أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق البصري - جوهر الاختلاف !














المزيد.....

جوهر الاختلاف !


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 09:16
المحور: كتابات ساخرة
    


***************************************************************

جوهر الاختلاف ..
الناس مع كونهم يجهلون قيمة نفوسهم فهم يجهلون من هو الوضيع والرقيع بالنسبة لهم .
في صيف العراق حين ترتفع درجات الحرارة تنتاب الرجل منا رغبة عارمة للهرب بعيدا
وهو الخيار الأوحد بدلا من أن يرتكب جريمة ما او ينساق الى حماقات لاطائل منها
ربما كان السبب التكوين النفسي أو اليأس والعجز أوربما الميل للأجواء المعتدلة ،
في بيوت الأغنياء تغلق نوافذ البيوت وتسدل الستائر
وفي الشارع يرفع زجاج السيارات الحديثة وتبدأ وسائل التبريد الحديثة بالعمل وسط جحيم الصيف اللاهب ،
وفي القصور الفارهة وتحديدا داخل الغرف الواسعة حيث الأرضيات الرخامية
وقطع الأثاث المطلية بالدهان اللماع وهي تعكس الاضائة الخفيفة التي تبعث بالنفوس الشعور بالبرودة والراحة مع استمرار التيار الكهربائي دون انقطاع ،
أما إذا شعرت بالعطش فهناك من يقدم لك كأس من الكريستال فوق طبق من البلور الشراب المثلج من عصير الليمون أو البرتقال الطازج ،
حتى قطع الثلج الصغيرة وهي تصدم جوانب الكأس تبعث على الانتعاش والإحساس بالبرودة لمجرد النظر إليها
وحتى المشاكل هنا تختلف جذريا وذات طابع مغاير وأكاد اجزم أنه من الإجحاف أن نسميها مشاكل بقدر ماهي شؤون حياتية عادية ،
. أما في بيوت الفقراء فالأمور تختلف تماما
ففي بداية الموسم الذي يمتد من شهر آيار حتى نهاية شهر تشرين الأول حينها فقط تبدأ الحرارة بالانخفاض تدريجيا ، ففي بداية موسم اللهيب تضيق البيوت أكثر ما هي ضيقة بعكس نظرية تمدد الأشياء بالحرارة !!
وحين تشعر بالعطش فليس أمامك سوى ماء الثلج المصنوع بطريقة بدائية أو ماء الحنفية مع انقطاع الكهرباء لساعات إذ يأتيك ساخنا كالحساء ،
جميع الذكور أشبه بالعراة لا يكسوهم سوى الملابس الداخلية
أما الإناث فمخنوقات داخل كومة من الملابس الداكنة ولفافات الرأس وقد التصقت الملابس بالأجساد التي تفوح منها رائحة العرق بوجوه زرقاء بسبب صعوبة التنفس لقلة الأوكسجين
ناهيك عن النفير العام للحشرات الزاحفة والطائرة وكأنها القيامة ،
وإذا أغلقت النوافذ استحال البيت إلى قبر حقيقي فليس أمامك إلا الاختناق وقد غشتك رائحة المعدن المصبوغ بالمادة الحمراء مانعة الصدأ ،
عندما ترتفع درجات الحرارة هنا تهبط تبعا لها أخلاق الناس
إذ يصبحون هستيريين أكثر فيحتدم الشجار لأتفه الأسباب والأسباب تتناسل مشاكل ونزاعات حقيقية مخلفة وراءها ويلات
مع تفشي البطالة و ضعف الموارد وغول التشدد والتقشف
والاكثار من زيارة القبور وما يصاحبها من شعور بالجزع
زد على ذلك ممارسة رياضة سماع ادعية الرزق وترنيمات الصباح الجنائزية
بلكنة اعجمية تبعث على الحزن والقنوط ،
في قصور الأغنياء إذا صادف وانزعج الرجل أو الأمراة داخل البيت يستطيع كل واحد منهم وبكل سهولة أن يتمالك نفسه ويترك مكانه إلى التحول إلى أماكن أخرى في البيت الذي يعيشان فيه إلى أن يهدأ أو تهدأ ذلك لوسع مساحة البيت وتعدد طبقاته واتساع افق كلا الطرفين ولغة التفاهم والانسجام بينهما ، أما الرجل في الأسرة الفقيرة فهو محشور مع أطفاله وزوجته وإخوته وأخواته وأمه وأبيه كسمك السرد ين المعلب لضيق مساحة البيت والغرف ،والضغط المتزايد حتما يولد الانفجار
فإذا انهار وشعر باليأس فما عليه إلا الهرب من البيت مرارا او الخوض في مشاكل وتحديات لا حل لها
وكذلك الزوجة والأولاد الكل مشاريع دائمية للهرب تحت ضغط حياة لاجدوى منها اوخيار المكوث وسط اليأس
واقناع النفس بالصبر الى مالا نهاية ايضا دون جدوى ، وهذا هو جوهر الاختلاف ..

***************************************************************
صادق البصري / بغداد



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطات ملونة 3
- الأسياد الأموات لهم طول البقاء ..
- حلوى مالحة ..
- ذكرى عطر
- الهر هانز العبوس
- الحياة اليومية
- يقين العم عبد النبي ..
- نوافذ ..
- أحلام عباس زوره
- جميلة وخياط الخزف ..
- من داروين الى ماركس .. أسرار اليقظة الأنسانية !؟
- نازحون ضمن خارطة وطن ..
- قصص قصيرة ملونة .. (2)
- عيد جميل ..
- تحولات ..
- سارة زهور .. وحدي المساء أقدم من عويلي
- لقطات ملونة ..
- نثار حلم ..
- حوار العالم السفلي .. صادق البصري سطر مطر.. حاوره حسين علي ي ...
- أنا هنا منذ الآف العذابات ..


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق البصري - جوهر الاختلاف !