كما لا يفوتنا أن نوجه اعزازنا وتقديرنا لجريدة الأهالي الغراء وعلى رأسها الدكتور الفاضل/ رفعت السعيد الذي أفرد تقريرا عن "فضيحة في الأقصر" قيادات الحزب الوطني تحرض على الفتنة" وكذلك مقال الأستاذ الفاضل الصحفي ماجد عطية ومقالة "أشرار الأقصر ضد النظام قبل الكنيسة". اليهم نوجه تقديرنا فليكثر الله من أمثالهم.

لقد آن الأوان –قبل أن يفوت مصر القطار- أن يحترم النظام الدستوري وكافة المواثيق الدولية لحقوق الانسان فيصدر قانونا موحدا لبناء دور العبادة وحمايتها حتى تثبت مصر أمام العالم أنها جادة فعلا في الاصلاح السياسي –كما تكررت وعودها للولايات المتحدة الأمريكية والدول الأجنبية- بتطوير الديمقراطية والحرية وحرية العبادة بوضع دستور جديد علماني يكفل المواطنة الكاملة المتساوية لجميع المواطنين بغض النظر عن عقيدتهم. فبهذا فقط سيثبت النظام أنه تقدم خطوة نحو التطبيع الديمقراطي لمصرنا حتى تتطهر سمعة بلادنا وترتقي الى الحضارة كما كانت أساس الحضارة في عهد الفراعنة.

أما أنتم يا أحفاد الشهداء والأبطال الصناديد أقباط قرية العديسات بالأقصر يا من صمدتم أمام جحافل الغدر والتعصب والجهل الذين أرادوا حرق كنيستكم ومنازلكم وممتلكاتكم فنصركم الرب على قوى الشر والتعصب وشهد العالم أجمع ووكالات الأنباء العالمية وموقع الأقباط متحدون والمواقع القبطية الأخرى. لقد أثبتم بصمودكم وايمانكم أنكم فعلا أحفاد الشهداء. ولن تستطيع قوى الشر قهركم لأنكم أبناء الله وفي حمايته.

"لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني معك"(أع9:18)
"انقذني يا رب من أهل الشر من رجل الظلم احفظني"(مز1:140)
"الله معنا لا تخافوهم"(عدد9:14)
"انها الآن ساعة لنستيقظ من النوم"(رومية11:13)
"من يمسكم يمس حدقة عينه"(زكريا8:2)

تضحياتكم غالية الثمن ولكنها لا تذهب هباء والتاريخ سيخلدكم.


د. سليم نجيب
رئيس الهيئة القبطية الكندية
دكتوراه في القانون والعلوم السياسية
محام دولي وداعية لحقوق الإنسان - قاض سابق
عضو اللجنة الدولية للقانونيين بجنيف
Fax: (514) 485-1533
E-mail: [email protected] or [email protected]



#سليم_نجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمخض الجبل فولد فأرا
- التمثيل النيابي للأقباط بين الأمس واليوم
- من يعتذر لمن؟ – اللي اختشوا ماتوا
- ترشيحات الأقباط وانتخابات مجلس الشعب
- من زرع حصد
- حول المواطنة وحقوق الأقباط
- حرية العقيدة في الاسلام وفي مصر في ضوء المواثيق الدولية لحقو ...
- خطاب مفتوح الى سيادة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر ...
- تحية اجلال وتقدير وشكر وامتنان
- عالمية حقوق الإنسان
- بيان الهيئة القبطية الكندية بشأن قضية الكشح
- خطاب مفتوح الى سيادة الرئيس محمد حسني مبارك
- رؤية الهيئة القبطية الكندية في الاصلاح السياسي والثقافي في م ...
- مواطنون مصريون مسيحيون محرومون من الصلاة في أرض مصر
- نتمنى للحوار المتمدن كل الازدهار والنجاح المستمر من أجل نشر ...
- أين الأمن والأمان لفتيات أقباط مصر؟
- تفجر الأوضاع فى مدينة أسيوط الأحداث بالتفصيل
- نحو إصلاح سياسي شامل في مصرفصل الدين عن سياسة الدولة العلمان ...
- القضاء المُسَيَس فى مصر ... إلى متى وإلى أين يأخذنا
- نداء إلى الضمير العالمي


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليم نجيب - حول جريمة الأقصر