أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - خارج تلك المدينة5















المزيد.....

خارج تلك المدينة5


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5514 - 2017 / 5 / 8 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


الفصل الخامس
.اعتدت الجلوس هناك انتظر ..انتظره كيف ساعود لها وانا لم اراه ؟ مرت ليلة وثلاث لم يعد ..اكتشفت ان لارفيق لى فى تلك المدينة وهناك اخرى قد قررت وداعها لااعرف متى اعود لها ولكن اعرف انى لن اعود لاراها من جديد ..لقد اكتفيت من ليزا بحياتى هكذا حدثت نفسى عندما رايتها تجلس الى جوارى..ذات الفتاة انها لاتتحدث تشاهد ما حولها تاكل فى هدوء تشرب قليلا لكنها لاتثمل ..عما تبحث سرحت مرت الساعة فرحلت ..طوال ثلاث ليالى لاحقة لم تبدل من عادتها ولم يعد ناصف ياتى من جديد ..عرفت انه ابتعد عن مقابلتى ..احباط ام غضب اردت ان ابكى ..ليس لاجله لاجلى انا فحسب ..كانت تعلم لهذا صمتت ..لن اعود لليزا من جديد..

سيعود اعرف لم يعرف سواى وبالكاد جدته ..اخترته هو فحسب ولم ارد سواه ..وبيت هيدرا ..لم يعد ذلك البيت العتيق بل لم اترك حجرا على حجر ..صنعته منه برجا عاليا ناطحة سحاب اسميتها برج هيدرا ..جعل من كل طابق عالما اخر بداخله لم اترك طابقا مثل الاخر ..لم اعد مجرد ليزا بل صاحبة هذا البرج العالى كنت اصنع برجى قبل ان يصنعه غيرى ..المح الاعين القادمة من السفر تلمحها من بعيدا ..الكل يعود لكن انا لم اترك ابدا لمن كنت سارحل ..لااجيد لغة ولم اتعلم سوى ما لفظته لى امى صغيرة ..ولكن الحب لم يعرفنى سوى للفتى الصغير ..لاوطن لى ولا وطن لليزا لقد ولدت من سلالة دميانة التى عاشت وماتت تخدم سيدتها وعندما رحلت ماتت وعندما اغلق البيت جزء من امى رحل وكان ارواح من سبقوها فى خدمة اهل هذا البيت تطاردها فطاردنى معها ..اسمع الصياح فى تلفازى قبل ان يعرف الالوان ثم يصبح مسطحا و42 بوصة تحتل مركز الصدارة ..لم اخشى ان يهاجم بيتى احد ولم اتطلع للنسوة من حولى واراقب ملابسهن التى طالت حتى بدت وحيدة لاتزال ترتدى الجيب ..احب شعرى اعشق كل خصله به ..اتركه يطيل رغم غضب الصغير ..ارتدى الفستان الملون ..احب ذراعى فساقى ..احب جسدى ..صرخ قلت امحو صورك انت فافعل فعل لكنى لم افعل ..دميانة كانت تفعل وابنتها وامى انهن منسيات بيت هيدرا اما انا فلا ..صغيرة عرفت ان لى جده هاربة ..شعرت بالاثارة وامى تحكى باقتضاب عنها انها امراة سيئة تركت امها وهربت مع غريب ليس من تلك البلد الى بلاده تخيلتها انا وبدأت افكر فى الرحيل لى اخريين يحملون دمائى وسط ارض اخرى انها ارض الاحلام لى ..لكن بيت هيدرا اسرنى حتى عندما طردت وعندما عشت فى غرفة السطوح انتظر عودته مساءا..اراقبه شاحب ينام بعيدا عند شروق الشمس انه يكره الظلام يخاف ان ينام ليلا ..يراقب العامة ..ماذا يحب هذا الرجل بحياتى لم اعرف ولا هو يعرف ..انه يجلس فحسب اخبرته فى ليلة عن بيت هيدرا قلت ساكون صاحبته فانا وريثته الشرعية انا الكل رحل ولم يتبقى سواى ..ضحك ..قلت سنوات الخدمة التى قضتها جدتى الكبرى وابنتها وجدتى وامى كل هذا لايكفى ..لابل يزيد ..ضحك..قلت انت لاتصلح لشىء انت فقط كرسى نعم كرسى والكل يعلم هذا..
لم اعد اراه سوى ساعتين خلال اليوم وهو نائم..يترك النقود على الطاولة ويرحل نقود لاتكفى لسد جوع ..ترك عمله الصباحى وعمل باخر ليلا لم يخبر احدا اين؟ لكنه يحضر اموال قليلة فحسب.. اخبرت امه ان سيعود لمذاكرتى من جديد سألتحق بالجامعة بدا من العام الجديد وما حاجتك للجامعة ؟سألتنى لم اجاوبها..دميانة وتريزا ورفقة التى توفيت من المرض جميعهن خدمن وايزيس تعلمت هى صارت معلمة بينما امى لم تتعلم سوى الخياطة ..انا لست مثل دميانة وبناتها انا اخرى ..انا وريثة بيت هيدرا الشرعية ..
تركت الصبى لديها صباحا وذهبت لجامعتى اخترت التجارة منها ..لم ارى فائدة لاخرى سواها الكل يشترى والكل يبيع بينما امى ماتت وناصف ضائع فى الليل ربما ينام فى بيت لاخرى فلم اعد اراه سوى كل ليلتين او ثلاث ينام ساعتين الظهيرة ويرحل ..اتاكد من انه ترك النقود ..الصبى فى حضن جدته اراجع كتبى ..كنت التهمها حقدا على كل اخرى تاتى متباهية واخرى متابطة ذراع واخرى نضرة مستريحة بينما تشققت قدماى وترهل جسدى واصابت الشيخوخة بشرة وجهى ..
كنت واحدة وسط مئات يسيرون من حولى فى كل مكان ..لم يلفت انتباهى احدهم من قبل سواه ..يجلس على كرسيه ينصت اليه الجميع باهتمام يشرح بانسياب قادما من بعيد ولد هناك يردد لاازال من هنا لكن لا انه يختلف عنهم فى شىء ما لم احدده بعد ..انتظر موعد المحاضرة الاخرى مع الوقت نسيت ان هناك ناصف ..انه فقط موعد الراتب الشهرى لم يكن هو يبالى ..يذهب لرؤية الصغير على فترات كنت اسمع شكوى امه تردد لايوجد لدى ولد جاحد مثلك ..ينظر اليها فى سكون ..لم تكن تتحدث من قبل يقولون انه الفتى الاكبر كان رجل البيت عندما رحل زوجها وعندما رحل هو عاد اليها الصوت من جديد حتى فتايتها صرن ينظرن اليها بريبه ..تردد متى ستنتهين من مشوار الجامعة هذا وتلتفتين الى ابنك؟لولا انى اعلم ان ابنى خائب لمنعتك من الذهاب ،بعد ان اموت لن تجدى من يطعم هذا الصغير..
يوما واحد عاد باكر جلس الى جوارى على الفراش تركت الصغير لدى امه كان الليل لاستذكارى لكنه جلس..هممت ان ارحل لكنه منعنى لم ارد ان اتشاجر معه لايمكن ان امنعه لايزال هناك عقدا بيننا ..تذكرت تلك الليلة عندما ظننت انه احبنى ..تذكرت كرهى عندما نفر منى فىا لصباح كرهته اكثر من عائلة هيدرا التى خدمتها جدتى وامى التى رحلت وابي ...ابى رايته يتحلل على فراشه اتعرفين هذا؟ لاادرى لما رائحتهم تصبح قبيحة يرتعش جسدهم لايعرفونك انها الرائحة لاتتبدل قط ..اتعرفين لما ؟ ..لم يكن ينظر لى بل يبتعد بوجه عنى بعيدا فرحت لانه لم يقترب اكثر من هذا ..كان صورة الاستاذ لاتزال حاضرة بيينا ..انتظر صباح الاثنين والثلاثاء والاربعاء لاجل محاضرته الصباحية قيل لى انه يعمل فى احدى الشركات الاستثمارية الجديدة التى بدات تفتح فى كل مكان ..الكل تغير اصبح هناك من الالوان الكثير..صرت ارى الجبن بالوان مختلفة تذكرت انها لم تحضر لنا سوى الجبن القديم لم اكن احب مذاقه لكن كان عليه تناوله فى المساء والصباح ..صرت اتشمم رائحة الشواء وانا فى طريقى لغرفتى فوق السطوح استمع عن اطعمه لذيذة سريعة لم اسمع بها من قبل يقولون انها من الغرب ليس مثلما كنت صغيرة ..والسعر تبدل ايضا لم يعد هناك معنى للقروش او الجنية برغم انها اكثر مما كانت تحصل عليه امى..لكن المال ظل قليل فى كلا الحالتين ..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج تلك المدينة3
- خارج تلك المدينة2
- خارج تلك المدينة1
- شارع القبط التكوين7
- شارع القبط التكوين5
- شارع القبط التكوين6
- شارع القبط التكوين3
- شارع القبط التكوين4
- شارع القبط التكوين1
- شارع القبط التكوين2
- ارض السراب الاخيرة
- ارض السراب16
- ارض السراب17
- ارض السراب14
- ارض السراب15
- ارض السراب12
- ارض السراب13
- ارض السراب10
- ارض السراب11
- اخترت الدمية


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - خارج تلك المدينة5