أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عن العراق العظيم أتحدث















المزيد.....

عن العراق العظيم أتحدث


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5516 - 2017 / 5 / 10 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب على العراق أن يكون متميزا وقاسيا في خطابه القومي ،وأن تكون خاصرته مرتعا لسهام الغدر العربية ، حتى أن نظام حافظ"..." تحالف مع إيران ضده في الحرب العراقية –الإيرانية التي تم توريطه فيها ،وتمنينا لو لم تحدث ،كما أنه كان مكروها حضوره في القمم العربية ،وهذا ما جعل البعض يطالب واشنطن بتخليصهم من "المجنون".
لم تكن بغداد العروبة "تتبغدد"بما من الله على العراق من نعم كثيرة ،بل كان خيرها يعم البلاد والعباد ، وجيشها كان منذورا للجميع ،وما تزال قبور العراقيين في جنين رغم عمالة نوري السعيد للإنجليز ودوره المخزي في إحباط إضراب عام 1936 في فلسطين عندما قال لهم أن صديقتنا العظمى بريطانيا ستحل المشكلة"،وما أزال اتذكر كيف تحرك الجيش العراقي برمته إبان العدوان الإسرائيلي على سوريا في شهر تشرين 1973 ،ورغم أن احدا لم يبلغ القيادة بالأمر إلا انها أمرت بتحريك كافة القطعات العسكرية فورا وللمرة الأولى تسير المدرعات "حافية"على الشارع بسبب عدم وجود ناقلات مدرعات كفاية ، وكان ذلك أمام عيني بنفس يوم الحرب .
كانت العلاقات العراقية –السورية متوترة ولذلك رفض نظام الغدر في دمشق إدخال الجيش العراقي إلى الأراضي السورية ،إلا بعد مجيء وفد سوفييتي من موسكو وتعهد بإنسحاب العراقيين فور وقف إطلاق النار ،ومع ذلك رفض النظام السوري دخول العراقيين وهم يحملون أسلحتهم وأخبرهم انه سيسلمهم الأسلحة في أرض المعركة وقد وافق العراق العظيم المتعطش للتحرير غلى ذلك، وفي أرض المعركة إستبسل العراقيون الأشاوس وحرروا ما كان محتلا وكانوا يسلمون ما يحررونه إلى السوريين الذين كانوا بدورهم يسلمونه للإسرائيليين ، وكان الإسرائيليون يطلقون الرصاص من الخلف على العراقيين.
وقبلها حاول الجيش العراقي المساعدة في حرب حزيران 1967 لكنه لم يتمكن لأنه ضرب في الطريق ، وعموما سجل العراق بصماته القومية نافرة في سجلات التاريخ في حين سجل التاريخ المخازي للآخرين.
كانت أمريكا تخطط لإحتواء مزدوج يضم العراق وإيران معا لكنها فشلت فقررت إشعال النيران بين البلدين بعد إزاحة الشاه المقبور ، وأوعزت لعملائها توريط العراق ونجحوا في ذلك ،وبدلا من إستمرار الحرب مع إيران أسبوعا إستمرت ثماني سنوات وأكلت الأخضر قبل اليابس .
في الأيام الأولى للحرب العراقية –الإيرانية عقد وزير خارجية امريكا الثعلب الماكر "العزيز"هنري كيسنجر الذي تمتع برقص سهير زكي بعد مسرحية حرب 1973،عقد مؤتمرا صحفيا في مدينة فراكفورت الألمانية، وعندما سأله صحفي ألماني عن رأي واشنطن في الحرب الدائرة في الخليج بين العراق وإيران ،أجابه بلا إكتراث " فخار يكسر بعضه"،لكنه رفع رأسه فجأة وقال بتركيز"ولكن عليك ان تعلم بأن حكومة بلادي سوف تتولى أمر الرابح في هذه الحرب"؟؟؟
وهذا بنظري هو سبب إنهاء الحرب بإنتصار العراق على إيران لسهولة الإنقضاض عليه ،لأنهم يخافون من الإيرانيين "الفرس"الذين يتحدون بوجه العدو الخارجي عكس العرب الذين يطلبون من الآخر أن يهاجمهم .
بعد إنتهاء الحرب العراقية – الإيرانية العسكرية جاء دور الحروب الأخرى المجتمعة التي شنوها على العراق ،وفي مقدمتها حرب الحصار الغاشم الذي اوصل العراق إلى حرمانه من الخبز والدواء ،وقد رأيت بأم عيني خلال زياراتي الإعلامية للمستشفيات العراقية أن الأطفال يموتون إما بين يدي الأطباء لعدم وجود أدوية وأجهزة فحص حديثة ، أو على صدور أمهاتهم لإنعدام الحليب في أثدائهن بسبب الجوع والمرض والفقر والخوف.
أحد عشر عاما والعراق يقبع تحت الحصار والعرب لاهون بأفراحهم لقرب تخلصهم من العراق ،وقد قبل العراق بفرق التفتيش الدولية وليته لم يقبل ،لأنهم زرعوا له الجراد والجراثيم تحت الأرض وحفظوا خارطته عن ظهر قلب حتى قصور الرئاسة.
كان يمكن أن تحل الأمور مع الكويت بدون تدخل عسكري عراقي أفضى إلى تدخل عسكري عالمي قادته امريكا ضد العراق في الكويت ،وبعدها طال العراق في عقر داره .
هناك من أوعز للقيادة الكويتية أن ترفض منح بغدا عشرة مليارات دولار ،وقد أعلن حكيم العرب وشيخ كرمهم الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أنه سيدفع المبلغ للعراق حقنا للدماء ،لكن رسالة وصلته تقول أن "القضية أكبر منك فتنح عن الأمر "، وبعد ذلك تحرك الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للتهدئة ولم يتمكن ،وتبعه الراحل الملك حسين لكنه فشل أيضا رغم براعته الدبلوماسية.
كان ما حدث في الثاني من آب 1990 ضربة مزدوجة لكل من الكويت التي "تمادت "في البروز الدولي،والعراق الذي يشكل أصلا هدفا لأمريكا المدفوعة من قبل مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة "يهود اليوم ليسوا يهودا" ، وبضغط من مراكز الضغط اليهودي في واشنطن واهمها مركز الإيباك وما أعنيه أن هناك طرفا ثالثا أراد "تأديب "الكويت أيضا .
في آخر زيارة إعلامية لي إلى بغداد قبيل الغزو الدولي المدعوم عربيا ،وجدت أن "الديكتاتورية"العراقية نجحت في إعادة الأمن والأمان إلى هذه المدينة ،بدليل أن أهلها عادوا إلى سيرتهم الأولى ونزلوا إلى الشوارع عصرا لتناول "البوظة"أو "الموطة كما يسمونها ، بمعنى أن الأمن كان مستتبا وأن العراقيين تجاوزوا المحنة وبدأوا مرحلة البناء.
كان الإدعاء الأمريكي أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وان نظامه ديكتاتوري ،ولم يقولوا علانية أنه الوحيد الذي تجرأ وأطلق صواريخه ضد مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية ،ولذلك كانت سهولة الحملة الددولية على إسرائيل ،والغريب أن وزير الحرب/الخارجية الأمريكية كولن باول عاد وإعترف بأن الفبركات كانت بالجملة ضد النظام العراقي ،ولكن بعد خراب البصرة كما يقول المثل.
هناك أخطاء وقعت في ترتيبات الإستعدادات للمواجهة والصمود ،وتم تهميش كبار الضباط العراقيين ولا أحد ينكر ذلك ،كما أن هناك خيانات قادها رئيس الحرس الجمهوري الخاص الذي وشى بأسرار أسوار"خنادق"بغداد السبعة التي كانت معدة لتكون محرقة الغزاة بما يحملون من أسلحة ،ولا ننسى معركة بلدة أم قصر العراقية التي إستمرت لأسبوعين وهي قرية حدودية صغيرة أبدت فيها القوات العراقية أشد انواع البطولة وكذلك مطار بغداد .
عموما جرى ما جرى وقالوا انهم سيشكلون عراقا جديدا خال من الديكتاتورية والحروب والفلتان الأمني والعنف ،ولكن ما جرى وبعد14 عاما على إحتلال العراق وتسليمه ظاهريا لبعض أهله ،نرى الدم المسفوح يسيل يوميا بسبب القتل متعدد الأشكال والألوان.
كانت "الديكتاتورية"تشمل الجميع من أجل ضبط المسار ،لكن العراق الجديد تحكمه طائفية بغيضة وينتظرة تقسيم ،علما أن العراق"الديكتاتوري"كان عادلا في ديكتاتوريته عصيا على التقسيم ، عكس ما نرى اليوم.
العراق الجديد بات على وشك التقسيم بين الشيعة والسنة والأكراد مع إقامة كانتون يهودي كردي في سهل الموصل ،كما أنه جرى في عهد المالكي تسليم الموصل لداعش وكذلك غرب العراق ،وقد نزف العراق سيولا من الدماء في حربه غير المفهومة مع داعش ،وتأهب الأكراد لشن حرب التقسيم .
تسلموا العراق واحدا موحدا لكنهم سيتركونه مقسما لا خيارات امامه للعيش بكرامة لأن التقسيم خراب ،وسوف لن تترك أمريكا العراق حتى آخر نقطة نفط وآخر درهم في الخزينة وآخر قطعة آثار تحت الأرض.
معروف أن اليهود في الجيش الأمريكي شاركوا في غزو العراق بكتيبة خاصة ولكن مهمتها لم تكن القتال بل نصبوا خيامهم في اماكن محددة ومدروسة ،وبدأوا بالحفر للتنقيب عن آثار يعرفونها جيدا وترتبط بوجودهم في بابل وبتاريخ العراق حتى أنه يقال أنهم عثروا على التوراة الأصلية .
قبل أيام جرى تسريب أقوال لمسؤول امريكي نسيت إسمه في مواقع التواصل الإجتماعي يقول فيها :واهم من يقول أننا جئنا إلى العراق من أجل نفطه ،بل جئنا من أجل كشف تاريخه والتنقيب عن آثار تنقصنا لمعرفة تاريخ العراق حتى نعرف سر نجاحاته التاريخية.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 83
- القنبلة الأولى في حضن مجلس نقابة الصحفيين الجديد
- وثيقة حماس ..على هامان يا فرعون
- نحو تجديد الخطاب الديني
- وفد المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر يتفقد مدى ج ...
- العزوني يحاضر عن مشاريع التقسيم في المنطقة في الخيمة المسكون ...
- كوريا الشمالية حليف خفي لواشنطن
- علي فخرو ...الرجل الصهاينة هم اعداؤنا
- داعش ..حرب فرنجة صهيونية تحت راية إسلامية
- عبد الهادي المحارمة : عاشت فلسطين حرة عربية
- إرهاب بشار -...- لن يفوق الإرهاب الصهيوني
- حزب جبهة العمل الوطني يجدد لرئيسه أربع سنوات أخرى
- خان شيخون تسرع الإجتياح البري لسوريا
- الموساد الإسرائيلي يتغلغل في أرجاء العالم العربي
- كلمات هيلين توماس .. الاخيرة الدول العربية ستزول بالكامل
- الموساد الإسرائيلي يفجر في مصر
- خان شيخون..التوقيت والهدف
- التطرف..عدلت فأمنت فنمت
- بريطانيا تثأر من أمريكا
- رواية -إيزابيل ..كنعانية من الزمن الأول - ليوسف علان تبدع في ...


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عن العراق العظيم أتحدث