أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الثورة الصاخبة والثورة الصامتة















المزيد.....

الثورة الصاخبة والثورة الصامتة


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 5514 - 2017 / 5 / 8 - 09:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الثورة تأكل اطفالها"
تلك كانت عبارة استاذي في العلوم السياسية في المعهد الجامعي للدراسات الدولية في جنيف حيث تقوم سويسرا بإعداد كوادرها الدبلوماسية والقنصلية.
.
والثورة التي كان يتكلم عنها استاذي هي الثورة الصاخبة التي تمر بها الدول العربية والإسلامية
ثورة الشوارع وضجيج السلاح والتي ادت إلى طريق مسدود... فدخلت السيارة في حائط فدُمرت السيارة وقتل وجرح من فيها.
.
لن ندخل في نظرية المؤامرة
فكما كان يقول الرئيس التونسي برقيبة، إن استُعمِرنا فلأننا كنا جاهزين لكي يتم استعمارنا من الغير
وإن تآمر الغير علينا، فلأننا كنا جاهزين لي يتآمر علينا الأخرون.
وإن قام احد بسرقتنا، فلأننا لم نحمي بيتنا وتركنا بابنا مفتوحا على دفتيه ليدخل من يشاء ومتى يشاء.
.
في مقابل الثورة الصاخبة هناك الثورة الصامتة. وهو ما يذكرني بكتاب محمود لواساني: سويسرا الحضارة الصامتة.
ولسان حال السويسريين هو: كن ولا تظهر être et non paraître
فسويسرا في طليعة الدول المتقدمة في جميع المجالات رغم صغر حجمها الجغرافي (41277 كيلومتر مربع ، أي اقل من نصف مساحة الأردن) وصغر عدد سكانها (قرابة ثمانية ملايين نسمة، أي اكثر من من سكان الأردن بقليل)
وحقيقة الأمر لم تصبح سويسرا ما هي عليه اليوم دون سبب. فقد مرت في فترات حروب دينية بين كاثوليك وبروتستنت كادت تدمرها. وعبارة (حروب دينية) استعملت أول مرة في التاريخ للإشارة إلى تلك الحروب في سويسرا.
عندها قررت سويسرا ان ترتب وضعها الداخلي بحل المشكلة الطائفية، وذلك من خلال دستور ثوري هادئ تبنته عام 1874 فصل بين الدين والدولة، وحذف المحاكم الطائفية، ووحد القانون المدني الذي يتضمن موضوع الأحوال الشخصية (مما يعني انه يحق لكل شخص ان يتزوج مع من يريد مهما كان دينه)، ومنح حرية العقيدة للجميع (فكل شخص له الحق في تغيير دينه في عمر 16 سنة، وبعد هذا العمر لا يستطيع احد ان يفرض عليه تعليم ديني)، ووحدت المقابر (أي ان الجميع يدفنون معا بالدور مهما كانت ديانتهم).
.
كان هذا عام 1874. وبعدما صفى السويسريون مشاكلهم الداخلية واستتب السلام الداخلي، اصبح بإمكان الشعب التفرغ للعمل والتعاون معا لبناء دولة حديثة، دولة المواطنة، دولة تؤمن بمبدأ الحرية والمساواة لجميع المواطنين مهما كانت ديانتهم، بعيدا عن النزاعات الطائفية.
.
أين الدول العربية والإسلامية من سويسرا؟
- المسلم يكرر على الأقل 17 مرة يوميا: اهدنا السراط المستقيم سراط الذين انعمت عليهم، غير المغضوب عليهم (أي اليهود) ولا الضالين (أي النصارى).
- من يلد مسلما يجب ان يبقى مسلما طول عمره، ومن يترك الإسلام يعتبر مرتدا ويقتل (وهو ما قرره مجلس وزراء العدل العرب في القانون الجزائي العربي الموحد لعام 1996)، بينما تسعى الدول العربية والإسلامية بكل الوسائل الأخلاقية وغير الأخلاقية لتحويل غير المسلمين للإسلام
- يحق للمسلم ان يتزوج من مسيحية أو يهودية، ولكن الويل ثم الويل للمسيحي أو اليهودي الذي يتزوج مسلمة. وهو من متبقيات نظام السبايا. فهو يتعرض للقتل
- للسنة مقابرهم، وللشيعة مقابرهم، وللمسيحيين مقابرهم، وللهيود مقابرهم. فهم لا يتحملون بعضهم بعضا حتى في الموت. فما بالك في الحياة؟
- التعدي على دور العبادة لغير السملمين في بعض الدول العربية والإسلامية اصبح امرا طبيعيا... فهم كفرة لا حرمة لدور عبادتهم... وهو ما يحدث في مصر بين الفترة والأخرى
- لا بل أن مصر اعادت نشر كتاب شيخ الأزهر الأسبق مرتين عام 2012 و عام 2013 يدعو فيه إلى هدم كنائس مصر والقاهرة (أنظر مقالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=557157)
- ولن اذكر ما تقوم به داعش واخواتها من جرائم اعتمادا على ما يقوم الأزهر الشريف بتعليمه في مناهجه لأكثر من خمس ملايين طالب من الحضانة إلى الجامعة.
- ناهيك عن الدعاء على النصارى واليهود ليلا نهارا في الجوامع: رمل نساءهم، يتم اطفالهم الخ من السخافات.
.
ماذا تنتظر من دول تعلم الكراهية من الحضانة إلى الجامعة، في الجوامع ووسائل الإعلام المختلفة؟
ماذا تنتظر من دول تكرر شعوبها 17 مرة يوميا: اهدنا السراط المستقيم سراط الذين انعمت عليهم، غير المغضوب عليهم (أي اليهود) ولا الضالين (أي النصارى).
ماذا تنتظر من دول لا تحترم الحرية الدينية، وتتعدى على حرمة المعابد، وتفرق حتى في المقابر بين المسلمين والنصارى واليهود؟
ماذا تنتظر من دول تسمح للمسلم ان يتزوج من مسيحية ويهودية بينما تمنع زواج المسلمة من المسيحي واليهودي؟
الخ الخ الخ.
.
كراهية كراهية كراهية....
فماذا تنتظر؟
.
إن ارادت الدول العربية والإسلامية الخروج من المأزق المدمر الحالي عليها ان تعيد ترتيب بيتها من الداخل... كما فعلت سويسرا
- فصل الدين عن الدولة
- حذف المادة الدستورية التي تعتبر الإسلام دين الدولة
- حذف جميع المحاكم الطائفية والقوانين الطائفية في مجال الأحوال الشخصية وعمل قانون احوال شخصية موحد
- السماح لكل شخص بتغيير دينه بعمر 16 سنة
- السماح بالزواج لكل شخص بمن يريد مهما كانت ديانتهما
- الإعتراف بمبدأ المواطنة مع حقوق متساوية للجميع مهما كانت ديانتهم
- عمل قانون موحد لدور العبادة
- توحيد المقابر
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد حرق القرآن... ومع ترتيبه
- شيخ الأزهر السابق يدعو إلى هدم الكنائس
- متابع: الإسلام لا يستحق الإصلاح
- إن كان عندك بيضات
- حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في خمس دقائق
- هل نؤجل الطعن في القرآن؟
- هل يجرؤ الاساتذة مناقشة كتابي عن اخطاء القرآن؟
- الخوف من الأنبياء الجدد (8): حضرة النبي الدجال
- الخوف من الأنبياء الجدد (7): الملحدون هم الأنبياء الجدد
- الخوف من الأنبياء الجدد (6): هوس المتدينين
- الخوف من الأنبياء الجدد (5): نريد نبي مشاغب
- القرآن تأليف حاخام مسطول - تعليق
- جائزة نوبل للغباء
- الخوف من الأنبياء الجدد (4)
- الخوف من الأنبياء الجدد (3)
- الخوف من الأنبياء الجدد (2)
- الخوف من الأنبياء الجدد (1)
- القرآن بين أهل السنة والشيعة (4)
- أقترح أن تترك لقب نبي
- القرآن بين أهل السنة والشيعة (3)


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الثورة الصاخبة والثورة الصامتة