أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - محنة غير المسلمين في المجتمعات الاسلامية














المزيد.....

محنة غير المسلمين في المجتمعات الاسلامية


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 15:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تقرأ دستورا لدولة غالبيتها من المسلمين تجد نصوصا جميلة تتحدث عن الاخاء والمساواة والمحبة وتكافوء الفرص بين المواطنين المسلمين ونظرائهم من غير المسلمين ولكن في الحياة اليومية ستجد النقيض تماما ماعدا بعض الاستثناءات النادرة، فهناك واقع يومي مرير يتكبده غير المسلمين ويعانون منه اشد المعاناة ،حتى ان عشرات الالوف منهم فروا الى ملاذات بعيدة هربا بحياتهم من بلدان لاتوجد فيها المحبة والمساواة الخيالية الا على الورق.
في المجتمعات المتمدنة ليست هناك اكثرية او اقلية، كما هو معروف لدينا، فالكل مواطنين (وليسوا اهل ذمة) ينعمون بنفس الحقوق ويؤدون نفس الواجبات.
ولكن في مجتمعات المسلمين ينظر الى الاقليات الدينية اما ككفار، او عملاء لدول اجنبية - قامت الدولة العثمانية مثلا بذبح عشرات الالوف من الارمن الابرياء في عام1915م تحت هذه الذريعة - او فريسة سهلة للاستيلاء على ممتلكاتها تحت طائلة التهديد والابتزاز والتهجير والتشريد وخطف الابناء كما يحدث الان في العديد من الدول الاسلامية.
الثقافة الذمية تعني النظرة الدونية لغير المسلمين والوصاية عليهم بدلا من ثقافة المواطنة التي تعامل المواطنين في الدول العلمانية سواسية بدون تمييز على اساس الدين او المذهب اوالجنس او القومية وكل هذا مفقود تماما في المجتمعات الاسلامية.
في المجتمعات الاسلامية هناك تمييز واضح ومترسخ في قطاع العمل ضد غير المسلمين سواء في بداية السلم الوظيفي او في قمته فغير المسلم مثلا لايستطيع ان يعمل كنادل في مطعم او في بقالة للمواد الغذائية لانه يعتبر كافرا ونجسا، كما لايقبل اي بلد اسلامي ان يكون رئيسه او رئيس الوزراء فيه من غير المسلمين (اذا استثنينا الوضع الخاص للبنان)، فلا ولاية لغير المسلم على المسلم كما تنص الشريعة!
ولكي اكون منصفا ، في المجتمعات الاسلامية يعامل اي شخص خارج القطيع بنفس المعاملة بل اسوأ فاذا كنت مسلما وانت من طائفة اخرى غير حاكمة فأنت مواطن من الدرجة الثانية ، اما اذا كنت علمانيا اوخرجت من الاسلام فحكمك حكم الكافر!
والمرأة في المجتمعات الاسلامية تحظى بالوزر الاكبر من المعاملة غير العادلة كما هو معروف لدينا.
لقد اسست مايسمى بالعهدة العمرية بداية المعاملة الذليلة والمهينة غيرالمبررة لغير المسلمين بعد استباحة ديارهم سواء في العراق ومصر وبلاد الشام وتحويلهم الى عبيد مع وقف التنفيذ.
ويكشف لنا هذا النص عن مضمون هذه الوثيقة: (من كتاب لإبن القيم الجوزية ( أحكام أهل الذمة) عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب (634-644) رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه :
ألا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجدِّدوا ما خُرِّب، ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم، ولا يؤووا جاسوساً، ولا يكتموا غشاً للمسلمين، ولا يعلّموا أولادهم القرآن، ولا يُظهِروا شِركاً، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا، وأن يوقّروا المسلمين، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، ولا يتكنّوا بكناهم، ولا يركبوا سرجاً، ولا يتقلّدوا سيفاً، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم، ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم، ولا يَظهِروا النيران معهم، ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين. فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم، وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق).
ولنا ان نتسائل هل تتفق هذه الوثيقة مع ابسط المفاهيم المعروفة لحقوق الانسان؟
وفقا لهذه الشروط المجحفة، كانت الاقليات الدينية تدفع الجزية مرغمة طوال التاريخ الاسلامي.
يظل المسلم اسيرا دوما لرهاب اجتماعي تاريخي من الاخر المختلف سواءا في بلده او في الغربة. لقد لجأ العديد من المسلمين المعتدلين الى البلدان الغربية هربا من تطرف اخوانهم في الدين لكنهم اصبحوا في نهاية المطاف متطرفين ومتشددين اكثر من جلاديهم بالرغم من جو الحرية والمساوة واحترام حقوق الانسان الذي يعيشونه هناك وهم يعاملون مواطني تلك الدول التي استضافتهم ككفارمشركين ولو تسنى لهم الامرلقتلوا من ليس على شاكلتهم بدم بارد!
ويبقى السؤال يجر السؤال وتبقى الاجابة نفس الاجابة (كما قال الشاعر الفيتوري) هل يمكن ان نتقدم خطوة الى الامام تحت سقف هذا الخطاب الاقصائي المتخلف؟



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة يحكمها الاموات!
- العريفي : سفير الموت المتجول!
- ارهاب الافطار العلني في رمضان
- مصر: مابعد الطوفان الوهابي
- الاسلاميون اعداء الحب
- هل صار الاسلام عبئا على المسلمين؟
- وما زال البحث عن الاسلام الصحيح مستمراً!
- العراق : تجميل الوحش القبيح!
- ايديولوجيا الخراب!
- الاسلام حصاد الخوف
- متى تتوقف ماكنة الارهاب الاسلامي؟
- الاسلام ليس الا شجرة شوك!
- ماذا فعل الاسلاميون بالعراق؟
- ثقافة الوصاية في المجتمع الاسلامي
- الاخلاق علمانية وليست دينية !
- التدين الزائف في المجتمع العراقي
- الدولة المدنية والاسلام : هل يجتمع النقيضان؟
- لماذا يجب اعتبار الجهاد جريمة ضد الانسانية؟
- لماذا يحول الاسلام الناس الى وحوش ضارية؟
- ازمة العقل المسلم


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد عطشان هاشم - محنة غير المسلمين في المجتمعات الاسلامية