أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نعيم عبد مهلهل - قلب العراق ...قلبنا جميعاً














المزيد.....

قلب العراق ...قلبنا جميعاً


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 04:05
المحور: حقوق الانسان
    


العالم كله ينظر إلى العراق . يقضي سهراته على أخبار العراق . ويستمع بقيلولته على ما يحدث في العراق ، حتى أنهم بدأو يشتركون في كيبلات الفضائيات العراقية لأجل معرفة ماذا يستجد في العراق .
البسطاء كي يستأنسوا بمتعة الخبر وليقنعوا أنفسهم بأنه رغم العوز والبطالة فهم آمنون ، إذ لا يتعرضون إلى ما يتعرض له بسطاء العراق في قيلولة المقهى حين يندس بين الأرائك شبحا متمنطقا حزاما ناسفا ويعلنها حربا مع البشر وأقداح الشاي ، وبسبب الزحام تأتي الأطفائية متأخرة وكذا الشرطة وسيارات الإسعاف ليبدأ البحث عن هوية الأجساد المتفحمة . وتلك سريالية لا يعيشها بلد على الأرض مثلما يعيشها العراق.
المثقفون والكتاب والصحفيون . ما يجري في العراق رزق كتبه الله لهم ، وبراحة واسترخاء يكبتون عن الهم العراقي ، يفسرون ويخمنون وينصحون ويقراون المشهد بالناظور البعيد ، وكان العراق العظيم الكبير ، ذو الثلاث حضارات الأول هدفا حربيا يرصد بناظور مدفعية فيقرأ حاله وتضع الخطوط العريضة لآماله . يطبعون الرؤى بالآلات ابتكرها من اجل عولمة العراق بيل غيتس إلى صحف الداخل والخارج . لا ليقراها العراقي البسيط ،( الأكثرية الساحقة ) بل ليقرأها مثقف آخر يبني عليها تصورات جديدة ويكتب رؤى أخرى مطابقة أو مغايرة ، ودواليك ..أما أن يرسلها إلى صحيفة ، أو يظهر بها على فضائيات الشتات ، يمدح ، يلعن ، يفقه ، ونحن لاهم لنا هنا مفردات البطاقة التموينية وإحصاء ضحايانا ونصب مآتمهم اليومية ومراقبة لجة التحالفات التي يأمل منها العراقي سنوات أربع تمنحنا هدأة الليل من نور كهرباء لاتبرمحه أنياب الفساد الإداري ، ومياه نشربها غير ملوثة ، وطريق نمشي عليه بسلاسة دون مطبات وحواجز كونكريتية .
لهذا . فالعراق ملك الشاشة من دون منازع . لكنه لا يملك أجرا لهذه الملوكية سوى نفطه الذي تبعثر أحلامه عمليات تفجير الأنابيب وشراء سلاح الشرطة والجيش كي يصنعوا أمنه واستقراره ، فيما بنيته التحتية لازالت تراوح في مكانها . وصل سعر البرميل إلى سبعين دولارا في بلد يملك ثان احتياطي من الخزين في العالم ، ولم نر برجا اقتصاديا أو مجمعا سكنيا أو محطة كهرباء عملاقة ، أو مدينة ألعاب لأطفالنا أو مدرسة في كل غرفة فيها جهاز كمبيوتر وتدفئة من شتاء اطل على حقائب أطفالنا بالبرد والوحل والخوف من عابر حدود حمل باروده وجاء إلينا ليتغدى أو يتعشى في الجنة .
ولا اعرف متى كان موت طفل أو مرتاد مقهى طريقا لجنة الآخر .
ربما هذا يحدث في العراق فقط بتلك الصورة المشاعة والمتكررة ، ولعمري إن هذا قدر للعراق ما حسب له يوما بهذا الشكل ، ولكنه في القراءة المتأنية وفي تراكم التعسف السلطوي لكل الذين جلسوا على العرش العراقي منذ سقوط أور بسبب حصار الأمورين القساة الذين كانت مرثية أور تقول عنهم إنهم لا يعرفون حتى كيفية دفن موتاهم .
وهكذا صارت حكاية العراق مسلسلا لاينتهي مثلما انتهى مسلسل ليالي الحلمية وهولاكو والحاج متولي والنسروعيون المدينة .
غير إن قول جرير الأزلي : أعلل النفس بالآمال ارقيها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
يظل بضاعتنا الحالمة التي نتداولها ، ونحن نأمل منها أن تتشكل حكومة وحدة وطنية ، تقرأ ذاكرة العراق بصبر وشفافية ومسامحة . ليبدأ الزمن الجديد ، الزمن الذي نجعل فيه الفضائيات تتركنا وحالنا نبني العراق بطريقتنا الخاصة . فقلب العراق ..قلبنا جميعا ...



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الموارد المائية أنموذج للقادم العراقي من ارث الحكومة ا ...
- قصة قصيرة ..جولة ليلية للليل
- قصة قصيرة ....كلبة فوق سطح القمر ....
- ِيوم في حياة وزير الموارد المائية العراقي
- خواطر كونكريتية
- قصائد معتقة كخبز وجدوه في كهف أثري
- قصة قصيرة ..الحرب وذاكرة موزارت
- قصة قصيرة...الخرافة ..هي أن لاتكون قبل أن تكون
- قصة قصيرة ......لماذا يموت البلبل ؟...................
- قصة قصيرة ...كلب القرية لا ينبح بل يغني .
- من يضيف إلى عينيك الكحل غير أصابعي
- قصة قصيرة....أبي في متحف اللوفر...
- قصة قصيرة...شفتا صديقتي تكتب القبلات ببراعة
- قصة قصيرة ...الشراكسة ومدحت باشا ومدينتي
- قصة قصيرة.. شارب دالي ودولة مالي وردود أفعالي .
- البصرة دمعة نخلة وتوابل قبلة خضراء
- قصة قصيرة ..البرتقال وام اولادي
- قبعة مكسيكية .. وموسيقى موزارتية .. وقصائد سريالية
- قصائد كتبتها نيابة عن أندريه بريتون
- عام مندائي آخر .. وسيغطيني النور برداءه الأبيض


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نعيم عبد مهلهل - قلب العراق ...قلبنا جميعاً