أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - اللاحضارة... واللاشيء















المزيد.....

اللاحضارة... واللاشيء


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5514 - 2017 / 5 / 8 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللاحضارة... واللاشــيء...
عندما كنت فتى بالثالثة عشر من عمري.. استقلت سوريا.. وكنت أسمع الخطابات عن الأمة العربية.. وعظمتها وتاريخها.. عن الأمة الإسلامية وقوتها وإيمانها وجبروتها.. وانتشارها بالعالم.. وانها أفضل أمة عند الله... وأننا قادرون على محابهة مجابهة ومحاربة العالم بأسره... وإعادة إمبراطورياتنا التاريخية... وبالخامسة عشر من عمري.. أعلنت الأمم المتحدة عن تقسيم فلسطين.. وتجمعت عديدة من الدول العربية والإسلامية وأعلنت الحرب ضد هذا القرار.. وجندت وحاربت.. وخسرت الحرب.. لأنها لم تكن محضرة لأية معركة.. بالإضافة أن غالبها ذهب إلى المعركة لغايات أنانية ودينية وعرقية.. بالإضافة إلى ضياع القرار والتنظيم والتحضير.. والحضارة.. والــتــآمر الجيناتي... وكنا كما نحن اليوم.. لا نخترع ولا نصنع أي شـيء.. ونشتري كل شـيء.. وفقدنا فلسطين... ومن يومها.. كأي يوم من بدء هذا التاريخ.. نفقد كل شـيء.. نفقد كل معركة.. ونغرق بالهلوسات الإمبراطورية والوحدة العربية والأمة الإسلامية... وانظروا إلى حالتنا المرثية المهترئة اليائسة البائسة الحزينة... حتى وصلنا إلى ما سموه لنا " الربيع العربي "... ملايين وملايين من المهجرين.. على دروب وجوهنا الكالحة الفقيرة.. يبصق العالم ملايين وملايين فقراءنا.. وملايين وملايين أطفالنا المرضى والشحاذين المبوذين.. بلا مدارس.. بلا غذاء...
بينما مليارات ومليارات حكامنا وملوكنا وامرائنا.. تصرف بالمواخير الغربية.. حتى المليارات التي يجنيها حكام مكة وحماة الإسلام من مواسم الحج المفروضة.. لا تصرف لإنقاذ طفل مريض فقير من أمة العربان التعيسة.. يتحمل الافتراس والاغتصاب والبغاء المفروض.. حتى يشتري خبزا لأخوته المساكين ببلدان الجوار التي تعاملهم وتطاردهم مثل الحيوانات المشردة...
هذه هي حالتنا اليوم.. دول هزيلة.. دول مجزأة.. دول بلا قرار ولا مصير... وما زلنا نمضغ قــات الوهم وانتظار ليلة القدر... والطامة الكبرى.. والطامة الكبرى يا بشر الغباء.. أنكم ما زلتم تعتقدون أنكم أفضل أمة عند الله.. وأنكم أفضل البشر... وأنكم ســوف تبنون دولة الوهم والغيب.. والحجر... بينما حقيقتكم أينما كنتم.. وأينما رحلتم.. وأينما هاجرتم تحملون معكم تعاليم وعادات وقوانين وشريعة صحراء الربع الخالي... وسوف تبقون لا شـيء.. على رمال الوهم واللا شــيء!!!......
*********
شـــخــصــيــة...
سمعت شخصية سورية (مخضرمة بعثية) مساء البارحة.. تعيش بإحدى المدن الأوروبية.. منذ بــدء الكارثة والحرب السورية.. محاضرا بين مجموعة من الحلقات البورجوازية حوله.. عن انتصارات مشروع المناطق الآمنة, مما تبقى من سوريا المجزأة... كأنه ماريشال سوفييتي ربح معركة ستالينغراد... بينما هذا القرار مفروض على السوريين من عرابيهم.. وغير عرابيهم.. ممن ينهش بجسد هذا البلد المتعب من بداية هذه الحرب التي لا تحمل أي نعت.. غير نكسة ومصيبة.. كأردوغان وزبائن أردوغان... حتى أصبح هذا البلد.. كسوق بــغــاء.. تباع فيه وتقتسم أراضيه.. وقراراته وحرياته ومصيره وكرامته... والغريب المحزن أن هذا المحاضر المخضرم ما زال قانعا أننا ما زلنا نملك زمام المعركة وزمام المصير والمستقبل... وأن لــه دورا ــ بمستقبل قريب ــ هنا وهناك بهذا المصير والذي ما زال معتما.. على دروب مجهولة معتمة...
وأفهم الآن.. لماذا منذ مئات السنين.. نخسر جميع المعارك... لأنه حتى من نعتقد أنهم نخبة المفكرين والأنتليجنسيا والسياسيين العرب... لـم ينتجوا ولم يقدموا... ولن يقدموا لنا أية حقيقة حقيقية... ولم ينتجوا لهذا البلد المتعب الحزين.. سوى ما ينفخ كروشهم ومصالحهم الشخصية.. وبعدها يوزعون الفتات للحلقات التي تتعايش حول موائدهم... والجوع الفكري لحياة ولمستقبل ( أو لا مستقبل) بلدانهم....
***************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ بــفــرنــســا رئيس شــاب جــديــد
استيقظت فرنسا هذا الصباح, على رئيس جديد لجمهوريتها المتعبة.. عمره أقل من أربعين سنة تقريبا... فـاز البارحة مساء بحوالي 66% من أصوات المنتخبين المقبولة.. أسمه Emmanuel MACRON.. ضد السيدة Marine Le Pen التي حصلت على حوالي 34% من الأصوات المقبولة... ربع أعداد الناخبين تغيبوا عن صناديق الاقتراع.. وحوالي 20% من الناخبين صوتوا أبيضا... يعني لا لهذا ولا لتلك!!!...
لم أفـــاجـــا على الإطلاق بهذه النتيجة الساحقة, بالنسبة للانتخابات الفرنسية المعتادة التاريخية للانتخابات الرئاسية الفرنسية.. حيث تبقى الفروق بين مرشحي التصفية ألأخيرين.. أقل من عدد أصابع اليد الواحدة... لأن السيد ماكرون تبنته من مدة سنة كاملة, جميع وسائل الإعلام والدعاية الضخمة.. بالإضافة إلى شخصيات اليسار واليمين و الوسط الفرنسي التقليدي.. نقابة أصحاب الشركات الرأسمالية والمتعددة الجنسيات.. البنوك الكبرى.. وخاصة بنك روتشيلد المعروف.. رئاسة الطائفة الكاثوليكية.. رئاسة اتحاد الجمعيات الإسلامية.. ممثلوا الطائفة اليهودية... ضاربات وضاربوا البخت (المبصرون)... الجرائد الفرنسية الرئيسية الكبرى...
خلال أكثر من خمسين سنة من وجودي بهذا البلد, ومشاركتي المباشرة بكل نشاطات الانتخابات المباشرة وغير المباشرة.. لـم أر كل هذه الطاقات لدعم ومناصرة مرشح لرئاسة الجمهورية, بهذا الشكل المفتوح بلا حدود.. كأنها تدعم نجم هوليودي جديد لإنتاج فيلم سينمائي ضخم يكلف ملايين وملايين الدولارات أو الأورويات... حتى ذابت تحت أقدامه بهذه الانتخابات جميع قوى اليسار والوسط واليمين الفرنسي... وتراكض العديدون من (سادة ) هذه الأحزاب للانضمام إلى عسكره وزلمه ومطبليه... لم أر خلال كل نشاطاتي الفكرية والسياسية والاجتماعية بهذا البلد.. عمليات "خيانات واستسلام واستزلام" من شخصيات سياسية تاريخية معروفة.. تــنــضــم باقات باقات.. من أشهر وأيام.. إلى السيد ماكرون قبل الانتخابات وفور نجاحه.. تأمينا لوظائف موعودة مأمولة منتظرة.. لست أدري إن كان ــ بــذكائــه ــ سوف يؤمنها لهم... خشية حذره من خياناتهم المتكررة... ولكنه باعتقادي سوف يضع كل إمكانياته ــ بلا حدود ــ لدعم (مـــشـــاريـــع) المؤسسات الرأسمالية الكبرى التي فتحت لــه من بداية شبابه وتحضيره وطموحاته.. جميع الأوتوسترادات.. للوصول إلى قــمــة السلطة!!!.......
خمسة سنوات جديدة.. غير معروفة تهيمن على فــرنــســا... على ما تبقى من قوى الفكر الحر النادرة المتبقية.. لمتابعتها ومراقبتها بــوعي كــامــل... من يدري؟؟؟... من يـدري؟؟؟!!!.......
ــ إضافة واقعية حزينة
كتب طبيب سوري إسعافي, يعمل بمستشفى إسعافي في سوريا.. أن سيارة إسعاف جلبت جنديا وقع على لغم تفجر.. ورجله شبه مبتورة.. ولما حاول تنظيف رجله قبل العملية.. قال لـه " دخيلك يا دكتور قبل أن تخدريني..لاقيلي قطعة خبز.. لو يابسة حتى آكلها.. لأني جـــوعــان "...
رسالة لسيادة البعثي المحاضر... والذي حدثنا عن المناطق الآمنة!!!...

بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم... وخاصة للنادر القليل المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يقاومون ويناضلون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ للدفاع عن الكلمة الصحيحة الحرة, والحريات العامة, وحقوق الضعفاء, والــتــآخــي والسلام بين الشعوب, ومساواة المرأة الكاملة مع الرجل.. والعلمانية الحقيقية الكاملة... لــهــن ولــــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتــأيــيــدي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية الــرفــاق المهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فـــرنـــســـأ



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال عن الحق...
- صعوبة واستحالة إمكانية الاختيار...
- ما زلنا ننتظر... سياسات فرنسية عرجاء...
- تواصل الغباء...
- كم كنت أتمنى... هذه معايدتي...
- هل السيد دونالد ترامب إنسان طبيعي؟؟؟!!!...
- رسالة مصرية... وهامش عن السيد ترامب... وغيره...
- لماذا يكرهوننا؟؟؟!!!...
- غازات سامة.. فكرية وسياسية...
- من يراقب - مانيفست - الحوار المتمدن؟؟؟!!!... رسالة إيجابية إ ...
- جنيف 113... وهامش من أجل فلسطين...
- القمة؟... قمة دول الجامعة العربية... بالبحر الميت.
- تساؤلات واستغراب... وصرخة غضب...
- رد على - عملية لندن الإرهابية -... وعقدة الإرهاب الإسلامي.. ...
- متابعة لحملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة... وهامش ع ...
- إنها قضيتنا...
- وصمة عار
- ما بين ناتانياهو وآردوغان...
- لماذا يوم المرأة؟؟؟!!!...
- مشاركتي المختصرة.. بيوم المرأة العالمي... صرخة مخنوقة بوادي ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - اللاحضارة... واللاشيء