نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 5514 - 2017 / 5 / 8 - 15:02
المحور:
حقوق الانسان
عن فاطمة عفيف.
هذا الأحد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية الطفلة فاطمة عفيف ذات الستة عشر ربيعا ً بإطلاق النار عليها من مسافة ٍ قريبة.
الحُجَّة: تحمل سكينا ً وتتقدم نحوهم.
كنت ُ قد اتَّخذت قرارا ً بمقاطعة الأخبار، بالتوقف عن الإحساس، بالامتثال لعقلي الذي يقول لي أن هذا الجنون لن ينتهي فهو في جيناتنا كبشر، نحملُه تراثا ً و إرثا ً و طبيعة ً كنتيجة لمليار و نصف عام من النشوء و التطور، لكني أمام صورتها و هي تحتضن ُ الأرض ميتة ً ضعفت، بكيت، لم أقدر، احتقرت ُ نوعنا، وصمتُه في وجداني بالقذارة، تبا ً لنا، تبا ً لهم، تبا ً للأرض بمن عليها، أيها العميان إنها طفلة!
إنها أصغر من ولدي بعام ٍ واحد! في مثل شبابه، لها أحلامها بحياة كريمة، مثله تماماً!
لها وطن ٌ مسروق و أرض ٌ لا تستطيع أن تحيا فوقها بكرامة، يحيط بها قومها الذين خلت من حولهم الأنصار و بات فيهم المهاجرون إلى كل ِّ بقاع الأرض!
تبا ً لمن يسمُّون أنفسهم: جيش الدفاع الإسرائيلي!
دفاع ٌ عن ماذا بالضبط؟ عن أرض ٍ سرقتموها؟ عن دولة ٍ لا تستطيعون استدامتها سوى بأن تقتلوا أطفال من سرقتم أرضهم؟ عن سور ٍ بنيتموه بينكم و بين أصحاب الأرض؟ تُرى أي َّ سور ٍ بنيتم بين ضمائركم وبينكم، وما كُنهُه بالضبط؟ مما هو مصنوع، أتجرؤون أن تفحصوا أنفسكم؟
تتقدم نحوكم بسكين؟ ألستم مدربين على القتال، أفلا يمكنكم تحيد هجومها بدون إطلاق النار؟
بلى تستطيعون لكنكم لا تريدون. أوامركم أن تطلقوا النار و تقتلوا، فهي رسالة توجهونها للفلسطينين أن دماءهم لا تعني لكم شيئا ً و أن حياتهم بلا قيمة، و أنكم شرسون، دميون، وأن عليهم أن يخافوكم و يحذروكم و يبتعدوا عنكم، هذه رسالتكم إليهم، و هي واضحة، لكنها بالنسبة لي لا تعني سوى أنكم قتلة و مُعتدون، و ستبقون قتلة ً و معتدين، فوق أرض ٍ ليست لكم.
يا فاطمة، خدعوك ِ حينما قالوا لك ِ أن هذا جهاد، و أنك ِ تمضين ِ في سبيل القضية و الأرض و الإنسان، يا أُخيَّة يشهدُ كل ُّ مقدَّس ٍ في وجداني، و هو لا كمقدساتهم أبدا ً لكن أجلُّ و أعظم، بأنِّي لا ألومُك ِ، و بأنَّك ِ عندي: ضحية،،،
،،، ضحية ُ من غسلوا دماغَكِ،،،
،،، ضحية ُ من زينوا لك ِ الموت،،،
،،، ضحية أمَّة ٍ قال فيها الُقصيمي أنها ظاهرة ٌ صوتية، فأجاد الوصف و التوصيف و صدق َ صدقا ً عظيماً،،،
،،، ضحية احتلال و اغتصاب للأرض و الإنسان،،،
،،، ضحية الأدلجة في الدين و السياسة،،،
،،، لكن قبل كل شئ: ضحية أحلامِكِ بالكرامة و الحب و الضحك!
آه ٍ يا فاطمة أدميت ِ قلبي، ليتك ِ بلغت ِ الجامعة، ليتك ِ تقدَّمت ِ لوظيفة، ليتهم رفضوك ِ فعدِّت باكية ً إلى أمُّك، عل البكاء يغسل بعض الألم فيك ِ، و ليتك ِ توظَّفت ِ في أي مكان، و بكيت فرحا ً، علَّ البكاء يغسل بعضا ً آخر من الظلم،،،
،،، آه ٍ يا فاطمة ليتك عشقتِ، ليت يدك ِ ارتجفت للمسة ِ حبٍّ، و تورَّدت وجنتاك ِ لزغرودة فرح ٍ في خطبتكِ، و ليتك ِ فطمتِ يا فاطمة، ثمرة َ حبٍّ في بيتك ِ، في أرض ٍ اسمها أرض السلام،،،
،،، لكنها لم تعرف يوما ً السلام!
آه ٍ يا فاطمة، كم فاطمة ً أخرى يجب أن تموت حتى نصحوا!
كفى، عن جد كفى!!!!!!!!!!!!!
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟