أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - النزاعات العشائرية في العراق















المزيد.....

النزاعات العشائرية في العراق


حمزة الكرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العراق هذا الزمان توجد مفاهيم نعتقد أنها غير موجودة في كل العصور ، من حيث التخلف والتقهقر والضحالة ، والقمع وتكميم الافواه ، والخطوط الحمراء
المشروع الامريكي في العراق ، أولى خطواته حل الجيش والشرطة ، ليحل محلهما الخيار الديني المليشياوي والعشائري .
الاحزاب التي تسلطت على العراق بعد عام 2003 ، أحزاب دينية ترفع شعار ( حاكمية الله ) ولاتعترف في متبنياتها ومعتقداتها بأي نظام سياسي وعشائري يخالف ( حكم السماء ) وهذا واضح من عناوينها الاسلامية ( حزب الدعوة الاسلامية ، حزب الفضيلة الاسلامي ، المجلس الاسلامي الاعلى ) وأحزاب أخرى مثل ( الحزب الاسلامي ) المشارك لهم في المحاصصة الطائفية .
هل هؤلاء فعلا يريدون ( حاكمية الله ) أم يكذبون ؟.
الديمقراطية في نظرهم هي ( حاكمية الانسان ) حكم الشعب ، يتعارض مع الحكم الاسلامي ، وسانية العشيرة تتعارض هي الاخرى مع الديمقراطية ومع حاكمية الله .
إذن لماذا هذا الالحاح من قبل ( الاحزاب الدينية ) في عملية المحاصصة على تشريع قانون ( العشائر ) وتقديم شيوخ العشائر في صدارة المشهد ، وتزاحم مواكب الاحزاب على ابواب مضايف العشائر ؟.
لابد من الوصول إلى إجوبة ، ومعرفة الهدف من تشريع قانون يضر بالدولة العراقية ، ويخالف الاسلام والديمقراطية ؟.
عام 1998إستمعت الى محاضرة ( روزخونية ) لإبراهيم الجعفري الاشيقر الباكستاني الجنسية ، يشتم فيها معاوية ابن ابي سفيان ، لان الاخير قال : لاحاجة لنا بالقرأن ، أعيدوا الناس إلى أنسابها ، فالجعفري يرفض قانون العشيرة ، ويريد قانون القرآن الكريم ، ومالذي دفع بالجعفري أن يتخلى عن شعاراته التي ملأت الدنيا ضجيجا ، ويلجأ إلى الدفع بإتجاه قانون ( سانية العشيرة ) ؟.
ولماذا المنظمات الدينية التي ترفع شعارات ( ولاية الفقيه ) مثل منظمة بدر وغيرها ، تصر اليوم ليتحول البلد مابعد ( داعش ) إلى دولة عشائر ، وقانون العشيرة يتعارض مع ولاية الفقيه ؟.
ولماذا لا يكون نظام الحكم في العراق على شاكلة نظام الحكم في إيران ، والحاكمون اليوم ( شيعة ) من اتباع ولاية الفقيه ؟.
ولماذا لاتصدر لنا نظرية ( أم القرى ) لصاحبها لاريجاني ، والتي تتبنى نظام الدولة الوطنية ، ومن أمثلتها : اذا تعارضت مصلحة الوطن مع مصلحة المذهب نغلب مصلحة الوطن على المذهب ، واذا تعارض شرطي مرور مع رجل دين ، نقف مع شرطي المرور لانه يؤمن لنا نظام السير ؟.
لماذا هذا الاصرار في العراق لتشريع قانون العشيرة ، الذي يخضع لسيطرة بريطانيا وامريكا وايران ؟.
الرسائل العملية لفقهاء الشيعة لاتعترف بسانية العشيرة ، والاحزاب الشيعية كلها مرتبطة بفقهاء كتبوا هذه الرسائل ، إذن لماذا يريدون تشريع قانون العشائر وهم بالامس إعترضوا على صدام حسين عندما قدم شيوخ العشائر ، واسموهم ( شيوخ التسعينات ) ؟.
هل لان شيوخ العشائر اليوم صمام أمان لمشروع الاحتلال الامريكي ، وهل من يتقاتل ويشعل نزاعات عشائرية بكافة الاسلحة على ( فردة إنعال ) جدير بقيادة دولة ؟
تحركت الاحزاب لتقديم شيوخ العشائر الذين أمنوا خطوط الامداد للمحتل الامريكي ، وسلحوهم ودفعوا لهم الاموال ، وشرعوا لهم القوانين ، بتعمد وسياسة الاحتلال تهدف إلى تقويض الدولة العراقية ، وأتباع المحتل يحزنهم حضور الدولة ، ولهذا شرعوا القوانين التي تغيب الدولة ، وهي قوانين العشيرة والمليشيات التي يقودها رجال دين ، وحتى سن القوانين هو مشابه لتلك القوانين في دولة إسرائيل ، حيث أوكلت مهمة التشريع لرجال الدين .
وليس جديدا على العراق النزاعات العشائرية ، نفس الغارات التي كانت تحصل بين العشائر ، هي نفسها التي تحصل اليوم في البصرة ، حيث يقطع رجال العشيرة اربعين كم من شمال البصرة لدك قلب المدينة بكافة أنواع الاسلحة .
واليكم هذه الفصول من المعارك التي نشبت بين القبائل العراقية على حيازة الارض ، وعلى إستعادة رحل حمار مسروق :

(مشاكل حيازة الارض وماتجره من ويلات بين العشائر
كانت الحكومة التركية ترهب جانب العشائر وتخشى قوتها وتتحاشا ألإصطدام بها ففي كثير من الاحيان تعجز عن حفظ الأمن في مناطقها وربوعها ، ومن تحصيل الأموال الأميرية من المكلفين من رجالها فإذا عزمت على القيام بمثل هذه الإمور تضطر لجمع أكبر عدد ممكن من القوات مع معداتها وأسلحتها ، وكم من مرة تتأخر في القيام لتأديب بعض العشائر أو المدن لتحصيل الأموال إلى أشهر بل إلى سنة أو أكثر لما يكلفها ذلك من أعمال ومراسلات ومخابرات حتى يتسنى لها إحضار القوات اللازمة من استنابول وغيرها من البلدان الاخرى التي تسيطر عليها ، وحتى في تهيئة مثل هذه الإستعدادات وجمع مثل هذه الجيوش فإنها كثيرا ما تصطدم بالعشائر وترجع خائبة مهزومة ، فكانت لاتملك من الوسائل لإخضاع العشائر إلا بإيقاع الشقاق وإحلال الفرقة بينها ، لاسيما بين الرؤساء والشيوخ ، فتستمليهم بواسطة الارض ، فتعطي هذا الشيخ الارض الفلانية ، بعد ماتسلبها من الثاني ، ثم تأخذها منه وتعطيها لآخر وهكذا ، فبسبب هذا التأخير والتقديم والأخذ والعطاء ، تتأجج بينهم الأحقاد والعداوات فتؤدي إلى الحروب والمعارك ، وهم يستسهلون إراقة الدماء وقتل الأبرياء في سبيل إكتساب الأرض والسيطرة عليها ، لانها قوام زعامتهم وأساس نفوذهم فإنهم لايتمكنون من فرض هذه السيطرة على الأخرين إلا بإمتلاك الأرض فالذي يملك أخصب الأرض وأوسعها يملك أكثر الجموع وأقواها ، فقوة الرئيس تقاس بما يملك من الأرض وما يحوز من المساحات الواسعة فلأجل أن يسيطر ويفرض هيبته ونفوذه على المجاورين يعمل بكل وسيلة للتغلب على الأرض والسيطرة عليها وإمتلاكها ، سواء بطريق الإلتزام من الحكومة أو بطريق القوة والقتال أو بغيره ، فكم تسفك من الدماء ، وكم تضيع من العائلات ويتشتت أفرادها بعد فقد من يعيل بها ، وكم من العشائر يحل بها الخراب والدمار وتصبح ذليلة ضعيفة مهضومة الحقوق ، بسبب مطامع بعض الشيوخ والرؤساء وتثبيت زعامتهم وتوسيع نفوذهم ومواردهم ، ليتحكموا في رقاب ومقدرات الأخرين .
فكانت تقع المعارك وتزهق الأرواح البريئة وتسيل الدماء الغزيرة في سبيل توطيد حكم رئيس أو تعاون مع حليف أو رغبة صديق ، فلا تمر أيام معدودات إلا وتسمع إطلاق نار ولعلة رصاص وأهازيج الرجال و زوغاريد النساء وصلصلة السلاح ودوي الأصداء في الفضاء ، ولا شيء من وراء هذا إلا بعثرة الأشلاء وأنين الجرحى وبكاء الثكلى وكثرة القتلى وإشتعال النار في البيوت والمساكن ، والدموع والحسرات والخراب .
فالأرض و حيازتها أقوى أسلحة الحكومة لتثبيت سيطرتها ، وتحقيق أهدافها وبسط نفوذها على العشائر والقبائل .
ولنعطي القارئ صورة من واقع هذه الأحداث المؤلمة والأوضاع المحزنة ، نذكر بعض المعارك التي تشب نيرانها بين حين وآخر بسبب التخاصم والتنازع على الأرض والرياسة ، فنذكر أولا المعركة التي جرت بين عشيرة الغزالات وعشيرة آل شبل في أراضي البحر في مكان يسمى ( الراكوب ) في ناحية الحيرة وقضاء أبي صخير .
معركة الراكوب
سنة 1326 ه
الغزالات وآل شبل من القبائل التي تسكن في قضاء أبي صخير وتقع أراضيها في منطقة النخل وأراضي البحر وغيرها من المناطق المحاذية إلى أراضي آل فتلة وآل إبراهيم من جهة الغرب والجنوب ، وتتبع هاتان العشيرتان قبيلة الخزاعل حسب التقسيم العشائري القديم والتكتل القبلي المعروف ، ولتداخل أراضي هاتين العشيرتين وإختلاط منازلهما في أكثر المناطق لاسيما في منطقة النخل والبحر تعتبران كعشيرة واحدة وإن عشائر منطقة النخل مثل عشيرة الجنابات ، والليهبات والجبور وغيرها يعود قسم منها إلى الغزالات ، والقسم الاخر إلى آل شبل ، حسب التحالف الواقع بينهم ، ويتسابق كل من العشيرتين إلى جلب ود هذه العشائر وضمها إلى صفها ، وكان عليوي الرخيص رئيس آل شبل حليف آل فرعون رؤساء ال فتلة ، وهو اقوى الرؤساء في منطقة النخل ، ويروم السيطرة على كل هذه العشائر ، بما فيها الغزالات وأحلافهم من أهل النخل .
فأخذ يكثر التنافس بين الطرفين ، وفي مثل هذه الحالات يكثر بين العشائر إستعراض العضلات وإظهار القوة ، وإستعراض السلاح بالتجمع والهوسات ( الاهازيج ) وإنشاد الاشعار من مدح وهجاء ، والإشادة بقوة عشيرة المنشد ، والتقليل والإستهانة بقوة الاخرين ، والاشارة إلى بعض الحوادث والوقائع إن كانت هناك إنتصارات لجماعة الشاعر وعشيرته على العشيرة الاخرى وبعث لإثارة النعرات والحزازات والاحقاد .
وفي أحد الايام عمد جماعة من آل شبل وإختطفوا ( رحلا ) يعود يعود إلى أحد افراد عشيرة الجبور المتحالفين مع الغزالات من ( البو وحيد ) فأساء الغزالات هذا العمل من آل شبل على حليفهم وطالبوهم برد الرحل إلى صاحبه ، فلم يستجب آل شبل إلى هذا الطلب ولم يعيروه اي إلتفات ، فثارت ثائرة الغزالات وعملت برءوسهم النخوة والنعرات القبلية ، فهجم شباب منهم من القريبين من آل شبل وأطلقوا النار عليهم ، ثم تتابعت جموع العشيرتين وإلتحقت بالمعركة وكانت معركة رهيبة طاحنة ، إذ قتل فيها من آل شبل ( مائة ) قتيل ومن الغزالات ستين قتيلا فكان المجموع ( مائة وستون ) قتيلا عدى الجرحى الذين كانوا اضعاف عدد القتلى من الطرفين .
ولكن عليوي آل إرخيص لم يهدأ ولم يكتف بهذا بل جعل يعمل للانتقام من الغزالات ، وإثارة معركة ثانية ضدهم ، فأخذ يؤلب العشائر الاخرى لاسيما حلفاءه آل فرعون لضربهم وضرب أهل النخل والانتقام منهم .
من كتاب البطولة في ثورة العشرين
السيد عبد الشهيد الياسري
عام 1966 )




#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتحرر العقل العراقي ؟
- الترحم على الحصة التموينية
- بشراء الاصوات والذمم سقطت الدولة العراقية
- ظاهرة دونالد ترامب
- ثورة السحل في العراق قادمة
- إعلان ولاية فقيه في العراق
- من القدس إلى النجف هدم المنازل
- نهاية زمن الدولة الوطنية
- خطورة حكم رجال الدين على الانسانية
- حلم أحفاد كسرى في العراق
- حج كربلاء محو لذنوب الساسة
- إنقراض الدولة العراقية
- أبناء بريطانية العظمى في العراق
- مهندسو الخراب في العراق
- التبعية
- ( صلاة الواو بين النافورة والجسر )
- المقدس في حياة الناس
- قريتنا المنسية
- إصلاحات حيدر العبادي
- أغاني الناس وأغاني العمائم


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - النزاعات العشائرية في العراق