فوز حماس في القدس جاء صدفتاً

شادي راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 03:56
المحور: القضية الفلسطينية
    

مما لا شك فيه ان فوز حركة المقاومة الاسلامية " حماس في القدس جاء ليس بسبب قوتها التنظيمية ، بل بسبب
التخبط السياسي الذي يعاني منه الشارع المقدسي ، وبسبب الخلافات الداخلية التي تعصف بحركة التحرير الوطني "فتح" ، والمشاكل
والغلطات التي اقترفتها التنظيمات اليسارية " الجبهة الشعبيةوالجبهة الديموقراطية " يوم الانتخابات وقبل ذلك ، وامريكا واسرائيل .

والسبب الرئيسي في فوز حماس في القدس ، هو عدم ذهاب كثير من الناس المحسوبين على فصائل منظمة التحرير الى صناديق الاقتراع
للإدلاء بأصواتهم ، مما ساعد بشكل كبير في فوز حركة المقاومة الاسلامية " حماس " وسقوط مرشحي هذه الفصائل وعدم نجاححهم في انتخابات
المجلس التشريعي
.
والسبب الغير مباشر في فوز الحركة في القدس ، هو تعاطف الناس مع الحركة بسبب تهديدات امريكا واسرائيل بمنع الحركة من المشاركة في الانتخابات
ومنعها من القيام بحملتها الدعائيه في القدس ، مما اكسبها تعاطف شعبي كبير ساعد في تعجيل فوز حركة المقاومة الاسلامية " حماس " ، وفوزها بمقاعد القدس الاربعة
التي تمثل المسلمين في المجلس التشريعي
.
ومن الاسباب انعكاس الاخلافات الداخلية لحركة التحرير الوطني " فتح " بشكل سلبي على الشارع المقدسي ، بحيث جعلته يصوت لحركة المقاومة الاسلامية "حماس " ،
بشكل أكبر من حركة التحرير الوطني "فتح " ، وهو سبب لا يقل اهمية عن الاسباب الاخرى التي ذكرتها والتي عجلة في فوز حركة المقاومة الاسلامية " حماس " .

ومن الاسباب ايضاهو عدم الوعي لعملية التصويت من قبل عناصر فصائل منظمة التحرير اذ كان يحق لكل شخص ان يضع ستة مرشحي في الورقة الواحده ، بحيث ان الكثير من المحسوبين على فصائل منظمة التحرير " فتح ، الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية " كان يعطي صوت لمرشح التيار المحسوب عليه والباقي لمرشحي حركة المقاومة الاسلامية " حماس " ظناً من هذا الشخص ان العمل الذي قام به لن يؤ ثر على مرشح التيار المحسوب عليه وهو الذي عجل بفوز حركة المقاومة الاسلامية وحسمها لمقاعد المسلمين الاربعة التي تحق لمواطني محافظة القدس في المجلس التشريعي .

وتأخر الحملة الدعائية لكثير من مرشحي القوى الوطنية وفصائل منظمة التحرير في المدينة المقدسة وعدم توعية الناس لعملية التصويت التي اكسبت برأي الشخصي حركة المقاومة الاسلامية " حماس" الكثير من الاصوات التي كانت ضائعه بين هنا وهناك ، بحيث اصبح الناخب المقدسي ينتخب في نفس ورقة الاقتراع مرشحي اقصى اليسار ومرشحي اقصى اليمين وهذا يدل على التخبط السياسي الذي يعيشه الناخب المقدسي الذي اصبح في هذه الحاله بلا رأي واضح فهو ينتخب فريقينه شتان بينهما .

وفي النهاية هنيئأً لحركة المقاومة الاسلامية " حماس "، على أمل ان تقوم حركة التحرير الوطني "فتح " بحل خلافتها الداخلية وتجاوز ازماتها ،وان تقوم قوى اليسار بتجاوز كامل مشاكلها وتشكيل تيار سياسي ثالث تكون فيه جميع قوى الحالة الديموقراطية في فلسطين ممثلة ، وان تقوم هذه القوى بمعالجة مشاكلها واغلاطها يوم االانتخابات على أمل ان تفوز في الانتخابات الفلسطينية القادمه بعدد اكبر من المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني .

#شادي_راسم_عبيدات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات