أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شودان - رواية تحت عنوان تيتريت، نبت السماء الفصل الأول














المزيد.....

رواية تحت عنوان تيتريت، نبت السماء الفصل الأول


محمد شودان

الحوار المتمدن-العدد: 5516 - 2017 / 5 / 10 - 19:38
المحور: الادب والفن
    


قراء الحوار المتمدن تحيتكم طيبة،
هذه الرواية تحاول ملامسة أوضاع المثليات في أوطاننا الشرقية، سأنشرها على حلقات متتابعة وأرجو أن تنال إعجابكم.


تيتريت
نبت السماء
تقديم:
اسمحوا لي أن أعرفكم على نفسي رجاء، اسمي كما هو مدون في الوثائق الإدارية، زهرة، وهذا هو الاسم الذي اختاره لي أهلي وتعبوا لأجله كما غنت فيروز، أما أنا فلم يرقني يوما هذا الاسم المبهم الأجوف؛ فهو لا يمثل شخصيتي ولا غير ذلك، بل ولا أرى فيه قيمة يستحق بها ذلك الكبش الذي ذبحوه لأجله، ولم آكل منه طبعا؛ لأنه نكرة أولا، وعامٌّ أجوف ثانيا وأخيرا، وهذا وحده كفيل لأنفر منه؛ وأشمئز منه، بل وأتشاءم كل ما سمعته.
زهرة، هو اسم عام يشمل كل وردة، مهما كانت فصيلتها أو رائحتها؛ من الورود العطرية إلى زهور الأشجار، وإن كانت زهرة شجرة مرة، كشجرة دفلى ضائعة على أطراف واد عميق، وأرى أن أي اسم آخر أفضل منه، خاصة إن كان اسما لزهرة ما بعينها، دون غيرها، كنرجس وسوسن وغيرهما، وقد استحييت من ذكر اسمي لما التقيت يوما فتاة قدمت لي نفسها باسم جلنار، فأين هذا من ذاك؟.
ولذلك غالبا ما ينتابني إحساس بالدونية والقهر إن التقيت بفتاة اسمها مخصص لزهرة بذاتها، وغالبا ما كنت أحتج على هذا الاسم فيقابلني كبار العائلة بغبائهم المعتاد، فأضطر لالتزام الصمت أمام هرطقتهم التي تطرق طبلة أذني فتكاد تفجرها:
ــ يجب أن تفتخري باسمك يا بنية، فقد سماك جدك رحمه الله لإحياء ذكرى أمه، رحمهما الله والمسلمين جميعا، يا لضياع الأيام! كانت منارة للبؤساء، رقيقة المشاعر، أم الجميع، أما أنت! يا الله، لا تخلف النار إلا الرماد!
وهذا هو الذي يجعلني أقدم نفسي للجميع باسمي العائلي فقط، وأفضل أن يدعوني أهلي باسم الصلة الدموية التي تربطني بهم؛ كبنتي وأختي وبنت عمي وهلم جرا، على أن أختي وأخي هو اللفظ الطاغي والأكثر شيوعا بين أفراد عائلة مولاي يعقوب(جدي لأبي)، حتى بين أبناء العمومة؛ فنحن جميعا إخوة، هكذا تربينا، ومن عادات العائلة ألا تزوج أبناءها وبناتها إلا من خارج دائرة العائلة، وحتى وإن لم يكن زواج أبناء العم ممنوعا بنص أو دعوة شر، إلا أنه جار مجرى العادة من الجذور العميقة للعائلة.
قلت دعوة شر؛ لأنها من بين الوسائل التي تسن بها القواعد في البيت الكبير، ومن ذلك ما حصل في زواجي الأول؛ إذ رغم تحفظ أبي على العريس وسلوكياته المعروفة للعادي والبادي، ورغم رفض أمي التي بكت ليلة الزفاف ولم تعرف معنى البسمة بعدها أبدا، رغم ذلك كله، جاء كلام المرحوم جدي فاصلا وحاسما وغير قابل للنقاش:
"ها دعوة الشر وها دعوة الخير"
وحسم الأمر.
ولزواج الأجانب ــ وخاصة عائلة زوجي ــ حجيته المختصرة في توطيد العلاقات مع العوائل الأخرى من داخل القبيلة، وكذا تحسين دم الخلف.
أما عموم الناس فأفضل لهم وأريح لي أن يدعوني بكنيتي"الفاطمي"، وهو الاسم الافتراضي الذي اخترته لصفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي كلها، بعدما فصلته ووزعه بين الاسم والنسب؛ فال التعريف لِلّقب، وفاطم بدون ياء النسب لاسم العلم، ولأني كتبته باللاتينية فإن البعض يدعوني فاتيم أو فاتي، ولا أجد في ذلك حرجا، أما الصورة فأضع زهرة ذابلة للدلالة على نفسيتي المحبطة، وكإحالة على اسمي الإداري، مع أن كلمة إداري تثير في النفس ما يشبه الرغبة في الضحك والبكاء معا.
أنحدر من عائلة محافظة، محافظة جدا إلى درجة أنهم لا يزالون مجتمعين في بيت واحد كبير؛ يضم الجدة، وهي امرأة طاعنة في السن، لا تفارق سجادتها المصنوعة من جلد خروف أحد الأعياد الذي لم يكن لي فيه وجود، وبيدها سبحة، وقربها إبريق من الأعشاب.
لا يمكن أن تميز ما إن كانت تسبح أو تخاطب الأموات، في صغري غالبا ما كنت أجلس قربها مساء، في زمرة إخوتي، لتحكي لنا حكايات الغول واليتامى السبع، أو لونجة ذات السالف الحريري.
ثم الآباء الذكور؛ أبي وأعمامي؛ أبناء مولاي يعقوب، أما العمات فيغادرن البيت لاحتضان أسرهن الجديدة، فلا يزرن الدار إلا في الأعياد والمناسبات.
وفي آخر الترتيب يأتي الأحفاد، وأنا واحدة من سبعة عشر سبطا، ولو تم ترتيبنا حسب العمر لكنت واسطة العقد.
بعد شهادة الباكلوريا أو كما نفضل اختصارها في أحرفها الأولى "باك"، والتي يدعوها إخواننا المشارقة بكالوريوس، حصلت على شهادة الإجازة في الآداب فالدراسات المعمقة في الإشهار ودلالة الصورة بعد ست سنوات من الدراسة الجامعية، وأشغل الآن منصب وكيلة إعلامية في صحيفة إلكترونية بأجر مقبول، وآمل أن تتاح لي الفرصة للارتقاء بوضعيتي المادية فيما بعد، خاصة بعد التقرير الذي نشرته مؤخرا في عمودي الخاص فأوقد شعلة الصحيفة وضاعف عدد قرائها، والذي يضم عصارات الحكاية التي سأسرد عليكم أحداثها.
وكبشارة أولية زادت من آمالي، فقد حصلت على وعد من أحد الدكاترة الجامعيين بأن يدعم ملفي إن تقدمت بطلب التسجيل في سلك الدكتوراه بالجامعة نفسها التي درست بها، وقد أبدى ــ مشكورا ــ إعجابه بالتقرير وبأسلوبي الخاص فيه. ذلك ما أنا عازمة على فعله، وقد بدأت بإعداد تقرير حول بحث الماجستير الخاص بي.
والحكاية التي سأسرد عليكم تفاصيلها في هذه الأوراق قد بدأت أحداثها فعليا قبل ست سنوات بالنسبة لي، وربما أكثر بالنسبة لتيتريت.

يتبع



#محمد_شودان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبخيس الثقافة
- الأحزاب الإسلامية والديمقراطية
- الخمار قيد في رأس المرأة
- الحمار العربي
- عربي أنا
- سيناريوهات تشكيل الحكومة المغربية
- نار تحت البرقع
- انتهى الكلام,,, إلى مزبلة التاريخ
- حربائية بنكيران
- مشروع متحف
- النظرية الثورية عند امرئ القيس
- مارطون تشكيل الحكومة المغربية
- نبوءة الشاعر
- شرارة شباط
- الدين والفلسفة
- في ظلال ما قبل الإسلام
- حلب وإعلام البيترودولار
- الحاجة إلى الوعي بالذات الجماعية
- ملامح المستقبل، نظامنا التعليمي إلى أين؟
- -اللغة العربية في منظومة التربية والتكوين- تدريس المؤلفات، ا ...


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شودان - رواية تحت عنوان تيتريت، نبت السماء الفصل الأول